عام كامل مضى منذ أن سيطرت جماعة أنصار الشريعة المرتبطة بتنظيم القاعدة على عزان بمديرية ميفعة بمحافظة شبوة، جنوب شرق اليمن . ففي 24 مارس/آذار من العام الماضي، تمكنت الجماعة من بسط سيطرتها ونفوذها على ثاني مدن شبوة أهمية بعد العاصمة عتق، لتعلن الجماعة عزان لاحقاً إمارة إسلامية ضمن ولاية شبوة الإسلامية .
وعزان تبعد عن العاصمة صنعاء بمسافة 550 كلم، وهي تقع على الطريق القديم الذي يصل محافظتي حضرموت وعدن، مروراً بشبوة وأبين، كما أنها معقل سلاطين السلطنة الواحدية، إحدى سلطنات وإمارات جنوب اليمن قبل الاستقلال عن بريطانيا ، وكان آخر سلاطينها السلطان ناصر بن عبدالله الواحدي .
“الخليج” زارت المدينة الإمارة الإسلامية، بحسب تسمية جماعة أنصار الشريعة واطلعت على الوضع العام فيها والدور الذي تضطلع به الجماعة وموقف القبائل والمواطنين في شبوة من تواجد الجماعة، كما ترصد “الخليج” حركة التمدد والانتشار والتوغل للجماعة في عدد من مناطق شبوة في ظل غياب أي تواجد للأجهزة الأمنية في هذه المناطق .
عزان قبل وبعد
قبل اندلاع الثورة الشبابية كانت عزان تعيش تدهوراً وانفلاتاً أمنياً ملحوظاً، رغم وجود قوة أمنية في مركز الأمن بالمدينة، إضافة إلى وجود معسكر للأمن المركزي في منطقة جول الريدة التي تبعد ب 15 كلم عنها . كانت عزان المعقل الرئيس لقوى الحراك الجنوبي في شبوة بلا منازع، ففي شهر يوليوتموز ،2007 كانت عزان أول مدينة في محافظة شبوة تشهد مهرجاناً للحراك الجنوبي، ومنذ ذلك الحين تصاعدت وتيرة الحراك فيها، ويقول عدد من أهالي المدينة إن انتشار الرشوة والفساد بين صفوف رجال الأمن أسهم كثيراً في إضعاف الثقة بين المواطن ورجال الأمن حتى أفقد الأمن هيبته وبالتالي سقوطه أمام قوى الحراك قبل أن يسقط نهائياً أمام أنصار الشريعة في مارس من العام الماضي .
خلال ال 12 شهراً الماضية، نجحت الجماعة في السيطرة على كل أنحاء المدينة؛ فسيطرت على مبان حكومية عدة كمبنى الأمن ومكتب البريد العام وغيرهما .
أثناء تجوالنا في المدينة لاحظنا مدى افتقار المدينة لكثير من الخدمات ومشاريع البنية التحتية، وفي مقدمتها سفلتة شوارعها الترابية حيث تتطاير الأتربة والغبار بشكل لافت للنظر .
تبدو الامور طبيعية هنا فالشوارع الرئيسة والفرعية تزدحم بالمارة الذين يلهثون للبحث عن متطلباتهم وحاجياتهم، بينما تتجول الاطقم الخاصة بأنصار الشريعة هنا وهناك، وخصصت الجماعة أحد الأطقم ومجموعة من شبابها لحراسة وتأمين سوق الأغنام الذي يقع في أطراف المدينة بقرب الجسر الذي يربط عزان بميفعة .
على الشارع العام تجد أمامك كشكاً صغيراً تمتلئ واجهته الأمامية بشعارات جماعة أنصار الشريعة وصور قادة القاعدة الراحلين، كالشيخ أنور العولقي مثلاً، في داخل الكشك وجدنا شاباً لم يتجاوز العشرين من عمره منهمكاً في ترتيب منشورات الجماعة وتوزيعها مجاناً لمن يطلبها، قال دون أن يدري إنني صحفي: “هنا مركز إعلامي لأنصار الشريعة يهدف إلى توعية المسلمين برسالة الجماعة من خلال تقديم المنشورات الورقية والسمعية والبصرية مجاناً كنشرة “مدد” الأسبوعية وبعض الاقراص المدمجة والذواكر الرقمية والأشرطة التي تحتوي على محاضرات وأناشيد مختلفة، حيث يتدفق إلينا أبناء عزان وضواحيها للتزود بكل جديد” .
يتوافد يومياً على عزان مئات المواطنين من ثلاث مديريات هي: ميفعة، رضوم والروضة، وذلك لشراء حاجياتهم من المواد التموينية والأسماك والخضار والفواكه، إضافة إلى معالجة مرضاهم في المرافق الصحية في المدينة .
ويسود شيء من الطمأنينة في نفوس الناس هنا مع حالة من القلق والتوتر أحياناً لاسيما مع سماعهم لأصوات الطائرات الأمريكية من دون طيار التي تحلق في سماء المدينة بين الحين والآخر .
تقييمات مختلفة
تختلف انطباعات الناس عن تواجد أنصار الشريعة ففي حين يشيد البعض بالطريقة التي تدير بها الجماعة المدينة، يرى البعض فيها “خطراً كبيراً” .
يقول عبدالعزيز عوض ل”الخليج”: “في بداية الأمر انتابنا الخوف من وجود أنصار الشريعة هنا، ولكن مع مرور الأيام بدأ هذا الشعور يختفي خاصة بعد أن تعامل شباب الشريعة مع المواطنين بإيجابية” . فيما يقول علوي أحمد إن أنصار الشريعة نجحوا في مشروع نظافة المدينة التي اختفت منها أكوام القمامة، والأهم من ذلك ضبط الانفلات الأمني الذي كان سائداً من قبل” .
غير أن عبدالله احمد باعوضة يقول ل”الخليج” كلاماً آخر: “مهما قدم هؤلاء فإن وجودهم خطر كبير، وهناك من يتمنى أن يخرج أنصار الشريعة من المدينة بسلام وأن لا تتحول عزان إلى زنجبار أخرى” .
على ربوة مرتفعة قليلاً عن سوق مدينة عزان يوجد مركز جماعة أنصار الشريعة بعد أن كان مقراً للأمن العام في عهد النظام السابق، وإلى جانب البوابة الرئيسة للمركز شاهدنا عدداً من المواطنين ممن ينتظرون دورهم للدخول إلى المركز لحل قضاياهم لدى قاضي المحكمة الشرعية .
خلال عام كامل من تواجد أنصار الشريعة هنا، فصلت المحكمة الشرعية في أكثر من 150 قضية وصلت المحكمة، ويقول المواطنون المتخاصمون إن كثيراً من القضايا كانت عالقة في المحاكم الابتدائية الحكومية السابقة لأكثر من عشر سنوات .
في الطابق العلوي لمركز أنصار الشريعة التقت “الخليج” أحد مسؤولي الجماعة الذي تحفظ عن ذكر اسمه لأسباب أمنية وأخذ يحدثنا عن دور الجماعة على مستوى مدينة عزان بالقول: “تتولى الجماعة حماية المدينة وضبط السوق التي تعد ثاني أكبر سوق تجارية في شبوة، ومن أجل حفظ أمن المدينة تنتشر النقاط الأمنية على مداخل المدينة خصوصاً إذا أخذنا بالاعتبار ان سوق عزان وعلى مدى السنوات الماضية من حكم النظام السابق كان ميداناً للثارات القبلية، ولاشك ان الوضع الأمني الجيد والمستقر انعكس بدوره على الوضع الاقتصادي الذي ازدهر في ظل الأمن، فالتجار يتمركزون في عزان، والناس بشتى توجهاتهم الاجتماعية يأتون إلى أسواق عزان لقضاء حوائجهم، ووجد التجار هنا الأمن واقعاً ملموساً وإلا لما أقدموا على استثمار أموالهم وفتح محلاتهم، فأنصار الشريعة قاموا بتوفير الأمن مجاناً دون فرض ضرائب أو جمارك او إتاوات كما كان يفعل الأمن سابقاً” .
وحول الخدمات المختلفة التي توفرها الجماعة للناس يقول إن “الخدمات هي الأخرى تحسنت بشكل لا يقارن مع ما كانت عليه أبان النظام السابق، فالكهرباء زادت ساعات التشغيل بشكل كبير بعد ان قام أنصار الشريعة بالتواصل مع من يقوم بتزويد محطة الكهرباء المركزية في عتق بوقود الديزل ومطالبته بتزويد منطقة عزان وضواحيها بالتيار الكهربائي وهو ما تم بالفعل”، كما أن النظافة والتحسين في المدينة شهد تطوراً لافتاً حيث تم التعاقد مع عمال النظافة للقيام بنوبات يومية لتنظيف شوارع المدينة الرئيسة والفرعية وتم توزيع نحو أربعين حاوية لجمع النفايات والمخلفات فيها، كما وفرت الجماعة وايت للمياه يتم من خلاله جلب المياه العذبة من منطقة الحوطة المجاورة وتوزيعه على مساجد عزان ومنازل المواطنين مجاناً .
توجهنا إلى مستشفى عزان لمعرفة حقيقة ما يقال عن سيطرة أنصار الشريعة على المستشفى وتحويله إلى ملاذ آمن لجرحاهم ومرضاهم، كان الوضع طبيعياً في المستشفى ولا أثر لعناصر الجماعة فيه، بينما عدد من مواطني عزان والمديريات المجاورة يبحثون عمن يداويهم في ظل تراجع خدمات المستشفى في ظل صعوبات عدة يعانيها هذا المرفق الصحي الذي يعود تأسيسه إلى عهد السلطنة الواحدية .
عين على القبيلة
منذ سيطرة أنصار الشريعة على عزان، لم يحدث أي صدام أو مواجهات مع قبائل المنطقة، وتكمن استراتيجية الجماعة هنا على عدم الصدام مع قبائل المنطقة إلا عند حالات الضرورة القصوى وهو الأمر الذي لم يتم حتى الآن .
ويبدو أن نفس الشعور يسري على قبائل هذه المناطق من محافظة شبوة وهي قبائل كبيرة كالعوالق وحّمير ونعمان وسعد وغيرها، بعض أفراد من هذه القبائل أقاموا عدداً من النقاط القبلية لحماية مناطقهم بعد انهيار السلطات المحلية وانسحاب الأجهزة الأمنية، فعلى سبيل المثال إلى الشرق قليلاً من عزان (5 كم) تقع نقطة قبلية، وإلى الغرب من عزان (5 كلم) تجد أحياناً نقطة لشباب ينتمون لإحدى قبائل المنطقة . أما في منطقة جول الريدة وهي تابعة لمديرية ميفعة يسيطر شباب من حزب التجمع اليمني للإصلاح على مقر الأمن السابق وبعض المرافق الحكومية، كما أقاموا نقطة أمنية وسط المدينة للحفاظ على السكينة العامة .
وعزان تبعد عن العاصمة صنعاء بمسافة 550 كلم، وهي تقع على الطريق القديم الذي يصل محافظتي حضرموت وعدن، مروراً بشبوة وأبين، كما أنها معقل سلاطين السلطنة الواحدية، إحدى سلطنات وإمارات جنوب اليمن قبل الاستقلال عن بريطانيا ، وكان آخر سلاطينها السلطان ناصر بن عبدالله الواحدي .
“الخليج” زارت المدينة الإمارة الإسلامية، بحسب تسمية جماعة أنصار الشريعة واطلعت على الوضع العام فيها والدور الذي تضطلع به الجماعة وموقف القبائل والمواطنين في شبوة من تواجد الجماعة، كما ترصد “الخليج” حركة التمدد والانتشار والتوغل للجماعة في عدد من مناطق شبوة في ظل غياب أي تواجد للأجهزة الأمنية في هذه المناطق .
عزان قبل وبعد
قبل اندلاع الثورة الشبابية كانت عزان تعيش تدهوراً وانفلاتاً أمنياً ملحوظاً، رغم وجود قوة أمنية في مركز الأمن بالمدينة، إضافة إلى وجود معسكر للأمن المركزي في منطقة جول الريدة التي تبعد ب 15 كلم عنها . كانت عزان المعقل الرئيس لقوى الحراك الجنوبي في شبوة بلا منازع، ففي شهر يوليوتموز ،2007 كانت عزان أول مدينة في محافظة شبوة تشهد مهرجاناً للحراك الجنوبي، ومنذ ذلك الحين تصاعدت وتيرة الحراك فيها، ويقول عدد من أهالي المدينة إن انتشار الرشوة والفساد بين صفوف رجال الأمن أسهم كثيراً في إضعاف الثقة بين المواطن ورجال الأمن حتى أفقد الأمن هيبته وبالتالي سقوطه أمام قوى الحراك قبل أن يسقط نهائياً أمام أنصار الشريعة في مارس من العام الماضي .
خلال ال 12 شهراً الماضية، نجحت الجماعة في السيطرة على كل أنحاء المدينة؛ فسيطرت على مبان حكومية عدة كمبنى الأمن ومكتب البريد العام وغيرهما .
أثناء تجوالنا في المدينة لاحظنا مدى افتقار المدينة لكثير من الخدمات ومشاريع البنية التحتية، وفي مقدمتها سفلتة شوارعها الترابية حيث تتطاير الأتربة والغبار بشكل لافت للنظر .
تبدو الامور طبيعية هنا فالشوارع الرئيسة والفرعية تزدحم بالمارة الذين يلهثون للبحث عن متطلباتهم وحاجياتهم، بينما تتجول الاطقم الخاصة بأنصار الشريعة هنا وهناك، وخصصت الجماعة أحد الأطقم ومجموعة من شبابها لحراسة وتأمين سوق الأغنام الذي يقع في أطراف المدينة بقرب الجسر الذي يربط عزان بميفعة .
على الشارع العام تجد أمامك كشكاً صغيراً تمتلئ واجهته الأمامية بشعارات جماعة أنصار الشريعة وصور قادة القاعدة الراحلين، كالشيخ أنور العولقي مثلاً، في داخل الكشك وجدنا شاباً لم يتجاوز العشرين من عمره منهمكاً في ترتيب منشورات الجماعة وتوزيعها مجاناً لمن يطلبها، قال دون أن يدري إنني صحفي: “هنا مركز إعلامي لأنصار الشريعة يهدف إلى توعية المسلمين برسالة الجماعة من خلال تقديم المنشورات الورقية والسمعية والبصرية مجاناً كنشرة “مدد” الأسبوعية وبعض الاقراص المدمجة والذواكر الرقمية والأشرطة التي تحتوي على محاضرات وأناشيد مختلفة، حيث يتدفق إلينا أبناء عزان وضواحيها للتزود بكل جديد” .
يتوافد يومياً على عزان مئات المواطنين من ثلاث مديريات هي: ميفعة، رضوم والروضة، وذلك لشراء حاجياتهم من المواد التموينية والأسماك والخضار والفواكه، إضافة إلى معالجة مرضاهم في المرافق الصحية في المدينة .
ويسود شيء من الطمأنينة في نفوس الناس هنا مع حالة من القلق والتوتر أحياناً لاسيما مع سماعهم لأصوات الطائرات الأمريكية من دون طيار التي تحلق في سماء المدينة بين الحين والآخر .
تقييمات مختلفة
تختلف انطباعات الناس عن تواجد أنصار الشريعة ففي حين يشيد البعض بالطريقة التي تدير بها الجماعة المدينة، يرى البعض فيها “خطراً كبيراً” .
يقول عبدالعزيز عوض ل”الخليج”: “في بداية الأمر انتابنا الخوف من وجود أنصار الشريعة هنا، ولكن مع مرور الأيام بدأ هذا الشعور يختفي خاصة بعد أن تعامل شباب الشريعة مع المواطنين بإيجابية” . فيما يقول علوي أحمد إن أنصار الشريعة نجحوا في مشروع نظافة المدينة التي اختفت منها أكوام القمامة، والأهم من ذلك ضبط الانفلات الأمني الذي كان سائداً من قبل” .
غير أن عبدالله احمد باعوضة يقول ل”الخليج” كلاماً آخر: “مهما قدم هؤلاء فإن وجودهم خطر كبير، وهناك من يتمنى أن يخرج أنصار الشريعة من المدينة بسلام وأن لا تتحول عزان إلى زنجبار أخرى” .
على ربوة مرتفعة قليلاً عن سوق مدينة عزان يوجد مركز جماعة أنصار الشريعة بعد أن كان مقراً للأمن العام في عهد النظام السابق، وإلى جانب البوابة الرئيسة للمركز شاهدنا عدداً من المواطنين ممن ينتظرون دورهم للدخول إلى المركز لحل قضاياهم لدى قاضي المحكمة الشرعية .
خلال عام كامل من تواجد أنصار الشريعة هنا، فصلت المحكمة الشرعية في أكثر من 150 قضية وصلت المحكمة، ويقول المواطنون المتخاصمون إن كثيراً من القضايا كانت عالقة في المحاكم الابتدائية الحكومية السابقة لأكثر من عشر سنوات .
في الطابق العلوي لمركز أنصار الشريعة التقت “الخليج” أحد مسؤولي الجماعة الذي تحفظ عن ذكر اسمه لأسباب أمنية وأخذ يحدثنا عن دور الجماعة على مستوى مدينة عزان بالقول: “تتولى الجماعة حماية المدينة وضبط السوق التي تعد ثاني أكبر سوق تجارية في شبوة، ومن أجل حفظ أمن المدينة تنتشر النقاط الأمنية على مداخل المدينة خصوصاً إذا أخذنا بالاعتبار ان سوق عزان وعلى مدى السنوات الماضية من حكم النظام السابق كان ميداناً للثارات القبلية، ولاشك ان الوضع الأمني الجيد والمستقر انعكس بدوره على الوضع الاقتصادي الذي ازدهر في ظل الأمن، فالتجار يتمركزون في عزان، والناس بشتى توجهاتهم الاجتماعية يأتون إلى أسواق عزان لقضاء حوائجهم، ووجد التجار هنا الأمن واقعاً ملموساً وإلا لما أقدموا على استثمار أموالهم وفتح محلاتهم، فأنصار الشريعة قاموا بتوفير الأمن مجاناً دون فرض ضرائب أو جمارك او إتاوات كما كان يفعل الأمن سابقاً” .
وحول الخدمات المختلفة التي توفرها الجماعة للناس يقول إن “الخدمات هي الأخرى تحسنت بشكل لا يقارن مع ما كانت عليه أبان النظام السابق، فالكهرباء زادت ساعات التشغيل بشكل كبير بعد ان قام أنصار الشريعة بالتواصل مع من يقوم بتزويد محطة الكهرباء المركزية في عتق بوقود الديزل ومطالبته بتزويد منطقة عزان وضواحيها بالتيار الكهربائي وهو ما تم بالفعل”، كما أن النظافة والتحسين في المدينة شهد تطوراً لافتاً حيث تم التعاقد مع عمال النظافة للقيام بنوبات يومية لتنظيف شوارع المدينة الرئيسة والفرعية وتم توزيع نحو أربعين حاوية لجمع النفايات والمخلفات فيها، كما وفرت الجماعة وايت للمياه يتم من خلاله جلب المياه العذبة من منطقة الحوطة المجاورة وتوزيعه على مساجد عزان ومنازل المواطنين مجاناً .
توجهنا إلى مستشفى عزان لمعرفة حقيقة ما يقال عن سيطرة أنصار الشريعة على المستشفى وتحويله إلى ملاذ آمن لجرحاهم ومرضاهم، كان الوضع طبيعياً في المستشفى ولا أثر لعناصر الجماعة فيه، بينما عدد من مواطني عزان والمديريات المجاورة يبحثون عمن يداويهم في ظل تراجع خدمات المستشفى في ظل صعوبات عدة يعانيها هذا المرفق الصحي الذي يعود تأسيسه إلى عهد السلطنة الواحدية .
عين على القبيلة
منذ سيطرة أنصار الشريعة على عزان، لم يحدث أي صدام أو مواجهات مع قبائل المنطقة، وتكمن استراتيجية الجماعة هنا على عدم الصدام مع قبائل المنطقة إلا عند حالات الضرورة القصوى وهو الأمر الذي لم يتم حتى الآن .
ويبدو أن نفس الشعور يسري على قبائل هذه المناطق من محافظة شبوة وهي قبائل كبيرة كالعوالق وحّمير ونعمان وسعد وغيرها، بعض أفراد من هذه القبائل أقاموا عدداً من النقاط القبلية لحماية مناطقهم بعد انهيار السلطات المحلية وانسحاب الأجهزة الأمنية، فعلى سبيل المثال إلى الشرق قليلاً من عزان (5 كم) تقع نقطة قبلية، وإلى الغرب من عزان (5 كلم) تجد أحياناً نقطة لشباب ينتمون لإحدى قبائل المنطقة . أما في منطقة جول الريدة وهي تابعة لمديرية ميفعة يسيطر شباب من حزب التجمع اليمني للإصلاح على مقر الأمن السابق وبعض المرافق الحكومية، كما أقاموا نقطة أمنية وسط المدينة للحفاظ على السكينة العامة .