قال علي المعمري، محافظ تعز إن الكثير من المنظمات الدولية الإغاثية تتعرض لتضليل منظم من قبل مجموعات ضغط إقليمية.
وذكر المعمري في حوار مع «الشرق الأوسط» أن هذه المنظمات تقع تحت تأثير المجموعات الداعمة للانقلاب وتحت تقارير وتواطؤ بعض الموظفين، مطالبًا كل المنظمات الإنسانية العمل على إيصال المساعدات إلى أصحابها عن طريق الحكومة في عدن وفي تعز. وأشار إلى الجهود الإنسانية للتحالف العربي والمملكة العربية السعودية، مضيفًا أن مركز الملك سلمان هو الجهة الوحيدة تقريبا التي كسرت الحصار فعليا وبشكل مؤثر.
وأوضح محافظ تعز أن الميليشيات استعانت بخبراء من قوات الحرس الجمهوري ومقاتلين مدربين على يد حزب الله وإيران في الحرب التي تشنها في تعز، وكشف عن ثلاثة ألوية عسكرية يجري تجهيزها لفك الحصار عن المدينة وتحريرها بالكامل، معتبرا أن أهمية تعز تكمن في كونها تمثل البوابة الشمالية للعاصمة المؤقتة عدن، والمحافظات الجنوبية. وقال إن حسم معركة تعز تعني البداية الحقيقية لوفاة مشروع الانقلاب، كما أن الميليشيات تعتقد أن كسب تعز سيعود عليها بامتيازات كبرى سياسية وعسكرية، لذلك كان الحشد إليها كبيرا وضخما.
نص الحوار:
* ما آخر المستجدات في محافظة تعز، وأين وصلت المواجهات المسلحة مع الميليشيات الانقلابية؟
- تخوض تعز معركة شاملة لدحر الانقلابيين، والمواجهات معهم لا تتوقف فهناك معارك يومية على مختلف جبهات القتال، هناك أكثر من خمس عشرة جبهة تمتد لتشمل مناطق خارج المدينة بعد محاولات الميليشيات توسيع دائرة الحرب بعد عجزهم عن اقتحام المدينة، وهو الأمر الذي عاد عليهم بالخيبة والوبال، فرجال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية يحققون انتصارات نوعية ومتواصلة وآخرها مديرية المسراخ، التي حررها الجيش بإسناد رجال المقاومة.
* تعاني تعز من حصار خانق كيف أثر ذلك على حياة السكان؟
- المعارك العسكرية تتداخل وتنعكس بصورة مباشرة على التحضيرات الجارية لمعركة التحرير وفك الحصار المضروب على المدينة، هو حصار وحشي قل أن نجد له نظيرا في التاريخ اليمني، ونحن نبذل جهودنا من خلال العمل لفك الحصار ورفع المعاناة على المدنيين الذين يفتقرون لأبسط سبل الحياة. فالميليشيات الانقلابية تمنع دخول أي شيء إلى المدينة بما في ذلك الماء والدواء والأكسجين وتمنع حرية التنقل للأفراد مما أسفر وضعا إنسانيا كارثيا.
* على ماذا تراهنون لفك الحصار؟
- نحن نراهن على الإسراع في تحرير مدينة تعز ورفع الحصار عنها، خصوصا وأن هناك ثلاثة ألوية عسكرية يجري تجهيزها لفك الحصار عن المدينة وتحريرها بالكامل.
* ما أهمية تعز حتى تحظى بكل هذه الترسانة من الأسلحة والعتاد، وكم عدد القوات التي يمتلكها الانقلابيون؟
- تعز بموقعها الجغرافي الرابط بين شمال الوطن وجنوبه وبما تمثله من ثقل سياسي وجماهيري، لها أهمية كبيرة، وهذه ميزات مأخوذة في الحسابات العسكرية للميليشيات الانقلابية، فضلا عن كون تعز تمثل البوابة الشمالية للعاصمة المؤقتة عدن، كل هذا يجعل لها أهمية كبيرة كجبهة عسكرية. فحسم معركة تعز يعني البداية الحقيقية لوفاة مشروع الانقلاب، كما أن الميليشيات تعتقد أن كسب تعز سيعود عليها بامتيازات كبرى سياسية وعسكرية، لذلك كان الحشد إليها كبيرا وضخما. فالمخلوع صالح والحوثي بعد هزيمتهم في الجنوب عملوا على نقل فلولهما إلى جبهات القتال في مدينة تعز، هم خليط هجين من جنود الحرس الجمهوري الموالي لصالح وعناصر ميليشيات جماعة الحوثي التي تلقت تدريبات مكثفة خلال السنوات الماضية داخل اليمن وخارجه على أيدي ضباط وخبراء من حزب الله وإيران.
*رغم الحالة الإنسانية التي تشهدها تعز إلا أن ما يقدم لها من مساعدات ضئيل ولا يتناسب مع ما تعانيه؟
- الحالة الإنسانية في مدينة تعز بلغت مراحل متقدمة في التدهور ووصلت إلى مشارف الكارثة وهناك تقارير دولية بدأت تتحدث صراحة عن أن المدينة مرشحة لمجاعة قادمة في غضون شهرين إن استمر الحصار المفروض على السكان.
هناك مساعدات إغاثية كثيرة عبر ميناء الحديدة وهي مخصصة لمدينة تعز المنكوبة إلا أن الميليشيات الانقلابية تقوم باحتجاز هذه المساعدات ونهبها سواء أثناء تفريغها في الميناء أو عند وصولها إلى منافذ المدينة، ورغم أن هناك شكاوى ترفع إلى المنظمات الدولية ورغم علمهم بتفاصيل ما يحدث لهذه المساعدات وإلى أين تصل.
* وماذا عن مساعدات قوات التحالف في الجوانب الإنسانية؟
- فيما يتعلق بالجهود الإنسانية للتحالف العربي والسعودية فهناك جهد مشكور عبر مركز الملك سلمان للإغاثة عبر عمليات الإنزال الجوي للدواء والمواد الطبية. والحقيقة أن مركز الملك سلمان هو المركز الوحيد تقريبا الذي كسر الحصار فعليا وبشكل مؤثر، عبر الإنزال الجوي من خلال طائرة سعودية.
* بخصوص المنظمات الدولية يلاحظ تواطؤ بعض المنظمات مع شخصيات محسوبة على الميليشيات.. ما موقف السلطة المحلية من ذلك؟
- أعتقد أن هناك عدم وضوح لدى كثير من المنظمات الدولية التي تقدم الإغاثة وهناك تضليل منظم ولوبيات إقليمية لهذه المنظمات وهو من يقف وراء فشل إيصال الإغاثة والمساعدات للمستحقين داخل المحافظة وتحديدا داخل المدينة المحاصرة التي لم يصلها إلا القليل بهدف التضليل الإعلامي.
المشكلة أن هذه المنظمات عندما تسلم الإغاثة إلى جهة الانقلاب أو شخصياته تفقد السيطرة تماما ولم يعد دورها يقتصر سوى على تسلم تقارير مضللة وصور مفبركة، لأنهم يأخذونها دعما للمجهود الحربي لقتل أبناء تعز، هذه المنظمات تقع تحت تأثير تضليل لوبيات داعمة للانقلاب وتحت تقارير وتواطؤ بعض الموظفين ولهذا نطالب كل المنظمات الإنسانية أن تعمل على إيصال المساعدات إلى أصحابها عن طريق الحكومة في عدن وفي تعز.
* هل هناك تواصل مع المنظمات الدولية حول تنسيق جهود الإغاثة؟
- نعم هناك تواصل مع بعض المنظمات لإطلاعهم على ما يجري وذهاب المساعدات إلى غير مستحقيها ونركز على أهمية التعاطي مع الحكومة الشرعية برئاسة خالد بحاح ومع السلطة المحلية في المحافظة.
* تتكرر الوعود بتحرير المحافظة من الميليشيات ولم يعد السكان قادرين على تحمل المعاناة جراء هذه الحرب، ما سبب تأخير تحرير تعز من وجهة نظر السلطة المحلية؟
- تأخر التحرير له أسباب كثيرة وأهمها فارق القوة المحاصرة لتعز. وبالمناسبة تعز في أغلبها مدينة محررة. تعز تحتاج حاليا لكسر القوة التي تحاصرها، وهذا أمر يقع ضمن خطة القيادة العسكرية، والحقيقة أن هناك خطة للتحرير الكامل وفك الحصار مطروحة بين يدي رئيس الجمهورية وقيادة التحالف ومعتمدة مبدئيا، ولم يبق سوى تنفيذها ولدي ثقة بأنها ستكون قريبا.
* كم حجم قوات المقاومة التي يجري دمجها في إطار الجيش؟
- منذ البداية انخرط أبناء تعز في المقاومة، سواء في المدينة أو الريف وهذا هو الذي عادل فارق القوة الضخمة لدى الانقلابيين وأحرق مشروعهم، هناك ما يقارب ثلاثة عشر ألفا من أبناء تعز في إطار المقاومة نعمل على استيعابهم في إطار الجيش الوطني وقوات أمن المحافظة.
* تعددت فصائل المقاومة في تعز هل لديكم رؤية لدمجها في إطار الجيش بحسب توجيهات رئاسية سابقة؟.
- نحن جاهزون لدمج المقاومة في الجيش والأمن وهذا محل اتفاق وإجماع في أوساط المقاومة ومطلب شعبي، فأبناء تعز اضطروا لحمل السلاح للدفاع عن أنفسهم، والدفاع عن دولتهم، ولا يوجد مانع سوى البدء في إجراءات الدمج واعتماد المخصصات اللازمة، وهناك خطة كاملة وتفصيلية لذلك.