الرئيسية / تقارير وحوارات / القاعدة في اليمن.. جذور قديمة وخطر دائم
القاعدة في اليمن.. جذور قديمة وخطر دائم

القاعدة في اليمن.. جذور قديمة وخطر دائم

14 مارس 2016 09:26 مساء (يمن برس)
تلقي المعارك الأخيرة التي شهدتها عدن، مقر الحكومة اليمنية الشرعية، والتي نجم عنها مقتل 15 مسلحا من تنظيم القاعدة، إلى جانب عنصرين من قوات الأمن، الضوء على مسيرة التنظيم الذي له جذور قديمة في اليمن تعود إلى عام 1999، ومدى استفحاله في ظل حكم النظام السابق، برئاسة علي عبد الله صالح.

وتتهم تقارير دولية الرئيس السابق، المتحالف مع الحوثيين الموالين لإيران، بعقد تحالفات سرية مع القاعدة، بغية تجنيد المتشددين لتحقيق مصالحه، بينما أشار خبراء عسكريون إلى أن تحرك القاعدة حاليا في بعض المناطق الجنوبية يأتي بينما كان التنظيم غائبا طيلة الفترة التي كانت تلك المحافظات خاضعة لسيطرة الميليشيات المتمردة.

وذهب رئيس دائرة التوجيه المعنوي في الحكومة الشرعية اللواء محسن علي خصروف إلى اعتبار أن صالح "يحرك القاعدة متى شاء وينومها متى شاء ويوقظها متى شاء".

القاعدة.. تاريخ طويل
للقاعدة في اليمن تاريخ قديم وطويل، يعتقد الخبراء في مكافحة الإرهاب أنه يعود إلى العام 1992، حيث سجلت أولى هجمات التي شنها متشددون ضد المصالح الأميركية في اليمن، وذلك عندما وقع تفجيران مزدوجان في فندقين في عدن في ذلك العام.

غير أن أبرز هجومين للقاعدة ضد المصالح الغربية في اليمن، كانا مهاجمة المدمرة الأميركية كول في أكتوبر 2000، الذي أدى إلى مقتل 17 فردا من القوات الأميركية، بالإضافة الهجوم على ناقلة النفط الفرنسية بعد عامين.

بعد هذا التاريخ، كان نظام صالح يشن حملات ومداهمات ضد عناصر التنظيم، لكن سرعان ما يتم الإفراج عنهم أو يعلن عن فرارهم من السجون، وهو الأمر الذي استمر طوال العقد الأول من القرن الحالي، وتمثلت أبرز مراحلة في الإفراج عن 176 عنصرا مشتبها بهم بذريعة "حسن السلوك".

وأعقب هذا الإفراج عن هذا العدد اتحاد فرع القاعدة في اليمن مع نظيره في السعودية تحت مسمى "القاعدة في شبه الجزيرة العربية" في يناير عام 2009، بقيادة ناصر الوحيشي.

وخلال هذه الفترة أيضا شهدت سماء اليمن العديد من الهجمات التي قامت بها طائرات دون طيار واستهدفت قيادات في التنظيم، وأسفر بعضها عن مصرع الوحيشي وسعيد الشهري وأنور العولقي.

الاحتجاجات والقاعدة وعلي صالح
في العام 2011، بدأت في اليمن احتجاجات شعبية وطالبت بتنحي صالح، الذي أرسى نفسه، خلال الفترة السابقة، كأحد حلفاء الولايات المتحدة في حربها على الإرهاب وسمح لها باستخدام أراضيه منطلقا لهجمات الطائرات دون طيار.لكن صالح، الذي لا يتوانى عن عقد صفقات مع أي كان للبقاء في السلطة، لم يكن ليتخلى عن السلطة بسهولة بحسب خبراء أجانب.

ولطالما كانت علاقة تنظيم القاعدة في اليمن وصالح محل شكوك، خصوصا بشأن وجود صفقات بينهما، وهو ما نفاه مسؤولون أميركيون بالقول إنه لا توجد أدلة دامغة على ذلك، غير أن الشكوك بشأن صفقة بين القاعدة وصالح أكدها تقرير للأمم المتحدة في أبريل 2015، حيث قامت لجنة خبراء بإعداد تقرير بناء على طلب من مجلس الأمن الدولي.

وكشف التقرير أن صالح وقع على اتفاق سري يمنح تنظيم القاعدة السيطرة على جنوبي اليمن، على اعتبار أنه كلما ظهر أن اليمن يسقط تباعا بأيدي التنظيم فإن الغرب، الذي قدم له مساعدات مالية وعسكرية، سيطلب منه البقاء في الحكم، مهما كان الثمن.

ووفقا للتقرير، فقد قال وزير الدفاع اليمني آنذاك، محمد ناصر أحمد، إن صالح التقى مع المسؤول المحلي في التنظيم سامي ديان، بمكتبه في صنعاء عام 2011، وتعهد صالح بانسحاب الجيش من محافظة أبين، ما يعطي للقاعدة الفرصة للسيطرة عليها، وهو ما حدث لاحقا فسيطر تنظيم القاعدة على أبين.

كما أكد تقرير لجنة الخبراء على تواطؤ صالح وأفراد عائلته والصلات الوثيقة التي تربطه مع القاعدة وزعمائها في اليمن.

ونقلت وسائل إعلام محلية يمنية عن زعماء في تنظيمات متشددة أن صالح كان يشرف على تلقين السجناء من القاعدة الأقوال والشهادات التي يتعين عليهم الإدلاء بها أمام المحققين الأميركيين الذين يتناوبون على التحقيق معهم.

تراجع قوات صالح ونشاط القاعدة
أشار تقرير لجنة الخبراء إلى بعض المناورات والتكتيكات التي نفذها صالح وحلفاؤه الحوثيون لتخريب اليمن والعبث بأمنه وتقويض استقراره، خاصة استخدام الجماعات الإرهابية كأذرع داعمة له.

فيما يتزايد الضغط العسكري على ميليشيات الحوثي وصالح، يلجأ الأخير إلى مناورات لتأخير الحسم العسكري وإثارة القلاقل في مناطق خاضعة للحكومة الشرعية.

ولوحظ أن التنظيم بدأ يشن هجمات وتفجيرات وعمليات اغتيال ضد الحكومة الشرعية والمقاومة الشعبية في عدن، بينما لم يقم التنظيم بأي هجوم ضد الحوثيين عندما سيطروا على البلاد.

ففي أبريل الماضي، استولى تنظيم القاعدة على مدينة المكلا ونهب بنكها المركزي واستولى على مخزون السلاح التابع لقوات صالح بعد أن انسحبت تلك القوات منه بصورة غامضة، كما أطلق التنظيم سراح المئات من عناصره كانوا في سجن المدينة.

وفي ديسمبر الماضي، استولى عناصر التنظيم على مدينة جعار في محافظة أبين وعلى 5 بلدات أخرى قبل أن ينسحبوا منها إثر اشتباكات مع المقاومة الشعبية والجيش الوطني.
وآخر هذه الأحداث هي تلك التي وقعت في منطقة المنصورة بعدن السبت، وشاركت فيها طائرات مروحية مقاتلة تابعة لقوات التحالف العربي.
 
شارك الخبر