رغم الفوضى الأمنية في اليمن، وانتشار تنظيم القاعدة في مناطق قريبة منها، إلا أنّ سلطنة عمان ظلت بمنأى عن ذلك، والفضل يعود إلى محافظة المهرة المجاورة والتي مثلت ومنذ احتجاجات 2011 سياجا ثقافيا واجتماعيا وقبليا حال دون انتقال عدوى الإرهاب للسلطنة.
ويرى خبراء وباحثون أن هناك حزمة من الأسباب جعلت من محافظة المهرة كتلة سكانية وجغرافية محصّنة ضد الاختراقات الثقافية أو السياسية الوافدة إليها.
وتنعم المهرة بوضع أمني جيد وحالة من الاستقرار، وهذا يعود بحسب أهالي المحافظة أنفسهم إلى تعاونهم، ودور القبيلة في حل المشاكل والخلافات، وسيادة فكر ديني يغلب عليه التسامح والاعتدال، وهي البيئة التي حالت دون تسلل القاعدة أو داعش للمحافظة.
وتجد الأحزاب نفسها مجبرة على العمل في صمت، وعدم استقدام الخلافات والصراعات من محافظات أخرى، فضلا عن ضرورة إعلان التزامها بقرارات القبيلة قبل الحزب والتنظيم.
وهذا ما يفسر نأي المحافظة بنفسها عن الصراع القائم الآن بين الحكومة والمتمردين الحوثيين، وإن كانت لا تخفي دعمها للدولة في مواجهة الانقلابيين.
ويبلع عدد سكان المهرة حوالي (1.5 بالمئة) من إجمالي سكان اليمن إلا أنها تمتلك مساحة جغرافية شاسعة تتنوع ما بين الساحل والجبل والصحراء وتتوزع على122.500 كم². وتعد المحافظة الثانية الأكبر مساحة في اليمن بعد محافظة حضرموت المجاورة لها.
ويتميز سكان المحافظة بالعديد من الخصائص النفسية والثقافية والاجتماعية التي جعلت منهم حالة فريدة لم تتمكن أيّ من ثقافات العنف أن تخترق نسيجها الاجتماعي الصلب، وهو ما جعلها في منأى عن الأفكار المتطرفة التي تنتشر في مختلف محافظات اليمن بما في ذلك محافظة حضرموت التي استطاع الإرهاب أن ينال من طبيعتها الصوفية.
ويذهب الباحثون إلى أن المهريين على الرغم من انفتاحهم الجغرافي والسياسي على بقية مناطق اليمن وعدم تخندقهم أو اصطفافهم تقليديا مع أيّ طرف ضد آخر إلا أنهم أبدوا مناعة فائقة على الانصهار والتحول خلال قرون، الأمر الذي جعلهم يحتفظون بآخر مظاهر اللغات العربية المندثرة حيث يتحدثون اللغة المهرية، وهي لغة على صلة وثيقة بلغات أخرى مجاورة مازالت تستخدم في اليمن كاللغة الشحرية والسقطرية.
ويقول الباحث الأنثروبولوجي اليمني علوان الجيلاني إن الخصوصية المهرية تترسخ أكثر في العادات والتقاليد والتي تتميز بقدر من الانفتاح والتواصل الاجتماعي البيني والفنون والفلكلور الشعبي وسلّم القيم المبني على السّلم والخيرية والتشارك الحياتي الإيجابي وهم ما يقابله انغلاق على الذات تجاه المحيط اليمني المليء بالمشاكل والخلافات والاحتدام السياسي المدمر الذي يستخدم الدين والثقافة والاقتصاد وكل مفردات الواقع في صراعه المميت.
ويضيف الجيلاني في تصريح لـ”العرب” أن المهرة تتخذ من لغتها وثقافتها الخاصة ما يشبه القوقعة التي تقيها نار الصراع الدائر وتبعد به نفسها عن الاقتتال ولهذا السبب عجزت التيارات الدينية المتطرفة وعلى رأسها القاعدة عن اختراق المحافظة، فظلت تراوح في حضرموت وامتداداتها في الداخل اليمني.
ويلفت الجيلاني إلى أن المهرة لم تنأ بنفسها فحسب عن القاعدة وأخواتها بل شكلت سياجا واقيا لسلطنة عمان، إضافة إلى إقليم ظفار الذي يشاكل المهرة في التاريخ واللغة والعادات والتقاليد.
ووفقا لمراقبين سياسيين تدرك سلطنة عمان خصوصية محافظة المهرة في تعزيز الأمن القومي للسلطنة وهو ما ساهم في منح ميزات خاصة لقبائل المهرة تتمثل في حرية التنقل والحركة والتجارة والعبور.
وفي 2013 وكتعبير عن القلق العماني من انهيار الوضع الأمني بشكل حاد على حدودها الجنوبية سرت أخبار مفادها أن مسقط بدأت في بناء سياج حدودي مع اليمن، نتيجة لتخوفها من عدوى الانهيار الأمني.
ويرى خبراء وباحثون أن هناك حزمة من الأسباب جعلت من محافظة المهرة كتلة سكانية وجغرافية محصّنة ضد الاختراقات الثقافية أو السياسية الوافدة إليها.
وتنعم المهرة بوضع أمني جيد وحالة من الاستقرار، وهذا يعود بحسب أهالي المحافظة أنفسهم إلى تعاونهم، ودور القبيلة في حل المشاكل والخلافات، وسيادة فكر ديني يغلب عليه التسامح والاعتدال، وهي البيئة التي حالت دون تسلل القاعدة أو داعش للمحافظة.
وتجد الأحزاب نفسها مجبرة على العمل في صمت، وعدم استقدام الخلافات والصراعات من محافظات أخرى، فضلا عن ضرورة إعلان التزامها بقرارات القبيلة قبل الحزب والتنظيم.
وهذا ما يفسر نأي المحافظة بنفسها عن الصراع القائم الآن بين الحكومة والمتمردين الحوثيين، وإن كانت لا تخفي دعمها للدولة في مواجهة الانقلابيين.
ويبلع عدد سكان المهرة حوالي (1.5 بالمئة) من إجمالي سكان اليمن إلا أنها تمتلك مساحة جغرافية شاسعة تتنوع ما بين الساحل والجبل والصحراء وتتوزع على122.500 كم². وتعد المحافظة الثانية الأكبر مساحة في اليمن بعد محافظة حضرموت المجاورة لها.
ويتميز سكان المحافظة بالعديد من الخصائص النفسية والثقافية والاجتماعية التي جعلت منهم حالة فريدة لم تتمكن أيّ من ثقافات العنف أن تخترق نسيجها الاجتماعي الصلب، وهو ما جعلها في منأى عن الأفكار المتطرفة التي تنتشر في مختلف محافظات اليمن بما في ذلك محافظة حضرموت التي استطاع الإرهاب أن ينال من طبيعتها الصوفية.
ويذهب الباحثون إلى أن المهريين على الرغم من انفتاحهم الجغرافي والسياسي على بقية مناطق اليمن وعدم تخندقهم أو اصطفافهم تقليديا مع أيّ طرف ضد آخر إلا أنهم أبدوا مناعة فائقة على الانصهار والتحول خلال قرون، الأمر الذي جعلهم يحتفظون بآخر مظاهر اللغات العربية المندثرة حيث يتحدثون اللغة المهرية، وهي لغة على صلة وثيقة بلغات أخرى مجاورة مازالت تستخدم في اليمن كاللغة الشحرية والسقطرية.
ويقول الباحث الأنثروبولوجي اليمني علوان الجيلاني إن الخصوصية المهرية تترسخ أكثر في العادات والتقاليد والتي تتميز بقدر من الانفتاح والتواصل الاجتماعي البيني والفنون والفلكلور الشعبي وسلّم القيم المبني على السّلم والخيرية والتشارك الحياتي الإيجابي وهم ما يقابله انغلاق على الذات تجاه المحيط اليمني المليء بالمشاكل والخلافات والاحتدام السياسي المدمر الذي يستخدم الدين والثقافة والاقتصاد وكل مفردات الواقع في صراعه المميت.
ويضيف الجيلاني في تصريح لـ”العرب” أن المهرة تتخذ من لغتها وثقافتها الخاصة ما يشبه القوقعة التي تقيها نار الصراع الدائر وتبعد به نفسها عن الاقتتال ولهذا السبب عجزت التيارات الدينية المتطرفة وعلى رأسها القاعدة عن اختراق المحافظة، فظلت تراوح في حضرموت وامتداداتها في الداخل اليمني.
ويلفت الجيلاني إلى أن المهرة لم تنأ بنفسها فحسب عن القاعدة وأخواتها بل شكلت سياجا واقيا لسلطنة عمان، إضافة إلى إقليم ظفار الذي يشاكل المهرة في التاريخ واللغة والعادات والتقاليد.
ووفقا لمراقبين سياسيين تدرك سلطنة عمان خصوصية محافظة المهرة في تعزيز الأمن القومي للسلطنة وهو ما ساهم في منح ميزات خاصة لقبائل المهرة تتمثل في حرية التنقل والحركة والتجارة والعبور.
وفي 2013 وكتعبير عن القلق العماني من انهيار الوضع الأمني بشكل حاد على حدودها الجنوبية سرت أخبار مفادها أن مسقط بدأت في بناء سياج حدودي مع اليمن، نتيجة لتخوفها من عدوى الانهيار الأمني.