وكانت فصائل المقاومة اليمنية رفضت لقاء جنيف، واعتبرت المشاركة فيه خيانة ومحاولة لشرعنة الانقلاب وإنقاذ مليشيات الحوثي وقوات صالح.
وانطلقت مشاورات اليوم الاثنين في مدينة جنيف السويسرية بحضور وفد الحكومة اليمنية الشرعية، الذي التقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ومبعوثه الخاص لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وغاب ممثلو جماعة الحوثي وصالح عن جلسة انطلاق المؤتمر بسبب تأخر إقلاع طائرتهم من مطار جيبوتي، لأسباب وصفت بالتقنية، قبل أن تنطلق لاحقا.
وكان وفد الحكومة اليمنية الذي يرأسه وزير الخارجية رياض ياسين أكد أن المشاركة في جنيف ليست من أجل الحوار السياسي، بل من أجل التشاور على كيفية تنفيذ القرار الأممي رقم 2216، الذي نص على انسحاب المليشيات الحوثية من المدن المحتلة والخروج من مؤسسات الدولة وتسليم السلاح الثقيل المنهوب من معسكرات الجيش.
وتساءل دوبلة: هل حلت الأمم المتحدة مشكلة في العالم؟ وقال إن المنظمة الدولية تحاول دائما جمع الأطراف المتصارعة من أجل المفاوضات فقط، وليس لإنهاء النزاعات وإقرار السلام، حسب تعبيره.
من جانبه يرى مدير منتدى الجزيرة العربية للدراسات نجيب غلاب أن هناك تناقضا جذريا بين المخلوع صالح والحوثيين فيما يخص المرحلة القادمة وطبيعة التنازلات التي ستقدم في المؤتمر.
وقال إن الحوثيين ربما يقدمون صالح قربانا، "وهذا الأمر سيفجر صراعا عنيفا بين جناحي الانقلاب". وتوقع انهيار سلطة الانقلاب في صنعاء قريبا.
وأشار إلى أن الجناح العقائدي للجماعة يرى أن أي مسار سياسي ليس إلا "تراجعا وخيانة للجماعة، وهي في مرحلة التمكين كما يعتقدون، ولديهم قناعة بأن الحرب هي طريق النصر الوحيد".
أما الجناح السياسي فيؤمن بأن التراجع أصبح خيارا لا مفر منه، وأن المقامرة ليست إلا بداية لانهيار شامل، حسب تعبيره.
ويوضح غلاب أن جماعة الحوثي تخاف من أن يؤدي توقف الحرب إلى انتفاض المؤسسة الأمنية والعسكرية ضد مليشياتها المسلحة، "ولديهم قناعة بأن حزب المؤتمر الشعبي الذي يرأسه المخلوع صالح قد يعيد ترتيب أوراقه بالاتجاه المضاد للحوثيين، وهذا سيؤدي إلى إضعافهم".