الرئيسية / تقارير وحوارات / هكذا يقاتل الحوثيون أمريكا وإسرئيل في "كشر" .. الموت يكشر عن أنيابه
هكذا يقاتل الحوثيون أمريكا وإسرئيل في \"كشر\" .. الموت يكشر عن أنيابه

هكذا يقاتل الحوثيون أمريكا وإسرئيل في "كشر" .. الموت يكشر عن أنيابه

29 فبراير 2012 08:01 مساء (يمن برس)
مسكينة حجة قريبة من الموت بعيدة عن الحياة، تتلوى العبودية عند تخومها، رغم أن حجة التي كانت تحتضن زاجر الإمامية، كانت أيضاً تتباهى بقلعة القاهرة التي قهرت الاستبداد إلى الأبد.... أكتب عن حجة، وفي مخيلتي مشاهد الطفولة البريئة التي حملت السلاح بما يمكن أن تطلق عليه مذكرات صبي مجند.

كل ذلك من أجل ما بات يعرف بكرامات السيد، فالآلاف من أبناء صعدة تحولوا إلى مشاريع بندقية في الكهوف والجبال بعد أن سلب عبدالملك الحوثي حقهم الأساسي بالحياة وحولهم إلى جماعة عنف ضد السلم الأهالي والاجتماعي.

كان زميل لي يصف ما يحدث بمرارة كيف يقاد الكثير من شباب في مقتبل العمر إلى المحرقة تحت وهم محاربة أمريكا وإسرائيل على أن «كشر» و»عاهم» ليست مستوطنات إسرائيلية وليس لها أي علاقة بأمريكا وإسرائيل.

مؤخرا نشرت بعض شبكات «اليوتيوب» فيديوهات لشباب حوثيين وقعوا أسرى بيد القبائل في حجة، شباب بعمر الزهور بعضهم لم يبلغوا سن الثامنة عشر.

في الفيديو يقول أحد الشباب إن سبب مجيئهم إلى حجة هو لنشر الثقافة القرآنية، وأن السلاح يعتبر قطعة من جسده ولا يمكنه أن يتخلى عنه، وأنهم لا يتعدون على اليمنيين ولا يعتدون إلا على من أسماهم العملاء والمرتزقة في حجة.

ليس ثمة صور حتى الآن للقتلى في جبال عاهم وكشر وذاك نقص في عناصر التقرير يفسره بالطبع تجاهل وسائل الإعلام قسراً عن المواجهات المحتدمة بين الحوثيين الغزاة القادمين من صعدة وقبائل حجة.

الصور المنتشرة حتى الآن لما يجري في حجة صور لأطفال في حالة انتظار دائم، ينام الأمل في عيونهم، وينعكس على وجوههم خوف من ألا يحين وقت للأمل أبدا. بالإضافة لنازحين من أبناء مديرية كشر، وعاهم، ومستبأ، إذ وصل عددهم خلال الأيام الماضية ما يقارب 1200 أسرة أكثرهم من النساء وكبار السن والأطفال في منطقة الخميسين، أما أماكن النزوح الأخرى في عبس وحرض وعاصمة المحافظة ففيها أسر مفرقة.

وكل هذه الأسر النازحة تقطن منطقة المزرق القريبة من منفذ حرض تحتضنهم ثلاثة مخيمات مخيم اليمن، مخيم الإمارات قبل أن يتوقف منذ شهر، ومخيم والكويت.

وفي فيديو خاص حصلت عليه «الأهالي» من منطقة النازحين تتحدث امرأة مسنة بلكنة محلية عليه مسحة حزن وأشياء لها علاقة ببؤس الشتات قائلة: «جاء لنا الحوثي ونحن لا نجد لا بير ولا زبير ما معنا ولا حاجة، ننطلب من امـ عرب صباح ومساء.. نشتي جماعة امـ خير تغير علينا بدقيق.. وإلا ربي يموتنا.

وتضيف أخرى: «لا معنا صبوح لا فطور ولا معنا شيء الجوع فوقنا، مخيمين فوق الشوك، طردونا الحوثيين من بيوتنا».

من جانب آخر أكدت هيلين كادي منسقة الطوارئ في منظمة اليونسيف أن نحو 580 أسرة قد نزحت بسبب الاشتباكات. مضيفة أن «أكثر من 30 بالمائة من النازحين داخلياً لجؤوا إلى خمسة مدارس، وهو اتجاه مقلق رأيناه مع موجات النزوح الأخيرة في البلاد. بينما لجأ نازحون آخرون إلى بعض الأسر المضيفة أو ظلوا بلا مأوي».

وطبقاً لعلي مشعل، وهو أخصائي اجتماعي في كشر، فقد فرت حوالي 230 أسرة نازحة معظمهم من كبار السن والنساء والأطفال إلى مديرية عاهم بمحافظة حجة، بينما نجحت أكثر من 250 أسرة أخرى في الوصول إلى خيران المحرق. وأضاف أن «موقع العشرات من الأسر النازحة الأخرى لا يزال مجهولاً».

ووفقاً للتقرير الذي أصدرته المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في ديسمبر 2011، تعتبر محافظة حجة موطناً لأكثر من 100.000 نازح بسبب القتال بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين منذ يونيو 2004.

ويشكو النازحون من مرارة الحرمان من الحقوق بكل أشكالها القانونية والإنسانية ويفترشون العراء، ولا تقدم لهم السلطة المحلية بالمحافظة منذ بداية النزوح عن شيئا يذكر.

في حين بادر فاعلو الخير من الجمعيات والمنظمات الإنسانية بتقديم بعض المساعدات المتواضعة، غير أن تلك المساعدات لم تكن لتكفي احتياجات النازحين.

كل ما في الأمر أن الموت يكشر أنيابه في كشر فيما الضحايا، يتساقطون كل يوم.

فيما تبدوا مليشيات الحوثي أكثر حرصاً على أفراغ البخاخات لتكتب عبارة الموت على جداران تلك المناطق المبنية بوجع الحروب وفي الوقت الذي لا يزال فيه البخاخ ينزف دماء اليمنيين.

نبذة تاريخية..
تحتل محافظة حجة المرتبة الخامسة بين محافظات الجمهورية من حيث عدد السكان، وعدد مديرياتها (31) مديرية، ومدينة حجة مركز المحافظة، وأهم مدنها حرض وعبس. وتعد الزراعة والرعي النشاط الرئيس للسكان إذ تنتج المحافظة ما نسبته (4.6%) من إجمالي إنتاج المحاصيل الزراعية في الجمهورية، وأهم محاصيلها الزراعية الفواكه والمحاصيل النقدية والخضروات والحبوب، فضلاً عن تربية النحل والاصطياد السمكي في مناطقها الساحلية.

وتحاذي محافظة حجة الحدود السعودية، لذا فهي تشهد نشاطاً تجارياً متميزاً يتمثل بحركة النقل والتجارة من خلال منفذ مدينة حرض الذي يعد من أهم المنافذ الجمركية للجمهورية اليمنية.

يوجد في أراضي المحافظة بعض المعادن من أهمها الذهب، النحاس، النيكل، الكوبلت، الرخام، الفلسبار والكوارتز. والمعالم السياحية في المحافظة كثيرة ومتنوعة أهمها قرية الضفير موطن عدد من أئمة اليمن، منهم الإمام شرف الدين والمهدي أحمد بن يحيى بن المرتضي.

وتتكون محافظة حجة من واحد وثلاثون مديرية منها مدينة حجة -المركز الإدارية للمحافظة.

تقع محافظة حجة إلى الشمال الغربي للعاصمة صنعاء، وتبعد عنها بحدود (123) كيلو متراً، ويشكل سكان المحافظة ما نسبته (7.5%) من إجمالي سكان الجمهورية.

*المصدر : نقلا عن الأهالي نت
شارك الخبر