دعا نشطاء سياسيون باليمن حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي لتصنيف جماعة الحوثيين منظمة إرهابية خارجة عن القانون، مؤكدين أنها لا تختلف عن تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية في انتهاج العنف والإرهاب.
وشكل إعلان دول الخليج العربي حزب الله اللبناني منظمة إرهابية لتدخله المسلح في بلدان عربية -بينهاسوريا واليمن- وموافقة مجلس وزراء الداخلية العرب على تصنيف الحزب إرهابيا مدخلا لكثير من اليمنيين للمطالبة باعتبار الحركة الحوثية إرهابية.
ويستغرب كثيرون من تردد الحكومة اليمنية الشرعية في إعلان الحركة الحوثية التي انقلبت عليها عسكريا منظمة إرهابية واحتلت العاصمة صنعاء على الرغم من وضع دول أخرى الجماعة في قائمة المنظمات الإرهابية كالسعودية والإمارات.
وكان اليمن وافق -وهو عضو بمجلس وزراء الداخلية العرب- على تصنيف حزب الله منظمة إرهابيةبسبب تدخله فيه بتدريب ودعم مليشيا الحوثي عسكريا وماليا وإعلاميا وسياسيا، بل أعلنت الحكومة اليمنية أنها سترفع شكوى ضد حزب الله لدى مجلس الأمن الدولي قريبا.
لكن مصادر أكدت للجزيرة نت أن الحكومة فضلت عدم وضع الحوثيين على قائمة الإرهاب لإتاحة الفرصة لجهود السلام وللمحادثات في جنيف التي يرعاها مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ، والتي التزم الحوثيون -وفقا لها- بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 الصادر تحت الفصل السابع.
ذراع إيرانية
رئيس منتدى الجزيرة العربية للدراسات نجيب غلاب رأى أن مليشيا الحوثيين تنطبق عليها كل توصيفات الإرهاب، فهذه الحركة أصولية منغلقة تحمل عقائد سياسية كهنوتية تنتج العنف وتجعل من الحروب عقيدة دائمة لتحقيق أهدافها، وهي عقائد تكفر وتخون وتلعن كل من لا يؤمن بها.
وأكد غلاب -في حديث للجزيرة نت- أن عقائد الحركة الحوثية فكريا وسياسيا تتناقض جذريا مع الدستور اليمني ومع مبادئ وقيم جمهورية الشعب، ناهيك عن أنها تمتلك أذرعا عسكرية تعمل خارج القانون وتقاتل كل من يخالفها وتستبيح دم من يعارضها ولديها جهاز أمني محترف يمارس الإرهاب بكافة أنواعه بما في ذلك الإعدامات الميدانية.
وأشار إلى أن الحوثيين كحركة متمردة وغوغائية انقلبت على الشرعية بقوة السلاح وهجرت الناس وفجرت بيوتهم وغزت المحافظات والمدن وأنتجت جرائم كثيرة لا تقل بشاعة عن جرائم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية.
واعتبر غلاب أن تجريم الحركة الحوثية بنص دستوري وقانون وطني أو تصنيفها على قائمة الإرهاب مهم، ومن المفترض أن تبدأ الحكومة الشرعية فورا.
وشدد على أن الحوثيين ذراع إيرانية أسهم في تكوينها وإنشائها ودعمها وتقويتها خبراء حزب الله والحرس الثوري وفيلق القدس، بهدف جعل اليمن مركزا إرهابيا لتصدير العنف باتجاه السعودية والخليج وبحر العرب والبحر الأحمر، على حد قوله.
حماقة سياسية
في المقابل، استبعد الباحث السياسي عبد الوهاب الشرفي أن تقدم الحكومة اليمنية على إعلان الحركة الحوثية منظمة إرهابية، مشيرا إلى أن ذلك سيمثل مشكلة لحكومة الرئيس هادي ولن يكون عنصر قوة بيدها في مواجهة الحوثيين.
وأضاف للجزيرة نت أن القرار الأممي 2216 والمواقف الدولية جميعها تتعامل مع الحوثيين كطرف سياسي شريك في العملية السياسية، وأي خطوة قد تقدم عليها حكومة هادي في هذا الاتجاه هي حماقة سياسية ستضرها أكثر مما قد تفيدها.
ورأى الشرفي أن حكومة هادي التي تقاتل مليشيا الحوثيين وحليفهم المخلوع صالح لإنهاء انقلابهم على الشرعية لا يمكنها أن تغلق باب العملية السياسية، وسيحسب عليها إذا فعلت ذلك باعتبار أنها تتفاوض مع الحوثيين وهي منظمة صنفتها إرهابية، وستظهر حكومة هادي إذا فعلت ذلك بأنها تستخدم التصنيف بالإرهاب للابتزاز السياسي.