الرئيسية / محليات / جنوب اليمن… من لم تفتك به الحرب فتكت به حمى الضنك
جنوب اليمن… من لم تفتك به الحرب فتكت به حمى الضنك

جنوب اليمن… من لم تفتك به الحرب فتكت به حمى الضنك

02 مارس 2016 07:41 صباحا (يمن برس)
لم يكد سكان جنوب اليمن المحرر من مليشيات الحوثي التي دحرت من عدن في يوليو الماضي يتنفسون الصعداء، حتى هجم مرض حمى الضنك الذي صار الرعب والهاجس المؤرق لحياة عشرات الالاف من سكان محافظات عدن ولحج وأبين، لاسيما بعد أن تسبب المرض الذي بدأت بوادر ظهوره مع الحرب التي دامت أربعة أشهر كاملة أو تزيد قليلا في تلك المحافظات، وتشير اخر الاحصائيات المسجلة لدى مكتب وزارة الصحة العامة والسكان في العاصمة المؤقتة عدن إلى أن عدد الحالات المسجلة والمصابة بعدوى الضنك في محافظة عدن بلغت3395 حالة قضت منها88 حالة نحبها جراء هذا المرض، وتركزت تلك الوفيات في مديرية صيرة حيث بلغت62 حالة وفاة. 

وتشير احصاءات المؤسسات الصحية العامة او الخاصة إلى أن الذكور في محافظة عدن كانوا الاكثر إصابة بالمرض بنسبة59٪ حيث بلغ المصابون بالمرض2018 مصابا اما نسبة الاصابة بالمرض من الاناث فقد بلغ41٪ حيث وصلت عدد الاصابات من النساء بمحافظة عدن بهذا المرض1377 مصابة، وبلغت الحالات ذروتها في شهر يونيو من عام2015 حيث سجلت لعدد2102 حالة إصابة بحمى الضنك وما فتئت مدينة عدن ثاني أهم مدينة في اليمن تعاني مرارة التردي الامني في المحافظة المحررة حيث تشهد المدينة حالة من الاغتيالات لقادة أمنيين بالمدينة بلغت العشرات في غضون الاسابيع الماضية وسط محاولات حثيثة من الحكومة المحلية والادارة الأمنية فيها لتثبيت الأمن وملاحقة القائمين بتلك الاغتيالات التي وجهت الاتهامات فيها لخلايا نائمة تتبع الحوثي والرئيس المخلوع علي صالح.

ومع هذا التردي الأمني والصحي يحاول مكتب الصحة في المدينة جاهدا عمل حلول للحد والتخفيف من الاصابة بهذا المرض المنغص لحياة ساكنيها حيث كشف الدكتور الخضر لصور مدير الصحة بعدن «أن هناك خطة جاهزة لمحافظات إقليم عدن لو تم تطبيقها وتوفرت الظروف للقيام بها، فإنها سيكون لها دور حاسم وكبير في التقليل من الإصابة بهذه العدوى حيث أشار إلى أن العملية تحتاج إلى شراكة مجتمعية ممثلة بمكتب الصحة وصحة البيئة والسلطات المحلية بتلك المحافظات والمواطنين سواء من خلال الوعي والتثقيف أو بعمليات الرش للنواقل وإقامة دورات للعاملين الصحيين موجها الدعوة للمنظمات الصحية الدولية للمساهمة في كبح هذا المرض الذي تفشى في المدينة». وحال لحج الواقعة شمال مدينة عدن أفضل من عدن من حيث الاصابات بحمى الضنك حيث تكاد بلدة الحوطة عاصمة محافظة لحج وجارتها تبن تخلوان تماما من هذا المرض لكنها لا تختلف في معاناتها الأمنية عن مدينة عدن حيث يسيطر مسلحون يعتقد بانتمائهم للقاعدة على عدد من مباني الحكومة بعاصمة المحافظة كما نفذت فيها عدد من الاغتيالات.

وعن وضع محافظة لحج من حمى الضنك يشير الدكتور عمر زين محمد مدير عام الصحة والسكان بلحج إلى أن «محافظة لحج لا يوجد فيها حاليا انتشار للمرض في عاصمة المحافظة ولم تسجل حالات إصابة سوى 70 حالة سجلت الاصابة فيها بمرض حمى الضنك وهي بلدتا ردفان وحبيل جبير الريفيتان، اللتان تتبعان المحافظة ولم تسجل حالة وفاة».

وأضاف أن «مكتب الصحة بالمحافظة قام خلال الايام الماضية بتنفيذ عمليات رش للنواقل بمديريتي ردفان وحبيل جبر كما قام بتنفيذ عدد من الدورات للعاملين الصحيين بالمدينة وتوزيع بروشورات ،مضيفا أن الحالات المسجلة مشتبه في أصابتها بالمرض».

وإلى محافظة أبين الواقعة شرق عدن ليس الحال بحسن فيها، حيث تشير الاحصاءات الرسمية إلى ارتفاع مقلق لعدد الإصابات بعدوى حمى الضنك في المدينة. وتشير الاحصاءات الرسمية حتى منتصف فبراير/شباط الحالي إلى أن اجمالي الحالات المسجلة داخل المرافق الصحية بالمدينة قد بلغ 2176 حالة اصابة منها14 حالة نزفية من إجمالي العينات المرسلة إلى صنعاء، الموجبة منها21 حالة.

ويقول الدكتور علي منصور مدير مكتب الصحة العامة والسكان في أبين أن مكتب الصحة بالمحافظة قام بعدد من التدخلات خلال المدة الماضية منها رصد وتسجيل الحالات حسب قوائم خاصة وجمع العينات وإرسالها، كما قام بتدريب الاطباء والكوادر الصحية على علاج واكتشاف الحالات».

* القدس العربي
شارك الخبر