يمن برس - متابعات
بدأت في بغداد جلسة النطق بالحكم على الرئيس السابق صدام حسين وسط اجراءات امنية مشددة فرضتها السلطات العراقية في العاصمة وبعض المحافظات المجاورة لها تحسبا لوقوع قلاقل عندما تعلن المحكمة الخاصة قرارها.
فقد أعلن القاضي عن تبرئة المتهم محمد العزاوي في قضية الدجيل لعدم كفاية الادلة وامر باطلاق سراحه
وكانت الحكومة العراقية قد فرضت حظرا للتجول، كما الغت اجازات منتسبي القوات المسلحة.
وقال أحد السياسيين العراقيين إن قلة من العراقيين يعتقدون ان قرار المحكمة سيخفف من حدة الاحتقان الذي يعيشه العراق، فالسنوات الثلاث التي مرت منذ اعتقال صدام قد اوصلت البلاد الى شفا حرب اهلية.
ويضيف إن حتى العراقيين الذين يطالبون باعدام صدام لا يعتقدون ان ذلك سيجعل الاوضاع تسير نحو الاحسن.
عقوبة الاعدام
يذكر ان الكثيرين ينتقدون محاكمة الرئيس العراقي السابق باعتبارها ضربا من الانتقام يمارسه الامريكيون المنتصرون، ويستشهدون لاثبات حجتهم الى الاهتمام الكبير الذي اولته الولايات المتحدة لهذه المحاكمة.
اما محامو صدام، فيتهمون الحكومة العراقية بالتدخل في سير المحاكمة، وهو اتهام تؤيدهم فيه جماعة هيومان رايتس ووتش الامريكية لحقوق الانسان.
اتهم صدام بارتكاب جرائم ضد الانسانية
كما يهاجم محامو الرئيس العراقي السابق توقيت النطق بالحكم الذي يأتي قبل ايام فقط من توجه الامريكيين الى صناديق الاقتراع للادلاء باصواتهم في الانتخابات النصفية للكونغرس حيث يواجه حزب الرئيس بوش الجمهوري شبح فقدان سيطرته على الكونغرس لاسباب يعتبر حنق الناخبين على سياسة الرئيس في العراق واحدا من اهمها.
والدعوى التي صدرت الأحكام فيها الأحد هي تلك المتعلقة باحداث الدجيل عام 1982، والتي اتهم صدام حسين وعدد من اعوانه فيها بالتسبب في مقتل 148 من سكان تلك البلدة عقب تعرض الرئيس السابق لمحاولة اغتيال فيها.
هذا وتجري في الوقت الحالي محاكمة صدام حسين وعدد آخر من اعوانه في قضية اخرى هي تخطيط وتنفيذ حملة الانفال التي راح ضحيتها الآلاف من الاكراد.
المالكي
وفي رسالة تلفزيونية بثت مساء السبت، قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إنه يأمل أن يحصل صدام حسين على ما يستحقه "لجرائمه ضد الشعب العراقي" قبل الحكم المتوقع صدوره غدا الأحد.
وحث المالكي العراقيين على التحلي بالهدوء، قائلا "ان الشعب العراقي سيكون حرا في التعبير عن سعادته بهذا الحكم وسوف ندعو العراقيين عبر بيان رسمي الى التزام الهدوء والتعبير عن الفرح بطريقة مناسبة وبحيث لا يعرضون حياتهم للخطر".
وكان المالكي قد أعرب الشهر الماضي عن امله في أن يصدر حكم بإعدام صدام حسين.
وتعتبر تصريحات المالكي الاخيرة اثارت دهشة الكثيرين، خصوصا اذا اخذنا في الاعتبار العنف الطائفي الذي تتصاعد وتيرته في البلاد باضطراد.
وبما ان تجريم صدام يعتبر تحصيل حاصل تقريبا، تخشى الحكومة من ردة فعل عنيفة يقوم بها مؤيدوه من السنة العرب.
لذلك، فرضت الحكومة سلسلة من الاجراءات تحسبا لهذا الاحتمال منها حظر التجول لمدة 12 ساعة في العاصمة بغداد ابتداء من الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي للعراق، وإغلاق مطار بغداد الدولي غدا الاحد الى اجل غير محدد.
كما تقرر فرض حظر للتجول في محافظتي ديالى وصلاح الدين، واعلنت حالة التأهب القصوى في صفوف الجيش العراقي، والغت وزارة الدفاع الاجازات والعطلات الرسمية لكافة عناصرها.
ويقول سياسيون إنه ليس من المستبعد ان تشهد محافظتي صلاح الدين والانبار ردود فعل قوية في حال صدر قرار باعدام صدام
القاضي يبرئ أحد المتهمين بقضية الدجيل في جلسة النطق بالحكم
-- بدأت المحكمة العراقية العليا جلسة النطق بالحكم على الرئيس العراقي السابق صدام حسين وسبعة من معاونيه في قضية الدجيل، في وقت حبس فيه العراقيون أنفاسهم بانتظار الحكم، الذي قد يصل إلى الإعدام بحق صدام، فيما يتوقع صدور أحكام مختلفة بحق المتهمين الآخرين.
وأصدر القاضي حكماً بالبراءة بحق المتهم محمد عزاوي علي، الذي كان أول الداخلين لقاعة المحكمة، وذلك لعدم كفاية الأدلة.
كما صدرت ثلاثة أحكام بالسجن 15 عاما ضد ثلاثة من معاوني الرئيس السابق، عرف منهما علي الدايح وعبدالله مزهر رويد.
فيما حكمت المحكمة بالسجن المؤبد ضد طه ياسين رمضان، نائب رئيس مجلس قيادة الثورة.
كما يوجد في المحكمة عضو فريق الدفاع عن صدام حسين، المحامي الأمريكي رامزي كلارك، الذي أفادت الأنباء أن القاضي طرده من القاعة لاحقاً.
وكان العراقيون قد بدؤوا يترقبون اعتبارا من صباح الأحد، وحتى السادسة من صباح الاثنين، النطق بالحكم في قضية "الدجيل" على الرئيس العراقي السابق صدام حسين، الذي يطالب في حال الحكم عليه بالموت، بإعدامه رميا بالرصاص.
في الغضون، طالب خليل الدليمي، رئيس هيئة الدفاع عن صدام، تأجيل الحكم ضد صدام ومعاونيه السبعة، 60 يوما على الأقل، متهما المحكمة بمحاولة تسييس القضية عبر النطق بالحكم قبل يوم الثلاثاء الذي يصادف التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي، والتي قد يخسر الجمهوريون فيها السيطرة على مجلسي النواب والشيوخ جزئيا في رد فعل بشأن حرب العراق.
وطالبت هيئة الدفاع في رسالة بعثت الجمعة، إلى القاضي جعفر الموسوي، رئيس هيئة الادعاء العام في المحكمة الجنائية العليا، منحهم فرصة لجمع كل ما يحتاجونه من مستندات، وتأجيل النطق بالحكم شهرين على الأقل، كي يمكنهم القيام بمهمتهم، بالإضافة إلى أخذ المحكمة في عين الاعتبار النتائج الأمنية التي قد تنتج عن الحكم.
هذا وكان رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي أعرب السبت، عن الأمل بأن يلقى صدام العقاب الذي "يستحقه."
وأضاف أنّه سيتوجه بخطاب الأحد إلى الشعب العراقي يدعوه فيه إلى "الهدوء والحيطة والتعبير عن غبطته بالطريقة الملائمة."
وقال "آمل أن يكون الحكم ما يستحقه هذا الرجل نظير ما ارتكبه ضدّ الشعب العراقي."
بقايا أثر لصدام في مسقط رأسه تكريت
وأوضح في لقاء جمعه بزعماء عشائر "إنّ الشعب العراقي سيعبّر عن فرحته بالطريقة التي يراها ملائمة." القصة كاملة.
ومنذ يوم السبت، أعلنت حالة استنفار واسعة في بغداد، مشددة إجراءاتها الأمنية عشية صدور الحكم المحتمل بإعدام الرئيس العراقي السابق والمتعلق بدوره في قضية "الدجيل" التي قتل فيها 148 شيعيا إثر محاولة اغتيال فاشلة استهدفته عام 1982. التفاصيل.
وكان وزير الدفاع العراقي عبدالقادر العبيدي قرر استدعاء جميع الضباط والجنود للالتحاق بمراكز عملهم وإلغاء كافة الإجازات، وفق ما أعلن المسؤول الإعلامي في الوزارة اللواء إبراهيم شاكر.
وفي الجانب الأمني، لقي صحافي عراقي يعمل لمصلحة قناة "الشرقية" مصرعه الجمعة، عندما فتح عليه مسلّحون النار في منطقة الأعظمية السنية في العاصمة بغداد.
كما لقي خمسة مدنيين مصرعهم السبت في عدة أحداث عنف في بغداد وحولها، فيما تمّ العثور على 27 جثة أخرى وفق ما أعلنت الشرطة العراقية.