لأكثر من 48 ساعة عاشها سكان مدينة عدن العاصمة الجنوبية, بفعل الانقطاعات الطويلة للكهرباء عن منازلهم في ظل الرطوبة الشديدة , مما زاد من معاناة الناس.
عصر الخميس , يطل مازن من سكان حي الممدارة بعدن من شرفة منزله, ليصادف وجود جاره الذي خرج هو الأخر من منزله إلى الخارج " 8 ساعات ونحن بدون كهرباء يا جارنا العزيز , كيف العمل؟"
"ماذا نعمل يا مازن ؟ نعم ما فيش حكومة ولا محافظ ؟ المحافظ اللي عينوه عاده ما هلوش؟".
يوم الجمعة 16 أكتوبر حلقت طائرة عسكرية في سماء مدينة عدن حاملة اللواء العسكري جعفر محمد سعد عائدا إلى مدينة عدن عقب أشهر من الغياب , بعد أن قاد معركة تحرير المدينة.
اصدر الرئيس عبدربه منصور هادي قرارا قبل أسبوعين يقضي بتعيين "سعد" محافظ للمدينة التي شهدت أجزاء واسعة منها حرب مدمرة استمرت لأشهر دمرت غالبية القطاعات الحكومية.
ما الذي ينتظر جعفر محمد سعد في عدن ؟
يحاول القسم السياسي بصحيفة "عدن الغد" ان يقدم رؤية صغيرة حول ابرز التحديات التي ستواجه المحافظ الجديد خلال الفترة المقبلة .
الملف الأمني وتدهور الأوضاع الأمنية
في الـ 26 من مارس 2014 سقطت جميع أقسام الشرطة المحلية بمدينة عدن تحت ضغط فراغ سلطة مفاجئ بعد هروب الرئيس اليمني عبدربه منصور ومعاونيه من المدينة وتركهم لمئات الآلاف من الناس يواجهون مصيراً صعبا .
مع اندلاع الحرب في عدن توقفت كافة أقسام الشرط عن العمل ولاتزال حتى اليوم ، نزل الآلاف من المواطنين إلى الشوارع وحملوا الأسلحة ودارت معارك عنيفة طوال أشهر .
ومع انقضاء الحرب تعالت الأصوات في عدن مطالبة بضرورة ضبط الأمن لكن مع انتشار السلاح والجماعات المسلحة يبدو ملف الأمن أكثر الملفات الشائكة التي ستقف في وجه المحافظ الجديد.
خلال ظروف الحرب كان "جعفر" وهو مقاتل سابق في صفوف الجيش الجنوبي السابق احد الذين شاركوا لأسابيع في الحرب التي خاضتها المقاومة الجنوبية مدعومة بطيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين وحلفائهم .
يرى قطاع واسع من الناس في مدينة عدن ان الأوضاع في المدينة لا يمكن لها ان تستقر مالم يتم إعادة عمل أقسام الشرطة وتشكيل قوة أمنية محترفة يمكن لها التصدي لكل الاختلالات الأمنية.
الملف الأمني هو احد ابرز التحديات التي تواجه المحافظ خصوصا مع انتشار المئات من المسلحين الذين لايزالون يجوبون شوارع المدينة رغم انتهاء الحرب.
- ملف الخدمات العامة (الكهرباء أبرزها)
يمثل التعثر الكبير في قطاع الكهرباء بمدينة عدن احد ابرز الملفات التي تواجه الإدارة الجديدة بقيادة "جعفر محمد سعد"، اعتمدت المدينة خلال السنوات الماضية على الطاقة المشتراة لكن هذه الآلية باتت تواجه الكثير من الإشكاليات.
كان حجم النمو الكبير الذي شهدته مدينة عدن خلال السنوات الماضية احد ابرز الإشكاليات التي واجهت قطاع الكهرباء المتعثر.
تعمل في مدينة عدن عدد من محطات الكهرباء الصغيرة لكن جميعها لا تكفي لتغطية العاجز الحاصلة بالإضافة إلى انعدام المشتقات النفطية الخاصة بتشغيل محطات توليد الكهرباء.
ملف صرف المرتبات لموظفي الحكومة
يعمل الآلاف من موظفي القطاع الحكومي بعدن في مؤسسات حكومية مختلفة بالإضافة إلى وجود آلاف آخرين يعملون في قطاعي الأمن والجيش.
ينتظر هؤلاء نهاية كل شهر لأجل استلام المرتبات الخاصة بهم التي تدفعها الحكومة لكن
مع اندلاع الحرب قبل أشهر من اليوم بات مصير رواتب الآلاف من الموظفين الحكوميين في مصير المجهول ، اسلتم المئات مرتباتهم لكن كثيرون لايزالون يجاهدون لأجل استلام المرتبات الخاصة بهم.
يمثل تمكن الحكومة المحلية من صرف مرتبات موظفي الحكومة تحديا اضافيا يضاف إلى الاعباء السابقة ، من شأن عدم تسلم الموظفين لمرتباتهم ان يتسبب بعرقلة عمل جميع المؤسسات الحكومية في المدينة.
حتى اليوم لم تتعهد أيا من دول التحالف بدفع مرتبات موظفي الحكومة ورغم مرور أشهر على الحرب إلا ان مرتبات موظفي الحكومة تصل عبر البنك المركزي اليمني بصنعاء بشكل متقطع وشحيح.
ينتظر الآلاف من المتقاعدين صباح كل يوم منذ أسابيع أمام مراكز البريد لاستلام مرتباتهم التقاعدية دون جدوى.
سيكون من المهم جدا ان تتمكن إدارة اللواء جعفر من صرف مرتبات موظفي الحكومة بمدينة عدن لان ذلك بحسب راي كثيرين سيشكل حالة من الاستقرار في المدينة.
*من صالح أبوعوذل