الرئيسية / شؤون دولية / "الغور" يعيد شبح الحرب بين إسرائيل والأردن بعد عشر سنوات من الهدوء
"الغور" يعيد شبح الحرب بين إسرائيل والأردن بعد عشر سنوات من الهدوء

"الغور" يعيد شبح الحرب بين إسرائيل والأردن بعد عشر سنوات من الهدوء

04 ديسمبر 2019 12:53 مساء (يمن برس)
بعد هدوء امتد لعشرات السنين على الحدود الأردنية الإسرائيلية بسبب توقيع الطرفين على معاهدة السلام بوادي عربة في 26 أكتوبر/ تشرين الأول من العام 1994، حرك نتنياهو رمال المنطقة مجددا من خلال طرحه مسألة ضم غور الأردن إلى إسرائيل واعتباره الحدود الشرقية لها.

في حملته الانتخابية الأخيرة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل لن تعود أبدا دولة على عرض عدة كيلومترات، وغور الأردن سيبقى تحت سيادتها إلى الأبد.

وتأتي تصريحات نتنياهو بعد إعلان واشنطن على لسان وزير خارجيتها مايك بومبيو، أن حكومة بلاده لم تعد ترى في بناء المستوطنات في الضفة الغربية انتهاكا للقانون الدولي، بالإضافة إلى محاولة استغلال نتنياهو الموضوع ومحاولة جعله فرصة تاريخية لن تتكرر لضم مناطق في الضفة الغربية من ضمنها غور الأردن، لتصبح جزءًا من دولة الإسرائيلية.

وبحسب الخبير الفلسطيني، أيمن الرقب، فإن منطقة غور الأردن تعتبر مهمة لكلا البلدين، فبالنسبة لإسرائيل فهي تقوم ببناء مستعمرات عسكرية ومدنية، وأكثر من 80% من هذه المنطقة تقع تحت سيطرتها، وبالتالي يريد (نتنياهو) ضمها بشكل كامل".

كما يحاول نتنياهو عبر هذه القضية إنقاذ نفسه من طرح هذه المسألة في خضم التنافس الحاد في الانتخابات الإسرائيلية، حيث يعمد بهذه الطريقة بإرضاء ناخبيه ليحصل على أكبر عدد من الأصوات، لذلك يرى نتنياهو أن كل فرصة يجب أن يستغلها جيدًا، خصوصا تلك التي تصدر من جانب إدارة ترامب، كتلك التي حدثت في الانتخابات الماضية، باعتبار الجولان تابعة لإسرائيل".

أما الجانب الأردني فرد بطريقة مغايرة على التحرك الإسرائيلي وتجلى ذلك من خلال مناورات عسكرية أردنية هي الأول من نوعها في المنطقة تحت عنوان "سيوف الكرامة"، مستندا إلى معركة الكرامة التي جرت عام 1968 وانتصر فيها على الجيش الإسرائيلي .

وأشرف على المناورة العسكرية العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، مباشرة ويرافقه عدد من الضباط وملحقين عسكريين أجانب لدى الأردن، وشارك في المناورة عناصر ومدرعات عسكرية بالإضافة إلى سلاح المدفعية والطائرات المقاتلة والعامودية.

وبهذا الصدد اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن الجيش الأردني أجرى تدريبات واسعة النطاق تم خلالها التدريب على سيناريو يحاكي غزوا للمملكة من الغرب، تم إحباطه بتدمير جسور على النهر عند الحدود مع إسرائيل.

وأضاف سائلا: "من هي الدول الغامضة غير المعروفة التي تهدد الأردن من الغرب؟ لا شك إنها إسرائيل". وتابع قائلا: "إن التمرين يتوافق مع الخطاب الواضح المناهض لإسرائيل الذي سمع مؤخراً في وسائل الإعلام في الأردن، إن الملك عبد الله غاضب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، منذ إعلان نيته ضم غور الأردن، عشية الانتخابات الأخيرة للكنيست، في سبتمبر/أيلول من هذا العام".

هذه الخطوة الأردنية لاقت قلقا إسرائيليا كبيرا، وتجلى ذلك من خلال تعليق المحللين والخبراء على وسائل الإعلام الإسرائيلية الذين اعتبروا أنه لم يتم ذكر اسم إسرائيل صراحة خلال المناورة، لكن يبدو أنه إشارة سياسية من المملكة حول عمق التوتر القائم".

هذا الوضع المتأزم وضع الإسرائيليين في مأزق ودوامة لا نهاية منها ما بين مشروع نتنياهو لإنقاذ نفسه وتنفيذه في حال فوزه، وتحذيرات الخبراء والسياسيين الإسرائيليين من أثر ضم غور الأردن ما يضع معاهدة للسلام بين الأردن وإسرائيل في خطر كبير لا تحمد عقباه.
شارك الخبر