منذ سنوات والأغنية السعودية تختزل صورتها الذهنية في الرمزين طلال مداح ومحمد عبده، وفي العقد الأخير صار فنان العرب هو الواجهة الحضارية لهذه الأغنية فنياً وثقافياً، وأيقونة الحياة لوسائل الإعلام والأوساط المهتمة بالفن.
فآراؤه الجريئة التي نتفق أو نختلف حولها تأتي لتفتح دفاتر المرافعات المغلقة والمعلّقة منذ زمن، ولا أخفي سراً إذا ما كان هناك من يصغي إلى كل حرف يتفوه به محمد عبده إما متربصاً أو منتصراً لقضيته.
أخيراً احتفى البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي بخبر إلغاء حفلة فنان العرب التي كان مقرراً لها أواخر الشهر المنصرم في الرياض، ونجح هذا التيار بأدبياته المعروفة في حشد رأي عام ضد إقامة هذه الحفلة منذ اللحظات الأولى للإعلان عنها، وبالعودة تاريخياً لموقف هذا التيار مع فنان العرب، نجد أنه احتفى في يوم ما به في حدث اتفقوا على تسميته بـ"توبة محمد عبده"، التي تصدرت المشهد الثقافي والشعبي في ديسمبر (1990) رغم أن الصورة يستحوذ عليها غزو العراق للكويت آنذاك.
والاهتمام نابع من وزن محمد عبده الفنان وقيمته في نفوس الناس، إلا أن محبي محمد عبده، الذين يعتقدون أن هناك من لا يتورع التسلق على أكتاف فنانهم للزج به في صراعات هو بعيد كل البعد عنها، لاسيما أن استقطاب فنان العرب سيكون ثمنه نصراً مؤزراً في صراع التيارات المزعومة، وبقي محمد عبده أشبه بقضية في المنتصف، كل طرف يرغب في استقطابه لمسرحه، وهو الذي لا تروق له من الأساس التصنيفات أو التحزبات، ولم يطرق أبوابها طوال مسيرته الممتدة بالحب والعطاء التي قاربت من 6 عقود.
وخرج بعدها فنان العرب ليحكي عن كواليس تلك الفترة المفصلية في حياته قائلاً: "هو ليس اعتزالا بل كان ابتعادا لتقييم المرحلة التي قدمتها، كنت أمر بظروف منها وفاة والدتي، وفي تلك المرحلة كنت أنام في الاستوديو وأسجل ألبومات شعبية"، هناك من عدّ الفنان بعد هذه التصريحات بأنه نكص على عقبيه بعد هدايته، وعلى النقيض الآخر هناك من استقبله برحابة صدر كونه نفى الاعتزال أولاً وعاد إلى حيث يليق به المكان والمكانة، على حد وصفهم.
الناقد الفني فهيد اليامي رفض من جهته تصنيف الفنان محمد عبده أو التخندق خلفه من قبل أي تيار، وقال: "محمد عبده حالة وطنية خاصة، فهو الفنان المثقف الذي يقف على مسافة واحدة من الجميع"، وأضاف فهيد: "هناك من لديه مشكلة مع الفن بصفة عامة، وعندما يتحدث عن الفنانين يغيب عن ذهنه أن الفنان يصلي ويصوم ويؤدي ما عليه من واجبات وحقوق كأي إنسان مسلم وسطي"، واصفاً في الوقت نفسه محمد عبده بأنه "مدرعة وطنية" تدك حصون التطرف.
وأوضح فهيد أن التيار المناوئ، على حد وصفه، بالفعل حاول استقطاب محمد عبده وعبدالمجيد عبدالله لصالحه، كون هذا الثنائي له ثقله وتأثيره وينتمي إلى جيلين في الأغنية.
وتابع: "التيار المناوئ أيضاً أغلق مسرح التلفزيون وضيق الخناق على المسرح الجامعي، وحارب الفرق الموسيقية، وحاول هز صورة الفنان في عيون المجتمع، والتحايل على الناس بغض الطرف عما يسمى بـ"الإنشاد" والمولود الجديد المشوه المسمى بـ "الشيلات"، وكل ذلك يأتي في سياق محاربته للفن".
واعتبر فهيد أن "الفن سلاح ناعم قادر على ترويض الوحوش"، متسائلاً: "محمد عبده غنى في سوق عكاظ أخيراً، وكان الجمهور من الجنسين، ما الذي حدث، وما هي الكارثة التي وقعت؟ كان الجمهور راقياً حضر بسلام وغادر بسلام واتضح للناس أن المشكلة هي في بعض العقول، التي تضمر سوء النوايا تجاه الآخرين".
وأكد فهيد أن حفلات فنان العرب المقررة في الرياض لم تلغ، كما تمنى البعض بل تم تأجيلها إلى توقيت لاحق، وتحديداً إلى زوال بعض الظروف التي تمر بها المنطقة، وسيعود بعد غياب 28 عاماً إلى الرياض التي طالما غنى وتغنى بها، مشدداً على أن الفن سيكون حاضراً بقوة في المستقبل انطلاقاً من رؤية 2030.
وفي سياق حديثه كشف فهيد القريب من نجوم الأغنية السعودية أن هناك فنانين يعرفهم على حد قوله، لديهم مشاريع خيرية جبارة، ولهم جهود في دعم الجمعيات الخيرية والمؤسسات الإنسانية دون الإفصاح عن ذلك أو البحث عن التصفيق على أعمدة الصحف.
وقال: "هذا الأمر يعد طبيعياً فهم أبناء هذا المجتمع المتدين بالفطرة والمتسامح الذي ينبذ التطرف والإرهاب بكافة أشكاله، وإذا رأينا فناناً يصلي في المسجد أو يقرأ القرآن فهذا الأمر نابع من التزامه بواجباته الدينية، وليس توبة كما يروج لها الجميع".
فآراؤه الجريئة التي نتفق أو نختلف حولها تأتي لتفتح دفاتر المرافعات المغلقة والمعلّقة منذ زمن، ولا أخفي سراً إذا ما كان هناك من يصغي إلى كل حرف يتفوه به محمد عبده إما متربصاً أو منتصراً لقضيته.
أخيراً احتفى البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي بخبر إلغاء حفلة فنان العرب التي كان مقرراً لها أواخر الشهر المنصرم في الرياض، ونجح هذا التيار بأدبياته المعروفة في حشد رأي عام ضد إقامة هذه الحفلة منذ اللحظات الأولى للإعلان عنها، وبالعودة تاريخياً لموقف هذا التيار مع فنان العرب، نجد أنه احتفى في يوم ما به في حدث اتفقوا على تسميته بـ"توبة محمد عبده"، التي تصدرت المشهد الثقافي والشعبي في ديسمبر (1990) رغم أن الصورة يستحوذ عليها غزو العراق للكويت آنذاك.
والاهتمام نابع من وزن محمد عبده الفنان وقيمته في نفوس الناس، إلا أن محبي محمد عبده، الذين يعتقدون أن هناك من لا يتورع التسلق على أكتاف فنانهم للزج به في صراعات هو بعيد كل البعد عنها، لاسيما أن استقطاب فنان العرب سيكون ثمنه نصراً مؤزراً في صراع التيارات المزعومة، وبقي محمد عبده أشبه بقضية في المنتصف، كل طرف يرغب في استقطابه لمسرحه، وهو الذي لا تروق له من الأساس التصنيفات أو التحزبات، ولم يطرق أبوابها طوال مسيرته الممتدة بالحب والعطاء التي قاربت من 6 عقود.
وخرج بعدها فنان العرب ليحكي عن كواليس تلك الفترة المفصلية في حياته قائلاً: "هو ليس اعتزالا بل كان ابتعادا لتقييم المرحلة التي قدمتها، كنت أمر بظروف منها وفاة والدتي، وفي تلك المرحلة كنت أنام في الاستوديو وأسجل ألبومات شعبية"، هناك من عدّ الفنان بعد هذه التصريحات بأنه نكص على عقبيه بعد هدايته، وعلى النقيض الآخر هناك من استقبله برحابة صدر كونه نفى الاعتزال أولاً وعاد إلى حيث يليق به المكان والمكانة، على حد وصفهم.
الناقد الفني فهيد اليامي رفض من جهته تصنيف الفنان محمد عبده أو التخندق خلفه من قبل أي تيار، وقال: "محمد عبده حالة وطنية خاصة، فهو الفنان المثقف الذي يقف على مسافة واحدة من الجميع"، وأضاف فهيد: "هناك من لديه مشكلة مع الفن بصفة عامة، وعندما يتحدث عن الفنانين يغيب عن ذهنه أن الفنان يصلي ويصوم ويؤدي ما عليه من واجبات وحقوق كأي إنسان مسلم وسطي"، واصفاً في الوقت نفسه محمد عبده بأنه "مدرعة وطنية" تدك حصون التطرف.
وأوضح فهيد أن التيار المناوئ، على حد وصفه، بالفعل حاول استقطاب محمد عبده وعبدالمجيد عبدالله لصالحه، كون هذا الثنائي له ثقله وتأثيره وينتمي إلى جيلين في الأغنية.
وتابع: "التيار المناوئ أيضاً أغلق مسرح التلفزيون وضيق الخناق على المسرح الجامعي، وحارب الفرق الموسيقية، وحاول هز صورة الفنان في عيون المجتمع، والتحايل على الناس بغض الطرف عما يسمى بـ"الإنشاد" والمولود الجديد المشوه المسمى بـ "الشيلات"، وكل ذلك يأتي في سياق محاربته للفن".
واعتبر فهيد أن "الفن سلاح ناعم قادر على ترويض الوحوش"، متسائلاً: "محمد عبده غنى في سوق عكاظ أخيراً، وكان الجمهور من الجنسين، ما الذي حدث، وما هي الكارثة التي وقعت؟ كان الجمهور راقياً حضر بسلام وغادر بسلام واتضح للناس أن المشكلة هي في بعض العقول، التي تضمر سوء النوايا تجاه الآخرين".
وأكد فهيد أن حفلات فنان العرب المقررة في الرياض لم تلغ، كما تمنى البعض بل تم تأجيلها إلى توقيت لاحق، وتحديداً إلى زوال بعض الظروف التي تمر بها المنطقة، وسيعود بعد غياب 28 عاماً إلى الرياض التي طالما غنى وتغنى بها، مشدداً على أن الفن سيكون حاضراً بقوة في المستقبل انطلاقاً من رؤية 2030.
وفي سياق حديثه كشف فهيد القريب من نجوم الأغنية السعودية أن هناك فنانين يعرفهم على حد قوله، لديهم مشاريع خيرية جبارة، ولهم جهود في دعم الجمعيات الخيرية والمؤسسات الإنسانية دون الإفصاح عن ذلك أو البحث عن التصفيق على أعمدة الصحف.
وقال: "هذا الأمر يعد طبيعياً فهم أبناء هذا المجتمع المتدين بالفطرة والمتسامح الذي ينبذ التطرف والإرهاب بكافة أشكاله، وإذا رأينا فناناً يصلي في المسجد أو يقرأ القرآن فهذا الأمر نابع من التزامه بواجباته الدينية، وليس توبة كما يروج لها الجميع".