الرئيسية / تقارير وحوارات / نشر تفاصيل مرعبة لمأساة "طفلة" تناوبت 7 ذئاب بشرية على افتراس براءتها
نشر تفاصيل مرعبة لمأساة \"طفلة\" تناوبت 7 ذئاب بشرية على افتراس براءتها

نشر تفاصيل مرعبة لمأساة "طفلة" تناوبت 7 ذئاب بشرية على افتراس براءتها

07 يونيو 2012 05:01 صباحا (يمن برس)
خلال الأسابيع الماضية امتنع «مأرب برس» عن نشر أي مادة خبرية حول «قضية اغتصاب طفلة عصر»، جراء عدم امتلاك الموقع لأي معلومات دقيقة حول القضية، خصوصا وأن عددا من المواقع الإخبارية نشرت روايات متعددة، معظمها إشعاعات، فيما ظلت الحقيقة غائبة.

ليلة أمس الثلاثاء، تلقى «مأرب برس» اتصالا هاتفيا من أحد المطلعين على القضية، وهو «حسن الرضي» الذي عاتب الموقع لعدم نشر أي شيء عن مأساة تلك الطفلة، وتكفل بتزويد الموقع بالمعلومات الدقيقة حول القضية.

وبرفقة «حسين الرضي» انتقل المحرر المختص في «مأرب برس» إلى حارة الآنسي، بمنطقة عصر بصنعاء، لتقصي الحقائق حول قضية فتاة عصر، التي تعددت الروايات حول قصة اغتصابها من قبل عصابة من أرباب السوابق المعروفين في المنطقة.

وهناك في حارة الآنسي التقى «مأرب برس» بعدد من أصحاب الشأن، وتمكن من الاطلاع على تفاصيل القصة الكاملة لمأساة تلك الفتاة.

عندما تصبح البراءة فريسة للذئاب
«أ، ط، ع».. هذه ليست الأحرف الأولى من اسم طفلة عصر، ولكنه اسم رمزي اختاره «مأرب برس» للطفلة، حرصا على عدم الكشف عن هويتها، مع التأكيد بأن إدارة الموقع تحتفظ باسمها وباسم والدها كاملا.

الفتاة التي اشتهرت بـ«طفلة عصر» هي فتاة لم تتجاوز السادسة عشرة من عمرها (تقريبا)، خرجت فجر العاشر من شهر مايو الماضي، من منزلها في منطقة عصر بصنعاء، بهدف جلب «صرف كدم» خاص بوالدها، وكان خروجها باكرا حرصا منها على أن تصل قبل ازدحام الفرن الذي تأخذ منه «الكدم» يوميا.

لم تكن تعلم بعد خروجها من منزل والدها، بأن مجموعة من الذئاب البشرية تتبعها استعدادا لافتراس براءتها، مستغلين خلو الشوارع بعد الفجر من المارة، ولدى مرورها بأحد الشوارع الفرعية في المنطقة، انقض عليها سبعة رجال، أحاطوا بها، وبدأوا باقتيادها بالقوة إلى متن سيارة نقل صغيرة «دباب نقل مكشوف».

لم يكن بمقدور تلك الفتاة أمام تلك الذئاب البشرية، سوى أن تصرخ بأعلى صوتها لعل أحدا ما يبادر لإنقاذها من براثنهم، وأثناء مقاومتها المستميتة لهم، سمع صراخها بعض الأشخاص أثناء خروجهم من مسجد قريب كانوا يؤدون فيه صلاة الفجر.

ثلاثة أشخاص هرعوا إلى مصدر صرخات الاستغاثة التي أطلقتها تلك الفتاة، لكن أحدا منهم لم يجرؤ على عمل شيء، فهؤلاء الذئاب البشرية من أبناء المنطقة، وهم معروفون بأنهم من أرباب السوابق، ويتجنب الجميع الاحتكاك بهم، وأحدهم يلقب بـ«البطل» كناية إلى قوته وفتوته التي يهابها الجميع.

شخص رابع سمع صرخات الاستغاثة، وهرع بسرعة إلى المكان، وحاول أن يعمل شيء لإنقاذها من أيدي عصابة الذئاب البشرية، لكن أكبرهم جسما دفعه بقوة، وألقى به في الأرض، وحذره من التدخل، وأمره بمغادرة المكان.

عندها وقف الأشخاص الأربعة عاجزين عن فعل شيء، معللين عجزهم هذا بأن الأشخاص السبعة كانوا مسلحين، كما أن رائحة الخمر كانت تفوح من أفواههم، وقد يقدمون على اقتراف جريمة أخرى، وهم في حالة سكر.

وتحت سمع وبصر الشهود الأربعة، تمكنت عصابة الذئاب البشرية من اقتياد الفتاة بالقوة إلى متن «الدباب»، الذي وضع في مؤخرته فراش بسيط، ثم تحركت السيارة إلى منطقة تعرف بـ«السائلة»، وفي مكان ما هناك تناوبت عصابة الذئاب على افتراس براءة طفلة لم تكمل بعد ربيعها السادس عشر.

ثورة خوف في المنطقة
لم تكد شمس ذلك اليوم تتوسط السماء، حتى كان الخبر قد ذاع في المنطقة برمتها، فثارت ثائرة الأهالي، خصوصا وأن أفراد تلك العصابة معروفون في المنطقة، وبعضهم مطلوبون أمنيا في سوابق عدة.

ونظرا لخوف الأهالي من أن يتكرر سيناريو تلك الفتاة مرة أخرى في المنطقة، اجتمع سكان المنطقة، وعدد من عقال الحارات، في منزل عضو مجلس النواب، الشيخ محمد مشلي الرضي، واتفق المجتمعون على إبلاغ الجهات المختصة، ومطالبتها بإلقاء القبض على تلك العصابة التي تتحرك في المنطقة بكل حرية.

رفع الأهالي عدة مذكرات إلى النيابة والعامة، وأمن العاصمة، يطالبون فيها بإلقاء القبض على أفراد تلك العصابة، غير أن رد النيابة العامة كان صادما لهم، فقد تم رفض طلب الأهالي بإلقاء القبض على تلك العصابة بحجة أنه لم يثبت لدى النيابة حدوث واقعة اغتصاب.

لم يكن الأهالي يتحدثون عن واقعة اغتصاب، ولكن عن واقعة اختطاف فتاة، مثبته بشهادة أربعة شهود، والجناة معروفون، وأصحاب سوابق، ومع هذا تم رفض طلب إلقاء القبض عليهم.

غير أن تصعيد سكان المنطقة، بسبب خوفهم على أعراضهم، وتسرب القضية إلى الصحافة، وتحولها إلى قضية رأي عام، غير موقف الجهات المختصة.

بين قلق التشهير وعواقب التستر
سرعان ما انتشر الخبر، وتحول إلى مادة للإثارة عبر بعض وسائل الإعلام، واختلطت الحقائق بالإشاعات، وبدأت الاتهامات للجهات المختصة بالتستر على الجناة، وهو الأمر الذي دفع أمن أمانة العاصمة، إلى استدعاء والد الفتاة، الذي أنكر تعرض ابنته للاغتصاب، غير أن مسؤولي الأمن لم يكونوا في وضع يسمح لهم بتقدير مخاوفه على سمعة ابنته، فقامت إدارة الأمن بوضعه في السجن لإرغامه على الاعتراف بواقعة الاغتصاب على ابنته.

كان الجناة طلقاء يتجولون في حارات المنطقة بكل حرية، فيما كان والد الفتاة مصرا على إنكار الواقعة، خوفا على سمعة ابنته من ناحية، ثم بسبب التهديدات التي تلقها، من قبل أفراد العصابة فيما إذا اعترف بواقعة الاغتصاب.

كان الأهالي مدركين للتهديدات التي يشكلها بقاء أفراد العصابة طلقاء في المنطقة، وتمكن الشيخ محمد مشلي الرضي من استخراج أمر بإلقاء القبض عليهم، غير أن قسم شرطة المعلمي الذي كلف بضبط المتهمين، لم يتمكن من إلقاء القبض على أي أحد منهم رغم قيامه بعدة محاولات لضبطهم، فقد كانوا يتمكنون من الفرار فور وصول أي قوة إلى المنطقة لإلقاء القبض عليهم.

وبالتعاون مع الأهالي تمكن رجال الأمن بعد مراقبة طويلة، من إلقاء القبض على أحدهم، وإيداعه في السجن الاحتياطي بقسم المعلمي، غير أن المشكلة ظلت في إصرار والد الفتاة الاعتراف بواقعة الاغتصاب، حتى أنه أنكر تعرض الفتاة للاختطاف، رغم شهادة الشهود بواقعة الاختطاف، وذلك بسبب التهديدات التي تعرض لها من قبل أفراد العصابة، الذين لازالوا طلقاء حتى الآن.

صباح اليوم الأربعاء، استدعى أمن أمانة العاصمة الفتاة، وبعد جهود مضنية تمكن رجال الأمن من إرغامه على الاعتراف، بعد أن اعترفت الفتاة بتعرضها للاغتصاب، ومن المتوقع أن تتم مواجهة المتهم الذي تم إلقاء القبض عليه بالتهم الموجهة إليه، وأن يتم إلقاء القبض على بقية أفراد العصابة.

مخاوف مشروعة
يتخوف أبناء المنطقة من أي تواطؤ من قبل الأجهزة المختصة لإطلاق المتهم، خصوصا وأن المتهمين الذين لا زالوا فارين قد يحصلون على دعم من قبل جهات ما، لإغلاق ملف القضية.

كما يتخوف أبناء المنطقة من إقدام العصابة على ارتكاب أي جرائم أخرى ضد أبناء المنطقة، انتقاما منهم، خصوصا وأن لهم سوابق.

وفيما يتخوف أبناء المنطقة على أعراضهم، يتخوف البعض من أن تصبح تلك الفتاة ضحية وفريسة سهلة لبعض ضعاف النفوس، خصوصا وأنه ليس هناك أي منظمة حقوقية تتابع القضية، أثناء استدعاء الفتاة للتحقيق معها في القضية.

وأفاد عاقل حارة الآنسي بعصر، عبد الملك الرضي بأن هناك اعتداءات أخرى شهدتها المنطقة والمناطق المجاورة، إحداها اعتراض امرأة كانت تقود سيارة في شارع الخمسين من قبل عصابة حاولت اغتصابها، وتركتها بعد أن اكتشفت بأن المرأة كبيرة في السن.

مبادرة طيبة
صباح اليوم وجه الرئيس عبدربه منصور هادي كلاً من النائب العام ووزير الداخلية باتخاذ الإجراءات اللازمة فيما يتعلق بالقضية، وذلك عقب وقفة احتجاجية نفذها ناشطون أمام منزله تضامنا مع الطفلة المغتصبة.

ورفع المحتجون رسالة خطية إلى الرئيس هادي طالبوا فيها بسرعة التوجيه إلى الأجهزة المختصة لكشف ملابسات الحادث وتوضيحها للرأي العام، وسرعة ضبط الجناة.

وتعتزم منظمة هود ومنظمات حقوقية أخرى وناشطون حقوقيون تنفيذ وقفة أخرى السبت القادم أمام مكتب النائب العام للمطالبة بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة، مهيبين بجميع المهتمين المشاركة حتى تأخذ العدالة مجراها.

* ملاحظة: ينشر «مأرب برس» نسخا من مطالبات ومناشدات سكان المنطقة التي تتضمن أسماء المتهمين في القضية، وفقا لشهادة الشهود، بالإضافة إلى توقيعات الأهالي المطالبين بإلقاء القبض على الجناة.

(للتكبير يرجى فتح الصورة في صفحة مستقلة)



















*المصدر: نقلاً عن مأرب برس
شارك الخبر