يمن برس - وكالات:
قتل 11 شخصا على الأقل بينهم 5 جنود باكستانيين وأصيب 45 آخرين، عندما فجر انتحاري نفسه بين تجمع للجنود الباكستانيين على مقربة من سوق مزدحم متاخم للمسجد الأحمر في العاصمة الباكستانية إسلام أباد اليوم الجمعة، تزامناً مع اضطرابات يشهدها المسجد بعد رفض المصلين أداء الصلاة خلف إمام جديد عينته الحكومة، في وقت جددت باكستان رفضها بقوة تهديدات أمريكا بتوجيه هجمات داخل البلاد:
فقد قتل 11 شخصا على الأقل بينهم 5 جنود باكستانيين وأصيب 45 آخرين، عندما فجر انتحاري نفسه بين تجمع للجنود الباكستانيين على مقربة من سوق مزدحم متاخم للمسجد الأحمر في العاصمة الباكستانية إسلام أباد اليوم الجمعة.
وافاد مراسل قناة "الجزيرة "الاخبارية بأن الانفجار وقع عندما فجر انتحاري نفسه داخل مطعم قريب من المسجد الأحمر، ونقل عن شهود عيان قولهم :" إن الانتحاري دخل المطعم وطلب الطعاب ثم قال الله أكبر وفجر نفسه ".
وتزامن هذا الانفجار مع ما يشهده المسجد الأحمر اليوم الجمعة من اضطرابات بعد رفض المصلين أداء الصلاة خلف إمام جديد عينته الحكومة، واجبروا الإمام على الخروج من المسجد. وتظاهر المئات وهتفوا مطالبين بعودة إمام المسجد الشيخ عبد العزيز المعتقل حالياً لدى الحكومة.
وأطلقت قوات الشرطة الباكستانية القنابل المسيلة للدموع على مئات الطلبة الغاضبين الذين انتشروا داخل المسجد الأحمر. وواجهت مدرعات مكافحة الشغب الطلبة الذين تجمعوا داخل المسجد وحوله. ونقلا عن شهود عيان فإن بعض الطلبة بدأوا في إلقاء الحجارة على قوات الشرطة، وبعضهم كان يحمل هراوات.
وقال الامام مولانا اشفق الذي وفر له رجال الأمن ومساعده لياقت بلوش تغطية أمنية ليبتعدا عن مكان المظاهرة إنه "لن يؤم المصلين في المسجد الاحمر نهائيا".
وكانت قوات الأمن الباكستانية فرضت حصارا على مجمع المسجد في الثالث من الشهر الجاري لمدة اسبوع ثم اقتحمت المسجد بعد رفض اتباع رجال دين متشدد الاستسلام وقتل 102 شخص.
إعادة فتح المسجد
=============
وكانت باكستان قد اعادت فتح المسجد الأحمر في إسلام اباد للصلاة امس الخميس بعد ثلاثة أسابيع من معارك شرسة دارت فيه بين قوات الأمن وإسلاميين قتل فيها العشرات.
وقالت الحكومة إن حوائط المسجد التي كانت مليئة بثقوب الرصاص تم إصلاحها وإن المدرسة الدينية ستهدم لأن مبناها أصبح غير آمن. واستخدمت رافعات كبيرة لإزالة الأنقاض ونصبت خيام في ساحة المسجد استعدادا لصلاة الجمعة.
مهاجمة أمريكا لباكستان
================
وكان تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية نقل أمس عن مسؤولين في البيت الابيض قولهم في شهادات أمام الكونجرس إن الولايات المتحدة راغبة في شن هجمات عسكرية ضد قواعد تنظيم القاعدة "الإرهابي" داخل الأراضي الباكستانية.
وذكرت الصحيفة أن المسئولين في الإدارة الأمريكية قالوا في جلسة استماع مشتركة للجنة الاستخبارات والقوات المسلحة في الكونجرس الأربعاء، إن قيام القوات الخاصة الأمريكية بشن هجمات سيكون خياراً محتملاً إذا كانت المعلومات الاستخبارية المتعلقة بقواعد تنظيم القاعدة داخل الأراضي الباكستانية كافية.
وكان الكونجرس دعا إلى عقد الجلسة المشتركة بعد الاطلاع على تقرير جهاز الاستخبارات القومية الذي نشر في الأسبوع الماضي وجاء فيه أن تنظيم القاعدة أقام له قاعدة في شمال إقليم وزيرستان وهي منطقة جبلية قبلية خارجة عن سيطرة الحكومة الباكستانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض أعضاء اللجنتين عبروا عن وجهة نظر الأمريكي الراغب في رؤية الحكومة الأمريكية وهي تنتهج دوراً أكثر عدائية لإزالة القواعد الإرهابية.
باكستان ترفض التهديدات
================
من جانبه رفض الرئيس الباكستاني برويز مشرف بقوة تهديدات أمريكا بتوجيه ضربات داخل باكستان وقال :"إن بلاده قادرة بالكامل على العمل ضد الإرهابيين وأنها لا تحتاج لمساعدة خارجية في هذا الصدد".
وأضاف مشرف "إنه ليس صحيحا الادعاء أن القاعدة قامت بتجميع صفوفها في المناطق القبلية الباكستانية أو أن تلك المنطقة أصبحت ملاذا آمنا لهم".
وتابع الرئيس مشرف أن أعداداً قليلة من عناصر القاعدة موجودة في المنطقة وأن السلطات الباكستانية تلاحقها، وقال إن القوات الباكستانية هي الوحيدة التي ستعمل داخل الأراضي الباكستانية وإنها قادرة بالكامل على القيام بتلك المهمة.
وأضاف "إننا نحارب التطرف والإرهاب لمصالحنا الوطنية، وليس علينا إرضاء أي أحد ولسنا في حاجة لتبرير أي شيء لأي أحد".
وقال أيضا إنه لن يسمح لأي دولة خارجية بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية بالقيام بأي عمليات داخل الأراضي الباكستانية.
أما وزير الخارجية الباكستاني خورشيد قاصوري فقد اعتبر هو الآخر بيانات واشنطن حول إمكانية قيام القوات الامريكية بضرب مواقع المسلحين داخل الاراضي الباكستانية، اعتبرها تصريحات غير مسؤولة، ولها انعكاسات سلبية.
وخلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية البريطاني، اضاف قاصوري: "إن تلك التصريحات قد تكون لها علاقة بالموسم الانتخابي الامريكي.
بريطانيا تعترض على التهديدات
====================
من جانبها، اعترضت بريطانيا ايضا على التهديد الامريكي بالتوغل داخل المناطق القبلية الباكستانية.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند: "إن الطريق الصحيح للمضي قدما هو الطريق المبني على الشراكة بين مختلف الدول".
وكانت مستشارة الامن الداخلي في البيت الابيض فرانسيس تاونسيند قد صرحت في وقت سابق من الاسبوع الجاري أن بلادها ستستخدم كافة الادوات للتصدي لعناصر القاعدة وطالبان داخل باكستان.
إلا أن واشنطن نفت بعد ذلك هذا الاحتمال حيث صرح نائب وزيرة الخارجية الاميركية نيكولاس بيرنز أمام مجلس الشيوخ الامريكي الاربعاء: إن باكستان أحد أقرب شركائنا على مستوى العالم كما انها أهم حلفائنا في الحرب على ما سماه بـ"الارهاب".
لندن تدعم إسلام أباد
==============
من جانب آخر، حث وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند الحكومة الباكستانية على الاستمرار في جهودها الرامية لمكافحة الإرهاب، وأبلغ ميليباند الذي يجري حالياً زيارة إلى إسلام أباد المحطة الإذاعية الرابعة التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) اليوم الجمعة "أن الشبان هناك (باكستان) يريدون رؤية إصلاح متنور في السياسة كما أن المواطنين الباكستانيين في باكستان يريدون أن تتم معالجة الإرهاب والتطرف".
وقال إن الباكستانيين الذين يزورون المملكة المتحدة يمكن أن يجدوا أنفسهم عالقين أيضاً في حوادث إرهابية "لأن الأشخاص الذين يزرعون القنابل في بريطانيا لا يفرّقون بين العرق أو الدين في ضحاياهم".
ودعا ميليباند إلى التعاون مع إسلام أباد لدحر الإرهاب في أعقاب المباحثات التي أجراها مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف, مشيراً إلى أنه اختار زيارة باكستان في أول جولة خارجية له "نظراً لوجود مصالح مشتركة في نشر أجواء الاستقرار في المنطقة".
تاريخ التحديث : 27/07/2007 07:12:03 م