من أعجب العجائب الإعلامية التي قرأتها في حياتي شكوى تتضمن اتهاما لهيئة الإذاعة البريطانية، تلك المؤسسة الإعلامية العريقة، بالانحياز ضد إرادة ابناء المحافظات اليمنية الجنوبية. هذا الانحياز المزعوم أو التهمة الغريبة وردت في موقع اخباري صغير يديره على ما يبدو ناشطون جنوبيون تابعون لزعيم فك الارتباط علي سالم البيض، ولكنهم يطلقون على الموقع اسما كبيرا جدا لا يتناسب مع محتواه، وهو " وكالة أنباء عدن".
هذه الموقع أو لنقل هذه الوكالة نشرت مؤخرا تحريضا لأبناء الجنوب اليمني المقيمين في بريطانيا لإرسال شكوى إلى مسؤولي الهيئة البريطانية يتضمن نصها المنشور اتهاما مضحكا لتلفزيون بي بي سي العربي بأنه يحاول تهميش الحراك الجنوبي وينقل صورا لا تمت للحقيقة بصلة ، أو بمعنى آخر يحاول التلفزيون تصغير حجم مظاهرات الحراك وتكبير وتضخيم وتلميع المظاهرات المناهضة للحراك.
فهمت من هذه الشكوى أن تلفزيون "بي بي سي" العربي قد توصل إلى اختراع جديد لم تسبقه إليه أي محطة اخبارية أخرى وهو إدخال عدستين إحداهما محدبة والأخرى مقعرة إلى كاميرات المصورين التلفزيونيين. والغرض من هذا الاختراع الجديد هو تصوير الأحداث التي تروق للمحطة بعدسة قادرة على تضخيم حجم تلك الأحداث واستخدام العدسة الأخرى لتصغير الأحداث التي لا تروق لبريطانيا العظمى.
طبعا من الناحية العملية لا يوجد أي محطة تلفزيونية تستخدم مثل هذه العدسات ان وجدت، ناهيك عن أن محطة "بي بي سي" متهمة عند قطاع آخر من اليمنيين بأنها تشجع الانفصاليين اليمنيين وتقدم لهم منبرا يعطيهم حجما أكبر من حجمهم وبالتالي فمن الصعب تصديق ما تضمنته هذه الشكوى الغريبة. وبصفتي اعلامياً تلفزيونياً قبل أن أكون كاتبا صحفيا، فإن أي شكاوى متناقضة ضد محطة من المحطات تؤكد لي تماما أن المحطة إياها تقوم بعملها على خير ما يرام. وعندما تختفي الشكاوى فإني أشعر بالقلق من أن تكون المحطة المسكوت عنها قد بدأت ترضي هذا الطرف أو أذاك أو تجير عملها لأجندة سياسية قد لا تتوافق بالضرورة مع المهنية الاعلامية غير الخاضعة للأهواء السياسية. وربما أن محطة بي بي سي هي الأكثر تلقيا للشكاوى لأنها الأكثر التزاما بالمهنية.
وبحكم معرفتي بأساليب العمل في المحطات الكبرى وتعاملي الدائم مع تلفزيون "بي بي سي" والقسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية فإني أعرف تماما الحرص الشديد الذي تبديه الهيئة بمختلف أقسامها على التوازن وعدم الانحياز وإظهار وجهات النظر المتعددة كما هي. ناهيك عن اني اتابع تقريبا كلما بثته الهيئة عن القضايا اليمنية على وجه الخصوص ولم أجد أبدا أي خروج عن المهنية والأخلاق الإعلامية التي تعلمناها أثناء الدراسة الجامعية.
وبما أني واحد من ضيوف ومعلقي تلفزيون "بي بي سي" العربي، فإني عندما يطلب مني المشاركة في برنامج من البرامج، أحيانا أفاجأ باتصال في آخر لحظة تعتذر فيه المحطة عن استضافتي بمبرر عدم وجود من يمثل وجهة النظر الأخرى المخالفة لوجهة نظري، وأتقبل هذا الاعتذار بكل رحابة صدر بل واحترمه لأنه يدل على مدى حرص المحطة على عدم تفضيل وجهة نظر ضد أخرى.
أما الشكوى المنشورة في موقع ما يسمى بوكالة أنباء عدن فأعتقد أن أصحابها يريدون من محطة عريقة مثل "بي بي سي" أن تتحول إلى نسخة أخرى من " وكالة أنباء عدن" أو نسخة من تلفزيون علي سالم البيض السخيف الذي يديره دخلاء على المهنة الاعلامية.
لدي قائمة طويلة من الأسباب التي يبطل كل واحد منها الشكوى ضد محطة تلفزيون "بي بي سي" العربي من قبل الحراكيين الجدد لكني سأكتفي هنا بعشرة أسباب فقط احتراما مني للمساحة المتاحة لي في هذه الصحيفة:
أولا: هذه المحطة هي أول محطة باللغة العربية تقدم علي سالم البيض بعد خروجه من اعتكاف دام 15 عاما حيث استضافته مرارا وحاورته في أكثر من برنامج، كما استضافت معظم رموز الحراك اليمني الجنوبي. ومن غير المستبعد أن تكون المحطة قد رفضت استضافته مؤخرا بناء على طلب منه، لأن المحطات في العادة هي التي تقرر متي تستضيف ومن تستضيف وليس الضيوف هم الذين يقررون.
ثانيا: الشكوى تتسم بطابع مقيت من الشخصنة لأنها تشير بأصابع الاتهام إلى الإعلامي التلفزيوني اليمني المعروف أنور العنسي بأنه يقف وراء سياسات التهميش المزعومة التي تنتهجها المحطة ضد القضية الجنوبية، وتزعم الشكوى أن العنسي هو أحد مراسلي المحطة في جنوب اليمن، وهذا غير صحيح. وتدل هذه المعلومة على أن كاتبي الشكوى لا يستندون إلى حقائق بل يجهلون أبجديات العمل الاعلامي لأن من يعد ويقدم تقريرا عن منطقة معينة ليس هو بالضرورة مراسل المحطة في تلك المنطقة. بل قد يكون منتج تلفزيوني يعمل في المركز الرئيسي للمحطة ويتعامل مع بلدان ومناطق وقضايا لا حصر لها ولا يمكن أن يخصص جل وقته لقضية واحدة محصورة في عقول قلة أو فئة معينة من الناس.
ثالثا: أنا أدرك أن مركز الكون كله لدى بعض الحراكيين الجدد هو " الجنوب" وأن قضايا الكون كله محصورة في القضية الجنوبية، ولكن هذا التفكير لا تشاطرهم فيه محطات الكون المتعددة ولا يشاطرهم فيه زميل المهنة أنور العنسي الذي لا بد أنه مشغول بقضايا أكثر اتساعا والمحطة التي يعمل فيها تغطي العالم كله ولا ينحصر عملها في مثلث الحراك الجنوبي.
رابعا: من المفارقات العجيبة أن وجود الزميل أنور العنسي في محطة بي بي سي قد لعب دورا إيجابيا بلا شك في إيصال المحطة إلى سياسيين يمنيين من مختلف المشارب كان من الصعب على المحطة حتى الحصول على أرقام هواتفهم بدون وجود كوادر على دراية بالخريطة السياسية اليمنية. ولا أشك لحظة واحدة أن العنسي ساهم في إيصال المحطة إلى قادة الحراك الجنوبي اليمني وساهم كذلك في إيصالهم إلى المحطة، ولكن لا يجب أن نتوقع منه أكثر من ذلك لأن هناك معايير مهنية تحكم عمله، وغالبا ما يكون ولاء الاعلامي مكرساً للمحطة التي تدفع راتبه الشهري وليس لأهواء الجهات السياسية هنا أو هناك.
خامسا: فشلت الشكوى في تقديم مثال واحد على الانحياز واكتفت بالعموميات. والحياد بالنسبة للشاكين لا يعني سوى الإنحياز الكامل لأهواء بعض الحراكيين أو أنانيتهم المفرطة.
سادسا: من المفارقات العجيبة أن أصحاب الشكوى من أنصار علي سالم البيض يزعمون أنهم من دافعي الضرائب في بريطانيا، في حين يصفهم آخرون أنهم عالة على دافعي الضرائب في بريطانيا لأنهم يتلقون اعانات من الحكومة البريطانية بصفتهم لاجئين سياسيين أو عاطلين عن العمل. وهم في الحقيقة متفرغون للعمل من الباطن مع علي سالم البيض في المواقع الالكترونية العديدة التي يمولها بالمال الحرام بحوزته، من أجل إعادة تسويقه إعلاميا بعد أن فشل سياسيا. أما دافعي الضرائب الحقيقين فهم مشغولون بأعمالهم المضنية ولا وقت لديهم لمتابعة خزعبلات ناشطي حركة تاج وأحلامهم المريضة.
سابعا: تطالب الشكوى بتعيين مراسلين جنوبيين بدلا عن أنور العنسي أو مراسلين أجانب وبذلك يفصح الشاكون عن عنصريتهم بأن شكواهم لا تستند إلى أي وقائع سوى اسم ومحل ميلاد صحفي بعينه ظنا منهم أنه يعمل مراسلا للمحطة في جنوب اليمن. في حين أنه مقيم في لندن ويخضع لقواعد ومعايير المحطة في المركز.
ثامنا: يعتقد الشاكون أن ما تبثه محطة بي بي سي من صور في نشراتها وبرامجها التقطتها كاميرات المحطة ، وهذا غير صحيح إذ أن الوكالات الاعلامية تزود محطات التلفزة بالكم الأكبر من الصور والأخبار وبهذا فإن الصور المهمة التي نشاهدها عبر شاشة "بي بي سي" لا تختلف كثيرا عما تبثه الجزيرة أو العربية أو غيرها من المحطات التي تدفع اشتراكات لوكالات الأنباء العالمية مقابل هذه الخدمة.
تاسعا: المحطات التلفزيونية المتميزة لا تهمل الأحداث المتميزة ولكن الحراك الجنوبي للاسف تحول إلى ظاهرة صوتية ومشاحنات داخلية ولم يعد يصنع أي حدث يمكن أن تسعى إليه محطات التلفزة.
عاشرا: تتماشى الشكوى المنشورة المشار إليها مع شكوى أخرى وردت على لسان علي سالم البيض في حوار سبق الإشارة إليه في خرافة الأمس مع صحيفة "الوطن" الكويتية اتهم فيه دول العالم بلا استثناء والحكومات العربية بالتعتيم الاعلامي المقصود على قضية الحراك الجنوبي اليمني مشددا على أن هذا التعتيم "مرتب ومدبر"، وهذا الاتهام لا يوجد ما نصفه به سوى أنه في منتهى السخف ولا أسخف منه إلا تلك الشكوى العجيبة.
*منير الماوري - كاتب يمني
[email protected]
هذه الموقع أو لنقل هذه الوكالة نشرت مؤخرا تحريضا لأبناء الجنوب اليمني المقيمين في بريطانيا لإرسال شكوى إلى مسؤولي الهيئة البريطانية يتضمن نصها المنشور اتهاما مضحكا لتلفزيون بي بي سي العربي بأنه يحاول تهميش الحراك الجنوبي وينقل صورا لا تمت للحقيقة بصلة ، أو بمعنى آخر يحاول التلفزيون تصغير حجم مظاهرات الحراك وتكبير وتضخيم وتلميع المظاهرات المناهضة للحراك.
فهمت من هذه الشكوى أن تلفزيون "بي بي سي" العربي قد توصل إلى اختراع جديد لم تسبقه إليه أي محطة اخبارية أخرى وهو إدخال عدستين إحداهما محدبة والأخرى مقعرة إلى كاميرات المصورين التلفزيونيين. والغرض من هذا الاختراع الجديد هو تصوير الأحداث التي تروق للمحطة بعدسة قادرة على تضخيم حجم تلك الأحداث واستخدام العدسة الأخرى لتصغير الأحداث التي لا تروق لبريطانيا العظمى.
طبعا من الناحية العملية لا يوجد أي محطة تلفزيونية تستخدم مثل هذه العدسات ان وجدت، ناهيك عن أن محطة "بي بي سي" متهمة عند قطاع آخر من اليمنيين بأنها تشجع الانفصاليين اليمنيين وتقدم لهم منبرا يعطيهم حجما أكبر من حجمهم وبالتالي فمن الصعب تصديق ما تضمنته هذه الشكوى الغريبة. وبصفتي اعلامياً تلفزيونياً قبل أن أكون كاتبا صحفيا، فإن أي شكاوى متناقضة ضد محطة من المحطات تؤكد لي تماما أن المحطة إياها تقوم بعملها على خير ما يرام. وعندما تختفي الشكاوى فإني أشعر بالقلق من أن تكون المحطة المسكوت عنها قد بدأت ترضي هذا الطرف أو أذاك أو تجير عملها لأجندة سياسية قد لا تتوافق بالضرورة مع المهنية الاعلامية غير الخاضعة للأهواء السياسية. وربما أن محطة بي بي سي هي الأكثر تلقيا للشكاوى لأنها الأكثر التزاما بالمهنية.
وبحكم معرفتي بأساليب العمل في المحطات الكبرى وتعاملي الدائم مع تلفزيون "بي بي سي" والقسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية فإني أعرف تماما الحرص الشديد الذي تبديه الهيئة بمختلف أقسامها على التوازن وعدم الانحياز وإظهار وجهات النظر المتعددة كما هي. ناهيك عن اني اتابع تقريبا كلما بثته الهيئة عن القضايا اليمنية على وجه الخصوص ولم أجد أبدا أي خروج عن المهنية والأخلاق الإعلامية التي تعلمناها أثناء الدراسة الجامعية.
وبما أني واحد من ضيوف ومعلقي تلفزيون "بي بي سي" العربي، فإني عندما يطلب مني المشاركة في برنامج من البرامج، أحيانا أفاجأ باتصال في آخر لحظة تعتذر فيه المحطة عن استضافتي بمبرر عدم وجود من يمثل وجهة النظر الأخرى المخالفة لوجهة نظري، وأتقبل هذا الاعتذار بكل رحابة صدر بل واحترمه لأنه يدل على مدى حرص المحطة على عدم تفضيل وجهة نظر ضد أخرى.
أما الشكوى المنشورة في موقع ما يسمى بوكالة أنباء عدن فأعتقد أن أصحابها يريدون من محطة عريقة مثل "بي بي سي" أن تتحول إلى نسخة أخرى من " وكالة أنباء عدن" أو نسخة من تلفزيون علي سالم البيض السخيف الذي يديره دخلاء على المهنة الاعلامية.
لدي قائمة طويلة من الأسباب التي يبطل كل واحد منها الشكوى ضد محطة تلفزيون "بي بي سي" العربي من قبل الحراكيين الجدد لكني سأكتفي هنا بعشرة أسباب فقط احتراما مني للمساحة المتاحة لي في هذه الصحيفة:
أولا: هذه المحطة هي أول محطة باللغة العربية تقدم علي سالم البيض بعد خروجه من اعتكاف دام 15 عاما حيث استضافته مرارا وحاورته في أكثر من برنامج، كما استضافت معظم رموز الحراك اليمني الجنوبي. ومن غير المستبعد أن تكون المحطة قد رفضت استضافته مؤخرا بناء على طلب منه، لأن المحطات في العادة هي التي تقرر متي تستضيف ومن تستضيف وليس الضيوف هم الذين يقررون.
ثانيا: الشكوى تتسم بطابع مقيت من الشخصنة لأنها تشير بأصابع الاتهام إلى الإعلامي التلفزيوني اليمني المعروف أنور العنسي بأنه يقف وراء سياسات التهميش المزعومة التي تنتهجها المحطة ضد القضية الجنوبية، وتزعم الشكوى أن العنسي هو أحد مراسلي المحطة في جنوب اليمن، وهذا غير صحيح. وتدل هذه المعلومة على أن كاتبي الشكوى لا يستندون إلى حقائق بل يجهلون أبجديات العمل الاعلامي لأن من يعد ويقدم تقريرا عن منطقة معينة ليس هو بالضرورة مراسل المحطة في تلك المنطقة. بل قد يكون منتج تلفزيوني يعمل في المركز الرئيسي للمحطة ويتعامل مع بلدان ومناطق وقضايا لا حصر لها ولا يمكن أن يخصص جل وقته لقضية واحدة محصورة في عقول قلة أو فئة معينة من الناس.
ثالثا: أنا أدرك أن مركز الكون كله لدى بعض الحراكيين الجدد هو " الجنوب" وأن قضايا الكون كله محصورة في القضية الجنوبية، ولكن هذا التفكير لا تشاطرهم فيه محطات الكون المتعددة ولا يشاطرهم فيه زميل المهنة أنور العنسي الذي لا بد أنه مشغول بقضايا أكثر اتساعا والمحطة التي يعمل فيها تغطي العالم كله ولا ينحصر عملها في مثلث الحراك الجنوبي.
رابعا: من المفارقات العجيبة أن وجود الزميل أنور العنسي في محطة بي بي سي قد لعب دورا إيجابيا بلا شك في إيصال المحطة إلى سياسيين يمنيين من مختلف المشارب كان من الصعب على المحطة حتى الحصول على أرقام هواتفهم بدون وجود كوادر على دراية بالخريطة السياسية اليمنية. ولا أشك لحظة واحدة أن العنسي ساهم في إيصال المحطة إلى قادة الحراك الجنوبي اليمني وساهم كذلك في إيصالهم إلى المحطة، ولكن لا يجب أن نتوقع منه أكثر من ذلك لأن هناك معايير مهنية تحكم عمله، وغالبا ما يكون ولاء الاعلامي مكرساً للمحطة التي تدفع راتبه الشهري وليس لأهواء الجهات السياسية هنا أو هناك.
خامسا: فشلت الشكوى في تقديم مثال واحد على الانحياز واكتفت بالعموميات. والحياد بالنسبة للشاكين لا يعني سوى الإنحياز الكامل لأهواء بعض الحراكيين أو أنانيتهم المفرطة.
سادسا: من المفارقات العجيبة أن أصحاب الشكوى من أنصار علي سالم البيض يزعمون أنهم من دافعي الضرائب في بريطانيا، في حين يصفهم آخرون أنهم عالة على دافعي الضرائب في بريطانيا لأنهم يتلقون اعانات من الحكومة البريطانية بصفتهم لاجئين سياسيين أو عاطلين عن العمل. وهم في الحقيقة متفرغون للعمل من الباطن مع علي سالم البيض في المواقع الالكترونية العديدة التي يمولها بالمال الحرام بحوزته، من أجل إعادة تسويقه إعلاميا بعد أن فشل سياسيا. أما دافعي الضرائب الحقيقين فهم مشغولون بأعمالهم المضنية ولا وقت لديهم لمتابعة خزعبلات ناشطي حركة تاج وأحلامهم المريضة.
سابعا: تطالب الشكوى بتعيين مراسلين جنوبيين بدلا عن أنور العنسي أو مراسلين أجانب وبذلك يفصح الشاكون عن عنصريتهم بأن شكواهم لا تستند إلى أي وقائع سوى اسم ومحل ميلاد صحفي بعينه ظنا منهم أنه يعمل مراسلا للمحطة في جنوب اليمن. في حين أنه مقيم في لندن ويخضع لقواعد ومعايير المحطة في المركز.
ثامنا: يعتقد الشاكون أن ما تبثه محطة بي بي سي من صور في نشراتها وبرامجها التقطتها كاميرات المحطة ، وهذا غير صحيح إذ أن الوكالات الاعلامية تزود محطات التلفزة بالكم الأكبر من الصور والأخبار وبهذا فإن الصور المهمة التي نشاهدها عبر شاشة "بي بي سي" لا تختلف كثيرا عما تبثه الجزيرة أو العربية أو غيرها من المحطات التي تدفع اشتراكات لوكالات الأنباء العالمية مقابل هذه الخدمة.
تاسعا: المحطات التلفزيونية المتميزة لا تهمل الأحداث المتميزة ولكن الحراك الجنوبي للاسف تحول إلى ظاهرة صوتية ومشاحنات داخلية ولم يعد يصنع أي حدث يمكن أن تسعى إليه محطات التلفزة.
عاشرا: تتماشى الشكوى المنشورة المشار إليها مع شكوى أخرى وردت على لسان علي سالم البيض في حوار سبق الإشارة إليه في خرافة الأمس مع صحيفة "الوطن" الكويتية اتهم فيه دول العالم بلا استثناء والحكومات العربية بالتعتيم الاعلامي المقصود على قضية الحراك الجنوبي اليمني مشددا على أن هذا التعتيم "مرتب ومدبر"، وهذا الاتهام لا يوجد ما نصفه به سوى أنه في منتهى السخف ولا أسخف منه إلا تلك الشكوى العجيبة.
*منير الماوري - كاتب يمني
[email protected]