الرئيسية / تقارير وحوارات / الحوثي يرتكب جرائم إعدام جماعي ومداهمة للمنازل في حجة
الحوثي يرتكب جرائم إعدام جماعي ومداهمة للمنازل في حجة

الحوثي يرتكب جرائم إعدام جماعي ومداهمة للمنازل في حجة

08 أبريل 2012 07:01 مساء (يمن برس)
ليس مبالغة أو تهويلاً إذا قلنا أن الجرائم التي يرتكبها الحوثي في حجة بحق المواطنين فوق ما يمكن تصورها.. ففي حجة يقوم مسلحو الحوثي بملاحقة المواطنين تحت ذريعة محاربة ما يسمونهم "عملاء الأمريكان ويقتلون المواطنين بدم بارد في بيوتهم وفي مزارعهم ـ وأينما كانوا.

في عزلة أقصر كحلان الشرف بحجة انتشر "سرطان الحوثي" كما يسمونه المواطنون هناك ..ولم تعد هناك أي حرمة للمكان في مذهبهم ,فالبيوت عرضة للاقتحام والمداهمة واعتقال ساكنيها ولا فرق بين نساء أو رجال أو أطفال، فالجميع مطلوبون ومتهمون بدون سبب,وعقوبتهم تتنوع بين القتل والإخفاء القسري والتهجير، حتى شهادات الطلاب في المدارس قاموا بإحراقها.

يقول سكان محليون أدلوا بشهادات ممهورة بـ"بصمة الأصابع" في استمارات لمنظمة هود للدفاع عن الحقوق والحريات أن الحوثيين يجبرون العروسة على الخضوع لإجراءات تفتيش غير لائقة ثم يجبرونها على ترديد ما يسمونه الصرخة.

جرائم قتل وتشريد
يروي نبيل أحمد الفصري,شاب في العشرينات من العمر,قصة أسرته التي أبيدت على يد مسلحي الحوثي,حتى ليخيل إليك وأنت تسمع كلامه,كأنه يسرد وقائع علقت في ذاكرته من البوسنة أو غزة، ويقول:" قتلوا عمي الأول محمد يحي الفصري ثم بعد ثلاثة أيام من الحادثة قتلوا ماتبقى من أعمامي وهم ثابت الفصري وناصر الفصري".

في قانون الحوثي الإعدام لا يشمل الرجال فقط,بل النساء أيضاً,إذ تلحق شقيقتان بإخوانها الثلاثة, لتجد "نادية الفصري واختها ملوك يحي الفصري",نفسيهما في عداد الموتى في قائمة طويلة تسجل باسم ضحايا الحوثي.

حين كان يحكي نبيل ما جرى لأسرته,كانت الدموع تنهمر من عينيه,وتسابق كلماته في بث الشكوى,ربما لأن الدموع أحياناً أبلغ في التعبير مما لحق بالمرء في لحظة ما.

ينقل نبيل سلسلة جرائم تعرضت لها أسرته" بعد القتل قاموا بالهجوم على البيت ونهبوا كل ما بداخله من أموال وأثاث".

ويواصل نبيل سرد وقائع حقيقية تفيد أن الحوثيين يحلون دم كل من لا يتبعهم ويرفض فكرهم بحُجة أنه أمريكي وإسرائيلي,ناهيك عن ضغوط قال إن جماعة الحوثي تمارسها على أسرته ومن تلك الضغوط نهب وسرق المزارع من أجل استدعاء أبناءهم الفارين وإرسالهم إلى صعده.

يقول الفصري: إذا أردت السفر إلى خارج المنطقة,فلا يكفي أن تعزم وتجهز ما يلزم ,فالأمر هنا مختلف,إذ يتوجب عليك أخذ الإذن والحصول على ترخيص من قائدهم المدعو "أبو إدريس أحمد الشرفي" وإلا فستعرض نفسك للملاحقة والمساءلة..

يحدث ذلك بعد حوالي نصف قرن من التحرر من حكم الأئمة والتخلف الكهنوتي وعلى إيقاع ثورة في طليعة أهدافها إعادة الكرامة والحرية المسلوبتاين طيلة عقود مضت.

ويعيش نبيل في ساحة التغيير بمدينة حجة في حمى الثورة والثوار كملجأ يعتقد أنه الوحيد الذي لا تطاله مليشيات الحوثي.. وهو يقضي الآن شهره الخامس بعيداً عن قريته التي غادرها خوفاً من الموت أو الاعتقال في أقبية سرية لا أحد يطلع عليها أو يعلم مكانها,لكن التهجير والنفي ليس كافياً عند الحوثي,الذي يرى أن من يسميهم" عملاء أمريكا وإسرائيل",يجب أن يعاقبوا ويلاحقوا وتدفع أسرهم جزءاً من ذلك الثمن.

إعدام جماعي للأسر
بذاكره مليئة بالألم والأنين يستدعي عبد الكريم عبدالله الفصري,من أرشيفه الحي ما لحق بأسرته,عندما اعتدى عليها مسلحو الحوثي في منتصف أكتوبر الماضي.

يقول :" قام أحد عصابات الحوثي بقتل المواطن محمد علي جب الفصري ,وأطلقوا الرصاص على امرأة وأصابوها في ساقها".

"ولم تمر سوى ثلاثة أيام حتى ألحق الحوثيون بقية أفراد الأسرة بمن سبقوهم إلى عالم الأموات رمياً بالرصاص الحي,وذلك لعدم وجود من يردعهم

يتابع: إنه تم اجتياح العزلة من قبل مسلحي الحوثي في الـ22 أكتوبر الماضي, بأعداد كبيرة من المقاتلين من صعده ومن بعض مديريات المحافظة. ومنذ ذلك الحين " يقيدون جميع حريات المواطنين ويصادرون أسلحتهم وتلفوناتهم والتفتيش بشكل مستمر وإقامة سجون لكل من يخالفهم لا تتناسب حتى مع الحيوانات".

وأشار عبد الكريم إلى ممارسة الحوثي لأساليب الابتزاز بحق الموطنين بما في ذلك سلب أموالهم بحجة أن ما يسمونهم بـ"المجاهدين "مباح لهم أن ينهبوا أي شيء، بل أن ذلك فيه أجر وخير عظيم.

ويقول عبد الكريم إن والي عبد الملك الحوثي في أفصر وأتباعه أنشأوا محاكم ونيابات واستخدموها للانتقام من الأهالي الرافضين لتصرفاتهم .. كما أنهم يمارسون أبشع أنواع التعذيب على كل من لا يقاتل معهم في المواجهات الدائرة بينهم وبين قبائل كشر ومن يرفض فإن مصيره الاعتقال أو الخطف- حد قوله.

وكشف عبد الكريم أن تلك المخططات الإجرامية كانت تدار من قبل مندوب المجالس المحلية بالمديرية وهو أول الداعمين لعصابة الحوثي وتشجيعهم على قتل وتشريد كل من لا يؤيدهم .

العروس تردد الصرخة
ويصف الشاب يحيي يحيي الفصري كل ما حصل في أفصر بأنه استعمار من قبل الحوثيين ,مشيراً إلى أنهم يمارسون أبشع أنواع التعذيب وانتهاك أعراض الناس من خلال ممارسة التقطع للنساء والاختطاف.

ويقول إنه حتى في أوقات الأفراح والمناسبات يقومون بكسر كل المسجلات ومنع الغناء والاعتداء على العروسة والإشراف عليها يوم الفرح وتفتيشها بشكل مهين حال زفافها وإجبارها على ترديد شعارهم المزعوم الصرخة"الموت لأمريكا الموت لإسرائيل".

ويعيش يحيي بعيداً عن أهله ويتمنى العودة، لكنه يخاف من اختطافه من قبل عصابات الحوثي, ويخاف على أسرته من أن يلحق بهم أي مكروه من قبل عصابات الإجرام- كما يقول.

ويناشد عبر " أخبار اليوم" كل المنظمات الحقوقية وحكومة الوفاق الوطني ورئيس الجمهورية إنقاذ منطقتهم من ذلك المجرم الذي يعبث وينهب ويقتل دون أن يجد من يوقفه عند حده.

بدوره يقول الشاب يحيي علي الفصري إن عصابة الحوثي تقوم بانتهاك حقوق الإنسان في مديرية كحلان بعزلة أفصر، حيث قاموا بقتل وإعدام أسرة بأكملها ,مشيراً إلى أن أول شهداء المديرية هو الشهيد محمد يحي الفصري ومن قتله هو عبدا لله أحمد الشرفي خلال ذهابه إلى المسجد في الـ20 أكتوبر الماضي.

وقد أثارت الحادثة حينها غضب وجهاء ومشائخ المديريات المجاورة الذين سارعوا إلى التوصل إلى اتفاق يقضي بتسليم القاتل عبدا لله الشرفي,سرعان ما نقضها الحوثيون كعادتهم في اليوم الثاني بأوامر من عبد الملك الحوثي,وتبع ذلك زحف لمسلحي الحوثي على المنطقة من الجهة الغربية الشمالية بعدد من المسلحين من خارج المنطقة,رغم أن أحد بنود الصلح ينص على عدم دخول أي فرد من خارج المنطقة .                     

ويقول نازح أخر واسمه توفيق أحمد منصور الفصري :" لقد هاجرت من منطقتي في أفصر هرباً من ملاحقة الحوثيين لنا بعد أن قاموا بمداهمة منزلنا بعد أول أحداث المداهمة وقاموا حينها بمداهمة منزل مدير مدرسة الميثاق ونهبوا كل ممتلكاته من ذهب وداهموا مدرسة الميثاق ونهبوا ما بها من كمبيوترات وملفات الطلاب والطالبات".

 عقاب لزوار ساحات الثورة
ويروي عبد الله صالح الفصري, لـ" أخبار اليوم" ما حدث له :" لقد أعتدى الحوثيون علينا وأخذوا أخي فؤاد يحيى وكانوا يعذبوه بمنعه من الأكل وبعد أن عاد أخي فؤاد غادرنا من البلاد نحو ساحة حجه وجلسنا هناك لأنهم يلاحقون كل من يذهب إلى الساحات".

ويذكر عبدا لله أنه وبينما كان عائداً من أفصر حيث ألقي عليه القبض من قبل عناصر الحوثي خضع خلال عملية الاعتقال لتحقيق مطول تدور أسئلته حول الجهة التي أرسلته إلى ساحة التغيير والهدف من تواجده هناك.

ويتابع :" أخذوا هاتفي وكانوا يريدون معرفة الذين يتواصلوا معي لكنهم لم يجدوا أحداً,مبيناً أن الحوثيين ألقوا القبض على أخيه وهو الآن مسجون بسبب أنهم يشككون بأن لديه تواصل مع الإصلاح,وأصدروا قراراً يمنع كل الشباب من التجمع في مجالس القات لأكثر من اثنين".

ويشير إلى أن كل من يغادر إلى ساحات التغيير يكون عرضة للملاحقة والتعقب حتى يتم إلقاء القبض عليه مع أفراد أسرته,سارداً بعض المواقف التي قال إن من ضمنها أن الحوثيين عندما وجدوا شباباً يستمعون لأناشيد الثورة قالوا لهم هذه أناشيد الإصلاح ثم قاموا بتكسير تلفوناتهم وضربهم حتى أدموهم.

يقول عبدا لله إنه في إحدى الأيام كان هناك حفلة عرس فكانوا يراقبون البنات وأرسلوا عدداً من أفرادهم للقيام بتفتيش البنات.

بلاغ
وتعد شهادات النازحين أعلاه بلاغات لمنظمات حقوق الإنسان وفي طليعتها منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة,تستدعي تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية وإرسال لجنة تحقيق مشتركة بالتعاون مع الحكومة اليمنية تكشف عن الانتهاكات التي تعرض لها المواطنون في هذه المديرية وإصدار توصيات تطالب بمحاكمة المسؤولين المتهمين بانتهاكات حقوق الإنسان.

////
ناشد الضمير الإنساني لدى الحوثيين بالمسارعة في نزع الألغام من المنطقة..
فريق "هود" بحجة يدعو الرئيس هادي وحكومته لتحمل مسؤوليتهم في حماية أبناء عاهم من الألغام وبسط نفوذ الدولة

أخبار اليوم / خاص
استنكر فريق منظمة هود بمحافظة حجة الموقف الرسمي الذي وصفه "بالصامت" إزاء ما يحدث في مديريتي كشر ومستبأ من جرائم ضد الإنسانية ، من خلال الألغام التي زرعت في المنطقة والتي أودت بحياة حوالي 12 شخصاً من بينهم طفلة في الثامنة من العمر خلال الأسبوع المنصرم، كما أصابت ما يقارب ثلاثين آخرين.

وناشد فريق هود في بيان له - تلقت "أخبار اليوم" نسخة منه- كلاً من رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق بتحمل مسؤولياتهم الوطنية وبسط نفوذ الدولة في المنطقة والقيام بواجبهم في حماية المواطنين ، وإرسال فريق مختص في كشف ونزع الألغام إلى منطقة عاهم والقرى المجاورة لها حتى يتسنى لهم العودة إلى منازلهم بأمان .

وأهاب فريق هود بحجة بكل الهيئات الإنسانية والمنظمات الحقوقية الوطنية والدولية بأن تستنهض فيها الضمير الإنساني للتدخل والتواصل مع الجهات ذات العلاقة والعمل معها على سرعة إنهاء معاناة المواطنين ورفع شبح الموت من على رؤوس الأبرياء .

البيان الذي أدان بشدة الجرائم الناتجة عن زراعة الألغام ، أكد بأنها ترقى إلى جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية ، التي تحرمها جميع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية والأعراف الإنسانية، كونها لا تميز بين عدو أو صديق أو طفل أو امرأة أو شيخ عجوز أو مواطن أعزل أو وسيط صلح .

كما ناشد بيان فريق هود الضمير الإنساني لدى الحوثيين بسرعة نزع الألغام التي قاموا بزراعتها أو تسليم خارطة بأماكنها للجهات الرسمية أو لجنة الوساطة ليتسنى رفع شبح الموت عن الأبرياء ، ودعا لجنة الوساطة بين الطرفين إلى إلزام الحوثيين بنزع تلك الألغام حتى يتحقق الغرض من وقف إطلاق النار المتمثل في عودة المواطنين النازحين إلى منازلهم بحسب ما نصت عليه وثيقة الصلح ، لا أن تظل الألغام نائباً عن الرصاص فتحصد الأرواح والحيلولة دون عودة المواطنين إلى منازلهم .

وكان فريق الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات هود بالمحافظة قد وقف أمام ما أسماه بالحادثة البشعة التي حصلت يوم الخميس الماضي بعد أن كانت آمال الآلاف من النازحين قد بدأت تشدهم في العودة إلى تفقد منازلهم، تمهيداً لعودة أسرهم إلى مساكنهم التي شردوا منها بسبب الحرب الدائرة في المنطقة.  
شارك الخبر