الجميع يعرف أن جميع الأعمال قد تُسبب ضغوطاً نفسية تؤثر سلباً على صحة الإنسان ، أياً كان هذا العمل ، لكن ثمة أعمال تؤثر أكثر من غيرها فقد لاحظتُ من خلال عملي بأن هناك كثيراً ممن يعملون في البنوك والمؤسسات المالية يُعانون من ضغوط نفسية شديدة ، ربما تفوق من يعملون في مجالات أخرى بشكلٍ كبير.
وكلما ارتفع منصب من يعمل في البنوك فإن الضغوط النفسية تزيد مع ارتقاء الموظف في منصبه حيث يترتب على ذلك مسؤوليات أكبر وهذا يجعل الموظف في البنك دائماً يعيش على أعصابه ، خاصةً أن الوظائف في البنوك ليست مضمونة. أما إذا كان من يعمل في البنوك من النساء فإن الأمر يكون أكثر صعوبة والضغوط النفسية تزداد بشكلٍ كبير.
في دراسةٍ أجريت على النساء العاملات في بريطانيا ، وهن نساء عاملات في مجالاتٍ متعددة ، حيث أكد أكثر من 20 % منهن بأنهن يُعانين من ضغوط نفسية مرضية نتيجة عملهن خارج المنزل ، وأنهن لجأن لطلب المساعدة المهنية لهذه الضغوط النفسية التي تعرضن لها. وكثيرات من العينة التي شملتها الدراسة من النساء العاملات قلن إن الضغوط في العمل أثرّت على حياتهن الزوجية بشكلٍ سلبي ، بل أن بعضهن خسرن حياتهن العائلية بسبب الضغوط النفسية التي يتعرضن لها خلال عملهن ، وأن بعضهن أصبن بالاكتئاب المرضي وأصبحن يستخدمن أدوية مضادة للاكتئاب أو أدوية مهدئة – وهذا الأمر أكثر خطورة - بسبب ضغوطهن النفسية التي عانين منها خلال عملهن.
في مجتمعاتنا يتعرض الأشخاص الذين يعملون في مؤسسات مالية وبنوك لضغوط نفسية كبيرة مقارنةً مثلاً بموظفي الحكومة ، وهذا ليس لدينا فقط و إنما في الدول العربية أجمع و ربما في جميع أنحاء العالم ولكن الأمر قد يختلف نسبياً عن الضغوط التي يواجهها الأشخاص في بلادنا نظراً لاختلاف الثقافة السائدة والظروف الاجتماعية التي تختلف عن الدول المتقدمة والدول الغربية التي يُعاني فيها الشخص ضغوطاً نفسيةً أقل .
المؤسسات المالية أيضاً يتعرّض من يعمل بها إلى ضغوط نفسية مؤثرة جداً ، وقبل سنوات أثناء أزمة البورصة العالمية ، قالت دراسة طبية إن العاملين في مجال الأسهم و البورصة من أكثر الناس عرضةً للإصابة بالجلطات القلبية وبالتالي الوفاة.
أعود مرةً أخرى إلى العاملين في البنوك ، والذين يعمل أكثرهم في ظروف نفسية سيئة ، حيث التعامل بين الرؤوساء والموظفين يتسم بالقسوة ، خاصةً في الأقسام النسائية ، وقد عاينتُ عدة سيدات وفتيات يعملن في بنوك كنّ يشكين من مشاكل نفسية مؤثرة نتيجة التعامل القاسي الذي يلاقينه في مجال عملهن كموظفات في بنوك تجارية مختلفة ، حيث يسيطر الكسب المادي واجتذاب رؤوس أموال وجلب قروض للبنك ، ويُصبح هذا الأمر يتحكّم في مصير الموظف أو الموظفة ، ويدخل في تقييمه السنوي ويلعب دوراً في ترقيته إلى منصب أعلى في البنك.
الضغوط النفسية التي تمارسها إدارات البنوك على موظفيها قد تجعل بعض الموظفين والموظفات ينهرن عصبياً وقد يدخلن في دوامة أمراض نفسية ، وقد أخبرتني موظفة تعمل في بنك بأنها تعيش تحت ضغوط نفسية جعلتها تترك العمل وتذهب إلى دورة المياه لكي تبكي لساعات خلال فترة عملها المضنية ، ودخلت فعلياً في مرحلة اكتئاب تستدعي علاجاً دوائياً ، كانت المسؤولة عنها تطلب منها جلب قروض شخصية وفتح حسابات وقروض عقارية وهي لم تستطع فعل ذلك مما جعلها تُعاني من مشاكل نفسية كبيرة وضغوط لا تحتملها ، ولا تزال تبحث عن عمل خارج مجال البنوك أو المؤسسات المالية التي لا تختلف كثيراً عن البنوك.
قد يقول قارئ أو مسؤول في البنوك ، بأن البنوك أو المؤسسات المالية لم تفتح أبوابها لكي تكون مكاتبها مكان استراحة للموظفين والموظفات ، وهذا بكل تأكيد أمر ليس فيه أي شك ، ولكن لابد من مراعاة مشاعر العاملين ومعاملتهم معاملة آدمية ، إذ إن بعض البنوك تتعامل مع موظفيها بطريقة مُجحفة بالموظف والموظفة. لستُ في موقع تحامل على البنوك ولكن ما شاهدته من المشاكل النفسية لأشخاص يعملون في بنوك وقضية سوء تعامل الإدارات مع الموظفين يجعلني أطرح هذا القضية ، وإن كان هناك من مبالغة في ما يقوله وما شاهدناه كأطباء نفسيين من تدهور نفسيات العاملين في هذه البنوك والمؤسسات المالية وتقود إلى أن يُصابوا بانهيارات عصبية وتقود إلى أمراض نفسية قد تستغرق زمناً طويلاً في العلاج وربما أصبحت اضطرابات مزمنة.
المشكلة أن هذه الاضطرابات النفسية قد تقود إلى أمراض عضوية خطيرة مثل أمراض القلب و ارتفاع ضغط الدم ، حيث تُشير الدراسات بأن الضغوط النفسية لها تأثير كبير جداً على أمراض القلب والإصابة بالجلطات القلبية ، نتيجة ارتفاع ضغط الدم و كذلك ارتفاع الكلسترول و تصّلب الشرايين وكذلك أمراض عضوية أخرى خطيرة.
هل يمكن تحاشي أو تجنّب هذه الأمراض العضوية والاضطرابات النفسية التي تُداهم العاملين في البنوك و المؤسسات المالية؟.
في أكثر المؤسسات المالية الكبيرة والبنوك الضخمة في الغرب كثيراً ما يساعد البنك أو المؤسسة المالية على أن يُراجعوا المؤسسات العلاجية النفسية ، أو أن يكون هناك مُرشد أو مستشار نفسي يذهب إليه الموظفون حين يشعرون بتوترات أو مشاكل نفسية.
يحتاجون الى دعم نفسي متواصل
تدفع البنوك مبالغ ليست قليلة لرعاية موظفيها من الناحية النفسية ، حيث إن المشاكل النفسية أو حتى عندما تتطور الأمور لتُصبح اضطراباً نفسياً فإن المؤسسة المالية أو البنك يتولى نفقات العلاج للموظف حتى يعود إلى وضع طبيعي أو أن يتم تقاعده مع إعطائه مبلغاً مالياً يساعده على الحياة حتى يجد وظيفة يستطيع أن يتواءم مع مرضه النفسي أو مع حالته النفسية إن لم يكن مريضاً بل فقط يُعاني من مشاكل تأقلم مع العمل الصعب في المؤسسات المالية أو البنوك.
لا أعرف عما إذا كانت بنوكنا تتعامل مع أشخاص متخصصين كمستشاريين نفسيين أو حتى مع أشخاص لهم خبرات في التعامل مع المشاكل النفسية للموظفين ، حيث يُساعدون الموظفين للتعامل مع مشاكلهم الشخصية النفسية.
أعتقد أن البنوك والشركات المالية الكبيرة تعقد دورات تدريبية في التطوير وفي التعامل مع الآخرين من زبائن أو على وجه الخصوص كبار العملاء ، و لكن ربما لم تفكّر هذه المؤسسات في تعليم من يتسلمون أماكن قيادية في كيفية التعامل مع صغار الموظفين الذين هم يمثلون دور العاملات في حياة النحل ، حيث هم من يقومون بكل الأعمال التي تدرّ هذه الأرباح الكبيرة على البنوك ، وأعتقد أن البنوك عندنا تحقق أرباحاً كبيرة ، حيث لا ضرائب مرتفعة على هذه البنوك وكثير من الزبائن يودعون أموالاً طائلة ولا يتقاضون عليها أي فوائد ، ولكن برغم هذه الأرباح فإن البنوك لا تضع مبالغ للدعم النفسي لمن يعملون فيها ، وكذلك لا تضع هذه البنوك التعاملات الإنسانية لصغار الموظفين والموظفات التي تعمل فيها أو تساعد في الترفية عن صغار الموظفين أو الموظفات ، و ربما يكون كبار الموظفين أو الموظفين الذين في مستوى معين هم من يستخدمون بعض الأماكن الترفيهية للبنوك أو المؤسسات المالية بينما يُمنع ذلك على صغار الموظفين أو الموظفات ، و حين نقول الموظفات فأعتقد بأن الموظفات في البنوك في بلادنا ليس لهن مثلاً أندية أو أماكن ترفيه مثلما يحدث لكبار الموظفين الرجال في هذه البنوك أو المؤسسات المالية.
أتمنى أن يكون ما نسمع به في قضية التعامل للبنوك مع موظفيها و موظفاتها هو غير ذلك و غير ما كتبنا لأن هذا يجعلنا نشعر بالإرتياح و أن من يُعاني من مشاكل خلال عمله في البنوك ربما يكن هو من يعُاني من حساسية مُفرطة تجعله يتعرّض لمشاكل نفسية سيئة نظراً لتركيبته الشخصية الخاصة وليس عيباً في نظام البنوك ، وهذا يجعلنا نشعر بالإرتياح مما تتهم به البنوك من سوء إدارة و عدم تقدير العاملين بها ، خاصةً صغار الموظفين الذين هم الذين يشكون من سوء المعاملة و هم الذين يُعانون من المشاكل النفسية والذين يرغبون في أن تتغيّر تعاملات كبار المسؤولين في البنوك معهم وأن يساعدوهم في تجاوز المشاكل التي قد ينظر لها المسؤولون في البنوك على أنها مشاكل أو أمور تافهة ، وطريقة التعامل هذه قد تحل الكثير من المشاكل لشريحة كبيرة من موظفي قطاع مهم من موظفي القطاع الخاص ، وهو قطاع تعتمد عليه شرائح المجتمع بكافة طبقاتها المختلفة ، وينعكس تحسّن الاداء على الجميع في البلد و يعود بالنفع على المواطنين والموظفين ، فليتنا نرى بارقة أمل في هذا الأمر أو نرى أملا كبيرا في نهاية معاناة صغار موظفي البنوك.
*المصدر: الرياض
وكلما ارتفع منصب من يعمل في البنوك فإن الضغوط النفسية تزيد مع ارتقاء الموظف في منصبه حيث يترتب على ذلك مسؤوليات أكبر وهذا يجعل الموظف في البنك دائماً يعيش على أعصابه ، خاصةً أن الوظائف في البنوك ليست مضمونة. أما إذا كان من يعمل في البنوك من النساء فإن الأمر يكون أكثر صعوبة والضغوط النفسية تزداد بشكلٍ كبير.
في دراسةٍ أجريت على النساء العاملات في بريطانيا ، وهن نساء عاملات في مجالاتٍ متعددة ، حيث أكد أكثر من 20 % منهن بأنهن يُعانين من ضغوط نفسية مرضية نتيجة عملهن خارج المنزل ، وأنهن لجأن لطلب المساعدة المهنية لهذه الضغوط النفسية التي تعرضن لها. وكثيرات من العينة التي شملتها الدراسة من النساء العاملات قلن إن الضغوط في العمل أثرّت على حياتهن الزوجية بشكلٍ سلبي ، بل أن بعضهن خسرن حياتهن العائلية بسبب الضغوط النفسية التي يتعرضن لها خلال عملهن ، وأن بعضهن أصبن بالاكتئاب المرضي وأصبحن يستخدمن أدوية مضادة للاكتئاب أو أدوية مهدئة – وهذا الأمر أكثر خطورة - بسبب ضغوطهن النفسية التي عانين منها خلال عملهن.
في مجتمعاتنا يتعرض الأشخاص الذين يعملون في مؤسسات مالية وبنوك لضغوط نفسية كبيرة مقارنةً مثلاً بموظفي الحكومة ، وهذا ليس لدينا فقط و إنما في الدول العربية أجمع و ربما في جميع أنحاء العالم ولكن الأمر قد يختلف نسبياً عن الضغوط التي يواجهها الأشخاص في بلادنا نظراً لاختلاف الثقافة السائدة والظروف الاجتماعية التي تختلف عن الدول المتقدمة والدول الغربية التي يُعاني فيها الشخص ضغوطاً نفسيةً أقل .
المؤسسات المالية أيضاً يتعرّض من يعمل بها إلى ضغوط نفسية مؤثرة جداً ، وقبل سنوات أثناء أزمة البورصة العالمية ، قالت دراسة طبية إن العاملين في مجال الأسهم و البورصة من أكثر الناس عرضةً للإصابة بالجلطات القلبية وبالتالي الوفاة.
أعود مرةً أخرى إلى العاملين في البنوك ، والذين يعمل أكثرهم في ظروف نفسية سيئة ، حيث التعامل بين الرؤوساء والموظفين يتسم بالقسوة ، خاصةً في الأقسام النسائية ، وقد عاينتُ عدة سيدات وفتيات يعملن في بنوك كنّ يشكين من مشاكل نفسية مؤثرة نتيجة التعامل القاسي الذي يلاقينه في مجال عملهن كموظفات في بنوك تجارية مختلفة ، حيث يسيطر الكسب المادي واجتذاب رؤوس أموال وجلب قروض للبنك ، ويُصبح هذا الأمر يتحكّم في مصير الموظف أو الموظفة ، ويدخل في تقييمه السنوي ويلعب دوراً في ترقيته إلى منصب أعلى في البنك.
الضغوط النفسية التي تمارسها إدارات البنوك على موظفيها قد تجعل بعض الموظفين والموظفات ينهرن عصبياً وقد يدخلن في دوامة أمراض نفسية ، وقد أخبرتني موظفة تعمل في بنك بأنها تعيش تحت ضغوط نفسية جعلتها تترك العمل وتذهب إلى دورة المياه لكي تبكي لساعات خلال فترة عملها المضنية ، ودخلت فعلياً في مرحلة اكتئاب تستدعي علاجاً دوائياً ، كانت المسؤولة عنها تطلب منها جلب قروض شخصية وفتح حسابات وقروض عقارية وهي لم تستطع فعل ذلك مما جعلها تُعاني من مشاكل نفسية كبيرة وضغوط لا تحتملها ، ولا تزال تبحث عن عمل خارج مجال البنوك أو المؤسسات المالية التي لا تختلف كثيراً عن البنوك.
قد يقول قارئ أو مسؤول في البنوك ، بأن البنوك أو المؤسسات المالية لم تفتح أبوابها لكي تكون مكاتبها مكان استراحة للموظفين والموظفات ، وهذا بكل تأكيد أمر ليس فيه أي شك ، ولكن لابد من مراعاة مشاعر العاملين ومعاملتهم معاملة آدمية ، إذ إن بعض البنوك تتعامل مع موظفيها بطريقة مُجحفة بالموظف والموظفة. لستُ في موقع تحامل على البنوك ولكن ما شاهدته من المشاكل النفسية لأشخاص يعملون في بنوك وقضية سوء تعامل الإدارات مع الموظفين يجعلني أطرح هذا القضية ، وإن كان هناك من مبالغة في ما يقوله وما شاهدناه كأطباء نفسيين من تدهور نفسيات العاملين في هذه البنوك والمؤسسات المالية وتقود إلى أن يُصابوا بانهيارات عصبية وتقود إلى أمراض نفسية قد تستغرق زمناً طويلاً في العلاج وربما أصبحت اضطرابات مزمنة.
المشكلة أن هذه الاضطرابات النفسية قد تقود إلى أمراض عضوية خطيرة مثل أمراض القلب و ارتفاع ضغط الدم ، حيث تُشير الدراسات بأن الضغوط النفسية لها تأثير كبير جداً على أمراض القلب والإصابة بالجلطات القلبية ، نتيجة ارتفاع ضغط الدم و كذلك ارتفاع الكلسترول و تصّلب الشرايين وكذلك أمراض عضوية أخرى خطيرة.
هل يمكن تحاشي أو تجنّب هذه الأمراض العضوية والاضطرابات النفسية التي تُداهم العاملين في البنوك و المؤسسات المالية؟.
في أكثر المؤسسات المالية الكبيرة والبنوك الضخمة في الغرب كثيراً ما يساعد البنك أو المؤسسة المالية على أن يُراجعوا المؤسسات العلاجية النفسية ، أو أن يكون هناك مُرشد أو مستشار نفسي يذهب إليه الموظفون حين يشعرون بتوترات أو مشاكل نفسية.
يحتاجون الى دعم نفسي متواصل
تدفع البنوك مبالغ ليست قليلة لرعاية موظفيها من الناحية النفسية ، حيث إن المشاكل النفسية أو حتى عندما تتطور الأمور لتُصبح اضطراباً نفسياً فإن المؤسسة المالية أو البنك يتولى نفقات العلاج للموظف حتى يعود إلى وضع طبيعي أو أن يتم تقاعده مع إعطائه مبلغاً مالياً يساعده على الحياة حتى يجد وظيفة يستطيع أن يتواءم مع مرضه النفسي أو مع حالته النفسية إن لم يكن مريضاً بل فقط يُعاني من مشاكل تأقلم مع العمل الصعب في المؤسسات المالية أو البنوك.
لا أعرف عما إذا كانت بنوكنا تتعامل مع أشخاص متخصصين كمستشاريين نفسيين أو حتى مع أشخاص لهم خبرات في التعامل مع المشاكل النفسية للموظفين ، حيث يُساعدون الموظفين للتعامل مع مشاكلهم الشخصية النفسية.
أعتقد أن البنوك والشركات المالية الكبيرة تعقد دورات تدريبية في التطوير وفي التعامل مع الآخرين من زبائن أو على وجه الخصوص كبار العملاء ، و لكن ربما لم تفكّر هذه المؤسسات في تعليم من يتسلمون أماكن قيادية في كيفية التعامل مع صغار الموظفين الذين هم يمثلون دور العاملات في حياة النحل ، حيث هم من يقومون بكل الأعمال التي تدرّ هذه الأرباح الكبيرة على البنوك ، وأعتقد أن البنوك عندنا تحقق أرباحاً كبيرة ، حيث لا ضرائب مرتفعة على هذه البنوك وكثير من الزبائن يودعون أموالاً طائلة ولا يتقاضون عليها أي فوائد ، ولكن برغم هذه الأرباح فإن البنوك لا تضع مبالغ للدعم النفسي لمن يعملون فيها ، وكذلك لا تضع هذه البنوك التعاملات الإنسانية لصغار الموظفين والموظفات التي تعمل فيها أو تساعد في الترفية عن صغار الموظفين أو الموظفات ، و ربما يكون كبار الموظفين أو الموظفين الذين في مستوى معين هم من يستخدمون بعض الأماكن الترفيهية للبنوك أو المؤسسات المالية بينما يُمنع ذلك على صغار الموظفين أو الموظفات ، و حين نقول الموظفات فأعتقد بأن الموظفات في البنوك في بلادنا ليس لهن مثلاً أندية أو أماكن ترفيه مثلما يحدث لكبار الموظفين الرجال في هذه البنوك أو المؤسسات المالية.
أتمنى أن يكون ما نسمع به في قضية التعامل للبنوك مع موظفيها و موظفاتها هو غير ذلك و غير ما كتبنا لأن هذا يجعلنا نشعر بالإرتياح و أن من يُعاني من مشاكل خلال عمله في البنوك ربما يكن هو من يعُاني من حساسية مُفرطة تجعله يتعرّض لمشاكل نفسية سيئة نظراً لتركيبته الشخصية الخاصة وليس عيباً في نظام البنوك ، وهذا يجعلنا نشعر بالإرتياح مما تتهم به البنوك من سوء إدارة و عدم تقدير العاملين بها ، خاصةً صغار الموظفين الذين هم الذين يشكون من سوء المعاملة و هم الذين يُعانون من المشاكل النفسية والذين يرغبون في أن تتغيّر تعاملات كبار المسؤولين في البنوك معهم وأن يساعدوهم في تجاوز المشاكل التي قد ينظر لها المسؤولون في البنوك على أنها مشاكل أو أمور تافهة ، وطريقة التعامل هذه قد تحل الكثير من المشاكل لشريحة كبيرة من موظفي قطاع مهم من موظفي القطاع الخاص ، وهو قطاع تعتمد عليه شرائح المجتمع بكافة طبقاتها المختلفة ، وينعكس تحسّن الاداء على الجميع في البلد و يعود بالنفع على المواطنين والموظفين ، فليتنا نرى بارقة أمل في هذا الأمر أو نرى أملا كبيرا في نهاية معاناة صغار موظفي البنوك.
*المصدر: الرياض