تسلمت الشرطة العسكرية اليمنية مبنى المجمع الحكومي في مدينة عمران (50 كيلومترا شمالي العاصمة صنعاء) بعد اتفاق مع مسلحي جماعة الحوثي على الانسحاب من المدينة، لكن الحكومة وصفت إعلان الحوثيين بالانسحاب بأنه "خطوة غير مكتملة" واتهمتهم بالمماطلة.
حلقة الجمعة (18/7/2014) من برنامج "ما وراء الخبر" على قناة "الجزيرة" الفضائية ،ناقشت دلالات الاتفاق بين وزارة الدفاع والحوثيين على انسحاب المسلحين من المدينة بعد سيطرتهم عليها قبل نحو عشرة أيام، وإمكانية تفادي تكرار هذه المواجهات مستقبلا.
الكاتب والباحث السياسي عارف أبو حاتم قال إن جميع الشواهد التاريخية توضح أن جماعة الحوثي لم تلتزم باتفاق واحد أبرمته، موضحا أن الضمان الوحيد لتفادي هذه الاشتباكات يتمثل في تسليم جميع الأسلحة للدولة والاندماج في العملية السياسية من خلال إنشاء حزب سياسي.
وانتقد أبو حاتم حالة الغموض التي تعيشها البلاد، وطالب الدولة بتحمل مسؤولياتها السياسية والأخلاقية في الكشف عن حقيقة ما جرى في عمران، وإعلان نتائج التحقيقات في الهجوم على اللواء 310 -المكلف بحماية المدينة- الذي أسفر عن مقتل نحو 200 جندي، والاستيلاء على أسلحة بنحو مليار دولار.
ولفت الباحث السياسي إلى أن الحوثيين أضعف من إسقاط اللواء 310 وقتل قائده، مشيرا إلى أن قوات خاصة تابعة للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح هي من قامت باقتحام المعسكر وتصفية قائده.
غموض مهين
في السياق، انتقد الكاتب والباحث السياسي جمال المليكي السلوك الحكومي الغامض في التعامل مع قضية استيلاء الحوثيين على عمران، مشيرا إلى أن الدولة لم تحترم عقلية المواطن اليمني ولم تكشف له عن حقيقة ما جرى في المدينة.
واتهم المليكي جميع الأطراف السياسية بالتخلي عن مسؤولية الضمير والحفاظ على الحلم الشعبي الذي تكون في ساحات التغيير أثناء الثورة التي أطاحت بنظام صالح عام 2011.
وشدد على أن قيام الرئيس والحكومة بدورهما في نزع السلاح من كل المليشيات الموجودة في البلاد هو الضمانة الوحيدة لتفادي هذه الحوادث مستقبلا، مؤكدا أن الدولة يجب أن تكون المالك الوحيد للسلاح في البلاد.
وطالب بإجراء تحقيق مشترك وشفاف يعلن للمجتمع الطرف المعرقل لخطوات إرساء الدولة المدنية الجديدة بعد الثورة.
تباطؤ حكومي
في المقابل اتهم الخبير في شؤون الحوثيين محمد العماد الحكومة بعدم التجاوب مع نداء الرئيس عبد ربه منصور هادي باستلام المقرات الحكومية في مدينة عمران، وأضاف أن الحكومة معروفة بتبعيتها للتجمع اليمني للإصلاح الخصم الرئيسي للحوثيين، على حد تعبيره.
وأكد العماد استعداد الجماعة لإلقاء السلاح والاندماج السياسي، ودلل على ذلك بإلحاح قائدها عبد الملك الحوثي على الإسراع في تنفيذ كل مخرجات مؤتمر الحوار الوطني دون اجتزاء نقاط وإغفال أخرى.