مثلما كانت الاغتيالات عنواناً رئيسياً للتطورات في مدينة عدن، جنوبي اليمن، عقب تحريرها من الانقلابيين، تحوّلت الاعتقالات التي تطاول قيادات حزبية ورجال دين في حضرموت، إلى عنوان يتصدّر التطورات الآتية من هناك، بعد تحرير مركزها، المكلا، من تنظيم "القاعدة". وسط ذلك، تكثر التساؤلات عما إذا كانت الإمارات، بوصفها الدولة التي تتصدر دور التحالف العربي جنوباً، ستمضي في أولوياتها التي أعلنت عنها أخيراً، وبدأت فعلاً بتطبيق بعضها منذ أشهر.
وقد شهدت مدينة المكلا، مركز محافظة حضرموت، احتجاجات ولقاءات، في الأيام الأخيرة نددت بتكرار الاعتقالات، التي طاولت أخيراً أحد أئمة الجوامع، في وقت ما يزال فيه مدير المكتب التنفيذي لحزب "الإصلاح" (الاخوان المسلمين) في محافظة حضرموت، عوض الدقيل، معتقلاً منذ نحو عشرة أيام، على الرغم من إعلان السلطة المحلية، وفي مقدمتها المحافظ، اللواء أحمد بن بريك، إدانتها لعملية الاعتقال، الأمر الذي أثار التساؤلات عن الجهة المسؤولة عن العملية.
وخلقت حملة الاعتقالات التي كانت قد بدأت بدعاة سلفيين في المكلا، مخاوف متصاعدة، من تمدّد هذه الظاهرة إلى المحافظات الجنوبية الأخرى، وعدن تحديداً، بعد تداول شائعة عن اقتحام منزل قيادي في "الإصلاح" بعدن، وهو ما نفى الحزب حصوله. غير أن المخاوف لا تزال مستمرة، وفقاً لما أفادت مصادر إعلامية في "الإصلاح" لـ"العربي الجديد"، وذلك إثر ما شهدته المكلا، والتصريحات التي أطلقتها الإمارات أخيراً.
وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، الذي تُعدّ بلاده صاحبة القرار الأول في المحافظات الجنوبية لليمن، كشف منذ أيام أن الأولوية باتت في المناطق المحررة لمحاربة "القاعدة"، التي قال إنها مدعومة من جماعة "الإخوان المسلمين" (الإصلاح يعتبر الذراع السياسي لها).
وعلى الرغم من استدراك الوزير الإماراتي في الجزء الخاص بانتهاء الحرب، لما أثيرت حوله من ردود وضغوط من التحالف، إلا أن التصريح بمجمله، كشف أن أولوية أبو ظبي في اليمن، لم تعد محاربة الانقلابيين ممثلين بجماعة أنصار الله (الحوثيين) والموالين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بل باتت مواجهة "القاعدة" وملاحقة "الإخوان" تحت مزاعم دعمهم للتنظيم، بعد أن أطلقت هذه الاتهامات منذ أكثر من شهر، على لسان قرقاش نفسه.
وتذهب أصابع الاتهام في مختلف حوادث الاعتقالات التي شهدتها المكلا، إلى الإمارات، باعتبارها الجهة التي تعلن بوضوح موقفها المعادي لـ"الإخوان" (الإصلاح). وقد كشف حادث اعتقال مدير مكتب الحزب في المكلا الذي دانه المحافظ، كيف أن الاعتقالات تتم من دون الرجوع للسلطات المحلية كمعني مباشر بأوضاع المحافظة.
وفي حين تراجعت الإمارات عن تصريحها الواضح والصريح بانتهاء الحرب ضد الانقلابيين، وفُسّر تراجعها بأنه نتيجة لضغوط التحالف، الذي بدا الموقف بالنسبة إليه تطوراً خطيراً يضعف موقف السعودية التي تقوده، إلا أن مضامين التصريحات التي أطلقها قرقاش، يوم الأربعاء، كانت أبعد من جزئية انتهاء الحرب، وكشفت عن موقف إماراتي مناهض للحكومة الشرعية. الأمر الذي يفتح التساؤلات حول مدى إمكانية أن تستمر أبو ظبي بتصدر واجهة ملف المحافظات المحررة، بعد هذه التصريحات، التي جاءت بعد سقوط طائرتين مروحيتين تابعتين لها الأسبوع الماضي، بظروف غامضة.
وكانت أبو ظبي قد تسلمت قيادة ملف المحافظات الجنوبية والشرقية المحررة، وشاركت بالعدد الأكبر من القوات الميدانية للتحالف، ابتداء من عملية تحرير عدن في يوليو/تموز العام الماضي، وصولاً إلى تحرير المكلا من تنظيم "القاعدة" في أبريل/نيسان العام الحالي. وخلال هذه الفترة عملت أبو ظبي بشكل واضح على ترسيخ دعوات الانفصال، أو ما يمكن وصفه بعمل منظم قد ينتهي إلى الانفصال، عبر تشجيع دور التيارات الانفصالية من الحراك الجنوبي، التي كان من نتائجها عمليات ترحيل طاولت المئات من أبناء المحافظات الشمالية من عدن.
وبالتزامن، عملت الإمارات على إقصاء "الإصلاح" وقياداته، بعد أن كان له دور محوري بالمقاومة ضد الانقلابيين إبان الحرب، حتى إن تصريحات نُسبت للرئيس عبدربه منصور هادي في سبتمبر/أيلول العام الماضي، تتحدث عن أنه قام بتغيير محافظ عدن الأسبق، نايف البكري (محسوب على الإصلاح)، بطلب من الإمارات.
وعقب الإعلان الأخير لوزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، من أن الأولوية باتت "القاعدة" و"الإخوان"، يبدو واضحاً أن هدف مواجهة الانقلابيين الذي جاء لأجله التحالف، لم يعد في قائمة أولويات أبو ظبي، وكل ذلك يجعل المحافظات الجنوبية لليمن، أمام معركة مختلفة بين تصاعد دعوات الانفصال ومحاربة تيارات كان لها دور بارز إلى جانب الشرعية والتحالف. وعلى الرغم من أن هذا الواقع كان قد بدأ فعلاً وبنسب متفاوتة الشهور الماضية، إلا أنه وبعد التصريحات الأخيرة يبعث السؤال عما إذا كانت الإمارات ستواصل أولوياتها، أم أنها قد تنسحب أو تدخل في تصادم غير معلن مع الرياض، في جنوب البلاد، وكل ذلك ما ستكشفه تطورات الفترة المقبلة.
وقد شهدت مدينة المكلا، مركز محافظة حضرموت، احتجاجات ولقاءات، في الأيام الأخيرة نددت بتكرار الاعتقالات، التي طاولت أخيراً أحد أئمة الجوامع، في وقت ما يزال فيه مدير المكتب التنفيذي لحزب "الإصلاح" (الاخوان المسلمين) في محافظة حضرموت، عوض الدقيل، معتقلاً منذ نحو عشرة أيام، على الرغم من إعلان السلطة المحلية، وفي مقدمتها المحافظ، اللواء أحمد بن بريك، إدانتها لعملية الاعتقال، الأمر الذي أثار التساؤلات عن الجهة المسؤولة عن العملية.
وخلقت حملة الاعتقالات التي كانت قد بدأت بدعاة سلفيين في المكلا، مخاوف متصاعدة، من تمدّد هذه الظاهرة إلى المحافظات الجنوبية الأخرى، وعدن تحديداً، بعد تداول شائعة عن اقتحام منزل قيادي في "الإصلاح" بعدن، وهو ما نفى الحزب حصوله. غير أن المخاوف لا تزال مستمرة، وفقاً لما أفادت مصادر إعلامية في "الإصلاح" لـ"العربي الجديد"، وذلك إثر ما شهدته المكلا، والتصريحات التي أطلقتها الإمارات أخيراً.
وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، الذي تُعدّ بلاده صاحبة القرار الأول في المحافظات الجنوبية لليمن، كشف منذ أيام أن الأولوية باتت في المناطق المحررة لمحاربة "القاعدة"، التي قال إنها مدعومة من جماعة "الإخوان المسلمين" (الإصلاح يعتبر الذراع السياسي لها).
وعلى الرغم من استدراك الوزير الإماراتي في الجزء الخاص بانتهاء الحرب، لما أثيرت حوله من ردود وضغوط من التحالف، إلا أن التصريح بمجمله، كشف أن أولوية أبو ظبي في اليمن، لم تعد محاربة الانقلابيين ممثلين بجماعة أنصار الله (الحوثيين) والموالين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بل باتت مواجهة "القاعدة" وملاحقة "الإخوان" تحت مزاعم دعمهم للتنظيم، بعد أن أطلقت هذه الاتهامات منذ أكثر من شهر، على لسان قرقاش نفسه.
وتذهب أصابع الاتهام في مختلف حوادث الاعتقالات التي شهدتها المكلا، إلى الإمارات، باعتبارها الجهة التي تعلن بوضوح موقفها المعادي لـ"الإخوان" (الإصلاح). وقد كشف حادث اعتقال مدير مكتب الحزب في المكلا الذي دانه المحافظ، كيف أن الاعتقالات تتم من دون الرجوع للسلطات المحلية كمعني مباشر بأوضاع المحافظة.
وفي حين تراجعت الإمارات عن تصريحها الواضح والصريح بانتهاء الحرب ضد الانقلابيين، وفُسّر تراجعها بأنه نتيجة لضغوط التحالف، الذي بدا الموقف بالنسبة إليه تطوراً خطيراً يضعف موقف السعودية التي تقوده، إلا أن مضامين التصريحات التي أطلقها قرقاش، يوم الأربعاء، كانت أبعد من جزئية انتهاء الحرب، وكشفت عن موقف إماراتي مناهض للحكومة الشرعية. الأمر الذي يفتح التساؤلات حول مدى إمكانية أن تستمر أبو ظبي بتصدر واجهة ملف المحافظات المحررة، بعد هذه التصريحات، التي جاءت بعد سقوط طائرتين مروحيتين تابعتين لها الأسبوع الماضي، بظروف غامضة.
وكانت أبو ظبي قد تسلمت قيادة ملف المحافظات الجنوبية والشرقية المحررة، وشاركت بالعدد الأكبر من القوات الميدانية للتحالف، ابتداء من عملية تحرير عدن في يوليو/تموز العام الماضي، وصولاً إلى تحرير المكلا من تنظيم "القاعدة" في أبريل/نيسان العام الحالي. وخلال هذه الفترة عملت أبو ظبي بشكل واضح على ترسيخ دعوات الانفصال، أو ما يمكن وصفه بعمل منظم قد ينتهي إلى الانفصال، عبر تشجيع دور التيارات الانفصالية من الحراك الجنوبي، التي كان من نتائجها عمليات ترحيل طاولت المئات من أبناء المحافظات الشمالية من عدن.
وبالتزامن، عملت الإمارات على إقصاء "الإصلاح" وقياداته، بعد أن كان له دور محوري بالمقاومة ضد الانقلابيين إبان الحرب، حتى إن تصريحات نُسبت للرئيس عبدربه منصور هادي في سبتمبر/أيلول العام الماضي، تتحدث عن أنه قام بتغيير محافظ عدن الأسبق، نايف البكري (محسوب على الإصلاح)، بطلب من الإمارات.
وعقب الإعلان الأخير لوزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، من أن الأولوية باتت "القاعدة" و"الإخوان"، يبدو واضحاً أن هدف مواجهة الانقلابيين الذي جاء لأجله التحالف، لم يعد في قائمة أولويات أبو ظبي، وكل ذلك يجعل المحافظات الجنوبية لليمن، أمام معركة مختلفة بين تصاعد دعوات الانفصال ومحاربة تيارات كان لها دور بارز إلى جانب الشرعية والتحالف. وعلى الرغم من أن هذا الواقع كان قد بدأ فعلاً وبنسب متفاوتة الشهور الماضية، إلا أنه وبعد التصريحات الأخيرة يبعث السؤال عما إذا كانت الإمارات ستواصل أولوياتها، أم أنها قد تنسحب أو تدخل في تصادم غير معلن مع الرياض، في جنوب البلاد، وكل ذلك ما ستكشفه تطورات الفترة المقبلة.