اليمن لديه رئيس جديد، و برلمان جديد و مصدر امل جديد. لماذا اذا يبدو و كان شيئا لم يتغير؟
بعد خمسة اشهر من توقيع الرئيس علي عبدالله صالح على اتفاق نقل السلطة الذي تم برعاية دول مجلس التعاون الخليجي و الذي افضى الى تنحيه عن السلطة، الرئيس القوي الذي حكم البلاد 33 عاما ما زال يحكم من خلف الكواليس
التجمعات المعارضة تتهمه بتاخير الاصلاحات، بينما يتمتع عناصر النظام القديم بمناصبهم في الامن و المنظومة السياسية. و بسفر الرئيس الجديد عبدربه منصور هادي الى السعودية هذا الاسبوع لاجراء محادثات، يبقى السؤال:
ما الذي يجب فعله تجاه صالح؟
يختلف الامر لو كان الرئيس السابق يتدخل في ادراة شؤون البلاد من تلقاء نفسه. لكن الاشكالية تكمن في ان اللاعبين الاقليميين و الدوليين، الرياض و واشنطن على وجه التحديد ما زالوا متمسكين بمعادلة بالية في التعامل مع مسالة عدم الاستقرار في اليمن من خلال دعم القادة المسؤولين عن الاضطرابات في المقام الاول
لا زالت الولايات المتحدة تنظر الى اليمن من خلال عدسة امن امريكا و الحرب على الارهاب. بامكان اموال السعودية و نظام المحسوبية و التاثير السياسي، ان تساعد في احداث الاستقرار في البلاد، حيث اعلنت الرياض امس انها ستتبرع بامدادات نفطية للتخفيف من ازمة الوقود في اليمن. لكن التاثير الخارجي قد يشوه الاولويات المحلية و يعمل على احباط الحلول بعيدة المدى
يجب على الولايات المتحدة و جيران اليمن ان يدركوا ان الامن و الاستقرار يكون من خلال حث اليمن على حل مشاكلها الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية، و ليس من خلال اسقاط القنابل او تشجيع الوصول الى طريق مسدود. لقد استغلت الجماعات الموالية للقاعدة الخلافات السياسية و التنافس بين مراكز القوى العسكرية التي خلفها صالح
هناك علامات تدل على ان واشنطن تتململ من صالح بشكل متزايد. و في الايام الاخيرة الماضية ابدى البيت الابيض قلقه من محاولات عرقلة العملية السياسية التي تبنتها دول الخليج. و ما زال صالح يقود الحزب الحاكم، المؤتمر الشعبي العام، و ذكر انه حاول عرقلة عمل حكومة الوحدة الوطنية و التي مازالت تعرج نتيجة التشاور بين هادي و رئيس الوزراء محمد سالم باسندوه. ان انهيار الحكومة قد يؤدي الى انهيار المبادرة الخليجية
ان الضغط على صالح للتوقف عن التدخل يعد امر في غاية الاهمية، لكن ذلك وحده لا يضمن احراز التقدم. كما انه يجب تقليص هيمنة حزب صالح و تاثير افراد اسرته الذين يتقلدون مناصب هامة في الامن
لقد اضاعت دول الخليج الفرصة عندما قامت بدعم منح الحصانة لصالح و السماح له بالعودة من المنفى. و لن تعني العملية الانتقالية شيئا طالما بقي صالح الرجل الاقوى في صنعاء
*ذا ناشيونال
بقلم: محرر ذا ناشيونال
ترجمة مهدي الحسني
بعد خمسة اشهر من توقيع الرئيس علي عبدالله صالح على اتفاق نقل السلطة الذي تم برعاية دول مجلس التعاون الخليجي و الذي افضى الى تنحيه عن السلطة، الرئيس القوي الذي حكم البلاد 33 عاما ما زال يحكم من خلف الكواليس
التجمعات المعارضة تتهمه بتاخير الاصلاحات، بينما يتمتع عناصر النظام القديم بمناصبهم في الامن و المنظومة السياسية. و بسفر الرئيس الجديد عبدربه منصور هادي الى السعودية هذا الاسبوع لاجراء محادثات، يبقى السؤال:
ما الذي يجب فعله تجاه صالح؟
يختلف الامر لو كان الرئيس السابق يتدخل في ادراة شؤون البلاد من تلقاء نفسه. لكن الاشكالية تكمن في ان اللاعبين الاقليميين و الدوليين، الرياض و واشنطن على وجه التحديد ما زالوا متمسكين بمعادلة بالية في التعامل مع مسالة عدم الاستقرار في اليمن من خلال دعم القادة المسؤولين عن الاضطرابات في المقام الاول
لا زالت الولايات المتحدة تنظر الى اليمن من خلال عدسة امن امريكا و الحرب على الارهاب. بامكان اموال السعودية و نظام المحسوبية و التاثير السياسي، ان تساعد في احداث الاستقرار في البلاد، حيث اعلنت الرياض امس انها ستتبرع بامدادات نفطية للتخفيف من ازمة الوقود في اليمن. لكن التاثير الخارجي قد يشوه الاولويات المحلية و يعمل على احباط الحلول بعيدة المدى
يجب على الولايات المتحدة و جيران اليمن ان يدركوا ان الامن و الاستقرار يكون من خلال حث اليمن على حل مشاكلها الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية، و ليس من خلال اسقاط القنابل او تشجيع الوصول الى طريق مسدود. لقد استغلت الجماعات الموالية للقاعدة الخلافات السياسية و التنافس بين مراكز القوى العسكرية التي خلفها صالح
هناك علامات تدل على ان واشنطن تتململ من صالح بشكل متزايد. و في الايام الاخيرة الماضية ابدى البيت الابيض قلقه من محاولات عرقلة العملية السياسية التي تبنتها دول الخليج. و ما زال صالح يقود الحزب الحاكم، المؤتمر الشعبي العام، و ذكر انه حاول عرقلة عمل حكومة الوحدة الوطنية و التي مازالت تعرج نتيجة التشاور بين هادي و رئيس الوزراء محمد سالم باسندوه. ان انهيار الحكومة قد يؤدي الى انهيار المبادرة الخليجية
ان الضغط على صالح للتوقف عن التدخل يعد امر في غاية الاهمية، لكن ذلك وحده لا يضمن احراز التقدم. كما انه يجب تقليص هيمنة حزب صالح و تاثير افراد اسرته الذين يتقلدون مناصب هامة في الامن
لقد اضاعت دول الخليج الفرصة عندما قامت بدعم منح الحصانة لصالح و السماح له بالعودة من المنفى. و لن تعني العملية الانتقالية شيئا طالما بقي صالح الرجل الاقوى في صنعاء
*ذا ناشيونال
بقلم: محرر ذا ناشيونال
ترجمة مهدي الحسني