أكد النائب عبد العزيز جباري الأمين العام لحزب العدالة والبناء أن أغلب أبناء الشعب يعتبرون ما حدث في 21 سبتمبر ثورة مضادة ويوم أسود في تاريخ الشعب، كونه وقف حجر عثرة أمام طموحات الشعب.
وأوضح جباري في حوار مطول أجراه موقع "مندب برس"، ونعيد نشره في موقع "يمن برس"، أن جماعة الحوثي تمكنت من الدخول إلى صنعاء وإلى عدة محافظات نتيجة مماحكات سياسية، وتواطؤ من قبل القيادة السياسية، وكذا الأطراف والقوى التي خرجت من الحكم خلال 2011.
وأكد بأن الوضع في اليمن معقد للغاية، مشيرا إلى أن هناك من استغل اتفاق السلم والشراكة بشكل سيء، وبصورة بشعة، حيث تم تنفيذ ما يخص الطرف المنتصر، وما يصب في مصلحته، في إشارة إلى جماعة الحوثي.
وفيما يلي يجيب النائب عبد العزيز جباري عن كثير من التساؤلات حول الوضع، والمآلات المتوقعة، وقضايا أخرى، فإلى نص الحوار:
- كيف تقيمون الوضع في اليمن في ضوء المعطيات والمتغيرات الحالية ؟
شكرا جزيلا,, بداية أنا سعيد أن أكون معكم، في الحقيقة اليمن يمر بأزمة كبيرة جدا والوضع معقد في اليمن بشكل كبير، ويحتاج إلى تعاون الأشقاء والأصدقاء من أجل الخروج من هذا الوضع، هناك تعقيدات كبيرة على كثير من المستويات، في المجال الأمني، والمجال السياسي، والمجال الاقتصادي، الوضع لا يرضي أحداً، لا يرضي أبناء اليمن كيمنيين، كما أنه لا يرضى الإخوة العرب أن يظلوا ينظرون إلى اليمن يتخبط في قضاياه ولا يستطيع الخروج من هذا الوضع، فاليمن وضعه وضع لا يسر أحد.
- يصف الحوثيون أحداث 21 سبتمبر الماضي بالثورة، في حين يصف الشباب تلك الأحداث بالثورة المضادة، كيف تقيمون ما حدث ؟
الحقيقة أغلب الشعب اليمني يعتبر ما حدث في 21سبتمبرثورة مضادة ويوم أسود في تاريخ الشعب اليمني لعدة اعتبارات، الاعتبار الأول..أنه وقف حجر عثرة أمام طموحات الشعب اليمني، وخاصة الشباب الذي عقد أمال كبيرة على التغيير الإيجابي، وما حدث هو أن فصيل معين ينتمي، للأسف الشديد، إلى طائفة معينة ممول من جهة إقليمية معينة قامت بهذه الحركة، أما الثورة، فمفهومها كبير جداً.. الثورة أن تكون لها قاعدة شعبية موجودة، أن تكون للثورة أهداف ومبادئ وقيم نبيلة تؤمن بها وتحاول أن ترسخها في أرض الواقع، وأن تعمل من أجل هذه القيم ومن أجل هذه الأهداف، أما ما حدث للأسف الشديد فهو فرض الرأي بالقوة واستخدام السلاح من أجل السيطرة على العاصمة صنعاء وكثير من المحافظات، ولذا لا أنا ولا كثير من السياسيين ولا أغلب الشعب اليمني يعتبرها ثورة، بل يعتبرها انتكاسة إلى الخلف، ورجوع ربما إلى عقود وقرون غابرة مضت.
- جميع القوى السياسية تطالب بتنفيذ اتفاق السلم والشراكة لكن على الأرض ليس هناك أي مؤشرات إيجابية على أرض الواقع توحي بتطبيق عملي لهذه الشراكة فما تفسيرك لهذا الأمر ؟
اتفاق السلم والشراكة تمت صياغته والتوقيع عليه أثناء اجتياح صنعاء، وكثير من القوى السياسية وقعت على هذا الاتفاق ومنها حزبنا، (العدالة والبناء )، وقعنا على الاتفاق بهدف الخروج من الوضع المتأزم والحرب التي كانت دائرة، وكان عندنا أمل وكل القوى السياسية على أن هذا الاتفاق يفضي إلى تنفيذه من أجل الحفاظ على مصالح اليمن وأمنه واستقراره، ولكن للأسف الشديد تم استغلاله بصورة سيئة وبصورة بشعة، تم تنفيذ ما هو للطرف الأخر، الطرف المنتصر، أما بقية البنود وما تم الاتفاق عليه، فلا، ومفهومنا أيضاً للشراكة، ومفهوم القوى السياسية للشراكة، أن تشارك كل القوى السياسية في إدارة الشأن العام، لكن المفهوم للمليشيات والقوى المسيطرة على أرض الواقع، كما أنها تعني بسط نفوذهم على كل مفاصل الدولة.
- معالي النائب هل تعتقد أن جماعة الحوثي قادرة على إدارة المرحلة خصوصاً بالطريقة التي اعتمدتها منذ دخولها صنعاء ؟
جماعة الحوثي استطاعت الوصول الى العاصمة صنعاء وإلى كثير من المحافظات لظروف معينة وخاصة، نتيجة مماحكات سياسية، وحسابات خاطئة من قبل القيادة السياسية، كما أنه كان هناك تواطؤ من قبل القيادة السياسية ومن قبل قوى سياسية خرجت من الحكم عام 2011م، وبالتالي أُتيح المجال للحوثي للوصول إلى العاصمة صنعاء والى كثير من المحافظات.
لولا التواطؤ الذي حصل والرضا، ولولا المماحكات السياسية لما وصل إلى أطراف العاصمة صنعاء، وبالتالي عندما تزول هذه الأسباب، عندما يبدأ اليمنيين يفكروا التفكير الإيجابي، التفكير الصحيح، التفكير بمصلحة اليمن بعيداً عن المصالح الحزبية، والمصالح الأسرية، أو المصالح الشخصية، عندها سيجد الحوثي نفسه في وضع يرثى له، ولن تستمر هذه الحالة، وأنا أؤكد أن الحالة اليمنية الآن بوجود الحوثي المدعوم من قبل إيران لا يمكن أن تستمر، لأن هناك الآن سخط شعبي عارم من قبل أبناء الشعب اليمني الذي كان صابر لدخول الحوثي، كانت هناك اعتبارات، كان هناك من يرى وجوب إخراج بيت الأحمر من المشهد لأنه ومن خلال إخراجهم من المشهد السياسي، والسيطرة على كثير من المواقع في اليمن، ستنفرج الأمور، وسيعود الخير على الشعب اليمني، لكن للأسف ما حدث أن هؤلاء كانوا ربما أسوء ممن سبقوهم، وبالتالي حتى القوى السياسية التي كانت تعتبر في يوم من الأيام أن وجود الحوثيين يشكل لها مصلحة لأنه قد ربما تحقق مكاسب سياسية بوجود الحوثيين، الآن بدأت تفكر تفكير أخر، لذلك أقول أن الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت ، وأتمنى أن لا يحدث في بلادي مزيداً من إزهاق الأرواح، ومزيداً من تدمير مؤسسات الدولة، ومزيداً من استنزاف القوات المسلحة والأمن، لأن كل هذه المؤسسات ملك للشعب اليمني، نتمنى أن جماعة الحوثي تعي أن ما تريده وما تطالب به أكثر من وزنها بكثير جدا، وبالتالي ستكون المعادلة مختلة.
-أين مجلس النواب مما يحدث كونه المؤسسة الشرعية الأهم في البلاد، ولماذا كان غائبا عن ما يجري في الساحة في الفترة الماضية ؟
لو تعرف تركيبة مجلس النواب اليمني ستجد أن نسبة 80℅ من المجلس ينتمون إلى المؤتمر الشعبي العام برئاسة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، في حين أنه كان هناك نوع من التعاون بين الرئيس السابق علي عبدالله صالح والمؤتمر الشعبي العام ، بل يرى البعض أنه تحالف مع جماعة الحوثي، وبالتالي فنسبة 80℅ من مجلس النواب راضي عن ما يدور، وبالتالي أصبح دوره دور مفقود، ولو كان تركيبة مجلس النواب غير التركيبة الحالية، أنا اعتقد أنه كان يستطيع أن يقوم بدور إيجابي، لكن تركيبة المجلس الحالية مختلفة، وعندما تتغير المعادلة السياسية ، سيبدأ المؤتمر الشعبي العام الذي يمثل 80℅ من مجلس النواب يفكر تفكير أخر، تفكير لمصلحة البلد ومصلحة الوطن، ستجد مجلس النواب له دور آخر غير الدور الحالي، وله موقف آخر غير الموقف الحاصل منه الآن.
- هل تؤيدون ما يطرحه البعض من أن دخول الحوثي لم يكن ليحدث لولا تنسيق وتعاون كامل مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح؟
بالتأكيد ..لولا التنسيق مع المؤتمر الشعبي العام وعلي عبدالله صالح على وجه التحديد، وأنا هنا أؤكد أيضا أنه كان هناك تنسيق مع قيادة البلاد، كل الشواهد تقول أن الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي كان له دور في دخول جماعة الحوثي إلى العاصمة صنعاء، لأن هناك شواهد على أرض الواقع تؤكد ما ذهب إليه كثير من المراقبين عندما يعلن وزير الدفاع اليمني أن الجيش اليمني على مسافة واحدة من كل الناس ولم يتدخل ماذا يعني هذا ؟، لا يوجد جيش في الدنيا يقف على مسافة واحدة من كل الأطراف وعاصمته تُجتاح من قبل مليشيات، عندما تجد وزير الدفاع اليمني غير متواجد في مقر وزارة الدفاع ولا مقر غرفة العمليات أثناء اجتياح صنعاء ماذا يعني هذا؟، عندما يقول الرئيس اليمني بعد سقوط العاصمة صنعاء، أن صنعاء لم تسقط ولن تسقط برغم وجود المليشيات في كل الشوارع وفي كل المؤسسات وفي كل الوزارات فماذا يعني هذا ؟، عندما لا يعلن أن جماعة الحوثي جماعة متمردة وجماعة ارتكبت مخالفة دستورية وأنها ارتكبت جريمة في حق الشعب اليمني من قبل رئاسة الدولة وتعتبره شريك ماذا يعني هذا ؟، كل الشواهد تدل أن هناك على الأقل رضا من قبل رئاسة الدولة لأهداف وحسابات سياسية أستطيع أقول أنها غير وطنية.
-كثير من المراقبين اعتبروا خطاب زعيم الحوثيين الأخير بمثابة نسف لمخرجات الحوار الوطني كونه أعلن فيه رفضه لخيار الستة أقاليم، ما تعليقكم على ذلك وما توقعاتكم لمستقبل الأقاليم وبقية توصيات مؤتمر الحوار في ظل رفض الحوثي لها ؟
مخرجات مؤتمر الحوار معروفة وتم الاتفاق عليها مع جميع القوى السياسية بما فيها جماعة الحوثي، وأي حديث الآن عن فرض رأي بقوة التواجد في اليمن هو مرفوض، لأننا تحاورنا من أجل الوصول الى مخرجات برضا الجميع، ولا يمكن لأي فصيل معين أن يفرض رأيه، عندما فصيل معين يرفض أي مخرج من المخرجات على حساب كل الجهات فهذا يعد نسفا لمخرجات الحوار الوطني، لذلك ما يطالب به الحوثي في تقديري له أهداف، حيث يسعى الحوثيون اليوم لتفصيل اليمن على مقاساتهم، لكن اليمن ليست قطعة قماش،، اليمن أرض وإنسان وجغرافيا وتاريخ،، لا يمكن أن تفصل اليمن على مقاسك .
- فيما سبق دعوتم إلى تشكيل مجلس عسكري لإدارة البلاد لحين إجراء انتخابات رئاسية هل لازلتم ترون ضرورة هذه الخطوة ؟
السبب في المطالبة بتشكيل مجلس عسكري هو وصول البلد إلى وضع صعب للغاية، وعجز رئيس الجمهورية عن اتخاذ قرارات تحفظ لليمن أمنه واستقراره، وتحفظ للمواطن اليمني كرامته، وكنا طالبنا داخل مجلس النواب، وهذه أول مرة تحدث أن يطالب برلماني بغير إجراءات ديمقراطية للوصول إلى الحكم، لكن ما دفعني للمطالبة بمثل هذه الخطوة أن الوضع أصبح معقد في اليمن، والقيادة السياسية مشلولة للأسف الشديد، وبالتالي هناك تجارب كثيرة في العالم عندما تحدث مثل هذه الهزات السياسية أو الأمنية، فإن الجيش يتدخل من أجل حفظ أمن وسلامة البلد حتى تأتي مرحلة قادمة فيها انتخابات، وتجرى الانتخابات في وضع هادئ وعندما تحصل أي قوى سياسية على الأغلبية من ثقة الشعب، تستطيع أن تحكم، لكن الآن، وفي ظل الوضع الذي نحن فيه، فنحن بحاجة إلى جهة لديها القدرة على حماية أمن واستقرار البلد، هذه الجهة في تقديري، وهي الجهة الوحيدة هي الجيش اليمني.
-ما هي المئالات المتوقع وصول البلاد إليها بناء على ما يجري حالياً؟
إذا لم ينتبه العقلاء، في حال لا يزال هنالك عقلاء في اليمن ،، إذا لم ينتبهوا خاصة من الأطراف المتصارعة، وأخص على وجه التحديد جماعة الحوثي، إذا لم ينتبهوا لتصرفاتهم وما يقومون به، فهناك خوف وخطورة من أن تكون حرب طائفية في اليمن، لأنه لا يصح أن فصيل معين يأتي، حسب ما يدعي، لمحاربة الإرهاب، لأن محاربة الإرهاب من اختصاص الدولة، ومن صلاحيات الدولة وواجباتها، وليس من واجب أي جهة معينه لأن ما يطرح الآن هو أن جماعة الحوثي تريد أن تحارب جماعة القاعدة، وهذا فيه خطورة كبيرة جداَ، وقد حذرنا في البداية ولازلنا نحذر، ونقول أن أي إنفراد بمحاربة الإرهاب من قبل فصيل معين، من قبل طائفة معينة، فإن هذا سيتيح مجال خصب للقاعدة، ويعطيها مشروعية للبقاء، وهناك تعاطف كبير من قبل كثير من الناس، ممن يعتبروا أن الحوثي يقوم بدور مشبوه لمصلحة غير مصلحة البلاد، وبالتالي أصبح للقاعدة وللتشدد في اليمن أرض خصبة ونمو حقيقي للأسف الشديد، أنا أؤكد على أن الدولة هي المعنية بمحاربة الإرهاب كلنا ندرك أن الإرهاب آفة تضر الشعب اليمني كله، وعدو الشعب اليمني كله، وعدو العالم العربي والإسلامي كله، لكن الدولة هي المعنية بمحاربة الإرهاب، وليس الجماعات، لأن الجماعات مثلما ذكرت، فيها خطورة وضرر أكثر من النفع، لأن لديها حسابات طائفية ومصالح، وليس هدفها كبح الإرهاب أو معالجة مشاكل الإرهاب، لكن الهدف أن تأتي بفكر أخر مثل الفكر الموجود .
- كيف تقييم موقف مؤسسة الرئاسة ممثله بالرئيس في هذه المرحلة ؟
أقولها وبكل أسف كان الشعب اليمني يعول كثيراً على قيادة البلاد، فلقد خرج الشعب اليمني أثناء الانتخابات بالملايين ليصوتوا برضاً ورغبة للخروج من وضع كان معقد، وصوّت سبعة ملايين يمني للرئيس عبدربه منصور هادي لأنه كان لديهم أمل أن الوضع سيتغير، وأن يكون عبدربه منصور هادي هو المنقذ، لكن للأسف الشديد خلال فترة ثلاث سنوات من قيادة هادي للبلاد، وأقولها وبكل مرارة وأنا من الشخصيات التي كانت متطرفة إلى جانب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي لاعتبارات وطنيه، حيث أنه كان من مصلحة البلد الوقوف إلى جانب الرئيس للخروج بالبلد إلى بر الأمان، لكن حصلت هناك نوع من الحسابات والتصرفات التي ما كنا نتوقعها، عندما وصل إلى سدة الحكم وفي ذهنه كيفية إطالة مدة بقائه، هنا تكون الكارثة وللأسف الشديد نحن كنا نتمنى أن نكون في اليمن استثناء للقاعدة العربية السائدة، ولكن يبدو أن هذه العادة العربية متجذرة في عقولنا كعرب، عندما نصل إلى أي موقع نفكر أن نبقى أطول فترة ممكنه، ولا نفكر ماذا نعمل ؟، وماذا ننجز من المهمة؟، لو فكر الرئيس عبدربه منصور هادي في إنجاز مهمة خلال مرحلة معينه بعيداً عن الحسابات الشخصية، أنا في تقديري أن أدائه سيكون غير الأداء الموجود الآن، لكن كان هناك تفكير من أجل تمديد الفترة الانتقالية، من أجل البقاء أطول فترة ممكنة، حسابات غير الحسابات التي كنا نتوقعها، ولهذا كان أدائه غير الأداء المطلوب، نسأل من الله أن نخرج بأقل الخسائر، ونسأل من الله أن ينتبه الرئيس هادي في الفترة الأخيرة، وأن يفكر كيف سيكتب التأريخ عن فترة حكم عبد ربه منصور هادي، لأنه لو فكر أي رئيس أو مسئول في اليمن بالذات بتفكير أخر سيجد نفسه في مزبلة التاريخ ولن ينفع الندم فيما بعد، وليتعظ في من سبقوه، أنا في تقديري لو كنت مكان عبدربه منصور هادي، كنت سأبحث عن حلول عاجلة، قد ربما أسلم زمام الأمور لقيادة أخرى برضاي على سبيل المثال، لو كان الأمر بيدي قد ربما أدعو الجيش لاستلام السلطة وإدارة مرحلة معينة، لأن كثير من أبناء الشعب اليمني سأقولها لك بكل صراحة وكل مرارة، أصبح يرى في وجود عبد ربه منصور هادي مشكلة وليس حل، وهذه هي الكارثة.
-برأي سيادتكم من المستفيد من التفجيرات التي تشهدها اليمن في الفترة الأخيرة ؟
المستفيد عدة جهات للأسف الشديد أولاً جماعات العنف، المليشيات المسلحة التي لا تؤمن بالعمل السياسي السلمي، وجهات معينة ترى أن ما يحدث الآن يجعل المواطن يفكر بما كان في السابق، وأن نتيجة ما يحدث الآن ستكون لصالح ما مضى، وهناك عدة جهات للأسف الشديد مستفيدة من تلك الأحداث، لكن أنا لا أستطيع أن أحدد من الجاني أو من مرتكب الخطأ، لكن أنا في تقديري نحن في العالم العربي والعالم الإسلامي واليمن على وجه التحديد للأسف الشديد، نحمل الإسلام ما لا يحتمل، نستخدم الدين من أجل أهداف سياسية، نستغل الدين ونستغل القرآن ونستغل القرابة بالنبي ونستغل كل ما يمت بصلة للدين لأهداف غير دينية، ولأهداف غير نبيلة، وغير شريفة، ونستغلها من أجل تحقيق مصالح سياسية، الإسلام بريء كل البراءة مما يجري في العالم العربي والإسلامي واليمن على وجه التحديد، نحن أسأنا للإسلام، أقصد الجماعات الإسلامية أساءت للإسلام أكثر مما أفادته، إذ كيف نجد أن هناك من ينادي بإسم الإسلام ويقتل الناس، ويزهق أرواحهم، ويدمر بيوت الله، ويقطع الطريق، ويدمر المؤسسات، هذا ليس له علاقة بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد.
كونك عضو في لجنة المصالحة التي زارت مأرب الشهر الماضي كيف ترون مستقبل المحافظة ؟ وهل تتوقعون مقاومتها للتمدد الحوثي أم أنها ليست استثناءً برأيك ؟
أنا متابع لما يحدث في مأرب، ولكنه مؤسف جداً أن يزج بالجيش في مأرب، وقد التقينا في مأرب بكل القبائل، وهي جميعها مستعدة لأن تتعاون مع الدولة، وملتزمة بأن تتعاون في ملاحقة أي مخرب، لكنها تطالب بوجود الدولة، بينما رئاسة الدولة تريد أن تسيطر المليشيات.
ما يحدث في اليمن شيء غريب، تجد أبناء القبائل القاطنين في الصحراء الذين يعيشون حياة البدو يطالبون بأن تكون هناك دولة، ويؤكدون تعاونهم معها، وهم مع أن يكون للدولة دور كبير في مأرب، بينما هناك جهات تريد أن تسلم مأرب لجماعات مسلحة، وهذه هي الكارثة.
أنا أتوقع أن يحدث في مأرب خراب كبير جداً، لأن مأرب كما تعلم أخي الكريم فيها 80℅ من نفط اليمن الشحيح أصلاً، والمحطات الكهربائية الغازية في مأرب ، وأنابيب الغاز في مأرب ، والغاز الطبيعي للإستخدام المنزلي في مأرب ، الغاز المسال للتصدير في مأرب، ذلك عند حدوث أي مشاكل في مأرب أنا أتوقع أن كل هذه المنشآت ستتضرر، وسيعود الخراب والدمار على الشعب اليمني، وللأسف الشديد وفي وقتها لن ينفع الندم وستتجه البلاد إلى مزيد من المشاكل، خصوصاً مع تلاشي العقلاء في اليمن .
- هل ترى أن الوثيقة الموقعة مع القبائل في مأرب هل لا تزال سارية المفعول أم أنها انتهت ؟
لازالت سارية المفعول،، الوثيقة هي وثيقة صالحة لكل زمان ومكان تؤكد على التزام أبناء القبائل على محاربة المخربين وملاحقتهم وتعاونهم مع الدولة، هذه الوثيقة هي وثيقة ضمانة للناس وللدولة، وليس لأبناء مأرب أي التزامات على الدولة مقابل هذا، هناك شكوى من أن قبائل مأرب لا تتعاون مع الدولة، لكننا ألزمناهم بهذه الإتفاقية، والتي تنص على أنه في حالة حدوث أي تخريب، وهرب المخرب إلى أي قبيلة، فعلى القبيلة تسليمه للجهة الرسمية، وقد التزموا ووقعوا، وهم من كبار شخصيات مأرب أصل العروبة، مأرب أصل التاريخ، لو تجلس مع بدوي في مأرب كأنك تجلس مع شخص يحمل عدة شهادات دكتوراه بما لديه من المعرفة والقدرة والوعي السياسي، هل تعلم أن البدو في مأرب لديهم وعي وفهم لما يدور؟، ومعرفة بكل ما يدور أكثر من صنعاء وحتى في جامعة صنعاء، أقسم بالله العظيم أني زرتهم وشعرت أننا يجب أن نتعلم منهم ،على الفطرة عرب ناس فاهمين ما يدور وعندهم قيم وتراث وتاريخ سبعة ألف من التاريخ وأكثر، ولذا أهل مأرب مستعدين للتعاون، وقالوها بصريح العبارة ،، نحن مستعدين للتعاون مع الدولة/ لكن أن تأتي جهات غير الدولة من أجل السيطرة علينا ومن أجل اضطهادنا لأجل فرض رأيها بالقوة علينا، فإنا لن نقبلها حتى لو دفعنا حياتنا في ذلك.
- ماذا عن تعز ،،ذكرتم في مقابلة سابقة مع قناة العربية أن اتفاق بين السلطة الحالية والسلطة السابقة وبعض الجهات الإقليمية سمحت لتمدد الحوثي ليصل الى تعز ويسيطر على باب المندب على أي أساس بنيتم هذه الفرضية؟
ما يدور على أرض الواقع ينبئ بذلك هناك مثل ما ذكرت لك سيطرة الحوثي على اليمن ليس بقوة الحوثي ,, بكل تأكيد ,, لم تطلق رصاصة واحدة بمحافظة ذمار وعدد سكانها مليون ونصف, في ذمار معسكرات للأمن المركزي , للحرس الجمهوري ’ للشرطة العسكرية ,للنجدة, في ذمار دبابات ومصفحات , لم ينقص ذمار إلا الطائرات, لم تقاوم , , لم تطلق رصاصة واحدة أو حصلت مقاومة بسيطة جداً في محافظة الحديدة التي عدد سكانها ثلاثة مليون نسمة ، ماذا يعني هذا ؟
يعني أن هناك توجيهات رئاسية لكل هذه الجهات بعدم التعامل مع الحوثي بالقوة وترك المجال لهم , هناك تواطؤ من قبل الدولة ممثلة برئاسة الجمهورية .
الأمر الثاني أن هناك تنسيق ما بين الرئيس السابق وجماعة الحوثي , كل هذا سمح بالتمدد لجماعة الحوثي بكثير من المحافظات , وهناك تنسيق على أساس من أجل الدخول إلى تعز , و الوصول الى تعز معناه الوصول إلى باب المندب , معناه السيطرة على ما كان يسمى الجمهورية العربية اليمنية سابقا, مما يوحي أن هناك اتفاق داخلي وأيضا اتفاق إقليمي على أن السيطرة تتم في مناطق الشمال مع ترك مناطق الجنوب , لا ندري ماذا يخبئ المستقبل , ولا ندري ما هي الترتيبات الإقليمية والدولية لليمن للأسف الشديد.
- كيف ترون زيارة وفد من حزب الإصلاح لصعده ولقائهم بعبد الملك الحوثي وكذا زيارة أمين عام الحزب للحوثي ضمن الوفد الرئاسي؟
حزب الإصلاح في اليمن معروف أنه حزب يضم بين أعضائه الكثير من الأخوان المسلمين، إن لم نقل أن الأغلبية منهم، في تقديري أن الإصلاح كان مهدد من كثير من الجهات ومخطط له أن يدخل في حرب مع الحوثيين كان هناك حسب ما لدينا من بعض المعلومات وحسب بعض الشواهد من أرض الواقع أن المخطط كان بان تقع حرب بين الحوثيين والإصلاح باعتبار أنهم جماعات إسلامية برؤى مختلفة ويتناحروا فيما بينهم ليخلو الجو لجماعات أخرى بمعنى لأحزاب أخرى ، لكن يبدو أن حزب الإصلاح كان لديه من الإستيعاب والذكاء إلى حد كبير وفضل الإنسحاب من ارض المعركة وترك المعركة للحكومة وقال ليس أنا لست الجهة المعنية بمقاتلة الحوثيين ، هذه الخطوة ربما غيرت من المشهد كثيراً و غيرت ما كان مرتب له في تحويل صنعاء إلى أرض معركة مفتوحة.
الإصلاح حاول أن يتجنب وأن يخرج من هذا الشرك الذي كان معمول له من أجل الوقوع فيه ، الآن عندما يذهب الأمين العام لحزب الإصلاح الى صعده كثير من الإصلاحيين متذمرين لكن هناك كثير يعتبروها خطوة تدل أن فيها حنكة سياسية وأن الإصلاح ليس لديه الرغبة في إقصاء أحد وأنه مستعد أن يذهب حتى إلى بيوتهم من أجل التفاهم وأنه أكثر إيجابية من الآخرين .. هي خطوة محسوبة للإصلاح على المدى القريب والبعيد بأنه بادر وذهب رغم الجراح ورغم ما يحصل لمقراته ورغم ما يحصل لكثير من قياداته ومع هذا يذهب إلى زعيم الحركة الحوثية ويمد يده بأنه مستعد للتفاهم
سيذكر التاريخ على أن الإصلاحيين مدو أيديهم لكن الطرف الأخر كان متغير والأيام دول ...نحن عندنا في اليمن للأسف الشديد لا نأخذ العبرة ، كان على عبدالله صالح قبل ثلاث سنوات هو الحاكم الآمر في اليمن ، وخلال شهور تغيرت المعادلة السياسية ، بعد ذلك غيره من الناس كانوا يعتقدون أنهم المسيطرين على الوضع في اليمن في فترة معينة تغير المشهد وخرج بيت الأحمر وعلي محسن الأحمر وحزب الإصلاح الذي كانوا مسيطرين وجاء أناس آخرين ،سيتغير المشهد قريبا كان من المفترض على من يعتقد الآن أنه أحكم السيطرة على اليمن وأنه أصبح الآمر الناهي في اليمن أن يأخذ العبرة من السابقين... لا إن التاريخ يعلمنا أنه إذا لم نحسن التصرف فإن الخروج يكون سريعاَ.
-هل ترى إمكانية كبح طموحات الحوثي التي لا تنتهي ولن تنتهي في اليمن وقد تمتد الى بلاد أخرى؟
طبعا الحوثيين أو المشروع الإيراني بشكل واضح طموحاته كبيرة جدا في المنطقة وللأسف هذا الكلام معروف لكن العرب لا يتحركوا ،،لو سألت أي محلل سياسي أو أي سياسي في دول الخليج والسعودية على وجه التحديد سيقول لك مثل هذا الكلام لكن تقول لهم ماذا عملتم ؟! لاشيء.
ما هي إستراتيجيتكم حول المنطقة ؟! ماذا قدمتم ؟! ماذا ستقدمون لليمن وغير اليمن ضد هذا المد رغم أنكم انتم المستهدفين بالأساس ،،،أنتم المستهدفين ... إيران تنفق من ثرواتها الشيء الكثير في اليمن مقابل ماذا ؟مقابل أن اليمن مجاوره للمملكة هم يريدون أن يضروا بمصالح السعودية عبر اليمن لو لم نكن بجوار السعودية كنا سلمنا قليلاً من الأذى فيجب على دول الخليج أن تتعاون مع الشعب اليمني وللأسف الشديد عندما تتعامل السعودية ودول الخليج مع اليمن فهي تتعامل مع زعماء مشايخ ومع بعض الجهات وتعتقد أنها عندما تخلق لها جيش من العملاء داخل اليمن بأنها قد ربما حققت نصر وأثبتت الأيام أنهم لم يقدموا شيء ولن يقدموا شيء في المستقبل ،، لكن عندما تتعامل مع الشعب اليمني وتعمل من أجل مصلحة الشعب اليمني ، عندما يكون وجودها وجود إيجابي سواء اقتصاديا أو سياسيا أو أمنياً حينها ستقدم شيء لسياستها ولليمن .
أما عن كبح جماح الحوثي ... فسيحدث ذلك عندما يدرك أبناء الشعب اليمني وهم كُثر أن هذا المشروع ليس في مصلحتهم ستجد أن المعادلة ستختلف داخل اليمن وأؤكد لك ذلك وسجل هذا الكلام على مسئوليتي في هذا اللقاء وإن شاء الله إذا أراد الله لنا لقاء في المستقبل أن نلتقي والمعادلة قد تغيرت في اليمن ، لن يستمر الوضع بهذا الشكل في اليمن ،،لن يستمر لأن هناك سخط شعبي عارم داخل اليمن وعدم رضا بما يحصل الآن نتيجة حسابات أخرى عندما تتغير المصالح ستجد الوضع وضع أخر .
-ظهرت حركات طلابية شبابية مناوئة للحوثي ، كيف تقيم هذه التجربة ؟
نعم لقد تم تشكيل حركة اسمها حركة رفض في تعز وفي صنعاء وخرجوا في مظاهرات كبيرة وإنا أقول لك واذكر هذا الكلام ..لو أرادت الأحزاب السياسية وعلى وجه التحديد المؤتمر الشعبي العام والإصلاح خروج الحوثي من المحافظات سيخرجوه سلماً، ستخرج مظاهرات عارمة لا يستطيع أي ديكتاتور الوقوف أمامها ستخرج اليمن بالملايين وأنا أذكركم قد ربما سيأتي هذا اليوم ستخرج الناس بالملايين في الشوارع لم يستطع علي عبدالله صالح الصمود أمام خروج الناس ، لو تم الخروج سيخرج الشعب اليمني بنسبة هائلة ولن يستطيعوا الوقوف أمام الجماهير لا بدباباتهم ولا أسلحتهم ولا حتى بقسوتهم لن يستطيعوا، وأنا أرى أن هذا اليوم قريب، لأن هناك شواهد على الأرض وأخطاء بالجملة يوميا ترتكب هناك تفجير للبيوت هناك سفك للدماء هناك تفجير حتى لبيوت الله هناك أشياء خلقت لدى العامة تذمر وأصبح لدى الناس قناعة أنه لا يمكن السكوت على مثل هذا ، ولن تصمد البندقية أمام الزحف الجماهيري حتى لو كانت لديهم أسلحة ونحن نعرف أن لديهم أسلحه نهبوها من الجيش اليمني لكن لن يستطيعوا أن يقاوموا 25مليون.
- لماذا لم تنضم أحزاب سياسية لحركة رفض؟
للأسف الشديد الأحزاب لديها حسابات أخرى لو خرجت الأحزاب لتغير المشهد مثلا حزب الإصلاح لو خرج لخرج بالمليون في صنعاء فقط وحزب المؤتمر الشعبي يخرج بما يوازيه وربما أكثر منه...لو اتفقوا أن الوضع غير مقبول وخرجوا فستجد الناس كلها في الشارع
فحركة رفض الآن هي عبارة عن مجموعة من الشباب المستقلين وأنت تعرف أن الأحزاب هي الأكثر تنظيماً لو أراد أي حزب من الأحزاب وخاصة الحزبين الكبيرين المؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح تنظيم مظاهرة في خلال 24ساعة تجدهم بالمليون في الشارع ولو اجتمع هذين الحزبين فستجد اليمن كلها في الشارع.
- لو عرجنا على الجانب الاقتصادي ، لأول مرة في تاريخ اليمن نصل الى 10 يناير ولم تقر موازنة الدولة ما مصير الاقتصاد اليمني في ظل هذه التطورات؟
الوضع الاقتصادي معقد بشكل كبير هناك خبراء اقتصاديين في اليمن يؤكدوا على أن الأيام القادمة أسوأ وربما لا تستطيع الحكومة تسديد مرتبات الموظفين وإذا حصل مثل هذا فستصل الدولة إلى حالة إفلاس وستكون هناك تداعيات أمنية وتداعيات سياسية لأن هناك من يفجر أنابيب النفط في مأرب وهناك هبوط عاملي لأسعار المشتقات النفطية وهناك إحجام من دول الخليج عن مساعدة اليمن اقتصاديا حتى المساعدات المقرة من قبل بعض دول الخليج وهي مساعدة شحيحة الآن أعلنت توقفها بسبب تدخل الحوثي في اليمن , يعني كل هذه العوامل هذه ستؤدي إلى نتيجة واحدة ، إفلاس الخزينة اليمنية وحينها لا يمكن توقع ما سيحدث نسال الله السلامة لليمن.
- كيف تنظر الى التقارب اليمني الإيراني وهل سيؤثر ذلك على علاقة اليمن بدول الخليج ؟
لا يوجد تقارب يمني إيراني , لو كنت تقصد التقارب الرسمي لا يوجد هناك تقارب رسمي , نحن كنا نتمنى أن يكون هناك سياسة رسمية متوازنة مع إيران , إيران دولة كبيرة , دولة شقيقة , نقول عنها شقيقة لكن الممارسات على أرض الواقع لا توحي بالأخوة الإسلامية الحقيقية التي نعرفها لكن هي دولة كبيرة في المنطقة نتعامل معها على أساس أنها دولة كبيرة ’ لا نستطيع أن نلغي دولة إيران , ولا تستطيع إيران أيضا أن تلغي العالم العربي لأن العرب أصلهم راسخ في التاريخ منذ آلاف السنين, لم تستطع دولة فارس أن تلغي العرب قديما ولم يستطع العرب أن يلغو فارس , ولكن بالتالي علينا أن نتعامل على أننا موجودين في هذه المنطقة لنتعايش ، على إيران أن تتعامل مع اليمن كدولة لا تتعامل معها كفصيل تابع , على إيران أن تتعامل مع العالم العربي ومع اليمن بلغة المصالح , بلغة العلاقات الإسلامية , لا تفرض مذهبها على العالم العربي والإسلامي , أنا كنت في مقابلة قبل أيام مع قناة السي بي سي المصرية وقلت أنه للأسف الشديد الم نستفد من إيران ، لم نستفد من خبرة إيران لا في مجال التكنولوجيا ولا في مجال الطاقة الذرية ، بل حتى لم نأكل من خيرات إيران لا أكلنا الفستق الإيراني ولا الكافيار , للأسف الشديد لم نجد من إيران إلا طائفية وتصدير مذهب غريب علينا ، تصدير المشاكل والفتن الطائفية , تصرف أموال كبيرة جداً من أجل إثارة النعرات.
- يرى البعض أن ثمة تعاون إيراني أمريكي لدعم الحوثي في اليمن ما رأيكم في هذه الأطروحة ؟
كثير من الناس قد يعتبرها أنها بعيدة خاصة عندما يسمع الشعارات عن الموت لأمريكا والموت لإسرائيل الشعارات الإيرانية اليمنية والخطاب الإعلامي عن العداء لأمريكا، لكن تجد في الواقع شواهد كثيرة تقول أن هناك تعاون ليس رضا فحسب تعاون عسكري مابين الإيرانيين والأمريكيين والدليل ما حدث في محافظة البيضاء من حروب ضد القاعدة على الأرض من قبل الحوثيين ومن السماء من قبل الأمريكيين بالطائرات بدون طيار في وقت معين بخطة مشتركة ..بمعنى أن أنصار القاعدة عندما يفروا من أرض المعركة مثلاً أو يحاولوا يتمترسوا في أماكن أخرى تجد الطائرات بدون طيار تقصفهم هذا تعاون واضح للعيان لا يستطيع أن ينكره أحد لأن هناك ضحايا على الأرض وهناك وقائع وشواهد على الأرض أن هناك تعاون أمريكي إيراني كبير وبالتالي للأسف الشديد كل هذه التعاون والترتيبات قد ربما تتم لترتيبات في المستقبل على حساب اليمن وعلى حساب الوطن العربي ، لو كان هناك مشروع عربي وتفاهمات عربية وفي اتفاق عربي وهناك عمل عربي مشترك على الواقع لكان هناك رادع ،، لكن مع الأسف سئمنا من الكلام والكلام فقط عن الأمن العربي والأمن القومي العربي والمصالح العربية ونجد الجميع يعمل ضد الأمن القومي العربي .
- معالي النائب رسالة أخيرة تريد أن ترسلها عبر موقعنا ؟
الرسالة هي لإخواننا في دول الخليج وخاصة السعودية وأقول لهم إذا تركتم اليمن بهذا الشكل مسرح للعبث الإيراني فستجدوا كثير من المشاكل في المستقبل وستندمون حيث لا ينفع الندم ، لا تتركوا اليمن لقمة سائغة لإيران ، يجب عليكم أن تنقذوا اليمن من الوضع الذي فيه.
وأوضح جباري في حوار مطول أجراه موقع "مندب برس"، ونعيد نشره في موقع "يمن برس"، أن جماعة الحوثي تمكنت من الدخول إلى صنعاء وإلى عدة محافظات نتيجة مماحكات سياسية، وتواطؤ من قبل القيادة السياسية، وكذا الأطراف والقوى التي خرجت من الحكم خلال 2011.
وأكد بأن الوضع في اليمن معقد للغاية، مشيرا إلى أن هناك من استغل اتفاق السلم والشراكة بشكل سيء، وبصورة بشعة، حيث تم تنفيذ ما يخص الطرف المنتصر، وما يصب في مصلحته، في إشارة إلى جماعة الحوثي.
وفيما يلي يجيب النائب عبد العزيز جباري عن كثير من التساؤلات حول الوضع، والمآلات المتوقعة، وقضايا أخرى، فإلى نص الحوار:
- كيف تقيمون الوضع في اليمن في ضوء المعطيات والمتغيرات الحالية ؟
شكرا جزيلا,, بداية أنا سعيد أن أكون معكم، في الحقيقة اليمن يمر بأزمة كبيرة جدا والوضع معقد في اليمن بشكل كبير، ويحتاج إلى تعاون الأشقاء والأصدقاء من أجل الخروج من هذا الوضع، هناك تعقيدات كبيرة على كثير من المستويات، في المجال الأمني، والمجال السياسي، والمجال الاقتصادي، الوضع لا يرضي أحداً، لا يرضي أبناء اليمن كيمنيين، كما أنه لا يرضى الإخوة العرب أن يظلوا ينظرون إلى اليمن يتخبط في قضاياه ولا يستطيع الخروج من هذا الوضع، فاليمن وضعه وضع لا يسر أحد.
- يصف الحوثيون أحداث 21 سبتمبر الماضي بالثورة، في حين يصف الشباب تلك الأحداث بالثورة المضادة، كيف تقيمون ما حدث ؟
الحقيقة أغلب الشعب اليمني يعتبر ما حدث في 21سبتمبرثورة مضادة ويوم أسود في تاريخ الشعب اليمني لعدة اعتبارات، الاعتبار الأول..أنه وقف حجر عثرة أمام طموحات الشعب اليمني، وخاصة الشباب الذي عقد أمال كبيرة على التغيير الإيجابي، وما حدث هو أن فصيل معين ينتمي، للأسف الشديد، إلى طائفة معينة ممول من جهة إقليمية معينة قامت بهذه الحركة، أما الثورة، فمفهومها كبير جداً.. الثورة أن تكون لها قاعدة شعبية موجودة، أن تكون للثورة أهداف ومبادئ وقيم نبيلة تؤمن بها وتحاول أن ترسخها في أرض الواقع، وأن تعمل من أجل هذه القيم ومن أجل هذه الأهداف، أما ما حدث للأسف الشديد فهو فرض الرأي بالقوة واستخدام السلاح من أجل السيطرة على العاصمة صنعاء وكثير من المحافظات، ولذا لا أنا ولا كثير من السياسيين ولا أغلب الشعب اليمني يعتبرها ثورة، بل يعتبرها انتكاسة إلى الخلف، ورجوع ربما إلى عقود وقرون غابرة مضت.
- جميع القوى السياسية تطالب بتنفيذ اتفاق السلم والشراكة لكن على الأرض ليس هناك أي مؤشرات إيجابية على أرض الواقع توحي بتطبيق عملي لهذه الشراكة فما تفسيرك لهذا الأمر ؟
اتفاق السلم والشراكة تمت صياغته والتوقيع عليه أثناء اجتياح صنعاء، وكثير من القوى السياسية وقعت على هذا الاتفاق ومنها حزبنا، (العدالة والبناء )، وقعنا على الاتفاق بهدف الخروج من الوضع المتأزم والحرب التي كانت دائرة، وكان عندنا أمل وكل القوى السياسية على أن هذا الاتفاق يفضي إلى تنفيذه من أجل الحفاظ على مصالح اليمن وأمنه واستقراره، ولكن للأسف الشديد تم استغلاله بصورة سيئة وبصورة بشعة، تم تنفيذ ما هو للطرف الأخر، الطرف المنتصر، أما بقية البنود وما تم الاتفاق عليه، فلا، ومفهومنا أيضاً للشراكة، ومفهوم القوى السياسية للشراكة، أن تشارك كل القوى السياسية في إدارة الشأن العام، لكن المفهوم للمليشيات والقوى المسيطرة على أرض الواقع، كما أنها تعني بسط نفوذهم على كل مفاصل الدولة.
- معالي النائب هل تعتقد أن جماعة الحوثي قادرة على إدارة المرحلة خصوصاً بالطريقة التي اعتمدتها منذ دخولها صنعاء ؟
جماعة الحوثي استطاعت الوصول الى العاصمة صنعاء وإلى كثير من المحافظات لظروف معينة وخاصة، نتيجة مماحكات سياسية، وحسابات خاطئة من قبل القيادة السياسية، كما أنه كان هناك تواطؤ من قبل القيادة السياسية ومن قبل قوى سياسية خرجت من الحكم عام 2011م، وبالتالي أُتيح المجال للحوثي للوصول إلى العاصمة صنعاء والى كثير من المحافظات.
لولا التواطؤ الذي حصل والرضا، ولولا المماحكات السياسية لما وصل إلى أطراف العاصمة صنعاء، وبالتالي عندما تزول هذه الأسباب، عندما يبدأ اليمنيين يفكروا التفكير الإيجابي، التفكير الصحيح، التفكير بمصلحة اليمن بعيداً عن المصالح الحزبية، والمصالح الأسرية، أو المصالح الشخصية، عندها سيجد الحوثي نفسه في وضع يرثى له، ولن تستمر هذه الحالة، وأنا أؤكد أن الحالة اليمنية الآن بوجود الحوثي المدعوم من قبل إيران لا يمكن أن تستمر، لأن هناك الآن سخط شعبي عارم من قبل أبناء الشعب اليمني الذي كان صابر لدخول الحوثي، كانت هناك اعتبارات، كان هناك من يرى وجوب إخراج بيت الأحمر من المشهد لأنه ومن خلال إخراجهم من المشهد السياسي، والسيطرة على كثير من المواقع في اليمن، ستنفرج الأمور، وسيعود الخير على الشعب اليمني، لكن للأسف ما حدث أن هؤلاء كانوا ربما أسوء ممن سبقوهم، وبالتالي حتى القوى السياسية التي كانت تعتبر في يوم من الأيام أن وجود الحوثيين يشكل لها مصلحة لأنه قد ربما تحقق مكاسب سياسية بوجود الحوثيين، الآن بدأت تفكر تفكير أخر، لذلك أقول أن الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت ، وأتمنى أن لا يحدث في بلادي مزيداً من إزهاق الأرواح، ومزيداً من تدمير مؤسسات الدولة، ومزيداً من استنزاف القوات المسلحة والأمن، لأن كل هذه المؤسسات ملك للشعب اليمني، نتمنى أن جماعة الحوثي تعي أن ما تريده وما تطالب به أكثر من وزنها بكثير جدا، وبالتالي ستكون المعادلة مختلة.
-أين مجلس النواب مما يحدث كونه المؤسسة الشرعية الأهم في البلاد، ولماذا كان غائبا عن ما يجري في الساحة في الفترة الماضية ؟
لو تعرف تركيبة مجلس النواب اليمني ستجد أن نسبة 80℅ من المجلس ينتمون إلى المؤتمر الشعبي العام برئاسة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، في حين أنه كان هناك نوع من التعاون بين الرئيس السابق علي عبدالله صالح والمؤتمر الشعبي العام ، بل يرى البعض أنه تحالف مع جماعة الحوثي، وبالتالي فنسبة 80℅ من مجلس النواب راضي عن ما يدور، وبالتالي أصبح دوره دور مفقود، ولو كان تركيبة مجلس النواب غير التركيبة الحالية، أنا اعتقد أنه كان يستطيع أن يقوم بدور إيجابي، لكن تركيبة المجلس الحالية مختلفة، وعندما تتغير المعادلة السياسية ، سيبدأ المؤتمر الشعبي العام الذي يمثل 80℅ من مجلس النواب يفكر تفكير أخر، تفكير لمصلحة البلد ومصلحة الوطن، ستجد مجلس النواب له دور آخر غير الدور الحالي، وله موقف آخر غير الموقف الحاصل منه الآن.
- هل تؤيدون ما يطرحه البعض من أن دخول الحوثي لم يكن ليحدث لولا تنسيق وتعاون كامل مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح؟
بالتأكيد ..لولا التنسيق مع المؤتمر الشعبي العام وعلي عبدالله صالح على وجه التحديد، وأنا هنا أؤكد أيضا أنه كان هناك تنسيق مع قيادة البلاد، كل الشواهد تقول أن الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي كان له دور في دخول جماعة الحوثي إلى العاصمة صنعاء، لأن هناك شواهد على أرض الواقع تؤكد ما ذهب إليه كثير من المراقبين عندما يعلن وزير الدفاع اليمني أن الجيش اليمني على مسافة واحدة من كل الناس ولم يتدخل ماذا يعني هذا ؟، لا يوجد جيش في الدنيا يقف على مسافة واحدة من كل الأطراف وعاصمته تُجتاح من قبل مليشيات، عندما تجد وزير الدفاع اليمني غير متواجد في مقر وزارة الدفاع ولا مقر غرفة العمليات أثناء اجتياح صنعاء ماذا يعني هذا؟، عندما يقول الرئيس اليمني بعد سقوط العاصمة صنعاء، أن صنعاء لم تسقط ولن تسقط برغم وجود المليشيات في كل الشوارع وفي كل المؤسسات وفي كل الوزارات فماذا يعني هذا ؟، عندما لا يعلن أن جماعة الحوثي جماعة متمردة وجماعة ارتكبت مخالفة دستورية وأنها ارتكبت جريمة في حق الشعب اليمني من قبل رئاسة الدولة وتعتبره شريك ماذا يعني هذا ؟، كل الشواهد تدل أن هناك على الأقل رضا من قبل رئاسة الدولة لأهداف وحسابات سياسية أستطيع أقول أنها غير وطنية.
-كثير من المراقبين اعتبروا خطاب زعيم الحوثيين الأخير بمثابة نسف لمخرجات الحوار الوطني كونه أعلن فيه رفضه لخيار الستة أقاليم، ما تعليقكم على ذلك وما توقعاتكم لمستقبل الأقاليم وبقية توصيات مؤتمر الحوار في ظل رفض الحوثي لها ؟
مخرجات مؤتمر الحوار معروفة وتم الاتفاق عليها مع جميع القوى السياسية بما فيها جماعة الحوثي، وأي حديث الآن عن فرض رأي بقوة التواجد في اليمن هو مرفوض، لأننا تحاورنا من أجل الوصول الى مخرجات برضا الجميع، ولا يمكن لأي فصيل معين أن يفرض رأيه، عندما فصيل معين يرفض أي مخرج من المخرجات على حساب كل الجهات فهذا يعد نسفا لمخرجات الحوار الوطني، لذلك ما يطالب به الحوثي في تقديري له أهداف، حيث يسعى الحوثيون اليوم لتفصيل اليمن على مقاساتهم، لكن اليمن ليست قطعة قماش،، اليمن أرض وإنسان وجغرافيا وتاريخ،، لا يمكن أن تفصل اليمن على مقاسك .
- فيما سبق دعوتم إلى تشكيل مجلس عسكري لإدارة البلاد لحين إجراء انتخابات رئاسية هل لازلتم ترون ضرورة هذه الخطوة ؟
السبب في المطالبة بتشكيل مجلس عسكري هو وصول البلد إلى وضع صعب للغاية، وعجز رئيس الجمهورية عن اتخاذ قرارات تحفظ لليمن أمنه واستقراره، وتحفظ للمواطن اليمني كرامته، وكنا طالبنا داخل مجلس النواب، وهذه أول مرة تحدث أن يطالب برلماني بغير إجراءات ديمقراطية للوصول إلى الحكم، لكن ما دفعني للمطالبة بمثل هذه الخطوة أن الوضع أصبح معقد في اليمن، والقيادة السياسية مشلولة للأسف الشديد، وبالتالي هناك تجارب كثيرة في العالم عندما تحدث مثل هذه الهزات السياسية أو الأمنية، فإن الجيش يتدخل من أجل حفظ أمن وسلامة البلد حتى تأتي مرحلة قادمة فيها انتخابات، وتجرى الانتخابات في وضع هادئ وعندما تحصل أي قوى سياسية على الأغلبية من ثقة الشعب، تستطيع أن تحكم، لكن الآن، وفي ظل الوضع الذي نحن فيه، فنحن بحاجة إلى جهة لديها القدرة على حماية أمن واستقرار البلد، هذه الجهة في تقديري، وهي الجهة الوحيدة هي الجيش اليمني.
-ما هي المئالات المتوقع وصول البلاد إليها بناء على ما يجري حالياً؟
إذا لم ينتبه العقلاء، في حال لا يزال هنالك عقلاء في اليمن ،، إذا لم ينتبهوا خاصة من الأطراف المتصارعة، وأخص على وجه التحديد جماعة الحوثي، إذا لم ينتبهوا لتصرفاتهم وما يقومون به، فهناك خوف وخطورة من أن تكون حرب طائفية في اليمن، لأنه لا يصح أن فصيل معين يأتي، حسب ما يدعي، لمحاربة الإرهاب، لأن محاربة الإرهاب من اختصاص الدولة، ومن صلاحيات الدولة وواجباتها، وليس من واجب أي جهة معينه لأن ما يطرح الآن هو أن جماعة الحوثي تريد أن تحارب جماعة القاعدة، وهذا فيه خطورة كبيرة جداَ، وقد حذرنا في البداية ولازلنا نحذر، ونقول أن أي إنفراد بمحاربة الإرهاب من قبل فصيل معين، من قبل طائفة معينة، فإن هذا سيتيح مجال خصب للقاعدة، ويعطيها مشروعية للبقاء، وهناك تعاطف كبير من قبل كثير من الناس، ممن يعتبروا أن الحوثي يقوم بدور مشبوه لمصلحة غير مصلحة البلاد، وبالتالي أصبح للقاعدة وللتشدد في اليمن أرض خصبة ونمو حقيقي للأسف الشديد، أنا أؤكد على أن الدولة هي المعنية بمحاربة الإرهاب كلنا ندرك أن الإرهاب آفة تضر الشعب اليمني كله، وعدو الشعب اليمني كله، وعدو العالم العربي والإسلامي كله، لكن الدولة هي المعنية بمحاربة الإرهاب، وليس الجماعات، لأن الجماعات مثلما ذكرت، فيها خطورة وضرر أكثر من النفع، لأن لديها حسابات طائفية ومصالح، وليس هدفها كبح الإرهاب أو معالجة مشاكل الإرهاب، لكن الهدف أن تأتي بفكر أخر مثل الفكر الموجود .
- كيف تقييم موقف مؤسسة الرئاسة ممثله بالرئيس في هذه المرحلة ؟
أقولها وبكل أسف كان الشعب اليمني يعول كثيراً على قيادة البلاد، فلقد خرج الشعب اليمني أثناء الانتخابات بالملايين ليصوتوا برضاً ورغبة للخروج من وضع كان معقد، وصوّت سبعة ملايين يمني للرئيس عبدربه منصور هادي لأنه كان لديهم أمل أن الوضع سيتغير، وأن يكون عبدربه منصور هادي هو المنقذ، لكن للأسف الشديد خلال فترة ثلاث سنوات من قيادة هادي للبلاد، وأقولها وبكل مرارة وأنا من الشخصيات التي كانت متطرفة إلى جانب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي لاعتبارات وطنيه، حيث أنه كان من مصلحة البلد الوقوف إلى جانب الرئيس للخروج بالبلد إلى بر الأمان، لكن حصلت هناك نوع من الحسابات والتصرفات التي ما كنا نتوقعها، عندما وصل إلى سدة الحكم وفي ذهنه كيفية إطالة مدة بقائه، هنا تكون الكارثة وللأسف الشديد نحن كنا نتمنى أن نكون في اليمن استثناء للقاعدة العربية السائدة، ولكن يبدو أن هذه العادة العربية متجذرة في عقولنا كعرب، عندما نصل إلى أي موقع نفكر أن نبقى أطول فترة ممكنه، ولا نفكر ماذا نعمل ؟، وماذا ننجز من المهمة؟، لو فكر الرئيس عبدربه منصور هادي في إنجاز مهمة خلال مرحلة معينه بعيداً عن الحسابات الشخصية، أنا في تقديري أن أدائه سيكون غير الأداء الموجود الآن، لكن كان هناك تفكير من أجل تمديد الفترة الانتقالية، من أجل البقاء أطول فترة ممكنة، حسابات غير الحسابات التي كنا نتوقعها، ولهذا كان أدائه غير الأداء المطلوب، نسأل من الله أن نخرج بأقل الخسائر، ونسأل من الله أن ينتبه الرئيس هادي في الفترة الأخيرة، وأن يفكر كيف سيكتب التأريخ عن فترة حكم عبد ربه منصور هادي، لأنه لو فكر أي رئيس أو مسئول في اليمن بالذات بتفكير أخر سيجد نفسه في مزبلة التاريخ ولن ينفع الندم فيما بعد، وليتعظ في من سبقوه، أنا في تقديري لو كنت مكان عبدربه منصور هادي، كنت سأبحث عن حلول عاجلة، قد ربما أسلم زمام الأمور لقيادة أخرى برضاي على سبيل المثال، لو كان الأمر بيدي قد ربما أدعو الجيش لاستلام السلطة وإدارة مرحلة معينة، لأن كثير من أبناء الشعب اليمني سأقولها لك بكل صراحة وكل مرارة، أصبح يرى في وجود عبد ربه منصور هادي مشكلة وليس حل، وهذه هي الكارثة.
-برأي سيادتكم من المستفيد من التفجيرات التي تشهدها اليمن في الفترة الأخيرة ؟
المستفيد عدة جهات للأسف الشديد أولاً جماعات العنف، المليشيات المسلحة التي لا تؤمن بالعمل السياسي السلمي، وجهات معينة ترى أن ما يحدث الآن يجعل المواطن يفكر بما كان في السابق، وأن نتيجة ما يحدث الآن ستكون لصالح ما مضى، وهناك عدة جهات للأسف الشديد مستفيدة من تلك الأحداث، لكن أنا لا أستطيع أن أحدد من الجاني أو من مرتكب الخطأ، لكن أنا في تقديري نحن في العالم العربي والعالم الإسلامي واليمن على وجه التحديد للأسف الشديد، نحمل الإسلام ما لا يحتمل، نستخدم الدين من أجل أهداف سياسية، نستغل الدين ونستغل القرآن ونستغل القرابة بالنبي ونستغل كل ما يمت بصلة للدين لأهداف غير دينية، ولأهداف غير نبيلة، وغير شريفة، ونستغلها من أجل تحقيق مصالح سياسية، الإسلام بريء كل البراءة مما يجري في العالم العربي والإسلامي واليمن على وجه التحديد، نحن أسأنا للإسلام، أقصد الجماعات الإسلامية أساءت للإسلام أكثر مما أفادته، إذ كيف نجد أن هناك من ينادي بإسم الإسلام ويقتل الناس، ويزهق أرواحهم، ويدمر بيوت الله، ويقطع الطريق، ويدمر المؤسسات، هذا ليس له علاقة بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد.
كونك عضو في لجنة المصالحة التي زارت مأرب الشهر الماضي كيف ترون مستقبل المحافظة ؟ وهل تتوقعون مقاومتها للتمدد الحوثي أم أنها ليست استثناءً برأيك ؟
أنا متابع لما يحدث في مأرب، ولكنه مؤسف جداً أن يزج بالجيش في مأرب، وقد التقينا في مأرب بكل القبائل، وهي جميعها مستعدة لأن تتعاون مع الدولة، وملتزمة بأن تتعاون في ملاحقة أي مخرب، لكنها تطالب بوجود الدولة، بينما رئاسة الدولة تريد أن تسيطر المليشيات.
ما يحدث في اليمن شيء غريب، تجد أبناء القبائل القاطنين في الصحراء الذين يعيشون حياة البدو يطالبون بأن تكون هناك دولة، ويؤكدون تعاونهم معها، وهم مع أن يكون للدولة دور كبير في مأرب، بينما هناك جهات تريد أن تسلم مأرب لجماعات مسلحة، وهذه هي الكارثة.
أنا أتوقع أن يحدث في مأرب خراب كبير جداً، لأن مأرب كما تعلم أخي الكريم فيها 80℅ من نفط اليمن الشحيح أصلاً، والمحطات الكهربائية الغازية في مأرب ، وأنابيب الغاز في مأرب ، والغاز الطبيعي للإستخدام المنزلي في مأرب ، الغاز المسال للتصدير في مأرب، ذلك عند حدوث أي مشاكل في مأرب أنا أتوقع أن كل هذه المنشآت ستتضرر، وسيعود الخراب والدمار على الشعب اليمني، وللأسف الشديد وفي وقتها لن ينفع الندم وستتجه البلاد إلى مزيد من المشاكل، خصوصاً مع تلاشي العقلاء في اليمن .
- هل ترى أن الوثيقة الموقعة مع القبائل في مأرب هل لا تزال سارية المفعول أم أنها انتهت ؟
لازالت سارية المفعول،، الوثيقة هي وثيقة صالحة لكل زمان ومكان تؤكد على التزام أبناء القبائل على محاربة المخربين وملاحقتهم وتعاونهم مع الدولة، هذه الوثيقة هي وثيقة ضمانة للناس وللدولة، وليس لأبناء مأرب أي التزامات على الدولة مقابل هذا، هناك شكوى من أن قبائل مأرب لا تتعاون مع الدولة، لكننا ألزمناهم بهذه الإتفاقية، والتي تنص على أنه في حالة حدوث أي تخريب، وهرب المخرب إلى أي قبيلة، فعلى القبيلة تسليمه للجهة الرسمية، وقد التزموا ووقعوا، وهم من كبار شخصيات مأرب أصل العروبة، مأرب أصل التاريخ، لو تجلس مع بدوي في مأرب كأنك تجلس مع شخص يحمل عدة شهادات دكتوراه بما لديه من المعرفة والقدرة والوعي السياسي، هل تعلم أن البدو في مأرب لديهم وعي وفهم لما يدور؟، ومعرفة بكل ما يدور أكثر من صنعاء وحتى في جامعة صنعاء، أقسم بالله العظيم أني زرتهم وشعرت أننا يجب أن نتعلم منهم ،على الفطرة عرب ناس فاهمين ما يدور وعندهم قيم وتراث وتاريخ سبعة ألف من التاريخ وأكثر، ولذا أهل مأرب مستعدين للتعاون، وقالوها بصريح العبارة ،، نحن مستعدين للتعاون مع الدولة/ لكن أن تأتي جهات غير الدولة من أجل السيطرة علينا ومن أجل اضطهادنا لأجل فرض رأيها بالقوة علينا، فإنا لن نقبلها حتى لو دفعنا حياتنا في ذلك.
- ماذا عن تعز ،،ذكرتم في مقابلة سابقة مع قناة العربية أن اتفاق بين السلطة الحالية والسلطة السابقة وبعض الجهات الإقليمية سمحت لتمدد الحوثي ليصل الى تعز ويسيطر على باب المندب على أي أساس بنيتم هذه الفرضية؟
ما يدور على أرض الواقع ينبئ بذلك هناك مثل ما ذكرت لك سيطرة الحوثي على اليمن ليس بقوة الحوثي ,, بكل تأكيد ,, لم تطلق رصاصة واحدة بمحافظة ذمار وعدد سكانها مليون ونصف, في ذمار معسكرات للأمن المركزي , للحرس الجمهوري ’ للشرطة العسكرية ,للنجدة, في ذمار دبابات ومصفحات , لم ينقص ذمار إلا الطائرات, لم تقاوم , , لم تطلق رصاصة واحدة أو حصلت مقاومة بسيطة جداً في محافظة الحديدة التي عدد سكانها ثلاثة مليون نسمة ، ماذا يعني هذا ؟
يعني أن هناك توجيهات رئاسية لكل هذه الجهات بعدم التعامل مع الحوثي بالقوة وترك المجال لهم , هناك تواطؤ من قبل الدولة ممثلة برئاسة الجمهورية .
الأمر الثاني أن هناك تنسيق ما بين الرئيس السابق وجماعة الحوثي , كل هذا سمح بالتمدد لجماعة الحوثي بكثير من المحافظات , وهناك تنسيق على أساس من أجل الدخول إلى تعز , و الوصول الى تعز معناه الوصول إلى باب المندب , معناه السيطرة على ما كان يسمى الجمهورية العربية اليمنية سابقا, مما يوحي أن هناك اتفاق داخلي وأيضا اتفاق إقليمي على أن السيطرة تتم في مناطق الشمال مع ترك مناطق الجنوب , لا ندري ماذا يخبئ المستقبل , ولا ندري ما هي الترتيبات الإقليمية والدولية لليمن للأسف الشديد.
- كيف ترون زيارة وفد من حزب الإصلاح لصعده ولقائهم بعبد الملك الحوثي وكذا زيارة أمين عام الحزب للحوثي ضمن الوفد الرئاسي؟
حزب الإصلاح في اليمن معروف أنه حزب يضم بين أعضائه الكثير من الأخوان المسلمين، إن لم نقل أن الأغلبية منهم، في تقديري أن الإصلاح كان مهدد من كثير من الجهات ومخطط له أن يدخل في حرب مع الحوثيين كان هناك حسب ما لدينا من بعض المعلومات وحسب بعض الشواهد من أرض الواقع أن المخطط كان بان تقع حرب بين الحوثيين والإصلاح باعتبار أنهم جماعات إسلامية برؤى مختلفة ويتناحروا فيما بينهم ليخلو الجو لجماعات أخرى بمعنى لأحزاب أخرى ، لكن يبدو أن حزب الإصلاح كان لديه من الإستيعاب والذكاء إلى حد كبير وفضل الإنسحاب من ارض المعركة وترك المعركة للحكومة وقال ليس أنا لست الجهة المعنية بمقاتلة الحوثيين ، هذه الخطوة ربما غيرت من المشهد كثيراً و غيرت ما كان مرتب له في تحويل صنعاء إلى أرض معركة مفتوحة.
الإصلاح حاول أن يتجنب وأن يخرج من هذا الشرك الذي كان معمول له من أجل الوقوع فيه ، الآن عندما يذهب الأمين العام لحزب الإصلاح الى صعده كثير من الإصلاحيين متذمرين لكن هناك كثير يعتبروها خطوة تدل أن فيها حنكة سياسية وأن الإصلاح ليس لديه الرغبة في إقصاء أحد وأنه مستعد أن يذهب حتى إلى بيوتهم من أجل التفاهم وأنه أكثر إيجابية من الآخرين .. هي خطوة محسوبة للإصلاح على المدى القريب والبعيد بأنه بادر وذهب رغم الجراح ورغم ما يحصل لمقراته ورغم ما يحصل لكثير من قياداته ومع هذا يذهب إلى زعيم الحركة الحوثية ويمد يده بأنه مستعد للتفاهم
سيذكر التاريخ على أن الإصلاحيين مدو أيديهم لكن الطرف الأخر كان متغير والأيام دول ...نحن عندنا في اليمن للأسف الشديد لا نأخذ العبرة ، كان على عبدالله صالح قبل ثلاث سنوات هو الحاكم الآمر في اليمن ، وخلال شهور تغيرت المعادلة السياسية ، بعد ذلك غيره من الناس كانوا يعتقدون أنهم المسيطرين على الوضع في اليمن في فترة معينة تغير المشهد وخرج بيت الأحمر وعلي محسن الأحمر وحزب الإصلاح الذي كانوا مسيطرين وجاء أناس آخرين ،سيتغير المشهد قريبا كان من المفترض على من يعتقد الآن أنه أحكم السيطرة على اليمن وأنه أصبح الآمر الناهي في اليمن أن يأخذ العبرة من السابقين... لا إن التاريخ يعلمنا أنه إذا لم نحسن التصرف فإن الخروج يكون سريعاَ.
-هل ترى إمكانية كبح طموحات الحوثي التي لا تنتهي ولن تنتهي في اليمن وقد تمتد الى بلاد أخرى؟
طبعا الحوثيين أو المشروع الإيراني بشكل واضح طموحاته كبيرة جدا في المنطقة وللأسف هذا الكلام معروف لكن العرب لا يتحركوا ،،لو سألت أي محلل سياسي أو أي سياسي في دول الخليج والسعودية على وجه التحديد سيقول لك مثل هذا الكلام لكن تقول لهم ماذا عملتم ؟! لاشيء.
ما هي إستراتيجيتكم حول المنطقة ؟! ماذا قدمتم ؟! ماذا ستقدمون لليمن وغير اليمن ضد هذا المد رغم أنكم انتم المستهدفين بالأساس ،،،أنتم المستهدفين ... إيران تنفق من ثرواتها الشيء الكثير في اليمن مقابل ماذا ؟مقابل أن اليمن مجاوره للمملكة هم يريدون أن يضروا بمصالح السعودية عبر اليمن لو لم نكن بجوار السعودية كنا سلمنا قليلاً من الأذى فيجب على دول الخليج أن تتعاون مع الشعب اليمني وللأسف الشديد عندما تتعامل السعودية ودول الخليج مع اليمن فهي تتعامل مع زعماء مشايخ ومع بعض الجهات وتعتقد أنها عندما تخلق لها جيش من العملاء داخل اليمن بأنها قد ربما حققت نصر وأثبتت الأيام أنهم لم يقدموا شيء ولن يقدموا شيء في المستقبل ،، لكن عندما تتعامل مع الشعب اليمني وتعمل من أجل مصلحة الشعب اليمني ، عندما يكون وجودها وجود إيجابي سواء اقتصاديا أو سياسيا أو أمنياً حينها ستقدم شيء لسياستها ولليمن .
أما عن كبح جماح الحوثي ... فسيحدث ذلك عندما يدرك أبناء الشعب اليمني وهم كُثر أن هذا المشروع ليس في مصلحتهم ستجد أن المعادلة ستختلف داخل اليمن وأؤكد لك ذلك وسجل هذا الكلام على مسئوليتي في هذا اللقاء وإن شاء الله إذا أراد الله لنا لقاء في المستقبل أن نلتقي والمعادلة قد تغيرت في اليمن ، لن يستمر الوضع بهذا الشكل في اليمن ،،لن يستمر لأن هناك سخط شعبي عارم داخل اليمن وعدم رضا بما يحصل الآن نتيجة حسابات أخرى عندما تتغير المصالح ستجد الوضع وضع أخر .
-ظهرت حركات طلابية شبابية مناوئة للحوثي ، كيف تقيم هذه التجربة ؟
نعم لقد تم تشكيل حركة اسمها حركة رفض في تعز وفي صنعاء وخرجوا في مظاهرات كبيرة وإنا أقول لك واذكر هذا الكلام ..لو أرادت الأحزاب السياسية وعلى وجه التحديد المؤتمر الشعبي العام والإصلاح خروج الحوثي من المحافظات سيخرجوه سلماً، ستخرج مظاهرات عارمة لا يستطيع أي ديكتاتور الوقوف أمامها ستخرج اليمن بالملايين وأنا أذكركم قد ربما سيأتي هذا اليوم ستخرج الناس بالملايين في الشوارع لم يستطع علي عبدالله صالح الصمود أمام خروج الناس ، لو تم الخروج سيخرج الشعب اليمني بنسبة هائلة ولن يستطيعوا الوقوف أمام الجماهير لا بدباباتهم ولا أسلحتهم ولا حتى بقسوتهم لن يستطيعوا، وأنا أرى أن هذا اليوم قريب، لأن هناك شواهد على الأرض وأخطاء بالجملة يوميا ترتكب هناك تفجير للبيوت هناك سفك للدماء هناك تفجير حتى لبيوت الله هناك أشياء خلقت لدى العامة تذمر وأصبح لدى الناس قناعة أنه لا يمكن السكوت على مثل هذا ، ولن تصمد البندقية أمام الزحف الجماهيري حتى لو كانت لديهم أسلحة ونحن نعرف أن لديهم أسلحه نهبوها من الجيش اليمني لكن لن يستطيعوا أن يقاوموا 25مليون.
- لماذا لم تنضم أحزاب سياسية لحركة رفض؟
للأسف الشديد الأحزاب لديها حسابات أخرى لو خرجت الأحزاب لتغير المشهد مثلا حزب الإصلاح لو خرج لخرج بالمليون في صنعاء فقط وحزب المؤتمر الشعبي يخرج بما يوازيه وربما أكثر منه...لو اتفقوا أن الوضع غير مقبول وخرجوا فستجد الناس كلها في الشارع
فحركة رفض الآن هي عبارة عن مجموعة من الشباب المستقلين وأنت تعرف أن الأحزاب هي الأكثر تنظيماً لو أراد أي حزب من الأحزاب وخاصة الحزبين الكبيرين المؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح تنظيم مظاهرة في خلال 24ساعة تجدهم بالمليون في الشارع ولو اجتمع هذين الحزبين فستجد اليمن كلها في الشارع.
- لو عرجنا على الجانب الاقتصادي ، لأول مرة في تاريخ اليمن نصل الى 10 يناير ولم تقر موازنة الدولة ما مصير الاقتصاد اليمني في ظل هذه التطورات؟
الوضع الاقتصادي معقد بشكل كبير هناك خبراء اقتصاديين في اليمن يؤكدوا على أن الأيام القادمة أسوأ وربما لا تستطيع الحكومة تسديد مرتبات الموظفين وإذا حصل مثل هذا فستصل الدولة إلى حالة إفلاس وستكون هناك تداعيات أمنية وتداعيات سياسية لأن هناك من يفجر أنابيب النفط في مأرب وهناك هبوط عاملي لأسعار المشتقات النفطية وهناك إحجام من دول الخليج عن مساعدة اليمن اقتصاديا حتى المساعدات المقرة من قبل بعض دول الخليج وهي مساعدة شحيحة الآن أعلنت توقفها بسبب تدخل الحوثي في اليمن , يعني كل هذه العوامل هذه ستؤدي إلى نتيجة واحدة ، إفلاس الخزينة اليمنية وحينها لا يمكن توقع ما سيحدث نسال الله السلامة لليمن.
- كيف تنظر الى التقارب اليمني الإيراني وهل سيؤثر ذلك على علاقة اليمن بدول الخليج ؟
لا يوجد تقارب يمني إيراني , لو كنت تقصد التقارب الرسمي لا يوجد هناك تقارب رسمي , نحن كنا نتمنى أن يكون هناك سياسة رسمية متوازنة مع إيران , إيران دولة كبيرة , دولة شقيقة , نقول عنها شقيقة لكن الممارسات على أرض الواقع لا توحي بالأخوة الإسلامية الحقيقية التي نعرفها لكن هي دولة كبيرة في المنطقة نتعامل معها على أساس أنها دولة كبيرة ’ لا نستطيع أن نلغي دولة إيران , ولا تستطيع إيران أيضا أن تلغي العالم العربي لأن العرب أصلهم راسخ في التاريخ منذ آلاف السنين, لم تستطع دولة فارس أن تلغي العرب قديما ولم يستطع العرب أن يلغو فارس , ولكن بالتالي علينا أن نتعامل على أننا موجودين في هذه المنطقة لنتعايش ، على إيران أن تتعامل مع اليمن كدولة لا تتعامل معها كفصيل تابع , على إيران أن تتعامل مع العالم العربي ومع اليمن بلغة المصالح , بلغة العلاقات الإسلامية , لا تفرض مذهبها على العالم العربي والإسلامي , أنا كنت في مقابلة قبل أيام مع قناة السي بي سي المصرية وقلت أنه للأسف الشديد الم نستفد من إيران ، لم نستفد من خبرة إيران لا في مجال التكنولوجيا ولا في مجال الطاقة الذرية ، بل حتى لم نأكل من خيرات إيران لا أكلنا الفستق الإيراني ولا الكافيار , للأسف الشديد لم نجد من إيران إلا طائفية وتصدير مذهب غريب علينا ، تصدير المشاكل والفتن الطائفية , تصرف أموال كبيرة جداً من أجل إثارة النعرات.
- يرى البعض أن ثمة تعاون إيراني أمريكي لدعم الحوثي في اليمن ما رأيكم في هذه الأطروحة ؟
كثير من الناس قد يعتبرها أنها بعيدة خاصة عندما يسمع الشعارات عن الموت لأمريكا والموت لإسرائيل الشعارات الإيرانية اليمنية والخطاب الإعلامي عن العداء لأمريكا، لكن تجد في الواقع شواهد كثيرة تقول أن هناك تعاون ليس رضا فحسب تعاون عسكري مابين الإيرانيين والأمريكيين والدليل ما حدث في محافظة البيضاء من حروب ضد القاعدة على الأرض من قبل الحوثيين ومن السماء من قبل الأمريكيين بالطائرات بدون طيار في وقت معين بخطة مشتركة ..بمعنى أن أنصار القاعدة عندما يفروا من أرض المعركة مثلاً أو يحاولوا يتمترسوا في أماكن أخرى تجد الطائرات بدون طيار تقصفهم هذا تعاون واضح للعيان لا يستطيع أن ينكره أحد لأن هناك ضحايا على الأرض وهناك وقائع وشواهد على الأرض أن هناك تعاون أمريكي إيراني كبير وبالتالي للأسف الشديد كل هذه التعاون والترتيبات قد ربما تتم لترتيبات في المستقبل على حساب اليمن وعلى حساب الوطن العربي ، لو كان هناك مشروع عربي وتفاهمات عربية وفي اتفاق عربي وهناك عمل عربي مشترك على الواقع لكان هناك رادع ،، لكن مع الأسف سئمنا من الكلام والكلام فقط عن الأمن العربي والأمن القومي العربي والمصالح العربية ونجد الجميع يعمل ضد الأمن القومي العربي .
- معالي النائب رسالة أخيرة تريد أن ترسلها عبر موقعنا ؟
الرسالة هي لإخواننا في دول الخليج وخاصة السعودية وأقول لهم إذا تركتم اليمن بهذا الشكل مسرح للعبث الإيراني فستجدوا كثير من المشاكل في المستقبل وستندمون حيث لا ينفع الندم ، لا تتركوا اليمن لقمة سائغة لإيران ، يجب عليكم أن تنقذوا اليمن من الوضع الذي فيه.