الرئيسية / تقارير وحوارات / الانضمام إلى "التعاون الخليجي".. هل يحل مشاكل اليمن؟
الانضمام إلى "التعاون الخليجي".. هل يحل مشاكل اليمن؟

الانضمام إلى "التعاون الخليجي".. هل يحل مشاكل اليمن؟

06 ديسمبر 2015 06:00 مساء (يمن برس)
انضمام اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي نقطة جديدة قديمة، عادت إلى الواجهة من جديد مع تمكن إيران من وضع قدم لها فيه، بعد "عاصفة الحزم" التي التفتت لهذا البلد الذي يعد عمقاً أمنياً واستراتيجياً وبشرياً لمنطقة الخليج؛ فضلاً عن التجانس الكبير بينه وبين بلدان الخليج، إلاّ أنه خارج العِقد الخليجي رغم تقدمه أكثر من مرة بطلب الانضمام إلى الكيان الخليجي.

بهذا الخصوص أوضح الدكتور عبد الملك الضرعي، في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، "أن اليمن ودول الخليج العربي كتلة جغرافية وبشرية متجانسة إلى حد كبير ثقافياً واجتماعياً وتاريخياً، ولكن خلال عقود مضت حدثت فجوة حضارية نتيجة الثروة النفطية المكتشفة في دول الخليج، التي أحدثت ثورة في مختلف مجالات الحياة؛ نتيجة زيادة الفجوة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بين اليمن ودول الخليج".

وشاركت ست دول في تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربي عام 1981؛ وهي السعودية والبحرين والإمارات وعمان وقطر والكويت، وانبثقت عن المجلس بعد عام واحد قوات درع الجزيرة المشتركة التي بلغ تعدادها نحو 5000 جندي أغلبهم من الجنسية السعودية، وكانت أبرز مهمة لهذه القوات دخول البحرين أثناء احتجاجات عام 2011 التي اتهمت إيران بدعمها .

- تقريب الفجوة

الضرعي الذي يعمل أستاذاً في جامعة صنعاء يرى أنه "لا بد من حلول عملية وتنموية وعلمية لانضمام اليمن لدول الخليج، تساعد على تقريب تلك الفجوة خلال فترة زمنية محددة، يتم فيها أيضاً الاندماج التدريجي مع منظومة دول مجلس التعاون الخليجي".

وهو أمر بدأ بالتحقق في عام 2000 عندما أقرت قمة مجلس التعاون في مسقط قبول عضوية اليمن في عدد من الهيئات التابعة له؛ وهي المكتب التنفيذي للصحة، ومكتب التربية، وهيئة المواصفات والمقاييس، ومنتخب اليمن في دورة كأس الخليج لكرة القدم؛ بعدما سعى اليمن مراراً فيما مضى إلى الانضمام لمجلس التعاون الخليجي حيث بدأ محاولاته الرسمية عام 1996، إلا أن طلبه قوبل بالرفض؛ بسبب وضعه السياسي المعقد مع الخليج على خلفية نزاع الحدود مع السعودية، وموقفه السلبي من غزو العراق للكويت عام 1990.

- استفادة متبادلة

ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء، الدكتور عبد الله الفقيه، خلال حديثه لـ"الخليج أونلاين"، "أن دمج اليمن في الخليج بأي شكل من الأشكال يمكن أن يحل مشاكله، وأن يحل بعض مشاكل الخليج أيضاً".

ويؤكد الدكتور عبد الملك الضرعي أن "انضمام اليمن لمجلس التعاون الخليجي سيمثل أحد أهم عوامل الاستقرار في الإقليم، وسيكون له أثر مباشر على استقرار اليمن شريطة وجود نظام سياسي يمني مستقر يستثمر الامتيازات التي ستمنحها دول الخليج في المرحلة الأولى لفائدة التنمية"، مضيفاً: "الانضمام لمجلس التعاون الخليجي وفق منظومة سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية تدريجية سيكون عاملاً من عوامل الاستقرار في اليمن ودول الجوار، بل أن الكثافة السكانية العالية فيه، إذا ما دربت وتعلمت، ستكون رديفاً اقتصادياً وسياسياً وأمنياً مهماً لدول الخليج العربي، التي يعاني بعضها من انخفاض معدلات الكثافة السكانية".

- لفتة متأخرة

الإعلامي اليمني أحمد الشلفي يرى الحديث عن اليمن والخليج متأخراً؛ فمشاكل اليمن اليوم وبعد عمليات عاصفة الحزم وإعادة الأمل أصبحت أصعب وأعقد من أن تحل بعمل إجرائي أو بروتوكولي أو أي صيغة أخرى.

وفي حديثه لـ"الخليج أونلاين" قال الشلفي: "تأخر الخليجيون كثيراً عن اليمن حتى صار إلى ما صار إليه اليوم من تشظٍ وتمزقٍ شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، حتى كاد أن يكون في نطاق دولة بعيدة عنه وهي إيران".

-قرار خليجي واحد واستراتيجي

يشترط الشلفي، وهو المسؤول عن الملف اليمني في قناة الجزيرة الإخبارية "أن يكون القرار الخليجي بضم اليمن إلى مجلس التعاون قراراً حقيقياً واستراتيجياً ليس فيه انفصام أو فردانية؛ هدفه إفادة اليمن وإدماجه في محيطه اقتصادياً وسياسياً وثقافياً ليكون جزءاً لا يتجزأ من المجتمع والمنظومة الخليجية، ويحمل معه حلولاً لكل المشاكل التنموية والسياسية والاجتماعية، وإلا فإنه لن يعيد سوى إنتاج المشاكل ذاتها".

ويكشف مراسل الجزيرة السابق في اليمن أن "هناك مشكلة أخرى في نظرة دول المجلس إلى اليمن وتقديرها لما يمكن أن تكسبها منه؛ إذ لا يمكن أن تذهب كل دولة خليجية وحدها لرسم أهداف خاصة بها للاستفادة من مقدرات هذا البلد، لذا إذا كانت هناك رغبة حقيقية فإن الانضمام لا ينبغي أن يكون إجرائياً أو شكلياً بل حقيقياً، وعندها ستجد اليمن حلولاً لمشاكلها، وبذلك يكون الخليجيون قد أغلقوا باباً من أبواب الشر عليهم خاصة بعد نفاذ إيران إليه".

وما يخشاه الشلفي هو أن "يكون هناك انقسام في نظرة الخليجيين إلى مستقبل اليمن وخاصة ما يتعلق بالجنوب؛ فمن دون القرار الموحد لمعالجة قضايا اليمن والابتعاد عن النزعات المصلحية الآنية، فإن دوامة ما يحدث في اليمن وأثره السلبي على الخليج لن ينتهي".

وبعد تنامي النفوذ الإيراني في المنطقة العربية منذ العام 2003 الذي شهد احتلال الولايات المتحدة للعراق وانتقاله إلى دول أخرى منها اليمن، التي شهدت سيطرة المليشيا الحوثية بالتحالف مع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح على العاصمة صنعاء في سبتمبر/ أيلول 2014، انتبه الخليجيون للخطر على حدودهم بشكل متأخر، وكونت السعودية ودول الخليج تحالفاً عربياً لمساندة الشرعية نفذت من خلاله غارات جوية منذ مارس/ آذار الماضي، وأسندت المقاومة الشعبية ضد المليشيا الانقلابية بالسلاح والدعم اللوجيستي، وهو ما تكلل مؤخراً بتحرير عدن والتقدم في جبهات لحج وتعز.
شارك الخبر