مع اقتراب قوات الشرعية من العاصمة صنعاء، بدأ الحديث عن موعد الحسم العسكري الأخير لإنهاء الانقلاب الذي قاده تحالف الحوثي والمخلوع صالح، وبالتزامن بدأت ملامح "الثورة من الداخل"، حيث لا تزال صنعاء تحتضن كثيرين من المناهضين لوجود المليشيا، وحان الوقت حسب المراقبين لتبدأ حركتهم الداخلية ضد الانقلابيين.
المليشيا الانقلابية كانت أكثر من يدلل على ذلك بإجراءات اتخذتها، حيث كثفت من نقاط التفتيش، وزادت من ملاحقة كل من يعارضها فعلاً أو قولاً، فيما تحدث بعض قيادييهم عما أسموه خلايا نائمة في صنعاء تؤيد الشرعية، وتنتظر الفرصة المناسبة لتبدأ حركتها.
انتفاضة متوقعة
باعتمادهم على ممارسات المليشيا ضد المواطنين، يرجح مراقبون أن تنطلق في صنعاء من الداخل ومحيطها القبلي انتفاضة شعبية بعد أن ضاق الشعب ذرعاً بما قامت به المليشيا من مجازر وجرائم وفساد مالي وإداري منذ انقلابها المسلح في 21سبتمبر/أيلول 2014.
الشيخ عراف العبيدي، عضو مجلس مقاومة صنعاء والقيادي في ثورة 11 فبراير توقع هبة وانتفاضة شعبية بمجرد أن تجد قبائل طوق صنعاء متنفساً، وكذلك من داخل العاصمة، وهي انتفاضة ستكون جديرة بالقضاء على مليشيات التمرد والانقلاب.
وأشار العبيدي، أمين عام منظمة تمدن التنموية، في حديثه لـ"لخليج أونلاين"، إلى أن "الانتفاضة من الداخل ستخدم الجيش الوطني والمقاومة وستساعد على سرعة تحقيق الأهداف المرجوة وذلك بما ستحدثه من إرباك للقوى الظلامية التابعة للحوثيين والمخلوع، وسواء كانت هناك انتفاضة من الداخل أو لا فالجيش الوطني ورجال المقاومة مسنودين بقوات التحالف العربي، قادرون على حسم المعركة والقضاء على الانقلاب والتمرد واستعادة دولة النظام والقانون وإعادة الأمن والاستقرار وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح والمسألة ليست إلا مسألة وقت فقط".
وأكد أن "المجلس الأعلى لمقاومة صنعاء يقوم بكل مايلزم من إعداد وتجهيز وترتيب وتنسيق وتواصل، والمجلس يحتاج لجهود كل وطني في داخل العاصمة أو خارجها لإدراكه بأن الخطوة المقبلة عظيمة والترتيبات الجارية لذلك كبيرة وعظيمة بقدر الخطوة والحدث".
ومع الانتصارات المتواصلة التي تحققها قوات الشرعية وتقدمها باتجاه عاصمة البلاد يرى المتابعون أن معنويات المناهضين للمليشيا وحتى الفئات التي ظلت صامتة قد تحسنت، ودفعتها الظروف لتكون مؤهلة للمشاركة في انتفاضة شعبية.
وفي صنعاء فئات ما تزال تقف في صف الانقلابيين وهم الذين وجه لهم العبيدي رسالته، مشيراً إلى أن "الحوثي والمخلوع ومليشياتهم في الرمق الأخير وساعة النهاية قد اقتربت، فعلى مؤيديهم مراجعة مواقفهم والتنسيق مع قيادة المقاومة والجيش الوطني ليكون لهم دور في تحرير صنعاء وليكفروا عن ماضيهم وأن يعلموا أن المعركة محسومة سلفاً، وأن من يحاول أن يقف أمام زحف المقاومة والجيش الوطني فإنما يسعى إلى نهايته وحتفه".
وبشر سكان صنعاء بأن "الجيش الوطني والمقاومة قادمون ولن يرضوا إلا بالنصر والتحرير واستعادة الشرعية".
محللون يعتقدون بصعوبة معركة صنعاء؛ لتضاريسها الوعرة وتنوعها القبلي، ويدعمون فكرة الهبة الشعبية من الداخل والتي ستخفف على قوات الشرعية وقتاً وجهداً ومالاً، حيث يرون أنه من غير الممكن للآليات العسكرية الثقيلة التحرك في جبال صنعاء وهو الرأي الذي دعمه عسكريون حيث يعول على قوات المشاة لحسم المعارك في المناطق الوعرة وداخل المدينة، ولذا فإن المشاركة الشعبية ستكون ذات أهمية بالغة في مثل هذه الظروف.
تنسيق الجهود
المحلل السياسي اليمني أحمد الوجيه اعتبر قيام هبة شعبية وانتفاضة ضد الانقلابيين في صنعاء سيعجل من وصول قوات الشرعية إلى مؤسسات الدولة في العاصمة، وستنهي فترة من أسوأ فترات تاريخ اليمن الحديث.
وفيما رأى أن صنعاء حالياً ليست سوى ورقة سياسية وليست عسكرية، أشار الوجيه في حديثه لـ"الخليج أونلاين" إلى أن "التحرك الشعبي داخل المدينة المحصنة سيطعن في ظهر المليشيا، وسيكون له الأثر الإيجابي البالغ في إنهاء الانقلاب، لكن ذلك يستدعي تنسيق الجهود، وتدخلاً سريعاً ومدروساً من قوات الشرعية والتحالف العربي ليس بتلك الوتيرة التي تجري في تعز، لكي لا يتحمل سكان صنعاء العبء، وإلا فإنهم سيجدون أنفسهم في كماشة المليشيا التي تتجاهل كل القوانين والمواثيق المتعلقة بالحروب، وهي مستعدة للتخلي عن كل القيم الإنسانية في سبيل الحفاظ على بقائها".
وتحولت العاصمة صنعاء إلى مكان للنزوح من مختلف المحافظات المجاورة، خصوصاً حجة والمحويت وصعدة وتعز، وهو الأمر الذي يجعل من تحريرها عسكرياً أمراً يستوجب التعامل معه بتكتيك عالٍ يتناسب مع جغرافية المكان وطبيعته بالنسبة للسكان.
الوجيه في معرض حديثه قال: إن "تفكك جبهة العاصمة من الداخل ضروري، وهو ما يجب على الشرعية العمل عليه، لتجنب حدوث كارثة إنسانية حيث قرابة 3 ملايين نسمة يقيمون في صنعاء، فالهبة الشعبية ستوفر أياماً من المعارك وستشتت حركة المليشيا وتدفعها إلى خسارة حتمية للمعركة".
يبقى الحديث عن انتفاضة شعبية من داخل العاصمة صنعاء أمراً منوطاً بدعم قوات التحالف العربي والمقاومة الشعبية لذلك التوجه، للحيلولة دون خسائر بشرية كثيرة ولجعل الأدوار متكاملة بين قوات الشرعية التي تقترب من صنعاء والمناهضين للمليشيا داخل المدينة.
المليشيا الانقلابية كانت أكثر من يدلل على ذلك بإجراءات اتخذتها، حيث كثفت من نقاط التفتيش، وزادت من ملاحقة كل من يعارضها فعلاً أو قولاً، فيما تحدث بعض قيادييهم عما أسموه خلايا نائمة في صنعاء تؤيد الشرعية، وتنتظر الفرصة المناسبة لتبدأ حركتها.
انتفاضة متوقعة
باعتمادهم على ممارسات المليشيا ضد المواطنين، يرجح مراقبون أن تنطلق في صنعاء من الداخل ومحيطها القبلي انتفاضة شعبية بعد أن ضاق الشعب ذرعاً بما قامت به المليشيا من مجازر وجرائم وفساد مالي وإداري منذ انقلابها المسلح في 21سبتمبر/أيلول 2014.
الشيخ عراف العبيدي، عضو مجلس مقاومة صنعاء والقيادي في ثورة 11 فبراير توقع هبة وانتفاضة شعبية بمجرد أن تجد قبائل طوق صنعاء متنفساً، وكذلك من داخل العاصمة، وهي انتفاضة ستكون جديرة بالقضاء على مليشيات التمرد والانقلاب.
وأشار العبيدي، أمين عام منظمة تمدن التنموية، في حديثه لـ"لخليج أونلاين"، إلى أن "الانتفاضة من الداخل ستخدم الجيش الوطني والمقاومة وستساعد على سرعة تحقيق الأهداف المرجوة وذلك بما ستحدثه من إرباك للقوى الظلامية التابعة للحوثيين والمخلوع، وسواء كانت هناك انتفاضة من الداخل أو لا فالجيش الوطني ورجال المقاومة مسنودين بقوات التحالف العربي، قادرون على حسم المعركة والقضاء على الانقلاب والتمرد واستعادة دولة النظام والقانون وإعادة الأمن والاستقرار وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح والمسألة ليست إلا مسألة وقت فقط".
وأكد أن "المجلس الأعلى لمقاومة صنعاء يقوم بكل مايلزم من إعداد وتجهيز وترتيب وتنسيق وتواصل، والمجلس يحتاج لجهود كل وطني في داخل العاصمة أو خارجها لإدراكه بأن الخطوة المقبلة عظيمة والترتيبات الجارية لذلك كبيرة وعظيمة بقدر الخطوة والحدث".
ومع الانتصارات المتواصلة التي تحققها قوات الشرعية وتقدمها باتجاه عاصمة البلاد يرى المتابعون أن معنويات المناهضين للمليشيا وحتى الفئات التي ظلت صامتة قد تحسنت، ودفعتها الظروف لتكون مؤهلة للمشاركة في انتفاضة شعبية.
وفي صنعاء فئات ما تزال تقف في صف الانقلابيين وهم الذين وجه لهم العبيدي رسالته، مشيراً إلى أن "الحوثي والمخلوع ومليشياتهم في الرمق الأخير وساعة النهاية قد اقتربت، فعلى مؤيديهم مراجعة مواقفهم والتنسيق مع قيادة المقاومة والجيش الوطني ليكون لهم دور في تحرير صنعاء وليكفروا عن ماضيهم وأن يعلموا أن المعركة محسومة سلفاً، وأن من يحاول أن يقف أمام زحف المقاومة والجيش الوطني فإنما يسعى إلى نهايته وحتفه".
وبشر سكان صنعاء بأن "الجيش الوطني والمقاومة قادمون ولن يرضوا إلا بالنصر والتحرير واستعادة الشرعية".
محللون يعتقدون بصعوبة معركة صنعاء؛ لتضاريسها الوعرة وتنوعها القبلي، ويدعمون فكرة الهبة الشعبية من الداخل والتي ستخفف على قوات الشرعية وقتاً وجهداً ومالاً، حيث يرون أنه من غير الممكن للآليات العسكرية الثقيلة التحرك في جبال صنعاء وهو الرأي الذي دعمه عسكريون حيث يعول على قوات المشاة لحسم المعارك في المناطق الوعرة وداخل المدينة، ولذا فإن المشاركة الشعبية ستكون ذات أهمية بالغة في مثل هذه الظروف.
تنسيق الجهود
المحلل السياسي اليمني أحمد الوجيه اعتبر قيام هبة شعبية وانتفاضة ضد الانقلابيين في صنعاء سيعجل من وصول قوات الشرعية إلى مؤسسات الدولة في العاصمة، وستنهي فترة من أسوأ فترات تاريخ اليمن الحديث.
وفيما رأى أن صنعاء حالياً ليست سوى ورقة سياسية وليست عسكرية، أشار الوجيه في حديثه لـ"الخليج أونلاين" إلى أن "التحرك الشعبي داخل المدينة المحصنة سيطعن في ظهر المليشيا، وسيكون له الأثر الإيجابي البالغ في إنهاء الانقلاب، لكن ذلك يستدعي تنسيق الجهود، وتدخلاً سريعاً ومدروساً من قوات الشرعية والتحالف العربي ليس بتلك الوتيرة التي تجري في تعز، لكي لا يتحمل سكان صنعاء العبء، وإلا فإنهم سيجدون أنفسهم في كماشة المليشيا التي تتجاهل كل القوانين والمواثيق المتعلقة بالحروب، وهي مستعدة للتخلي عن كل القيم الإنسانية في سبيل الحفاظ على بقائها".
وتحولت العاصمة صنعاء إلى مكان للنزوح من مختلف المحافظات المجاورة، خصوصاً حجة والمحويت وصعدة وتعز، وهو الأمر الذي يجعل من تحريرها عسكرياً أمراً يستوجب التعامل معه بتكتيك عالٍ يتناسب مع جغرافية المكان وطبيعته بالنسبة للسكان.
الوجيه في معرض حديثه قال: إن "تفكك جبهة العاصمة من الداخل ضروري، وهو ما يجب على الشرعية العمل عليه، لتجنب حدوث كارثة إنسانية حيث قرابة 3 ملايين نسمة يقيمون في صنعاء، فالهبة الشعبية ستوفر أياماً من المعارك وستشتت حركة المليشيا وتدفعها إلى خسارة حتمية للمعركة".
يبقى الحديث عن انتفاضة شعبية من داخل العاصمة صنعاء أمراً منوطاً بدعم قوات التحالف العربي والمقاومة الشعبية لذلك التوجه، للحيلولة دون خسائر بشرية كثيرة ولجعل الأدوار متكاملة بين قوات الشرعية التي تقترب من صنعاء والمناهضين للمليشيا داخل المدينة.