الرئيسية / تقارير وحوارات / معاناة ‏الصحفيين اليمنيين بين الاعتقال والقتل في ظل الانقلاب ‏الحوثي
معاناة ‏الصحفيين اليمنيين بين الاعتقال والقتل في ظل الانقلاب ‏الحوثي

معاناة ‏الصحفيين اليمنيين بين الاعتقال والقتل في ظل الانقلاب ‏الحوثي

26 يناير 2016 04:20 مساء (يمن برس)
"مهنة المخاطر" جملة يدرك الصحفيون اليمنيون معناها جيدًا خاصة أنهم يعيشون ما بين مهدد بالموت او الاعتقال لحوقًا بزملائه كل يوم لمحاولتهم نقل صوت اليمن للعالم وما تعانيه في ظل الانقلاب الحوثي "الشيعة المسلحة" وحليفهم المخلوع عبد الله صالح على الشرعية، حيث تعد اليمن وفقًا لتقارير دولية الأسوأ في حرية الصحافة منذ بداية الأزمة اليمنية.

وتعد أبرز مؤشرات تلك المخاطر ارتفاع نسبة المعتقلين من الصحفيين بسجون ميليشيات الحوثي والقاعدة والتي وصلت لما لا يقل عن 13 صحفيا يمنيا حتى الآن انضم إليهم طاقم قناة الجزيرة المختطف منذ الخميس الماضي، بالإضافة لعدد من الصحفيين الذين قتلوا منذ بداية الحرب باليمن، والذي أشار الاتحاد الدولي للصحفيين إلى تخطيهم العشرة خلال العام الماضي عقب استخدامهم كدروع بشرية أو تم اغتيالهم او قتلوا في المعارك.

البكاري.. مصير مجهول
كشفت قناة الجزيرة يوم الخميس الماضي، اختطاف مراسلها حمدي البكاري وطاقمه عبد العزيز الصبري والسائق منير السبئي مشيرة إلى أنهم شوهدوا آخر مرة في وقت متأخر يوم الاثنين في تعز التي تقع في جنوب غرب البلاد".

وقالت القناة على لسان المدير العام بها مصطفى السواق: إن البكاري وزميليه كانوا يغطون الأحداث في مدينة تعز المحاصرة من قبل الحوثييين ويقدمون تقارير عن التكلفة الإنسانية للصراع مضيفًا في تصريح له "زملاؤنا كانوا فقط يقومون بعملهم في تغطية القصة وإبلاغ العالم بما يحدث في اليمن".

ردود أفعال
ولقي اختفاء البكاري إدانات دولية واعتراضات واسعة من منظمات حقوقية ومؤسسات حكومية حيث أدانت وزارة حقوق الإنسان اليمنية اختطاف مراسل الجزيرة وزميليه، مؤكدة أن الاختطاف جريمة لا يمكن السكوت عليها.

فيما ناشدت قبيلة بني بُكاري، بجبل حبشي في تعز، الأطراف التي اختطفت مراسل الجزيرة وزميليه إطلاق سراحهم وضمان سلامتهم، وقالت القبيلة إنها لا تتهم أي طرف.

فيما أكدت نقابة الصحفيين اليمنيين قلقها الشديد على مصير البكاري وزميليه، داعية المقاومة الشعبية في تعز وقيادتها السياسية والميدانية إلى تحمل المسؤولية المباشرة، وبذل جهد لإطلاق سراح الزملاء المختطفين، كما طالبت النقابة محافظ تعز بالسعي للإفراج عن الزملاء.

ورفضت النقابة الزج بالصحفيين في الصراعات، وذكرت أن 13 صحفيا ما زالوا معتقلين لدى جماعة الحوثيين وتنظيم القاعدة، وجددت المطالبة بسرعة إطلاق سراحهم.

وطالب الاتحاد دولي للصحفيين ونقابة الصحفيين اليمنيين بالإفراج الفوري عنهم داعين الأطراف المتحاربة إلى بذل قصارى جهودها لحماية سلامة الصحفيين وفرض تدابير أمنية لحماية الإعلاميين العاملين في الميدان.

واعتبر جيم بو ملحة، رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين، أن اختطاف البكاري يؤكد احتمالية وجود محاولات خبيثة تهدف لإسكات الصحافة كلية، مطالبًا جميع الأطراف المتحاربة في اليمن لبذل قصارى جهدها لحماية سلامة الاعلاميين الميدانيين .

واستنكر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، اختطاف الفريق الإعلامي لقناة الجزيرة الإخبارية في مدينة تعز، ووصفه بأنه اعتداء مشين، معتبرًا أن الاختطاف انتهاك للقوانين الدولية التي تكفل لوسائل الإعلام الحرية التامة لتغطية الأحداث الدولية داعيًا المجتمع الدولي إدانة هذه الجريمة التي تستهدف منع وسائل الإعلام من كشف حقائق الاعتداءات والحصار المفروض على مدينة تعز.

كما أدانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان اختطاف طاقم قناة الجزيرة بمدينة تعز مشيرة لتعرض الصحفيين العاملين في اليمن لعشراتٍ من الحوادث، جاء أغلبها على يد مليشيات "الحوثي- الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح" بهدف تكميم الأفواه.

صحفيو اليمن بين مختطف وقتيل
أشار مراقبون إلى أن الصحافة في اليمن تمر بأسوأ أحوالها منذ تفتيت السلطة على يد مليشيا الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح في سبتمبر 2014.

وينضم اختفاء فريق الجزيرة إلى سلسلة انتهاكات يتعرض لها الصحفيون في اليمن حيث يقبع أكثر من 13 صحفيا يمنيا في سجون كلا من الحوثيين وتنظيم القاعدة، بالإضافة إلى تعرض آخرين لعمليات اغتيال عقب استخدامهم كدروع بشرية في معسكرات من قبل الحوثيين.

ويعد مقتل الصحفيين عبد الله قابل ويوسف العيزري عقب استخدام الحوثيين لهم كدروع بشرية في أحد مخازن الأسلحة التابعة لهم بمنطقة ذمار مايو الماضي من أبرز الامثلة على انتهاكات وجرائم المليشيا الحوثية ضد الإعلام.

وسبق حادث اختطاف البكاري بأيام مقتل الصحفي اليمني "المقداد مجلي" في غارة جوية شنتها قوات التحالف في العاصمة صنعاء، فيما نجا في وقت سابق من هذا الشهر أيضًا، الصحفي "نبيل سبيع" الذي يكتب في عدد من الصحف الوطنية من محاولة اغتيال في الثاني من يناير بصنعاء.

وأدت الانتهاكات المتكررة والمتصاعدة خلال الفترة الماضية ضد الصحفيين وفقًا لتقارير نقابة الصحفيين اليمنية ووفقًا لتقارير صادرة عن منظمات محلية ودولية عدة إلى توقف نشاط عدد من المؤسسات الصحفية، وفرار المئات من الصحفيين والكتاب من سطوة الحوثيين إلى أماكن أكثر أمنا خارج العاصمة صنعاء أو خارج اليمن برمتها، لتأمين حياتهم وحياة أسرهم.

ويبدو أن المخاطر التي تهدد الصحفيين لم تقتصر على الحوثيين وإن كان لهم فيها الدور الأبرز وذلك وفقًا لتصريحات المنسق القانوني لمنظمة الكرامة لحقوق الإنسان الصحفي محمد الأحمدي والذي أشار لوجود صحفيين قضوا في غارات للتحالف العربي، مضيفًا ان "الانتهاكات الواسعة ضد الصحفيين اليمنيين تمارسها سلطات الأمر الواقع في اليمن، من خلال القمع الممنهج ضد الحريات الصحفية في البلد".

وفي تقريرها حول حرية الصحافة خلال عام 2015 الصادر منتصف ديسمبر الماضي، قالت منظمة "مراسلون بلا حدود الدولية"، إن العام 2015 شهد تزايداً ملحوظاً في عمليات خطف الصحفيين في اليمن من قبل جماعة الحوثي. وأضافت أن "ما لا يقل عن 33 صحفياً وقعوا في أيدي ميليشيات الحوثي أو تنظيم القاعدة (مقابل 2 فقط في عام 2014) بينما لا يزال 13 في عداد الرهائن إلى اليوم".
 
شارك الخبر