ابتسامة ذلك الطفل الفقير وهو يحمل حصته من المعونات الغذائية .. شعور لا يوصف .. عبارة قالها شاب يمني يدرك المعنى الأسمى للحياة .. كيف لا و مساعدة الناس المثخنين بالعوز و الحرمان سلوك يعتلي سلم القيم الإنسانية النبيلة .
"همة شباب" .. اسم لمبادرة شبابية تكافلية في اليمن تقوم على مساعدة الفقراء و المحتاجين ومحاربة الجوع ، تتخذ من رمضان موسماً لنشاطها .
عمل خيري استثنائي تبناه مجموعة من الشباب بدافع الضمير الإنساني ، غرضه التخفيف من معاناة الأسر الفقيرة وتقديم المعونات الغذائية الأساسية لها بعد البحث و التقصي عن حالها .
انطلقت المبادرة في العاصمة صنعاء في العام 2009 وبدأت بفكرة بسيطة هي البحث عن الأسر التي تعاني الفقر و الحاجة في الحي ، عبر الطرق على أبوابها و تسليم حصتها من المواد الغذائية .. كيساً من القمح و مثله من الدقيق و يقل عنه من السكر وجالون زيت وغيرها من المواد الأساسية.
القوة في فكرة الشباب هو كونها جاءت في وقت ارتفعت فيه وتيرة التحذيرات الداخلية و الخارجية من مشكلة تفاقم أزمة الجوع في اليمن و بصفة خاصة عند الأطفال الذين بات من يعانون منهم سوء التغذية بأعداد مهولة .
كانت همة الشباب وعزيمتهم سببا لاتساع نطاق نشاطهم ، الذي استهل مشواره بتقديم المواد الغذائية لـ 100 أسرة في العاصمة صنعاء ، و لم يكاد رمضان 1430هـ /2009م ينتهي حتى بلغت الأسر المستفيدة من مشروع مبادرتهم " همة شباب " الـ 600 أسرة .
تبنى الشباب في المبادرة ، و معظمهم ينحدر لأسر غنية ، القيام بنشاطهم بكافة مراحله ، بدء بتوفير المال لشراء المعونات و من ثم حملها ونقلها عبر الشاحنات وانتهاء بتوزيعها على الفقراء و المحتاجين.
شيئا فشيئا ، حفز الشعور الجميل الذي سكن أنفس فريق المبادرة توسيع نشاطهم ، وجاءت الحاجة لرسم وتأطير مشروعهم ضمن كيان مؤسسي ، أجروا الدراسات و أعدوا الخطط فكانت النتائج عظيمة ، حيث تمكن الفريق عبر حملات أجراها في وسائل التواصل المختلفة ومنها "الفيس بوك " نشطاء كثر فاتسع النشاط وكان العام 2010 مثاليا ، حيث غطت مساعدات الشباب 1660 أسرة فقيرة .
بعد عام من العزم و الهمة ، كان من الطبيعي أن تكبر مبادرة الشباب بكبر عزائمهم فتضاعف حجم الفريق في 2011 و تجاوز نشاطه العاصمة صنعاء ، حيث صار المشروع يستهدف الأسر الفقيرة في أربع محافظات هي ( صنعاء – عدن – تعز – الحديدة ) في حين بلغ طاقم الفريق في "مبادرة همة شباب" 250 مشاركا ( 91 مشاركا في صنعاء و50 في عدن 54 في تعز و 55 في الحديدة ) أما إحصائية الأسر المستفيدة فقد بلغت الـ 4500 أسرة .
يقول أحد شباب المبادرة "كنا في السابق نبحث عن الأسر الفقيرة لنقدم لها المساعدة لكنها اليوم تبحث عنا ، ندعو الشباب للمساهمة في مشروع الخير و التكافل ولو بالجهد العضلي أو المعنوي".
وأستطاعات المبادرة في بداية العام الجاري 2012 الحصول على ترخيص من السلطات للعمل كمؤسسة خيرية وتحت اسم "مؤسسة همة شباب للتنمية" وحظي باهتمام وسائل إعلام وفضائيات عربية تناولت تجربة المبادرة باعتبارها ريادية بما حققته من انجاز مقارنة بالوقت القياسي لإنشاءها على يد مجموعة من الشباب يتقدمهم صاحب الفكرة محمد مراد مطهر .
ويرى أحد العاملين في المؤسسات الخيرية التي لها باع طويل في هذا المجال أن ما " قامت به مبادرة "همة شباب" عمل جبار لم تقم به المنظمات الدولية حتى" .
و تأتي أهمية هذه المبادرة في وقت يحدق فيه خطر الجوع باليمنيين الذين تفوق نسبتهم ال25% فهناك اليوم خمسة مليون مواطن يعانون من الجوع ، الذي يؤثر على صحتهم على المدى البعيد ، كما تستعد كبرى وكالات المساعدات في العالم إلى إطلاق نداء استغاثة.
تجسد مبادرة همة شباب قيم التكافل الاجتماعي بحذافيرها ، يقول أحد الناشطين ، وهي أنموذج ناجح " للعمل الخيري المطلوب وطموحات شبابها وتطلعاتهم في التخفيف من معاناة أبناء وطنهم أمر عظيم يجب أن يتحول إلى ثقافة شائعة ".
مبادرة همة شباب تسعى هذا العام لتقديم مشروعها الخيري الرمضاني بشكل أكبر، حيث تقول الأرقام الأولية إن عدد الأسر المستهدفة في المشروع الرمضاني لهذا العام سوف يتجاوز الـ 6000 أسرة، فيما تعد "همة شباب" مهرجاناً نوعياً سوف يطلق خلال الأيام القادمة في صنعاء.
رُب همة أيقظت أٌمة .. همة شباب
*كتبه: أحمد عبدالمولى
*صور: محمد مالك
"همة شباب" .. اسم لمبادرة شبابية تكافلية في اليمن تقوم على مساعدة الفقراء و المحتاجين ومحاربة الجوع ، تتخذ من رمضان موسماً لنشاطها .
عمل خيري استثنائي تبناه مجموعة من الشباب بدافع الضمير الإنساني ، غرضه التخفيف من معاناة الأسر الفقيرة وتقديم المعونات الغذائية الأساسية لها بعد البحث و التقصي عن حالها .
انطلقت المبادرة في العاصمة صنعاء في العام 2009 وبدأت بفكرة بسيطة هي البحث عن الأسر التي تعاني الفقر و الحاجة في الحي ، عبر الطرق على أبوابها و تسليم حصتها من المواد الغذائية .. كيساً من القمح و مثله من الدقيق و يقل عنه من السكر وجالون زيت وغيرها من المواد الأساسية.
القوة في فكرة الشباب هو كونها جاءت في وقت ارتفعت فيه وتيرة التحذيرات الداخلية و الخارجية من مشكلة تفاقم أزمة الجوع في اليمن و بصفة خاصة عند الأطفال الذين بات من يعانون منهم سوء التغذية بأعداد مهولة .
كانت همة الشباب وعزيمتهم سببا لاتساع نطاق نشاطهم ، الذي استهل مشواره بتقديم المواد الغذائية لـ 100 أسرة في العاصمة صنعاء ، و لم يكاد رمضان 1430هـ /2009م ينتهي حتى بلغت الأسر المستفيدة من مشروع مبادرتهم " همة شباب " الـ 600 أسرة .
تبنى الشباب في المبادرة ، و معظمهم ينحدر لأسر غنية ، القيام بنشاطهم بكافة مراحله ، بدء بتوفير المال لشراء المعونات و من ثم حملها ونقلها عبر الشاحنات وانتهاء بتوزيعها على الفقراء و المحتاجين.
شيئا فشيئا ، حفز الشعور الجميل الذي سكن أنفس فريق المبادرة توسيع نشاطهم ، وجاءت الحاجة لرسم وتأطير مشروعهم ضمن كيان مؤسسي ، أجروا الدراسات و أعدوا الخطط فكانت النتائج عظيمة ، حيث تمكن الفريق عبر حملات أجراها في وسائل التواصل المختلفة ومنها "الفيس بوك " نشطاء كثر فاتسع النشاط وكان العام 2010 مثاليا ، حيث غطت مساعدات الشباب 1660 أسرة فقيرة .
بعد عام من العزم و الهمة ، كان من الطبيعي أن تكبر مبادرة الشباب بكبر عزائمهم فتضاعف حجم الفريق في 2011 و تجاوز نشاطه العاصمة صنعاء ، حيث صار المشروع يستهدف الأسر الفقيرة في أربع محافظات هي ( صنعاء – عدن – تعز – الحديدة ) في حين بلغ طاقم الفريق في "مبادرة همة شباب" 250 مشاركا ( 91 مشاركا في صنعاء و50 في عدن 54 في تعز و 55 في الحديدة ) أما إحصائية الأسر المستفيدة فقد بلغت الـ 4500 أسرة .
يقول أحد شباب المبادرة "كنا في السابق نبحث عن الأسر الفقيرة لنقدم لها المساعدة لكنها اليوم تبحث عنا ، ندعو الشباب للمساهمة في مشروع الخير و التكافل ولو بالجهد العضلي أو المعنوي".
وأستطاعات المبادرة في بداية العام الجاري 2012 الحصول على ترخيص من السلطات للعمل كمؤسسة خيرية وتحت اسم "مؤسسة همة شباب للتنمية" وحظي باهتمام وسائل إعلام وفضائيات عربية تناولت تجربة المبادرة باعتبارها ريادية بما حققته من انجاز مقارنة بالوقت القياسي لإنشاءها على يد مجموعة من الشباب يتقدمهم صاحب الفكرة محمد مراد مطهر .
ويرى أحد العاملين في المؤسسات الخيرية التي لها باع طويل في هذا المجال أن ما " قامت به مبادرة "همة شباب" عمل جبار لم تقم به المنظمات الدولية حتى" .
و تأتي أهمية هذه المبادرة في وقت يحدق فيه خطر الجوع باليمنيين الذين تفوق نسبتهم ال25% فهناك اليوم خمسة مليون مواطن يعانون من الجوع ، الذي يؤثر على صحتهم على المدى البعيد ، كما تستعد كبرى وكالات المساعدات في العالم إلى إطلاق نداء استغاثة.
تجسد مبادرة همة شباب قيم التكافل الاجتماعي بحذافيرها ، يقول أحد الناشطين ، وهي أنموذج ناجح " للعمل الخيري المطلوب وطموحات شبابها وتطلعاتهم في التخفيف من معاناة أبناء وطنهم أمر عظيم يجب أن يتحول إلى ثقافة شائعة ".
مبادرة همة شباب تسعى هذا العام لتقديم مشروعها الخيري الرمضاني بشكل أكبر، حيث تقول الأرقام الأولية إن عدد الأسر المستهدفة في المشروع الرمضاني لهذا العام سوف يتجاوز الـ 6000 أسرة، فيما تعد "همة شباب" مهرجاناً نوعياً سوف يطلق خلال الأيام القادمة في صنعاء.
رُب همة أيقظت أٌمة .. همة شباب
*كتبه: أحمد عبدالمولى
*صور: محمد مالك