يمن برس - وكالات :
تأجج الصراع من جديد في قطاع غزة بعد ساعات من من تعهد حركتي فتح وحماس على إنهاء الصراع الذي أسفر حتى الآن عن مقتل وإصابة حوالي 65 شخصا وسط اتهامات متبادلة بين الحركتين بشأن المسئول عن إشعال الساحة كلما تبدأ في العودة إلى الهدوء.
وكان الصراع الفلسطيني الفلسطيني عاد إلى الواجهة مرة أخرى قبل 48 ساعة حيث وصل الاقتتال بين الحركتين إلى مدينة رفح جنوب القطاع والتي شهدت اشتباكات عنيفة بين فتح وحماس السبت والأحد أسفرت عن سقوط قتيلين وإصابة نحو 45 شخصا بجروح.
وأصاب الاقتتال الشوارع الرئيسية بالشلل وأغلقت المتاجر والمكاتب أبوابها مبكرا. وذكرت مصادر طبية فلسطينية أن المواجهات الدامية بين الحركتين أسفرت عن مقتل خمسة اشخاص واصابة نحو ستين شخصا بجروح خلال 48 ساعة.
على نفس الصعيد أكدت حركة حماس أن مشكلتها ليست مع حركة فتح، مشيرة إلى أن "المشكلة أن الجيش الصهيوني قد أعد جماعة وأمدها بالمال والسلاح، ويتزعمها النائب في فتح محمد دحلان". جاء ذلك في تصريح للدكتور صلاح البردويل، الناطق باسم كتلة "التغيير والإصلاح" البرلمانية، وقال البردويل: "هذه الجماعة انتزعت القيادة من حركة فتح ولم يعد بمقدور رئيس السلطة محمود عباس نفسه أن يعارض رأياً لمحمد دحلان، مع أن هذا الأخير ليس قيادياً في فتح بل هو عضو في المجلس الثوري، لكنه فرض نفسه بالقوة".
واعتبر أن ما يجري في رفح طيلة الأيام الماضية إثر اغتيال الشهيد أحمد أبو حرب القيادي البارز في كتائب القسام "ليس إلا فصلا من فصول صراع حركة "حماس" مع الاحتلال بطريقة غير مباشرة".
وأضاف"أن قصة مدينة رفح تتأسس على وصول الصهاينة إلى قناعة أن الاقتتال الداخلي الذي أشعله من أسماهم بـ "اللحديين" ضد عناصر حماس لم يوقف انطلاق الصواريخ باتجاه القلب الصهيوني، ولذلك قرروا نقلها إلى الشمال في منطقة رفح لإرباك المقاومة على الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948".
وقلل البردويل من الرهان على أن يكون الدور المصري ضمانة لكبح جماح من أسماهم باللحديين، وقال: "لا أحد يستطيع تقديم ضمانات على استمرار التهدئة حتى المصريين، لأن عناصر اللحديين تابعون مباشرة للكيان الصهيوني، ونحن نعاني من قتال مباشر وغير مباشر مع الاحتلال، فعندما عجزت الطائرات الصهيونية عن إلقاء القبض على أبو حرب كلفت أعوانها فقتلوه".
من جانب آخر نقل المركز الفلسطيني للإعلام عن السيد أيمن طه، القيادي في حركة حماس، تأكيده على أن الحوارات وحدها لا تكفي للجم من أسماهم بالفئة الضالة والتيار الانقلابي في حركة فتح، مطالباً بوضع خطوات ناجعة من أجل وضع حد لهذه الفئة.
وقال طه في تصريح له: "إن استمرار هذه الحوارات (في إشارة إلى الحوارات الفصائلية في القاهرة وقطاع غزة) بهذه الطريقة، هي نوع من العبث إن لم تستطع نبذ هذه الفئة من المجتمع الفلسطيني وتعريتهم".
وطالب طه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بأن يكون له "موقف صريح من هذه الفئة وأن يقول كلمته في هذا التيار"، منوهاً إلى أن المطلوب بصفته رئيس الشعب الفلسطيني وحركة فتح بأن "يرفع الغطاء عنهم، لا أن يقوم بتدفيق الأموال عليهم، والتقاط الصور معهم والتي تملأ الصحف".