الرئيسية / تقارير وحوارات / يمنيون يتحدثون عن رحلة التسلل الطويلة إلى السعودية
يمنيون يتحدثون عن رحلة التسلل الطويلة إلى السعودية

يمنيون يتحدثون عن رحلة التسلل الطويلة إلى السعودية

29 مارس 2012 11:10 صباحا (يمن برس)
مازالت قضية تسلل آلاف اليمنيين إلى السعودية مستمرة في الشريط الحدودي السعودي اليمني في ثلاثة مناطق جنوبية، هي: عسير وجازان ونجران، ما تسبب في تزايد أعمال القتل والسلب والنهب.

آلاف اليمنيين يقطعون مسافات كي يدخلوا الحدود السعودية، سيراً على الأقدام في الغالب، وبينهم نساء وأطفال يواجهون المخاطر أثناء رحلة المصير.

وشرعت وزارة الداخلية السعودية في تنفيذ أكبر مشروع على طول الشريط الحدودي مع اليمن للحد من ظاهرة التسلل، بعد أن استعانت بخبراء عالميين وفق دراسات أعدت مسبقاً، وتم تزويد الشريط بكاميرات حرارية وحواجز لمنع "التسلل".

وتمكن مراسل "العربية.نت" من الالتقاء بعدد من المتسللين في منطقة عسير، وتحديداً في موقع يطلق عليه "الحبلة"، ويقع على مشارف طور تهامة، ليكشف عن قرب خفايا ما وراء "التسلل".

ظروف المعيشة في اليمن هي السبب
تشرح حسينة أحمد، وهي امرأة يمنية تحتضن طفلها الذي لا يتجاوز العامين بقولها: "مكثنا قرابة الشهر والنصف ونحن نسير عبر أودية وجبال ووديان كي نصل إلى الحدود السعودية" .

وتتابع حسينة: "واجهتنا مخاطر، ومنها انتشار الثعابين والوحوش المفترسة في الأودية، منها واد أسفل تهامة قحطان". وقالت إنها وطفلها الرضيع كادا ان يفارقا الحياة بعد أن حاول ذئب قتلهما، لكنها نجت مع طفلها بأن اختبأت في زاوية من الجبل.

ويعترف بشير محمد من "ذمار" اليمنية بقوله لـ"العربية.نت"، إنه لجأ إلى هذه الطريقة هرباً من ظروف المعيشة القاسية في اليمن، واتفق مع 3 من أصدقائه للتسلل إلى السعودية عن طريق قرى حدودية، مثل الطوال والخوبة بمنطقة جازان.

جماعات مسلحة
ويؤكد بشير أن هناك جماعات مسلحة من المتسللين تتجمع بمواقع نائية كشف إحداها واد بقرب جازان يطلق عليه "شعب الذئب"، وهم ينفذون خططهم للقيام بأعمال سرقات أو نهب للعابرين عبر الطرق النائية، وخاصة الطريق الذي يربط بين منطقتي عسير وجازان.

ويقول محمد قائد، "متسلل يمني"، لـ "العربية.نت"، إن هناك مهربين من السعودية يقومون بتهريب عائلات يمنية بعد الالتقاء بهم في نقاط باتت معروفه عندهم بالقرب من الحدود، ويقلونهم في سياراتهم، وحين الوصول إلى نقاط أمنية يقومون بإنزال الركاب ليتابعوا سيرهم على الأقدام من خلف تلك النقاط بعيداً عن أنظار رجال الأمن، بينما يتجاوز المهربون بسياراتهم نقاط التفتيش دون مشاكل، وبعد أن يقطعوا مسافات خلف تلك المراكز يتوقفون بنقاط في انتظار الركاب مجدداً، ويواصلون سيرهم.

وقال أحمد عسيري، وهو ساكن في حي الراقي بخميس مشيط، إن إمام جامع من اليمن كان يقوم بإمامة المصلين، وقام بفتح محل لبيع الخضروات بجوار الجامع تحت غطاء "التستر"، وطيلة 10 سنوات كان يعمل لحساب الجماعة "الحوثية" ويتراسل معهم عبر الإنترنت وعن طريق الجوال الدولي، حتى ألقي القبض عليه من قبل السلطات الأمنية السعودية، وانكشف أمره.

السحر والشعوذه
وكشفت مصادر أمنية خاصة لـ"العربية.نت" أن هناك جماعات من "المتسللين" يمارسون مهنة "التسول" ويمتهنون "أعمال السحر" للإيقاع بضحاياهم من سكان القرى الحدودية، وتمت عمليات سرقة ونهب واغتصاب تحت تأثير تلك "الأعمال الشيطانية".

وقال الناطق باسم شرطة منطقة عسير، الرائد عبدالله شعثان، لـ"العربية.نت"، إن شرطة المنطقة نجحت في القبض على عناصر من المتسللين امتهنوا جرائم قتل ونهب، وارتكبوا تلك الجرائم في عدة قرى في تهامة عسير.

تكثيف أمني للحد من التسلل
وقال العقيد عبدالله الحمراني، الناطق باسم قطاع سلاح الحدود بمنطقة عسير، لـ"العربية.نت"، إن دوريات حرس الحدود تمكنت من القبض على عدد من "المهربين" والكشف عن "ممنوعات" كانت جماعات تستخدمها لأغراض التهريب.

وتابع العقيد الحمراني أنه بتوجيهات قائد حرس الحدود بالمنطقة انخفضت عمليات "التسلل" إلى قرابة 70% خلال الأشهر الخمسة الماضية.

وقال اللواء عبدالعزيز بن محمد الصبحي، قائد حرس الحدود بمنطقة جازان، لـ"العربية.نت"، إن حرس الحدود نجح في تأهيل وتدريب عناصره لمواجهة المخاطر أثناء الاشتباكات مع "مهربين". وزاد بقوله إن هناك تمارين مشتركة لمواجهة تلك الظروف، مؤكدا أنه تم القبض على أكثر من 15 ألف متسلل خلال الأشهر الستة الماضية.

وقال مدير مكتب المتابعة التابع للشؤون الاجتماعية في منطقة عسير، علي الأسمري، لـ"العربية.نت"، إن هناك إجراءات متبعة لعمليات الضبط، وهي أن تتولى الجهات المعنية في كل محافظة القبض على المتسولين وإحالة غير السعوديين إلى إدارة الجوازات لمعرفة أوضاعهم ومدى نظامية إقامتهم من عدمها".
شارك الخبر