الرئيسية / تقارير وحوارات / مناورة لصالح في تعز.. ومأرب عاصمة مؤقتة ثانية
مناورة لصالح في تعز.. ومأرب عاصمة مؤقتة ثانية

مناورة لصالح في تعز.. ومأرب عاصمة مؤقتة ثانية

25 نوفمبر 2015 07:23 صباحا (يمن برس)
تواصل قوات الشرعية اليمنية و"المقاومة"، بدعم من التحالف العربي، تقدّمها الميداني في تعز، التي شهدت مناورة من الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح لدفع قوات "المقاومة" والشرعية للانسحاب من المنطقة، فيما برز تاريخ 27 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي كموعد جديد محتمل لمحادثات جنيف العتيدة. يأتي هذا فيما يستمر وزراء الحكومة اليمنية في تفقدهم المرافق العامة في عدن ومأرب. وتشير مصادر لـ"العربي الجديد"، إلى أن "مأرب قد تكون عاصمة اتحادية ثالثة مؤقتة حتى يتم تحرير تعز، لا سيما أن المحافظتين إضافة إلى الحديدة، من المقرر أن يتوزع طاقم الحكومة الشرعية فيهما حتى يتم تحرير صنعاء". وسيبدأ عدد من الوزراء أعمالهم من محافظة مأرب عبر مكاتب الوزارات فيها، بعد استتباب الأمن، وتعزيزها بقوات كبيرة من الجيش الوطني وقوات التحالف العربي، وبعد تحريرها من مليشيات الحوثيين وصالح.

ومع هذا فإن تواجد هادي ورئيس الحكومة خالد بحاح داخل اليمن، إضافة إلى أغلب طاقم الحكومة، يمثّل انتصاراً سياسياً لهم، لا سيما أنهم يمارسون مهماتهم داخل اليمن، ويتنقلون من محافظة إلى أخرى، وهو أمر لم يحصل قبل ثلاثة أشهر. كما أن هادي وبحاح، سمعا خلال لقاءاتهما مع مختلف الجهات والأطراف، مطالبات بالبقاء في اليمن، ورفع وتيرة إعادة البناء وتأمين الأوضاع وتوفير الخدمات للناس وتطمينهم بل ورفع معنويات "المقاومة" والجيش الموالي للشرعية، في إطار المساعي لإسقاط الانقلاب، كما تكشف مصادر حكومية لـ"العربي الجديد".
 
وواصل هادي لقاءاته المكثفة في عدن، مع مختلف الأطياف والقادة العسكريين والأمنيين ومنظمات المجتمع المدني، وقادة فروع الأحزاب في عدن. ويحشد هادي الجميع لبناء الدولة وإعادة الأمن والاستقرار وإسقاط الانقلاب، من خلال تحرير ما تبقى من المدن، لا سيما العاصمة صنعاء. هادي الذي يؤكد أن لا خيار إلا بإسقاط الانقلاب، وضرورة تكاتف الجميع لتحقيق هذا الهدف، يشدد في موازاة ذلك على ضرورة تكاتف الجميع أيضاً لدعم مساعي الحكومة لإعادة الخدمات واستعادة الأمن والاستقرار في عدن، وكل المناطق المحررة.
 
عسكرياً تتواصل العمليات العسكرية في مختلف جبهات القتال في اليمن، لا سيما في تعز وشمال الضالع. واستمرت المعارك في الجبال بين "المقاومة"، والمليشيات في الجبهة ممتدة من شمال غرب مريس في الضالع حتى محافظة إب، وتمكنت "المقاومة" من السيطرة على أهم نقاطها حتى اللحظة، فيما شنّت طائرات التحالف العربي غارات مكثفة دعمت فيها تقدّم "المقاومة" شمال الضالع.
 
أما في تعز، فيشير قيادي من "المقاومة" فيها لـ"العربي الجديد" إلى أن جبهة الضباب والوازعية شهدت هدوءاً نسبياً وحذراً صباح أمس، الإثنين، فيما استمرت سخونة المواجهات في منطقة الراهدة جنوب تعز، وسط تقدّم لـ"المقاومة" والجيش الوطني، بدعم من طائرات التحالف العربي لا سيما الأباتشي. ويؤكد المصدر أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة في مدينة الراهدة، ثاني أكبر مدن تعز، بعد وصول تعزيزات جديدة لـ"المقاومة" والجيش الوطني. ويجري التقدّم وسط غارات مكثفة لمقاتلات التحالف تستهدف تجمعات الحوثيين وحلفائهم، وشبكات الألغام التي زرعوها بالآلاف في المناطق الواصلة بين لحج وتعز.
 
وفيما تتواصل العمليات الميدانية، تحدثّت مصادر مقربة من "المقاومة" عن مساعٍ من الحوثيين والموالين لصالح بعرض انسحاب منقوص، الأمر الذي أوضحه النائب والمتحدث باسم مقاومة تعز، محمد مقبل الحميري، في منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، موضحاً أنه "بعد الضربات الموجعة التي تلقاها ولا يزال الحوثي وصالح في تعز من قبل المقاومة وقيادة التحالف، يريدان الانسحاب صورياً من المديريات والمناطق التي يسيطران عليها في تعز وينصبان في كل مديرية أحد عملائهما ويروجان أن مشايخ وأعيان المديرية هم الذين انتخبوه لإدارة شؤون المديرية أو المنطقة التي يتنفذون فيها".

وجاء تعليق الحميري، بعد بيان أصدره صالح، دعا فيه أبناء تعز إلى التحرك والعمل لإيقاف ما وصفه بـ"الاقتتال العبثي الذي تشهده تعز من دون أي هدف". وفي محاولة منه للتنصل من كونه طرفاً رئيسياً إلى جانب الحوثي، أشار إلى أنه كان قد حذر في دعوة سابقة مما تخطط له من وصفها "القوى المتآمرة على تعز خاصة واليمن بشكل عام"، وتابع "يعمل طرفا الصراع على تنفيذ هذا المخطط".

ودعا صالح إلى "خروج كل المليشيات من كل الأطراف (في إشارة إلى المقاومة والحوثيين)، بما في ذلك القوات الغازية من تعز، على أن تتحمل السلطة المحلية ورجال الأمن والجيش مسؤولية زمام الأمور وتسيير شؤون المحافظة". وكانت هذه الدعوة قُد رفضت في وقت سابق، إذ لم يحدد من هو الجيش والأمن الذي يتسلم المدينة، في حين أن أغلب القوات هناك من الموالين له.
 
وفي تعز أيضاً، ولكن من جهة أخرى، أعلن وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، أن "عمليات تحرير تعز تتقدم إيجاباً وخصوصاً من الجبهة الشرقية"، ولكنه شنّ هجوماً على حزب "التجمع اليمني للإصلاح" (الفرع اليمني للإخوان المسلمين)، معتبراً أنه "لولا تخاذل الإصلاح لكان التحرير قد اكتمل، الأدلة والشواهد عديدة".
 
في السياق نفسه، أعلنت القوات المسلحة الإماراتية أنها أنهت دورة تأهيل وتدريب دفعة جديدة من أفراد "المقاومة" اليمنية، للانضمام إلى القوات التابعة للشرعية اليمنية. وقالت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية، أمس الإثنين، إن أفراد "المقاومة" تلقوا تدريبات في مهارات الميدان، والمعركة، واستخدام مختلف الأسلحة، والأمن الداخلي، والطبوغرافيا، إضافة إلى تنفيذ رماية حية في ميادين الرماية، والتي أُعدت خصيصاً، علاوة على تدريبات في الإسعافات الأولية.

شارك الخبر