أضعفت الحرب اليمنية القائمة منذ أكثر من عام، الريف اليمني اقتصادياً وإنسانياً، أكثر من أي وقت مضى، وساعد في ذلك ضعف جهود الحكومة والمنظمات الدولية في دعم الإنتاج الريفي، وزيادة صمود المجتمعات الريفية في مواجهة آثار الحرب.
وساهمت تداعيات الصراع في انخفاض حجم الثروة الحيوانية بشكل ملحوظ، الذي أثّر على قطاعات معيشية كثيرة، إلى جانب تسببه في انخفاض الدخل وانعدام الأمن الغذائي لكثير من الأسر.
وكان لفقدان كثير من الأسر اليمنية مواشيها أسباب مختلفة، أهمها: تضافر بعض الظواهر في وقت واحد، مثل الجفاف وانعدام مخلفات غذاء الأسر المستخدمة كغذاء للمواشي، بالإضافة إلى نزوح سكان بعض القرى وترك حيواناتهم في القرى من دون عناية أو تغذية. ومن الأمثلة على ذلك، نفوق أغلب حيوانات سكان قرية "الصربة" في محافظة البيضاء (وسط) بسبب الحرب.
روت أم عبد الله (48 عاماً) ما حدث لحيواناتها، فقد تركت بقرتها و11 رأساً من الغنم والماعز في منزلها، بعد أن اضطرت إلى الفرار مع أسرتها من قريتها "الصربة"، مع قرب الاقتتال المسلح بين مليشيات الحوثي وقوات المقاومة المحلية من القرية.
وأضافت "لم نجد وسيلة النقل التي يمكنها نقل هذه الحيوانات مع ما نقلناه من أمتعة قليلة إلى القرية التي نزحنا إليها". وأشارت لـ"العربي الجديد"، إلى أن سرعة اقتراب القتال نحو قريتها لم تعطِ أغلب أبناء القرية وقتاً كافياً لتنظيم قوافل نقل المواشي، أو بيعها في أسواق مجاورة بأسعار معقولة.
وأشارت إلى أن أسرتها لم تعد تحصل على أي دخل بعد أن كانت تبيع اللبن والسمن البلدي في سوق قريتها، كما لم تعد أسرتها تحصل على تلك السلع كجزء من الغذاء الأساسي لأعضاء الأسرة، ومنهم الأطفال.
وفي كثير من المناطق التي تعرّضت للقصف الجوي والمدفعي والصاروخي على أطراف المناطق المشتعلة، اضطرت أغلب الأسر النازحة إلى بيع مواشيها في الأسواق المحلية بأسعار بخسة لا تتجاوز 50 في المائة من قيمتها الحقيقية. وكانت هذه حالة أحمد عبد الكريم الذي نزح من منطقة نهم شمال العاصمة صنعاء، بعد أن باع جميع مواشيه في سوق "مسورة" المجاور. فقد غادر بعد أن أيقن بأن وتيرة الهجوم المتبادل يومياً منذ أكثر من ستة أشهر ستطول أكثر في منطقته.
من جهة أخرى، ساهم الجفاف المزمن في شح المحاصيل الزراعية المختلفة التي تنتج الأعلاف والغذاء الضروري للثروة الحيوانية، إذ كان لدى القرويين اكتفاء ذاتي في إنتاج الأعلاف. إضافة إلى ذلك، كانت أسر كثيرة ومخابز في المدن تجمع بقايا الخبز والمعجنات بعد تجفيفها، لتقدمها أو تبيعها في الريف كغذاء للماشية، لكن هذه المساهمات توقفت بسبب ارتفاع سعر الغذاء والدقيق أخيراً، وارتفاع تكلفة النقل.
المختص في التنمية الريفية محمد إسماعيل علّق على شحّ الأعلاف كأحد أهم أسباب انخفاض الثروة الحيوانية قائلاً: "ما تعرضتْ له المناطق الجافة الواسعة من تدهور بيئي، وزحف الصحراء، وشح الأمطار في بعض المناطق، والضعف الهائل في مخططات التنمية، يؤثر بشكل كبير في توفير منتجات الأعلاف".
وبحسب إسماعيل، أصبح السكان يلجؤون إلى طرق غير تقليدية ضارة لإنتاج العلف مثل "إدخال النباتات غير الغذائية في مكونات الأعلاف، بالإضافة إلى مخلفات الأغذية من مكبات القمامة، الأمر الذي يزيد من انتشار الأمراض بين الحيوانات، ومنها إلى الإنسان".
ويتركز نحو ثلثي سكان اليمن في المناطق الريفية، أغلبهم من فئة الفقراء، بسبب شح الفرص الاقتصادية. ويعتمد معظم سكان الريف على الزراعة ورعي المواشي في معيشتهم، وهي القطاع الاقتصادي الحيوي الذي يوفر فرص العمل والدخل، في بلد بلغت نسبة البطالة فيه أكثر من 60 في المائة، بعد بدء الحرب الأهلية القائمة.
وساهمت تداعيات الصراع في انخفاض حجم الثروة الحيوانية بشكل ملحوظ، الذي أثّر على قطاعات معيشية كثيرة، إلى جانب تسببه في انخفاض الدخل وانعدام الأمن الغذائي لكثير من الأسر.
وكان لفقدان كثير من الأسر اليمنية مواشيها أسباب مختلفة، أهمها: تضافر بعض الظواهر في وقت واحد، مثل الجفاف وانعدام مخلفات غذاء الأسر المستخدمة كغذاء للمواشي، بالإضافة إلى نزوح سكان بعض القرى وترك حيواناتهم في القرى من دون عناية أو تغذية. ومن الأمثلة على ذلك، نفوق أغلب حيوانات سكان قرية "الصربة" في محافظة البيضاء (وسط) بسبب الحرب.
روت أم عبد الله (48 عاماً) ما حدث لحيواناتها، فقد تركت بقرتها و11 رأساً من الغنم والماعز في منزلها، بعد أن اضطرت إلى الفرار مع أسرتها من قريتها "الصربة"، مع قرب الاقتتال المسلح بين مليشيات الحوثي وقوات المقاومة المحلية من القرية.
وأضافت "لم نجد وسيلة النقل التي يمكنها نقل هذه الحيوانات مع ما نقلناه من أمتعة قليلة إلى القرية التي نزحنا إليها". وأشارت لـ"العربي الجديد"، إلى أن سرعة اقتراب القتال نحو قريتها لم تعطِ أغلب أبناء القرية وقتاً كافياً لتنظيم قوافل نقل المواشي، أو بيعها في أسواق مجاورة بأسعار معقولة.
وأشارت إلى أن أسرتها لم تعد تحصل على أي دخل بعد أن كانت تبيع اللبن والسمن البلدي في سوق قريتها، كما لم تعد أسرتها تحصل على تلك السلع كجزء من الغذاء الأساسي لأعضاء الأسرة، ومنهم الأطفال.
وفي كثير من المناطق التي تعرّضت للقصف الجوي والمدفعي والصاروخي على أطراف المناطق المشتعلة، اضطرت أغلب الأسر النازحة إلى بيع مواشيها في الأسواق المحلية بأسعار بخسة لا تتجاوز 50 في المائة من قيمتها الحقيقية. وكانت هذه حالة أحمد عبد الكريم الذي نزح من منطقة نهم شمال العاصمة صنعاء، بعد أن باع جميع مواشيه في سوق "مسورة" المجاور. فقد غادر بعد أن أيقن بأن وتيرة الهجوم المتبادل يومياً منذ أكثر من ستة أشهر ستطول أكثر في منطقته.
من جهة أخرى، ساهم الجفاف المزمن في شح المحاصيل الزراعية المختلفة التي تنتج الأعلاف والغذاء الضروري للثروة الحيوانية، إذ كان لدى القرويين اكتفاء ذاتي في إنتاج الأعلاف. إضافة إلى ذلك، كانت أسر كثيرة ومخابز في المدن تجمع بقايا الخبز والمعجنات بعد تجفيفها، لتقدمها أو تبيعها في الريف كغذاء للماشية، لكن هذه المساهمات توقفت بسبب ارتفاع سعر الغذاء والدقيق أخيراً، وارتفاع تكلفة النقل.
المختص في التنمية الريفية محمد إسماعيل علّق على شحّ الأعلاف كأحد أهم أسباب انخفاض الثروة الحيوانية قائلاً: "ما تعرضتْ له المناطق الجافة الواسعة من تدهور بيئي، وزحف الصحراء، وشح الأمطار في بعض المناطق، والضعف الهائل في مخططات التنمية، يؤثر بشكل كبير في توفير منتجات الأعلاف".
وبحسب إسماعيل، أصبح السكان يلجؤون إلى طرق غير تقليدية ضارة لإنتاج العلف مثل "إدخال النباتات غير الغذائية في مكونات الأعلاف، بالإضافة إلى مخلفات الأغذية من مكبات القمامة، الأمر الذي يزيد من انتشار الأمراض بين الحيوانات، ومنها إلى الإنسان".
ويتركز نحو ثلثي سكان اليمن في المناطق الريفية، أغلبهم من فئة الفقراء، بسبب شح الفرص الاقتصادية. ويعتمد معظم سكان الريف على الزراعة ورعي المواشي في معيشتهم، وهي القطاع الاقتصادي الحيوي الذي يوفر فرص العمل والدخل، في بلد بلغت نسبة البطالة فيه أكثر من 60 في المائة، بعد بدء الحرب الأهلية القائمة.