الرئيسية / تقارير وحوارات / تعز تستحدث سوقاً خيرية تعود ريعها لدعم المقاومة
تعز تستحدث سوقاً خيرية تعود ريعها لدعم المقاومة

تعز تستحدث سوقاً خيرية تعود ريعها لدعم المقاومة

23 يونيو 2016 02:24 مساء (يمن برس)
يحرص سكان مدينة تعز (وسط)، بعد عام ونصف من الحرب الدائرة في اليمن، على إحياء مظاهر التسوق، وإبراز بهجة الليالي الرمضانية، وتنظيم الأمسيات الثقافية، إضافة إلى خلق أسواق بديلة، عوضاً عن تلك الواقعة على خطوط تماس المعارك، بعد أن تحولت إلى أسواق مهجورة.
 
وتخضع تعز اليمنية، إلى حصار يفرضه عليها مسلحو ميليشيا الحوثي، والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، منذ نحو عام، ومواصلتهم القصف على أحيائها السكنية.
 
ومؤخراً، دشّن نشطاء وقيادات في المقاومة سوقاً خيرية في شارع "المغتربين" بالمدينة، تبيع للمدنيين المحاصرين أغلب المواد الاستهلاكية والغذائية، ويعود ريع أرباحها (من خلال تأجير مساحات للبيع) إلى دعم عناصر المقاومة الشعبية، التي تخوض معارك ضد الحوثيين.
 
وتقع السوق في منطقة سكنية بعيدة نسبياً عن مواقع القصف المفترضة للحوثيين وقوات صالح، وتوفر معارضها المنتجات الرمضانية، والكماليات المرتبطة بعيد الفطر القادم، من قبيل الملابس، والاكسسوارات، والعطور، والأعمال اليدوية.
 
حمود سالم، أحد رواد السوق يقول إن أسعار المواد التي يشتريها من المعارض المفتوحة في السوق الخيرية، متدنية ومعقولة، مبيناً "هذا عزز من أن تكون السوق وجهتي المفضلة".
 
ومما يميز السوق الجديدة بالنسبة لحمود، أن "أرباح الحركة التجارية يعود ريعها لرجال المقاومة، الذين يسعون لتحرير باقي أحياء المدينة من سيطرة الحوثيين وقوات صالح"، وفقاً لتعبيره.
 
وتشهد مدينة تعز، معارك مستمرة بين الحوثيين وقوات صالح من جهة، والمقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي وقوات الجيش الحكومي من جهة أخرى، منذ مارس/آذار العام الماضي.
 
والحركة التجارية في السوق لا تقتصر على البيع والشراء، بل تتعدى ذلك إلى تقديم خدمات ترفيهية، إذ تحتوي على قاعات للمهرجانات، ومقاصف، ومطاعم صغيرة، إضافة إلى منتديات في الهواء الطلق.
 
وبحسب مدير السوق محمد الجرادي، قال إن الهدف من الفكرة هو البحث عن أسواق بديلة، بعد أن تعرضت عديد من الأسواق للدمار والحرق بفعل القصف المستمر، والمعارك الدائرة منذ مطلع العام الماضي.
 
ويحرص الجرادي على إيجاد حلقة وصل بين التجار، الذين وجدوا صعوبة في ترويج بضاعتهم، وبين المستهلك في المدينة المحاصرة، "إضافة إلى أن الطرفين يسعون إلى صناعة مظاهر الفرح من خلال تنظيم المهرجانات والأمسيات الليلية".
 
وقال إن السوق تحولت إلى ملتقى للعشرات في ليالي رمضان، واستغل القائمون على السوق ذلك لتوسيع الحاضنة الشعبية للمقاومة والترويج لها، من خلال إقامة الأمسيات الثقافية والشعرية والأدبية، إضافة للمهرجانات والمسابقات الثقافية اليومية.
 
ورغم انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة، إلا أن السوق الخيرية مضاءة بشكل كامل وتوفر الحماية الأمنية.
 
من جهته، قال المسؤول الإعلامي للسوق محمد مرشد،  إن السوق ستنظم المهرجانات في عيد الفطر المقبل، كمرحلة ثالثة بعد المرحلة الأولى التي كانت في مايو/أيار المنصرم، والمرحلة الثانية التي انطلقت في الـ 6 من شهر رمضان المبارك.
 
ولفت أن هذه المرحلة ستسعى فيها السوق لتقديم أسعار المنتجات بسعر الجملة، وعرض الملابس والاكسسوارات والمواد الغذائية، ومستلزمات الطاقة الشمسية والتنظيف، وعقد أمسيات ثقافية في القاعة المخصصة، وتنظيم المظاهر الترفيهية، لجذب أكبر عدد ممكن من المتسوقين والتجار على حد سواء.
 
شارك الخبر