يتكشف يوماً بعد آخر هول الاضرار التي ضربت جزيرة سقطرى من جراء إعصاري «تشابالا» و«ميغ»، في حين قدمت السلطة المحلية احصائية أخيرة أوضحت فيها ان«تشابالا» قضى على 37 الف رأس غنم و49 الف نخلة بسقطرى.
وقدم الباحث في حماية البيئة والتنوع الحيوي أحمد سعيد سليمان ل«الخليج» صورة مروعة عن الاضرار التي أُلحقت بالمحميات الطبيعية والاشجار والنباتات التي تشتهر بها.
ويصف المشهد في محمية (حمهل) بالكارثي، وقال ان مئات من أشجار «دم الاخوين» تساقطت على بعضها البعض، والبعض منها رفعته العاصفة «ميغ» وسحبته إلى أكثر من 15 مترا، واشار إلى ان هناك أجزاء متناثرة من أشجار «اللبان» و«دم الأخوين» و«المرة» بين سهول حمهل، كما ان بقايا البيوت متناثرة وكأنها كانت مبنية من الكرتون، فأسقف المنازل والأحجار وغيرها مرمية في كل مكان هي أيضا.
ويتحسر سليمان بالقول: «لم يعد شيء في مكانه، ولم تعد من شجرة لم يمسها الضرر. الكارثة تعم الإنسان والشجر والحيوان والحجر، وبالنسبة لي المنظر الذي رأيته وكأنني في عالم غير الذي عرفته».
ويصف منطقة (حيبق) وهي من مناطق المنتزهات الوطنية واحدى أهم مناطق التنوع الحيوي النباتي (إمتاء، قمحم، تريمة)، ويقول: «رأيت مشهدا ولا في الخيال من دمار للأشجار المعمرة التي كانت تزين هذا المنتزه، وكانت تاجا من تيجان أرخبيل سقطرى، وكانت أهم مصدر للرعاة أثناء القحط، لما لها من قيمة غذائية للحيوانات ولا يتم قطعها إنما يتم أخد أغصانها، عمرها يتجاوز 150 سنة، وهي قصة ستبقى مدى الحياة مرسومة في ذاكرتنا ولن ننساها».
وكانت آخر احصائية قدمها مكتب الزراعة والري بمحافظة أرخبيل سقطرى تقول ان السيول الناجمة عن الأمطار الغزيرة المصاحبة للاعصار، تسببت في جرف قرابة 49 ألف نخلة، و301 حديقة منزلية، وقرابة 37 ألف رأس غنم، وتضرر حوالي 359 كريف ما بين جزئي وكلي.
واشار المكتب إلى ان الأسر المعتمدة على الزراعة وتربية الماشية فقدت مصدر رزقها بشكل كلي.