الرئيسية / تقارير وحوارات / إيران ماذا تريد من جنوب اليمن؟
إيران ماذا تريد من جنوب اليمن؟

إيران ماذا تريد من جنوب اليمن؟

04 يناير 2015 05:37 مساء (يمن برس)
توجهات سفير إيران في صنعاء، حسين نيكمان، التي تلت اجتياح الحوثيين صنعاء وعدداً من المحافظات اليمنية، أثارت كثيراً من الريبة والشك، خاصة تلك التي اتجه فيها السفير نحو موانئ عدن، في وقت كانت فيه جمهورية الصين تعهدت بدفع قرض للحكومة اليمنية، لتطوير موانئ المنطقة الحرة بعدن.
 
 وعد خبراء اقتصاد هذا التوجه صافرة جرس إنذار، بتوجه إيراني نحو السيطرة على أهم بوابات اليمن للاتصال بالعالم الخارجي اقتصادياً، خاصة وأن سفير ايران كان قد طلب في وقت رافق تلك الزيارة، تأسيس مجلس اقتصادي إيراني- يمني مشترك، وتبادل المنح بين البلدين.
 
وفي تأكيد خبراء الاقتصاد لــ " أخبار اليوم الاقتصادي"، دعوة سفير ايران إلى تأسيس مجلس اقتصادي مشترك، بحسب العرف الدبلوماسي أمر اعتيادي، لكن ما المانع بأن كانت تأتي هذه الدعوة في وقت سابق، خاصة وأن سفارة ايران تعمل في اليمن منذ أكثر من نصف قرن من الزمن.
 
وتسألوا لماذا لم تأتي هذه الدعوة، إلا بعد التمدد الحوثي، والأهم هو ما معنى أن تعلن الصين تعهدها تقديم قرض لتطوير ميناء الحاويات في عدن، وتسعى إلى إبرام اتفاقية للاستثمار في موانئ المنطقة الحرة، ثم يقوم سفير ايران بالتوجه نحو هذا الميناء، وإعلان رغبة أيران بالاستثمار في موانئ المنطقة الحرة، دون وضع أي اعتبار للاتفاقات المبرمة بين الجانب الصيني واليمني في هذا الشأن.
 
وأضافوا أن مثل هذا التوجه يكشف عن توجه إيراني دون معايير للتوسع في اليمن والسيطرة على أهم البوابات الاقتصادية، التي تربط اليمن بالعالم، وتعد بالنسبة لليمن وللعالم حلقة وصل تربط بعضهم ببعض، كما أن هذا يبرهن على تجاهل السفير الإيراني، بروتوكلات التعاون والاستثمار الاقتصادي بين البلدان، والتي تقضي، بأن يحترم كل بلد ما كان قد بدأ فيه بلد أخر، في مجال التعاون الاقتصادي والاستثماري.
 
والمثير للريبة أكثر في زيارة السفير الإيراني لموانئ المنطقة الحرة، هو التأكيد بأن إيران كانت ذراع رئيس في تمويل التصعيد نحو الانفصال، ويتأكد ذلك أكثر بعد التمدد الحوثي وإعلان سفيرها في اليمن، نيتهم الاستثمار في موانئ المنطقة الحرة، وليس هذا فحسب بل أن يأتي على اتفاقات رسمية جرت بين الحكومة اليمنية والصين.
 
 ومما ثير الاستفهام ذهاب مصادر في و?الة – إيرن، تسنيم الدولية للأنباء، للقول بأن سفير الجمهورية الايرانية لدى صنعاء قام بزيارة لميناء «عدن» الاستراتيجي، وأن الزيارة جاءت بدعوة من الح?ومة اليمنية في خطوة تؤ?د أن العلاقات الايرانية اليمنية تشهد نقلة نوعية، فيما أعلن محافظ عدن أن اليمن ترغب في أن تقوم ايران بالاستثمار في المؤاني اليمنية وإعادة تشغيلها.
 
هذا في حين أن الحكومة اليمنية، في عهد حكومة باسندوة كانت أعلنت صراحة، وعبر طلب رسمي ضرورة وقف التدخل الإيراني في اليمن، وهو ما أثار تأزم العلاقات، وترافق ذلك مع إعلان القبض على سفينة الأسلحة الإيرانية جيهان"1"، والتي أثارت عاصفة شكوك في محاولة إيران للتوجه نحو السيطرة على البحر العربي.
 
وكان السفير الإيراني قد بحث مع محافظ عدن الد?تور عبدالعزيز بن حبتور فرص و مزايا الاستثمارات المتاحة أمام الشر?ات الإيرانية في مدينة عدن ومنطقتها الحرة، و ذل? خلال اللقاء الذي حضره وزير العدل خالد عمر باجنيد وو?يل محافظة عدن نائف الب?ري حيث ابدى المحافظ استعداد السلطة المحلية تقديم ?افة التسهيلات والدعم لأي استثمارات في عدن والمنطقة الحرة و ذل? وفقا لقانون الاستثمار الذي يمنح العديد من المزايا للمستثمرين العرب والاجانب .
 
وأوضح محافظ عدن أن ح?ومة ال?فاءات منحت صلاحيات للميناء و المطار والمنطقة الحرة بعدن من خلال إنشاء مجلس أمناء لهذه المؤسسات الاقتصادية وبما من شأنه تحري? عجلة الاقتصاد وخلق فرص عمل وحل مشكلة البطالة في المحافظة . و استعرض المحافظ بن حبتور الفرص الاستثمارية المتاحة في عدن بمختلف القطاعات الاقتصادية والخدمية المختلفة.
 
من جانبه ا?د السفير الإيراني أهمية تنمية العلاقات الاقتصادية بين اليمن وايران الإسلامية وتطوير أش?الها في اطار يمن قوي موحد, مبديا استعداد ايران بحث احتياجات مدينة عدن من ?افة المشاريع الخدمية والاستثمارية، إذ أن ايران الإسلامية تمتلك قدرات عالية في إنشاء مصانع محطات التوليد ال?هربائية والمصافي و الأسمنت وإنتاج الأدوية وهي على استعداد لتلبية أي دعوة للح?ومة اليمنية في أي من هذه المجالات، وأعرب عن استعداد ايران لدعم المحافظة في عدد من المجالات منها تأهيل الطلاب في الجامعات الإيرانية وتوسيع قاعدة الابتعاث للطلاب اليمنيين.
 
الجدير بالذ?ر أن ميناء «عدن» يعد اقدم ميناء في الجزيرة العربية، و يتمتع باستراتيجية عالية. و ?انت الإمارات العربية تسيطر على الميناء حتى تم الغاء عقدها العام قبل الماضي اثر اتهامات لها بانها سعت إلى إضعاف الميناء ?ي لا ينافس ميناء دبي.
 
وتزامنت زيارة السفير الايراني لعدن مع مناورات عسكرية كبيرة تجريها القوات الايرانية في جنوب شرقي إيران وبحر عمان ومضيق هرمز حتى خليج عدن حسب ما أعلنت وسائل الإعلام الإيرانية، وستستمر هذه التدريبات 6 أيام تختبر خلالها أنواعا من الصواريخ والطائرات من دون طيار.
 
وقال مسؤولون عسكريون بأن 13 ألف جندي سيشاركون في هذه المناورات التي ستمتد على منطقة مساحتها 2.2 مليون كلم مربع وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، وهي المرة الأولى التي تنظم فيها إيران مناورات بحرية على هذه المسافة البعيدة من سواحلها.
 
وأكد الجنرال عبد الرحيم موسوي الذي يشرف على المناورات للتلفزيون الإيراني أن «أحد أهداف هذه المناورات هو زيادة القدرات الدفاعية للبلاد» و«نقل الخبرة إلى العسكريين الشباب».
 
وأضاف أن «قوات البحرية وسلاح الجو أساس هذه المناورات بدعم من سلاح البر وقاعدة دفاع (الحرس الثوري) خاتم الأنبياء». ويتوقع أن تنتهي هذه المناورات بعرض في 30 ديسمبر.
 
ويأتي هذا النشاط الايراني في جنوب اليمن في وقت تقترب جماعة الحوثي المسلحة من احكام السيطرة المسلحة على شمال اليمن.
شارك الخبر