الرئيسية / تقارير وحوارات / طرفا الصراع باليمن.. في سباق للسيطرة على مزيدٍ من الأراضي (إنفوجرافيك)
طرفا الصراع باليمن.. في سباق للسيطرة على مزيدٍ من الأراضي (إنفوجرافيك)

طرفا الصراع باليمن.. في سباق للسيطرة على مزيدٍ من الأراضي (إنفوجرافيك)

11 فبراير 2016 04:22 مساء (يمن برس)
تزايدت وتيرة المعارك الدائرة بين الجيش الوطني الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي مسنودا بالمقاومة وقوات التحالف العربي، وبين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، حيث يسعى كل طرف للسيطرة على مزيد من الأراضي اليمنية، قبل حلول الذكرى الأولى للحرب .
 
و منذ أسابيع مضت، بدأ الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ، التقدم صوب العاصمة صنعاء، في ظل تراجع ملحوظ للحوثيين وقوات صالح في محيط صنعاء والمحافظات الشرقية منها، وتحديدا مأرب والجوف.
 
و أعلن نائب الرئيس اليمني، خالد بحاح، الثلاثاء الماضي، أن 80% من الأراضي اليمنية باتت تحت سيطرة الجيش، لكن مراقبين يقولون أن المناطق الجغرافية الأهم مازالت في أيدي الحوثيين وصالح، وخصوصا العاصمة صنعاء التي تضم كل المؤسسات السيادية للدولة وتتحكم بمصير البلد مركزياً .
 
في السطور التالية، تسلط " الأناضول" الضوء على إطار و خارطة المعارك في اليمن، ماهي المناطق المشتعلة حاليا بين طرفي النزاع، وما هي المحافظات التي استعادتها القوات الموالية لهادي، والتي مازالت في قبضة الحوثيين .
 
 المناطق المشتعلة
 
جبهة الساحل (ميدي)
 
بسيطرة "القوات الشرعية" على ميناء ميدي في محافظة حجة شمال غربي اليمن، يمكن القول إن الامداد البحري للحوثيين تعثر، وأن معركة شمال غرب العاصمة صنعاء بدأت لتضيق الخناق على الحوثيين في واحدة من أكثر المناطق نفوذاً لهم.
 
ويرى مراقبون، أن السيطرة على ميدي، سيمهد الطريق نحو الحديدة غربي البلاد، التي ما تزال تخضع لسيطرة الحوثيين، و تضم ميناءً هامًا واستراتيجيًا يسعى التحالف لانتزاعه من يد الحوثيين بأي ثمن.
 
جبهة مأرب
 
في محافظة مأرب (شرقي اليمن)، استكملت "قوات الشرعية" السيطرة على كل المناطق المحاذية للطريق الرئيسي الذي يصل المحافظة الغنية بالنفط بالعاصمة صنعاء ، وأمّنت ظهرها، لتنتقل المعركة من مأرب إلى حدود صنعاء التي تبدأ بمناطق "نهم" شرقي العاصمة مروراً بمواقع "الفرضة" الاستراتيجية التي سيطرت المقاومة والجيش على أجزاء واسعة منها.
 
لم يتبقَ للحوثيين مناطق سيطرة في مأرب، سوى اجزاء من جبل "هيلان" الواقع ضمن حدود مديرية صرواح (غرباً)، إضافة إلى منطقة "مخدرة" غربي مأرب، وتوجد بها جيوب للحوثيين، وتدور في تلك المناطق معارك ساخنة، كما أنها تتعرض لقصف صاروخي ومدفعي، شبه يومي من "قوات الشرعية" مسنودة بطيران ومدفعية التحالف.
 
جبهة الجوف
 
في الجوف (شمال)، تبدو وتيرة التطورات أسرع، فخلال أسابيع، استعاد الجيش والمقاومة مناطق استراتيجية بينها مديرية "الحزم" مركز المحافظة، كما أنها استعادت معسكرات ومواقع عسكرية كانت بقبضة الحوثيين.
 
يرى مراقبون، أن معركة الجوف تستنزف الحوثيين بشكل أو بآخر، فيما تدفع المقاومة أقل الخسائر مقابل ذلك، وتلعب التحالفات القبلية دوراً محورياً في تفكيك معسكر الحوثيين الذي يبدو أنه يعاني تصدعاً كبيراً مع اقتراب القوات الشرعية من العاصمة.
 
معركة طوق صنعاء
 
يترقب اليمنيون بحذر المعركة التي يبدو اندلاعها وشيكاً على تخوم العاصمة صنعاء، خصوصاً مناطق نهم، بني حشيش، وأرحب، وهي مناطق طوق صنعاء وبها محاضن كبيرة للمقاومة وللحوثيين تتفاوت في نسبها من منطقة لأخرى.
 
ووفقا لمراقبين، فإن معركة طوق صنعاء ستكون الأشد عنفا و دموية، بسبب قيمة العاصمة للطرفين، و قد تلتهم ضحايا أكثر من الذين سقطوا في عموم المحافظات، لو لم يتم التوصل إلى اتفاق ما، يُجنب صنعاء ويلات الحرب.
 
وحتى اللحظة، مازالت الصورة ضبابية للطريقة التي ستسير بها المعارك، ففيما تذهب اعتقادات إلى أن الشرعية ستحاصر صنعاء، وستفوّت فرصة المواجهات المسلحة التي يعد لها الحوثيون ويسحبون مسلحيهم إلى مشارف صنعاء استعداداً لتلك المعركة، يعتقد آخرون أن صنعاء هي آخر مناطق نفوذ الحوثيين الهامة، وسقوطها يعني سقوط آخر قلاعهم التي يعولون عليها في تحسين شروط التفاوض القادم،إن حدث.
 
معركة تعز
 
منذ أبريل الماضي، مازالت معركة تعز، وسط البلاد، في تصاعد مستمر، وفيما يستميت الحوثيون بالاحتفاظ بها كونها تمثل خاصرة المحافظات الجنوبية التي تم دحرهم منها، فشلت حتى اللحظة فك الحصار المفروض عليها .
 
وإضافة إلى أهميتها كمنفذ لمدن الجنوب، تشرف تعز على ميناء المخا التاريخي ومضيق باب المندب الاستراتيجي الذي استعادته القوات الشرعية في اكتوبر الماضي .
 
وتدور المعارك حاليا في مديريتي " ذوباب"و " الوازعية" القريبتان، من مضيق باب المندب، غرباً، و الشريجة وحيفان، على حدود محافظة لحج جنوباً، بالإضافة إلى معارك في أرياف المسراخ والضباب وهجمات مستمرة على أحياء وسط المدينة الخاضعة لسيطرة المقاومة .
 
 العاصمتان : الرسمية والمؤقتة
 
منذ فبراير الماضي، يحكم الحوثيون العاصمة اليمنية صنعاء بشكل مطلق، ويديرونها كسلطة أمر واقع، وتحديدا منذ اتهام الحكومة الشرعية بالانقلاب عليها بمشاركة الرئيس السابق.
 
وفي عدن، التي أعلنتها السلطات عاصمة مؤقتة للبلاد، يحكم الرئيس هادي منذ دحر الحوثيين منها منتصف يوليو/ تموز الماضي، لكن جيوبا لعناصر مسلحة مازالت تثير اضطرابات في المدينة الواقعة على بحر العرب.
 
 المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية
 
بالإضافة إلى عدن، استطاعت الحكومة تأمين محافظات أبين والضالع ولحج وشبوة ، جنوبي البلاد، ودحر الحوثيين منها بدعم من قوات التحالف العربي، فيما عُرف حينها بعملية" السهم الذهبي".
 
و رغم عودة مجاميع حوثية إلى تخوم حدود الضالع وبعض مناطق شبوة، وإعلان تنظيم القاعدة سيطرته على بعض مديريات أبين وشبوة، إلا إن الحكومة تؤكد احكام قبضتها على تلك المحافظات وتمتلك زمام المبادرة فيها.
 
كما أن محافظات حضرموت والمهرة وجزيرة سقطرى، اللتان لم تصلهما رياح الحرب الدائرة منذ مارس الماضي، مازالت تحت سيطرة "القوات الشرعية".
 
 المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين بشكل كامل
 
بجانب العاصمة صنعاء، يسيطر الحوثيون وحلفاؤهم من قوات صالح على محافظات عمران، وحجة وصعدة، شمالي البلاد والتي تعد معاقلا رئيسية لهم .
 
و إلى الجنوب من صنعاء، يسيطرون على محافظات ذمار وإب وأجزاء واسعة من البيضاء ، التي تتواجد فيها مقاومة شعبية موالية للحكومة الشرعية منذ ابريل الماضي .
 
وفي الناحية الغربية من البلاد، ولا زالت محافظات الحديدة و ريمة والمحويت، في قبضة الحوثيين، رغم تشكل مقاومة محدودة مناوئة لهم في الحديدة الواقعة على سواحل البحر الأحمر .
 
 القاعدة : الطرف الثالث
 
بدأ تنظيم القاعدة بمحاكاة طرفي الصراع الرئيسيين في اليمن، والسيطرة على مديريات جنوبي وشرقي البلاد، مستغلا تراخي الأجهزة الأمنية .
 
وبعد سيطرته في أبريل الماضي، على مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت (شرق)، توسع التنظيم خلال الأسابيع الماضية جنوبا، وسيطر على بلدة " عزّان" في محافظة شبوة ، ومديريات" زنجبار وجعار وباتيس" في محافظة أبين .
شارك الخبر