الرئيسية / تقارير وحوارات / الجالية اليمنية في تركيا.. قراءة في الواقع والمستقبل
الجالية اليمنية في تركيا.. قراءة في الواقع والمستقبل

الجالية اليمنية في تركيا.. قراءة في الواقع والمستقبل

29 فبراير 2016 02:31 مساء (يمن برس)

امتنانا منها للموقف التركي المساند لها، أعربت الجالية اليمينة في تركيا عن شكرها وتقديرها لما تقدّمه تركيا من دعم إنساني منذ بداية الأحداث الجارية في اليمن وقيام الثورة، حيث أقامت الجالية اليمنية في إسطنبول فعّالية لتكريم السفير التركي في اليمن، كعربون محبة وتقدير لاستضافة الشعب اليمني من قبل الحكومة التركية المتمثلة بحزب العدالة والتنمية الحاكم أو “العثمانيون الجدد”، كما يحب البعض تسميتهم، الذي منذ أن ترأس حكم البلاد اختلفت الموازين وانقلبت في تركيا وتغيّرت سياستها خارجيا بتوجّهها نحو الشرق الأوسط وإعادة إحيائها لتلك العلاقات الودّية التي انقطعت لما يناهز الـ80 عاما وأكثر، رغم اشتراكها بالإرث الحضاري الكبير في البلاد العربية وفي اليمن كذلك.

وفي حفل التكريم، كان لنا لقاء مع “عمر فاروق كوركماز” مستشار رئيس الوزراء للجالية العربية، وهو الخبير في الشأن العربي، ليحدّثنا عن العلاقات اليمينة التركية، فكان متفاعلا مع الحضور وتبادل الأحاديث الودية معهم، وانتهى من حديثه مع أب يمني وابنه كان ينصحه بتعلم اللغة التركية، ويقول له سيصبح ابنك مترجما لك، وبدأ حديثه معنا من هذه النقطة الإيجابية.

وفيما يلي نص الحوار:

ما هي إشكاليات الجالية اليمنية في تركيا وكيف تتعامل معها الحكومة التركية؟

دائما أؤكّد على اليمنيين بوجوب تعلّمهم اللغة التركية، وخاصه الطلاب، بشرط أن لا ينسوا اللغة العربية، وبعد المرحلة الابتدائية ينتقلون للتعلّم في المدارس التركية مع مراجعتهم للمنهاج اليمني في البيت فيدرسون المنهاجين معا، ويتعلّمون اللغتين بشكل جيد فيصبح الأولاد الصغار مترجمين لأهاليهم، وإذا لم يفعلوا هذا سيبقون كذويهم لا يعرفون التركية وبالتالي لا يستطيعون الانسجام مع المجتمع التركي، نريدهم أن يندمجوا ويكونوا جزءا من المجتمع التركي مع بقاء لغتهم الأساسية العربية.

ما حقيقة دور الوساطة التركية في حل الأزمة اليمنية، وماذا باستطاعة تركيا أن تقدّم للشعب اليمني في الداخل؟ وللجالية اليمنية المتواجدة على الأراضي التركية؟

تركيا وقفت وتقف مع الشعوب، فلا يهمها ولا تحب التدخلات الإقليمية ولا تحب أن تتدخّل في الشؤون الداخلية لليمن، نحن نعرف أن هناك أطرافا حساسة، لكن لابد من القول إنه من الممكن لتنسيق سعودي تركي أن يكون جزءا من الحل في اليمن.

 فرضت تركيا على السوريين وكذلك العراقيين مؤخّرا تأشيرة دخول للأراضي التركية، هل سيصل الدور لليمنين؟

رُفعت التأشيرة مسبقا بحسن النية، لكن وضعت من جديد بسبب الأمور الأمنية التي حدثت في أنقره وإسطنبول وكذلك ديار بكر، التي أقلقت السلطات التركية، لا أتمنى أن تكون هناك تأشيرة بين البلدان الإسلامية لكن ربما هذا شيء مؤقت.

هل من الممكن أن تُرفع التأشيرة عن السوريين في الأيام القادمة؟

نعم يمكن أن تُرفع عنهم، لكن أولا لابد أن تهدأ الأوضاع في سوريا.

ما هي المحفزات المقدّمة لفئة الشباب المتواجدين على الأراضي التركية ليكونوا ذوي دور قيادي عند عودتهم لبلادهم بعد أن تنتهي الحرب؟

توفّر تركيا دراسة مجانية في الجامعات التركية، لا بد لهم أن يستفيدوا من كل هذه الإمكانيات المتاحة في تركيا، يجب أن يستفيدوا من التجربة التركية سواء مستوى البلديات – والتعليم.

ماهي العوائق التي تواجه اليمنيين في معاملاتهم القانونية والتجارية وغيرها؟

لا توجد أي عوائق أو موانع في تركيا، فهي منبر للعالم الحر ورمز للحريات، فقط يجب أن يعرفوا كيف يسلكون الطريق لغاياتهم بطريقة قانونية شرعية حتى يحقّقوا ما يريدون.

في ظل الحرب القائمة واستضافة تركيا للجالية اليمنية، ما هي نظرتكم المستقبلية لتفاعل اليمنيين مع مكونات الشعب التركي؟

أتمنى من الإخوة اليمنيين أن يشعروا بأنهم جزء من المجتمع التركي فينسجموا ويتعايشوا، ويستفيدوا من تجربتنا وبالتالي ينقلون هذه التجربة التركية الديمقراطية في الحرية والعدالة وتعدد الأحزاب السياسية، ولا يتخلّون عن ثقافتهم اليمنية المحلية بالطبع.

كيف من الممكن من موقع سلطتكم تفعيل الدور الإعلامي ليقدّم أكبر قدر من الخدمات للجاليات المقيمة في ترطيا؟

الإعلام في تركيا متنوّع وواع وحر، أتمنى أن يقوم الإعلام اليمني والعربي بنقل الأحداث بشكل صحيح، هذا بحد ذاته سيكون تعاونا كبيرا وطريقا لبناء المستقبل.

لكن كيف من الممكن أن ينتقل دور الإعلام من نقل الحدث فقط، إلى التفاعل الإيجابي لمساعدة الجالية اليمنية المقيمة في تركيا؟

كإعلام عندما تبحث عن الإيجابية ستجد ألف طريقة إيجابية، وإذا بحثتي عن السلبية ستجدينها أيضا، فلك حرية الاختيار ما بين السلبي والإيجابي في الإعلام وغيره.

تغيّرت وجهة نظر العرب تجاه الأتراك والعكس أيضا، فمنذ القديم اعتُبر الحكم العثماني منغلقا على نفسه وكان العرب قديما يحملون له مشاعر ليست جيدة، وذلك يعود للسياسة المنهجية التي كانوا يتّبعونها، لكن التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة وتركيا أعادت ما كان قد انقطع، كما أن موقف تركيا الإنساني بالدرجة الأولى كان له الدور الأبرز.

شارك الخبر