كبار افراد الاسرة المالكة في السعودية يبدو عليهم الضعف مع تقدم السن، و الحديث اليوم في الخليج انه سيكون هناك تغييرين في قيادة المملكة العام القادم و ليس تغيير واحد. و بالرغم انه لا توجد خطة معينة لخلافة الحكم، و ان اقرت فان وزير الدفاع الجديد, الامير سلمان، يبدو في وضع جيد لاعتلاء العرش
و تشير الادلة الى ان الاسرة الحاكمة حاليا في السعودية، تقف في محطتها الاخيرة. هذا الاسبوع قام الملك عبدالله الذي يبلغ من العمر 89 عاما، بتراس الاجتماع الاعتيادي لمجلس الوزراء من موقع المراقبة في قصره بدلا من الذهاب الى مبنى المجلس. مسنودا الى كرسيه و خلفه وسادة يسند بها ظهره، بدا الملك منزعجا شخصيا، كما ان الحالة السياسية التي وصل اليها العالم العربي قد تكون ازعجته ايضا. فيحزنه ان يرى سوريا، تلك البلاد التي تربطه بها علاقات اسرية، تمر اليوم بحالة دموية مضطربة، و يثير حنقه ان واشنطن لا تشاركه وجهة نظره تجاه الخطر الذي تمثله ايران
و خلال يوما او يومين، يعود الى الوطن خليفة العرش السعودي و ولي العهد الامير نايف، الذي يبلغ من العمر 79 عاما، بعد رحلة لاكثر من شهر خارج المملكة. سافر اولا الى المغرب لقضاء الاجازة، ثم غادر خلال اسبوع الى كليفلاند في ولاية اوهايو، لاجراء فحوصات روتينية قبل ان يغادر الى الجزائر. خط سير رحلة كهذه و غياب اي صور فوتوغرافيه له منذ مغادرة كليفلاند، اثار تكهنات بشان حالته الصحية. و في الاشهر القليلة الماضية اضاف عصا الى غرفة ملابسه و استعاد الانتفاخات السترويدية، منعشا بذلك التكهنات باصابته بالسرطان، ربما يكون سرطان الدم قد عاد اليه بعد فترة راحة واضحة دامت سنوات عدة
الامير سلمان الذي يبلغ من العمر 76 عاما يقوم بدور قيادي بشكل متزايد، و قد تمت ترقيته في نوفمبر الماضي الى منصب وزير الدفاع بعد وفاة ولي العهد في ذلك الوقت الامير سلطان. و امتلات صفحات الصحف السعودية في الاسابيع الماضية بتقارير و صور الامير سلمان و هو يزور وحدات عسكرية في انحاء البلاد. و قام سلمان الاسبوع الماضي بزيارة لندن في استعراض للعلاقات العسكرية القوية التي تربط الرياض ببريطانيا، و تاتي مكانة تلك العلاقة من حيث الاهمية مباشرة بعد علاقة التحالف القديمة التي تربط المملكة بالولايات المتحدة الامريكية. ان تجاوز العاصمة الامريكية قد يكون الغرض منه التشديد على ان الهوس الواضح للبيت الابيض في احداث تغييرات سياسية في الشرق الاوسط، لا يلقى ترحيبا في الرياض
الامير سلمان الذي قضى مدة طويلة حاكما للرياض، كبرى مناطق المملكة، معروف لدى زواره من كبار الشخصيات الدولية. و مع ذلك فان معرفته بالعالم لا تجعل منه شخصية دنيوية على وجه التحديد. و عقب الهجمات الارهابية على نيويورك و واشنطن في سبتمبر 2001، قال الامير سلمان للسفير الامريكي، روبرت جوردان، الذي جرى تعيينه للتو في ذلك الحين، قال له ان هجمات الحادي عشر من سبتمبر عبارة عن (مخطط صهيوني). و اضطر ذلك السفير ان يطلب من مسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) ان يقوموا بزيارة المملكة و يقدموا توضيحا لاقناع افراد الاسرة المالكة بمن فيهم ولي العهد في ذلك الوقت عبالله و الامير نايف بعكس ذلك. (ذكر جوردان تلك القصة خلال منتدى معهد واشنطن لسياسة الشرق الادني للعام 2009)
*مجلة فورين بوليسي
بقلم سيمون هندرسون
ترجمة مهدي الحسني
و تشير الادلة الى ان الاسرة الحاكمة حاليا في السعودية، تقف في محطتها الاخيرة. هذا الاسبوع قام الملك عبدالله الذي يبلغ من العمر 89 عاما، بتراس الاجتماع الاعتيادي لمجلس الوزراء من موقع المراقبة في قصره بدلا من الذهاب الى مبنى المجلس. مسنودا الى كرسيه و خلفه وسادة يسند بها ظهره، بدا الملك منزعجا شخصيا، كما ان الحالة السياسية التي وصل اليها العالم العربي قد تكون ازعجته ايضا. فيحزنه ان يرى سوريا، تلك البلاد التي تربطه بها علاقات اسرية، تمر اليوم بحالة دموية مضطربة، و يثير حنقه ان واشنطن لا تشاركه وجهة نظره تجاه الخطر الذي تمثله ايران
و خلال يوما او يومين، يعود الى الوطن خليفة العرش السعودي و ولي العهد الامير نايف، الذي يبلغ من العمر 79 عاما، بعد رحلة لاكثر من شهر خارج المملكة. سافر اولا الى المغرب لقضاء الاجازة، ثم غادر خلال اسبوع الى كليفلاند في ولاية اوهايو، لاجراء فحوصات روتينية قبل ان يغادر الى الجزائر. خط سير رحلة كهذه و غياب اي صور فوتوغرافيه له منذ مغادرة كليفلاند، اثار تكهنات بشان حالته الصحية. و في الاشهر القليلة الماضية اضاف عصا الى غرفة ملابسه و استعاد الانتفاخات السترويدية، منعشا بذلك التكهنات باصابته بالسرطان، ربما يكون سرطان الدم قد عاد اليه بعد فترة راحة واضحة دامت سنوات عدة
الامير سلمان الذي يبلغ من العمر 76 عاما يقوم بدور قيادي بشكل متزايد، و قد تمت ترقيته في نوفمبر الماضي الى منصب وزير الدفاع بعد وفاة ولي العهد في ذلك الوقت الامير سلطان. و امتلات صفحات الصحف السعودية في الاسابيع الماضية بتقارير و صور الامير سلمان و هو يزور وحدات عسكرية في انحاء البلاد. و قام سلمان الاسبوع الماضي بزيارة لندن في استعراض للعلاقات العسكرية القوية التي تربط الرياض ببريطانيا، و تاتي مكانة تلك العلاقة من حيث الاهمية مباشرة بعد علاقة التحالف القديمة التي تربط المملكة بالولايات المتحدة الامريكية. ان تجاوز العاصمة الامريكية قد يكون الغرض منه التشديد على ان الهوس الواضح للبيت الابيض في احداث تغييرات سياسية في الشرق الاوسط، لا يلقى ترحيبا في الرياض
الامير سلمان الذي قضى مدة طويلة حاكما للرياض، كبرى مناطق المملكة، معروف لدى زواره من كبار الشخصيات الدولية. و مع ذلك فان معرفته بالعالم لا تجعل منه شخصية دنيوية على وجه التحديد. و عقب الهجمات الارهابية على نيويورك و واشنطن في سبتمبر 2001، قال الامير سلمان للسفير الامريكي، روبرت جوردان، الذي جرى تعيينه للتو في ذلك الحين، قال له ان هجمات الحادي عشر من سبتمبر عبارة عن (مخطط صهيوني). و اضطر ذلك السفير ان يطلب من مسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) ان يقوموا بزيارة المملكة و يقدموا توضيحا لاقناع افراد الاسرة المالكة بمن فيهم ولي العهد في ذلك الوقت عبالله و الامير نايف بعكس ذلك. (ذكر جوردان تلك القصة خلال منتدى معهد واشنطن لسياسة الشرق الادني للعام 2009)
*مجلة فورين بوليسي
بقلم سيمون هندرسون
ترجمة مهدي الحسني