في منطقة شهدت توترات على مدار الأشهر الماضية، يبدو أن روسيا قررت لعب دور الوسيط في شرق البحر المتوسط، بهدف تهدئة ملف النفط والغاز قبل أن ينفجر.
فقد قالت الحكومة القبرصية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن وعد بالتوسط مع تركيا، في محاولة لتخفيف حدة التوترات المتزايدة بشأن التنقيب عن مصادر الطاقة في مياه شرق المتوسط.
وأكد المتحدث باسم الحكومة القبرصية كيرياكوس كوشوس أن روسيا تراقب تطورات الأحداث في مياه المتوسط عن كثب وبقلق بالغ. وتكشف تصريحات المتحدث أن روسيا قررت التدخل في أتون الخلاف في منطقة ساخنة، لكن من باب التوسط لنزع فتيل التوتر بين تركيا وقبرص اليونانية.
وأكد المتحدث باسم نيقوصيا أن بوتن اتصل هاتفيا بالرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس في مكالمة استمرت 45 دقيقة، ووعده بالتدخل لتخفيف حدة التوترات المتزايدة بشأن التنقيب عن النفط والغاز في البحر.
وأشار كوشوس إلى أن بوتن "يراقب الوضع عن كثب وبقلق بالغ ويدعم حل الإشكاليات من خلال المفاوضات".
ولم تتضح بعد طبيعة التصور الروسي لحلحلة خلاف النفط والغاز، لكن أهمية القرار التركي ينبع من توقيته، فهو يأتي في ظل إبحار سفينة الأبحاث التركية "بارباروس" حاليا قبالة الساحل الجنوبي الشرقي لقبرص.
وفي هذه المنطقة، أصدرت قبرص بالفعل تراخيص لشركات الطاقة الإيطالية والفرنسية للتنقيب عن الغاز، وسط رغبة تركية عارمة في مزاحمة الباحثين عن الطاقة شرقي المتوسط.
وأثارت التحركات التركية حفيظ الاتحاد الأوروبي الذي فرض عقوبات على كبار المسؤولين في شركة البترول التركية، بسبب الحفر في المياه القبرصية.
وتقول قبرص إن تصرفات تركيا تنتهك القانون الدولي، وتجادل بأن أنقرة تستخدم القبارصة الأتراك كذريعة لاستيلاءها على السلطة الإقليمية.
كما حثت الولايات المتحدة تركيا في وقت سابق على وقف جهود الحفر التي تثير التوترات الإقليمية، لكن أنقرة تقول إنها لديها حقوق بحرية.
وفي السياق ذاته وتحت تهديدات أوروبا، تراجعت أنقرة هذا الأسبوع عن محاولة مماثلة لاستكشاف الغاز بالقرب من 3 جزر يونانية، وهو ما أثار مخاوف من حصول توتر عسكري في المنطقة.
وتدعو قبرص واليونان دول الاتحاد الأوروبي إلى فرض مزيد من العقوبات على تركيا لردع انتهاكاتها في المتوسط.