الرئيسية / تقارير وحوارات / الجهد الحربي في اليمن يتجه لإنهاء فزاعة القاعدة
الجهد الحربي في اليمن يتجه لإنهاء فزاعة القاعدة

الجهد الحربي في اليمن يتجه لإنهاء فزاعة القاعدة

14 مارس 2016 04:48 مساء (يمن برس)
وجّه التحالف العربي جهوده لمقارعة تنظيم القاعدة في اليمن بالتوازي مع مواصلة دعمه لجهود تحرير المناطق اليمنية التي تتقدّم بسرعة باتجاه تحقيق هدفها النهائي بإسقاط انقلاب ميليشيات الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح.
 
وأوقعت غارات شنّها طيران التحالف العربي إلى حدود صباح الأحد ما لا يقل عن 17 مسلحا من تنظيم القاعدة بحسب مصادر أمنية يمنية.
 
وجاء ذلك بعد أن مرّ المتشدّدون إلى السرعة القصوى في محاولاتهم مدّ سيطرتهم بجنوب البلاد، بما في ذلك إلى المناطق المستعادة من أيدي الانقلابيين.
 
وعلى صعيد سياسي بدأ نشاط القاعدة بجنوب اليمن، يُتّخذ ذريعة للتشويش على جهود التحرير، والدفع باتجاه حلّ مرتجل للأزمة اليمنية لا يراعي الواقع على الأرض والتقدّم الكبير في تلك الجهود بعد فكّ الحصار عن مدينة تعز، واقتراب الجيش الوطني والمقاومة من العاصمة صنعاء.
 
وقالت مصادر يمنية إنّ الجهود ستتّجه خلال الأيام القادمة نحو الإجهاز على خطر متشدّدي القاعدة وداعش وسدّ الطريق، بالتالي، أمام اتخاذ التنظيمين “فزّاعة”.
 
وأكّدت ذات المصادر وجود أطراف إقليمية ودولية، لم تسمّها، حاولت الأسابيع الماضية الضغط على الحكومة اليمنية وقيادة التحالف العربي باتجاه إنهاء الحرب ضد قوى الانقلاب، والتفرّغ لمحاربة القاعدة وداعش.
 
وقال الصحافي اليمني فضل الشبيبي المتواجد بالقرب من موقع الاشتباكات في عدن في تصريح لـ”العرب” إن السلطات اليمنية عازمة على إعادة السيطرة على مدينة المنصورة.
 
وأضاف “تم تجهيز حملة عسكرية من الجيش والأمن والمقاومة تحت غطاء جوي من التحالف العربي اشتركت فيه الطائرات النفاثة وطائرات الأباتشي”، مؤكدا أن “القوات الحكومية استطاعت السيطرة على المنافذ الرئيسية في جولة كالتكس والتي كان يطلق عليها جولة الموت بسبب عمليات الاغتيال التي تمت فيها. كما تمكنت القوات الحكومية من السيطرة على جولة الغزل”.
 
 وأشار الشبيبي إلى أن قوات التحالف العربي تمكنت من منع أعداد كبيرة من عناصر القاعدة من الالتحاق بمقاتلي التنظيم المحاصرين في المنصورة الذين أصبحوا معزولين هناك.
 
ومن جهته أرجع المحلل السياسي اليمني منصور صالح خلفيات وتوقيت هذا الهجوم الذي تشرف عليه السلطة المحلية بعدن إلى وصول الحكومة اليمنية إلى قناعة بأهمية إنقاذ المدينة بعد أن وصلت إلى حالة من التردي تهدد بغرقها في الفوضى، ما سيمثل انتكاسة كبرى لجهود التحرير، مؤكدا في تصريحه لـ”العرب” أن كل الإجراءات التي ستتخذ ضد الجماعات المسلحة لن تكون كافية إلا بوجود جهاز أمني قوي ومتماسك.
 
وتعليقا على الوضع الأمني في المناطق المحرّرة قال خالد بحاح رئيس الوزراء اليمني إن حكومته “تعمل على إعادة تأسيس الملف الأمني من جديد، وإن المرحلة الثانية من الخطة الأمنية سيتم تطبيقها في عدن ومعها سيشعر المواطن بتحسن الأوضاع تدريجيا”.
 
كما أكّد المكتب الإعلامي لمحافظ عدن عيدروس الزبيدي أنّ مواجهات حي المنصورة تدشّن المرحلة الثانية من خطة تأمين عدن بالكامل.
 
وورد في بيان للمكتب أن تدشين هذه المرحلة في مدينة المنصورة يأتي بعد أن تحوّلت مديرية المنصورة إلى “مصدر رعب وقلق للمواطن وكانت بؤرة تنطلق منها الخلايا الإرهابية التي مارست أبشع الجرائم”.
 
وأضاف “ستستمر هذه المرحلة إلى أن تحقق كل أهدافها، وعلى رأسها فرض هيبة الدولة وعودة الأمن والاستقرار في كل مديريات عدن وضواحيها وإنهاء الفوضى الأمنية”.
 
واندلعت، الأحد، مواجهات جديدة بين قوات الأمن وعناصر تنظيم القاعدة في مدينة عدن التي تتّخذ عاصمة مؤقتة للبلاد. وبعد فترة هدوء استمرت لساعات، تجدّد القتال في الصباح الباكر بحي المنصورة حيث شنت قوات الأمن، السبت، عملية كبيرة سعيا للسيطرة على هذا الحي السكني الذي تحول معقلا لتنظيم القاعدة.
 
وأشارت المصادر إلى أن طائرات حربية ومروحيات من طراز أباتشي تابعة للتحالف شنت عددا من الغارات دعما لقوات الأمن اليمنية، مستهدفة ثلاث آليات عسكرية على الأقل ومباني تابعة للمجلس البلدي يسيطر عليها مقاتلو القاعدة.
 
وقال مسؤول أمني لوكالة فرانس برس إن “17 مقاتلا من القاعدة على الأقل وشرطيين اثنين قتلوا منذ السبت”، مشيرا إلى أن “غالبية المتمردين الإسلاميين قتلوا في غارات التحالف”.
 
وفرض تنظيم القاعدة سيطرته على المنصورة بعد أن تمكّن خلال الأسابيع الماضية من إدخال تعزيزات تقدر بالعشرات من عناصره قادمين من محافظتي أبين ولحج المجاورتين، حيث للجهاديين نفوذ واسع هناك. وتقدر المصادر الأمنية وجود نحو 300 مقاتل من القاعدة مدججين بالسلاح في المنصورة.
 
ويحاول متشدّدو القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية الاستفادة من الحرب بين المتمردين الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، والقوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي المدعومة من التحالف العربي، لتعزيز وجودهم في جنوب البلاد.
 
وجاءت الحملة على تنظيم القاعدة، مباشرة بعد تمكّن القوات الموالية للشرعية والمدعومة من التحالف العربي من كسر الحصار الذي كان يفرضه الحوثيون على تعز ثالث أكبر مدن اليمن، والتي تقع على بعد نحو 200 كيلومتر شمال غربي عدن.
 
ومثّل ذلك خطوة جديدة هامة في طريق استعادة مختلف مناطق اليمن من أيدي المتمرّدين الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
شارك الخبر