يمن برس - متابعات :
في الوقت الذي كان الفلسطينيون ينتظرون بشغف ما سوف يسفر عنه اللقاء المرتقب اليوم الخميس بين الرئيس محمود عباس ورئيس وزرائه اسماعيل هنية في غزة لوضع اللمسات الأخيرة على تشكيلة حكومة الوحدة، فوجئوا بإلغاء زيارة عباس وبالتالي تأجيل جديد لتشكيل الحكومة مما يضع اتفاق مكة الذي توصلت اليه فتح وحماس الاسبوع الماضي برعاية العاهل السعودي، في مهب الريح ويهدد بانهياره.
وإلغاء زيارة عباس لغزة جاءت بعد الشروط التي وضعها هنية امام عباس قبل تقديمه استقالة حكومته والبدء بتشكيل الحكومة الجديدة، وقوبلت شروط هنية بالرفض من قبل عباس وحركة فتح وكان الرد عليها بالغاء الزيارة الى غزة.
شروط هنية ..
******
مصادر مقربة من حركة حماس كشفت لجريدة الخليج الاماراتية ان رئيس الوزراء اسماعيل هنية الذي يفترض ان يعلن استقالة حكومته قبيل اعادة تكليفه بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، طلب من الرئيس عباس منحه المزيد من الوقت نظراً لحاجته لاجراء بعض المشاورات الداخلية وتحديدا في ما يخص منصب وزير الداخلية وبعض اسماء الوزراء في الحكومة الجديدة.
وكانت انباء تسربت عن عزم هنية طرح مجموعة اشتراطات خلال لقائه مع عباس الذي كان مقررا اليوم الخميس في قطاع غزة، تتحدث عن موافقة عباس على جميع قرارات الحكومة الحالية والتعيينات بما في ذلك القوة التنفيذية التي شكلها وزير الداخلية الحالي سعيد صيام، اضافة الى الاتفاق المسبق على الشخصية التي ستتولى منصب وزير الداخلية في حكومة الوحدة، واحتساب تعيين د.زياد ابو عمرو وزيرا للخارجية من حصة حركة فتح في تسمية المستقلين وليس من حصة حماس.
وقال النائب يحيى موسى القيادي في حماس، "هناك بعض النقاط العالقة التي ستبحث في اللقاء بين الرئيس عباس ورئيس الوزراء هنية، لدى وصول الأول لغزة يوم الخميس المقبل. وقال موسى في حديث نشرته الشبكة الإعلامية الفلسطينية المقربة من حماس: إن استقالة رئيس الوزراء الآن سابقة لأوانها. وأكد موسى أن نقاطاً عديدة مازالت تحتاج للبحث قبل هذه الاستقالة، ومنها قرارات ومراسيم الحكومة الحالية التي تم تعطيلها سابقاً، بالإضافة لبحث موضوع وزارة الداخلية، حيث إن الرئيس لم يعط موقفاً بشأن المرشح المستقل الذي طرحته حماس، وهو حمودة جروان.
وقال: اتفاق مكة ضمن لحماس ترشيح ثلاثة وزراء مستقلين، ولفتح ترشيح اثنين، إلا أن فتح تريد احتساب مرشح وزارة الخارجية د. زياد عمرو على أنه رُشح من قبل حركة حماس، رغم أن الرئيس هو من رشحه! وأشار موسى إلى أن المرشح الفتحاوي لمنصب نائب رئيس الوزراء لم يعرض بعد مستبعداً أن يكون النائب محمد دحلان، ورجح أن يكون شخصية من الضفة المحتلة.
فتح تؤكد التزامها باتفاق مكة ورفض اي شروط..
***************
في هذه الأثناء رفض عبد الحكيم عوض المتحدث باسم فتح تدخل حركة حماس في اختيار وزراء فتح في حكومة الوحدة المرتقبة. واستغرب عوض تصريحات قادة حماس ووضعها اشتراطات جديدة واحتساب زياد ابو عمر من المستقلين الذين أسمتهم حركة فتح وان آلية اختيار الوزراء في الوزارات السيادية جرى الاتفاق عليه في مكة وأن باقي الوزارات المستقلة جرى الاتفاق عليها كذلك.
واعتبر عوض الشروط والتصريحات عائقا امام بدء الإجراءات الدستورية لتشكيل حكومة الوحدة التي جرى الاتفاق عليها في مكة واصفا تصريحات قادة حماس بأنها تشويش على ما تم انجازه في مكة. وشدد عوض على ضرورة الالتزام نصا وروحا بما تم الاتفاق عليه برعاية المملكة العربية السعودية مؤكدا التزام حركته التزاما كاملا بكل ما اتفق عليه.
وأوضح عوض انه لا يحق لأي شخص من قيادات حركة حماس التدخل في موضوع تسميه وزراء حركة فتح في حكومة الوحدة . وأضاف "إن مسألة ترشيح نائب لرئيس حكومة الوحدة شأن فتحاوي سواء كان هذا المرشح هو محمد دحلان أو غيره من الحركة".وأكد عوض على أن اتفاق مكة لا يشترط أن يكون نائب رئيس الوزراء من الضفة ومن يقرر اختيار وزراء فتح المشاركين في حكومة الوحدة فقط اللجنة المركزية والمجلس الثوري وقيادات حركة فتح".
من ناحيته عقب نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني على تلك التصريحات قائلا بأنها تتناقض مع روح الوحدة الوطنية والوفاق التي بثها اتفاق مكة الذي جاء ثمرة طيبة للجهود التي بذلتها الشقيقة المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.
واضاف ابو ردينة "إن بعض التصريحات التي يطلقها البعض من خلال وضع اشتراطات من خارج الاتفاق، وتتنافى مع جوهره لا يمكن التعامل معها او القبول باساليب الابتزاز، ذلك ان اتفاق مكة واضح لا لبس فيه ولا غموض، ولا يقبل التأويل ، وتعدد التفسيرات، كما ان اية اشتراطات توضع على تنفيذه ترمي فعلياً الى التهرب مما يلقيه على الاطراف الموقعة عليه من مسؤوليات واستحقاقات وطنية غير قابلة للاجتهاد.
واشار ابو ردينة الى ان اتفاق مكة المكرمة الذي اسس لمرحلة جديدة من الوفاق الوطني، ونأى بالساحة الفلسطينية عن خطر الانزلاق الى هاوية الاقتتال والاحتراب الداخلي، وانقذ السلم الاهلي، واعاد الاعتبار للوحدة الوطنية، يعتبر انجازاً وطنياً للشعب الفلسطيني وقواه وفصائله، ما يحتم على الجميع الحفاظ عليه وحمايته، والشروع في تطبيقه دون اي تأخير.
واكد ابو ردينة ان عباس اجل خطابه الذي كان مقررا اليوم الخميس الى اجل غير مسمى دون ان يذكر الاسباب. وقال ابو ردينة في مؤتمر صحفي مقتضب في رام الله مساء الاربعاء, "نحن ملتزمون باتفاق مكة ولا نقبل أي تغيير او فرض شروط جديدة ومطلوب من الجميع الالتزام باتفاق مكة بالكامل ويجب ان يتجنب الجميع الحديث عن أية شروط".
مشعل يؤكد ان القضايا العالقة لن تعطّل تشكيل الحكومة..
******************
في غضون ذلك أكد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، على أن الحركة حريصة على استكمال مشروع التوافق والشراكة الفلسطينية، مشيراً إلى وجود بعض القضايا بحاجة إلى استكمال التوافق حولها، نافياً بشدة أن تكون هذه القضايا تعطّل خطوات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.
وقال مشعل، في تصريحات أدلى به لقناة فلسطين الفضائية الليلة الماضية، إنه بقيت قضايا تحتاج إلى حسم وانتهاء في تشكيل الحكومة، وبقيت قضايا تتعلق بالشراكة، وتابع: "اتفقنا على عنوان الشراكة وجزء من مفرداتها، ولكن بقي أن نستكملها وأن نبرم من خلالها ورقة مفصلة، كما أبرمنا ورقة تتعلق بالمنظمة وورقة تتعلق بتشكيل الحكومة".
وأضاف "نحن محتاجون لورقة تتعلق بالشراكة في مفاصل الحياة السياسية الفلسطينية المختلفة، وأعتقد أن استكمال هذه الأمور أمر ضروري"، مؤكداً على أن التوافق على القضايا سهل.
وأوضح مشعل: "نريد شراكة حقيقة يستفيد منها الوطن ويستفيد منها الشعب"، مؤكداً على أنه لا يتحدث في هذا المقام عن غنائم أو حصص، "وإنما أتكلم عن شراكة في المسؤولية وشراكة في الجهد وشراكة في المسيرة"، داعياً الشعب الفلسطيني إلى التفرغ لمواجهة الاحتلال ومخططاته العدوانية.
وشدد على حرص حركة "حماس" في استعجال استكمال هذه القضايا، "لكن هذا لن يعطل خطواتنا باتجاه تشكيل الحكومة، نحن سنتواصل مع الأخ أبو مازن (رئيس السلطة)"، مضيفاً "نحن حريصون أن نترجم ما اتفقنا عليه في مكة وبروح أخوية، وكما قلنا نصاً وروحاً ونستعجل في ذلك حتى نقدم الهدية المنشودة التي يتطلع إليها شعبنا الفلسطيني".
وحول وجود مخاوف من التراجع عن المضي قدماً في تطبيق اتفاق مكة، وجه مشعل حديثه للشعب الفلسطيني قائلاً: "لا تقلقوا، ستبقى هناك قضايا نختلف عليها وقضايا ربما يتم الإرجاء فيها بعض الوقت، لكن اطمئنوا نحن سرنا في هذا الطريق، وسوف نستكمل مشروعنا في التوافق وفي الشراكة، واسمعوا منا خيراً إن شاء الله".