تُعدّ أزمة الغذاء من أبرز القضايا التي تؤرّق اليمنيين، لا سيّما مع ندرة الغذاء في الأسواق وسوء التغذية بين السكان، حتى من قبل الحرب. ومع اعتماد اليمنيين على الاستيراد لتأمين 90% من المواد الغذائية التي يرتكزون عليها وتفشي الفقر، تحوّلت هذه القضية إلى الأبرز على الإطلاق على قائمة أولويات منظمات الإغاثة العالمية وتلك التابعة للأمم المتحدة، خصوصاً أنها تفاقمت كثيراً نتيجة ارتفاع حدة الصراعات وانعدام الأمن على مساحات واسعة من البلاد بالإضافة إلى ضعف المحاصيل على خلفية الجفاف والنزوح وتعطل الأسواق والأنشطة التجارية.
بعد توقّف تمويل البرنامج التنموي في بداية مارس/ آذار 2015، انقطعت المعونة الغذائية الشهرية التي كانت أم نبيل اليسري تحصل عليها. وكان هذا البرنامج يدعم هذه المعونات التي تخصص للأطفال الأكثر معاناة من سوء التغذية في منطقة الحيمة الخارجية الريفية التابعة إلى صنعاء. وتشكو أم نبيل من "صعوبة حال ابني التي شخّصها الأطباء بعد اشتداد هزاله. وأنا أقف عاجزة عن مساعدته بسبب غلاء أسعار غذائه الخاص، لا سيما بعدما خسر زوجي مصدر رزقه العام الماضي بسبب تعطل معظم المؤسسات الإنتاجية".
في أحد أرياف محافظة تعز (وسط)، لا تجد عائلة الحاج سعيد السامعي ما تأكله غير كميات محدودة من القمح. ويكتفي أفرادها التسعة بوجبتين فقط. يقول السامعي: "لم نعد نأكل سوى القمح لرخص ثمنه، بالمقارنة مع السلع الأخرى وسهولة طبخه بأقل كمية من الحطب بعد انقطاع غاز الطبخ قبل ستة أشهر". ويشير إلى أنّ "سبعين أسرة نزحت إلى قريتنا هرباً من أتون الحرب في تعز، وهم يعانون من ظروف أشد قسوة من ظروف أسرتي. كثيرة هي الأسر التي لا تحصل إلا على وجبة واحدة يومياً، بعدما زودتهم بها بعض المبادرات الفردية التي سجّلت في القرية". وتعدّ محافظة تعز من أكثر المناطق التي تستقبل النازحين الذين بلغ إجمالي عددهم 2.5 مليون شخص أي 10% من أجمالي عدد السكان.
من جهتها، ما زالت أم خديجة التهامي تقصد يومياً مكب النفايات الواقع على بعد سبعة كيلومترات شمال مدينة الحديدة (غرب) للبحث عما يمكن توفيره من بقايا صالحة للأكل، بعدما فشلت في إيجاد عمل يساعدها على توفير مصدر دخل. تقول: "كنت في السابق أبيع أحشاء الأسماك الكبيرة الصالحة للأكل (البيض والكبد) في سوق السمك في الحديدة، لكن الحرب حرمتني من فرصة البيع، ولا أعمال أخرى". تضيف التهامي التي تعيل طفليها بعد وفاة زوجها قبل عامين: "كنت أخجل في السابق من الاعتراف بأنني أطعم أطفالي بعض المواد الغذائية المرمية بين النفايات، لكن ما في اليد حيلة. يجب الاعتراف بهذا الأمر، لأن كثيرين هنا يلجأون إلى مكبات النفايات بحثاً عن مأكولات صالحة". وتلفت إلى أنّ "هذا الأمر خير لي من ترك الصغيرين يموتان من الجوع". وتخبر التهامي أنها غالباً ما تجد بعض الخبز القابل للأكل والذي كان أهل تلك القرية يطعمونه للمواشي، بالإضافة إلى حصولها على مأكولات يتخلص منها أصحاب المحال التجارية بعد انتهاء صلاحيتها.
في هذا السياق، يبدي مسؤول التقييم في الصندوق الاجتماعي للتنمية محمد الماوري مخاوفه من أن يكون اليمن قد بلغ في ظروف الحرب اليوم المركز الأولى عالمياً في سوء تغذية الأطفال دون الخامسة. يُذكر أنه كان في المركز الثاني بعد أفغانستان، حتى آخر استبيان في الدولتَين في عام 2012 حين كانت الأوضاع الأمنية والاقتصادية في اليمن أفضل بكثير مما هي عليه اليوم.
أما المتخصص في الرعاية الصحية الأولية الطبيب رامي المقطري، فيشدد على أنّ "سوء تغذية الأطفال والأمهات الحوامل والمرضعات يؤثّر على القدرة الذهنية للطفل وبنيته الصحية، وهو الأمر الذي يؤثّر على صحته البدنية والذهنية طوال عمره".
بعد توقّف تمويل البرنامج التنموي في بداية مارس/ آذار 2015، انقطعت المعونة الغذائية الشهرية التي كانت أم نبيل اليسري تحصل عليها. وكان هذا البرنامج يدعم هذه المعونات التي تخصص للأطفال الأكثر معاناة من سوء التغذية في منطقة الحيمة الخارجية الريفية التابعة إلى صنعاء. وتشكو أم نبيل من "صعوبة حال ابني التي شخّصها الأطباء بعد اشتداد هزاله. وأنا أقف عاجزة عن مساعدته بسبب غلاء أسعار غذائه الخاص، لا سيما بعدما خسر زوجي مصدر رزقه العام الماضي بسبب تعطل معظم المؤسسات الإنتاجية".
في أحد أرياف محافظة تعز (وسط)، لا تجد عائلة الحاج سعيد السامعي ما تأكله غير كميات محدودة من القمح. ويكتفي أفرادها التسعة بوجبتين فقط. يقول السامعي: "لم نعد نأكل سوى القمح لرخص ثمنه، بالمقارنة مع السلع الأخرى وسهولة طبخه بأقل كمية من الحطب بعد انقطاع غاز الطبخ قبل ستة أشهر". ويشير إلى أنّ "سبعين أسرة نزحت إلى قريتنا هرباً من أتون الحرب في تعز، وهم يعانون من ظروف أشد قسوة من ظروف أسرتي. كثيرة هي الأسر التي لا تحصل إلا على وجبة واحدة يومياً، بعدما زودتهم بها بعض المبادرات الفردية التي سجّلت في القرية". وتعدّ محافظة تعز من أكثر المناطق التي تستقبل النازحين الذين بلغ إجمالي عددهم 2.5 مليون شخص أي 10% من أجمالي عدد السكان.
من جهتها، ما زالت أم خديجة التهامي تقصد يومياً مكب النفايات الواقع على بعد سبعة كيلومترات شمال مدينة الحديدة (غرب) للبحث عما يمكن توفيره من بقايا صالحة للأكل، بعدما فشلت في إيجاد عمل يساعدها على توفير مصدر دخل. تقول: "كنت في السابق أبيع أحشاء الأسماك الكبيرة الصالحة للأكل (البيض والكبد) في سوق السمك في الحديدة، لكن الحرب حرمتني من فرصة البيع، ولا أعمال أخرى". تضيف التهامي التي تعيل طفليها بعد وفاة زوجها قبل عامين: "كنت أخجل في السابق من الاعتراف بأنني أطعم أطفالي بعض المواد الغذائية المرمية بين النفايات، لكن ما في اليد حيلة. يجب الاعتراف بهذا الأمر، لأن كثيرين هنا يلجأون إلى مكبات النفايات بحثاً عن مأكولات صالحة". وتلفت إلى أنّ "هذا الأمر خير لي من ترك الصغيرين يموتان من الجوع". وتخبر التهامي أنها غالباً ما تجد بعض الخبز القابل للأكل والذي كان أهل تلك القرية يطعمونه للمواشي، بالإضافة إلى حصولها على مأكولات يتخلص منها أصحاب المحال التجارية بعد انتهاء صلاحيتها.
في هذا السياق، يبدي مسؤول التقييم في الصندوق الاجتماعي للتنمية محمد الماوري مخاوفه من أن يكون اليمن قد بلغ في ظروف الحرب اليوم المركز الأولى عالمياً في سوء تغذية الأطفال دون الخامسة. يُذكر أنه كان في المركز الثاني بعد أفغانستان، حتى آخر استبيان في الدولتَين في عام 2012 حين كانت الأوضاع الأمنية والاقتصادية في اليمن أفضل بكثير مما هي عليه اليوم.
أما المتخصص في الرعاية الصحية الأولية الطبيب رامي المقطري، فيشدد على أنّ "سوء تغذية الأطفال والأمهات الحوامل والمرضعات يؤثّر على القدرة الذهنية للطفل وبنيته الصحية، وهو الأمر الذي يؤثّر على صحته البدنية والذهنية طوال عمره".