روئ الزميل الصحفي هاني الجنيد الصعوبات التي واجهته أثناء إعداده تقرير خاص في مدينة تعز عن الطفل الذي اشغل "موته" العالم، فريد شوقي.
وقال الجنيد الذي نشر هذا التفاصيل في صفحة موقع اليمني على موقع التواصل الأجتماعي -فيسبوك- :
صباح اليوم التالي من لقائنا بوالد الطفل فريد توجهنا الى مستشفى الثورة لمقابلة الطبيب الذي استقبل فريد وأشرف على حالته قبل أن يتوفى متأثراً بجراحه بتاريخ 17 اكتوبر 2015، أي بعد 4 أيام من إصابته.
وقال الجنيد الذي نشر هذا التفاصيل في صفحة موقع اليمني على موقع التواصل الأجتماعي -فيسبوك- :
صباح اليوم التالي من لقائنا بوالد الطفل فريد توجهنا الى مستشفى الثورة لمقابلة الطبيب الذي استقبل فريد وأشرف على حالته قبل أن يتوفى متأثراً بجراحه بتاريخ 17 اكتوبر 2015، أي بعد 4 أيام من إصابته.
لم نستطع مقابلة الطبيب بسبب انشغاله بإجراء العمليات لبعض الجرحى الذين يسقطون يومياً جراء الحرب ويصلون إلى المستشفى بشكل شبه متواصل. تكررت محاولتنا لمقابلة هذا الطبيب صباح اليوم الثالث، وبعد لحظات من وصولنا إلى مستشفى الثورة، تفاجأنا بسقوط قذيفة أمام بوابته الرئيسية، وكانت هناك اشتباكات في الأحياء القريبة من المستشفى والجرحى يصلون بشكل مستمر إليها.
بعد خمس دقائق من سقوط القذيفة الأولى سقطت قذيفة أخرى داخل حوش المستشفى، هرع الجميع إلى الممرات والأقسام الداخلية للاحتماء ونحن معهم، لنفاجئ بالممرضين يطلبون منا التبرع بالدم لإنقاذ حياة المصابين من الموت.
دخلنا إلى بنك الدم التابع للمستشفى ووجدنا أمامنا عدد من الشبان يتبرعون بالدم. أردنا أن ننتظر كي يفرغوا لنأخذ دورنا بعدهم، وبسبب كثرة المصابين المحتاجين للدم، اضطر الممرضين نقلنا إلى أحد الممرات للقيام بإجراء الفحوصات ثم التبرع بما يحتاجونه من دمنا.
كنا 3 رفاق، ورفدنا المصابين بـ 1500 سيسي من الدم. أخذنا بعدها بعض الوقت للراحة هناك بحسب التعليمات، وبعد ذلك توجهنا إلى بوابة المبنى بغرض مغادرته كونه غير آمن؛ وهناك طُلب منا المغادرة بشكل فردي، وقطع المسافة بين البوابة الداخلية والبوابة الرئيسية بحذر وسرعة حتى لا نتعرض للخطر.
استعدينا للمغادرة حسب المطلوب، فتقدمنا راشد محمد، أولاً، وقبل أن ينطلق تسأل "أين يمكنني انتظاركم؟"، قلنا له أمام البوفيه الواقعة على الرصيف الجنوبي من الشارع لأنها محمية بالمباني التي خلفها ولا يصل اليها الرصاص أو القذائف، فعلق مازحاً: "أو ربما سأنتظركم في المقبرة".
قطع راشد المسافة مسرعاً، وعندما وصل المكان الآمن الذي اتفقنا عليه، تحرك بعده الرفيق عدنان القدسي، وبعد أن وصل هو الآخر، تحركت أنا واستطعنا جميعاً أن نخرج بسلام رغم الرصاص التي كنا نسمع أزيزها تمر من فوق رؤوسنا.
الصورة: القذيفة الثانية التي أصابت حوش المستشفى.