ولجت الى غرفة الجيم دون علمها فما إن قبضت على مغلاق الباب لفتحه، حتى تغيرت حياتها كليا , لم تكن الطفلة "هدى" تعلم, ما سيغير حياتها كلها , ولم يخطر على بالها أنها ستغادر تلك الغرفة محمولة على الأذرع, فاقدة لوعيها ولحياتها كإنسانة طبيعية.
دون جدوى, تحاول (هدى. ع. ح) أن تخفي تفاصيل الأنين الزاحف من حناياها.. بأن تكفكف دموعها المسفوحة على خديها لتروي حكايتها المؤلمة لـ" المشهد اليمني" لكن العبرات تخونها, كلماتها هي الأخرى كانت تختنق وتحاصرها آهات, تتصاعد بعد كل كلمة ودمعة.
في حكاية هدى, وقد صارت اليوم شابة (23 عاماً) , مأساة تعتصر لها القلوب, وتئن المواجع من فرط الوجع ، شحب وجهها وتغيرت ملامحها حين طلبنا منها أن تسترجع لحظات ووقائع حادثتها المفجعة في "غرفة الجحيم" كما أسمتها.
كانت الغرفة المظلمة مكدسة بأصابع الديناميت وأكياس البارود, التي تعود ملكيتها لزوج عمة هدى, ويستخدمها في تفجير الصخور لاستخراج أحجارٍ لبناء المنازل في منطقتهم التابعة لمحافظة حجة.
ترتجف هدى حين تتذكر تلك اللحظات. "كان الظلام قد خيم حين ذهبت لتلك الغرفة المتكدسة بأشياء لا أعرف ما هي فلم يسبق لأحد أن أخبرني أو حذرني منها.. تقول هدى وتصمت لبرهة, مضيفة, "أشعلت عود الكبريت لأجد ما ذهبت لإحضاره.. انفجرت الغرفة وخطف النور الساطع بصري, ومن حينها لم أجد نفسي".
لا تتذكر هدى ما جرى لها بعد تلك اللحظات المروعة, دخلت في غيبوبة, وبعد ثلاثة أيام استيقظت وهي على سرير المستشفى الذي أسعفت إليه. تقول هدى "صحوت وقد التهمت الحروق وجهي وعاث الانفجار في جسدي, وأفسد هيئتي وصورتي وقيد أطرافي, ومن حينها أصبحت إنسانة مشوهة الظاهر, ومكسورة النفس بداخلي".
تواصل هدى حديثها بألم وحسرة " لاحقاً علمت أن سبب الانفجار كان ديناميت زوج عمتي, وحين حضر البحث الجنائي للتحقيق في الحادثة تكتم الجميع على الموضوع وكنت أنا الضحية ".
وتضيف" غادرت المستشفى إلى البيت, فساءت حالتي وزادت تشوهاتي وتصلبت يداي, وبعد فترة أجريت لي عدداً من العمليات في مستشفى الثورة ومستشفى الكويت لكنها لم تجدِ نفعاً.. عدت للبيت وفيه بقيت حبيسة وجروح أعماقي من خذلان أهلي أشد وأنكى على نفسي من تشوهات وجهي وأطرافي".
كبرت هدى بمرور السنين ومعها كانت تكبر أحزانها ومخاوفها من مواجهة الواقع والناس, " كنت وما زلت أخجل من الاختلاط بالناس وأخشى مواجهتهم بهيئتي الحالية فقد تحولت إلى ما يشبه المسخ" تقول هدى, وتضيف" انا مؤمنة بالله وأدري أن ذلك كان قضاءً وقدر, ولكنه دمر حياتي ومستقبلي وجعلني حبيسة المنزل حتى اليوم".
بعد أن نضجت وأشتد عودها بدأت هدى بالتفكير جدياً في استعادة حياتها الطبيعة, فزارت عدد من الأطباء المتخصصين, وكلهم صدموا من سوء الحال التي وصلت إليها هدى وحجم التشوهات التي لحقت بها وزادت جراء العمليات التي أجريت لها من قبل أطباء غير مختصين , وبعد معاينة حالتها كانت إجاباتهم متشابهة "لا حلول لدينا ولا نستطيع أن نقدم لك شيئاً.. علاجك في الخارج".
وكان "المشهد اليمني " قد نشر تفاصيل حالتها في وقت سابق من العام الماضي ووجدت تجاوبا غير عادي من قبل الكثيرين من ابناء اليمن المغتربين في الخارج الا ان شخصا ادعى انه يمتلك مستشفيات وامكانات كبيره لعلاجها في المانيا وهو ما اتضح انه كان مجرد شخص قام بدور "مانع الماعون " والذي كان العديد من ابناء اليمن المغتربين قد ابدوا رغبتهم في معاونتها الا انه بعد ان قدم نفسه كمنقذ خذلها خذلانا كبيره فلا هو قام بالوفاء بالتزاماته ولا سمح للآخرين بتقديم معوناتهم وما وصلها كان قليل جدا لا يفي بمجرد شراء تذاكر سفر.
وتناشد هدى كل مقتدر قادر على مساعدتها للخروج من محنتها التي دامت سنوات ويعيد لها الامل في حياه تستطيع ان تكون فيها مثل قريناتها ، لتواصل حياتها الطبيعية .
للتواصل مع:
* هدى – 775204186
* ادرة الموقع – 777652711
من السعوديه :0552118624