الرئيسية / محليات / أغرب قرية يمنية في العالم.. «قرية العميان» سكانها 63 نسمة معضمهم لايرون النور
أغرب قرية يمنية في العالم.. «قرية العميان» سكانها 63 نسمة معضمهم لايرون النور

أغرب قرية يمنية في العالم.. «قرية العميان» سكانها 63 نسمة معضمهم لايرون النور

01 يناير 2013 07:01 صباحا (يمن برس)

امر مألوف ان تجد شخصا اعمى، لكن العجيب جدا ان تجد قرية بأكملها سكانها مكفوفون، معهم في قريتهم الصغيرة اتساءل: هل بالفعل نحن نعيش في الالفية الجديدة وهل نحن بالفعل في عصر العولمة الذي اصبح فيه العالم قرية صغيرة.

 

تقع قرية "الخزنة" في عزلة " بني حسن" مديرية "عبس" محافظة حجة تسمى ايضا "قرية العميان" نسبة الى سكانها الذين فقد اغلبهم نعمة البصر وعاشوا الظلام بكل اشكاله ومعاناته يبلغ عدد سكان القرية 63 نسمة معظم من لا يرون النور فيها هم اطفال وهذا ما يجعل مستقبل القرية عوضا عن ماضيها مظلما.

 

هنا نحاول من خلال هذه السطور معرفة بداية هذه الظاهرة وما هي الاسباب التي جعلت قرية للعميان وما هو مستقبل الاجيال القادمة..

 

وعند اول منزل في قرية "الخزنة" ترى كم ان الوضع مأساوي هنا تشعر انهم ينظرون اليك بقلوبهم يتساءلون ماذا جئت به لهم وما الذي يمكنك تقديمه..

 

قلت لهم: انا صحفي اريد ان انقل معاناتكم الى المجتمع اليمني الى المنظمات الدولية ومن قد يهمه امركم..

 

اريد ان اوصل اصواتكم الى الجهات التي نامت اعينها عنكم لعل وعسى ان نجد من يؤنبه ضمير المسؤولية عن حالات الناس فلا نامت اعين بيدها ان تفتح اعين طمسها الفقر..

 

حالة من الصمت الرهيب والوجع المحزن يخيم على اطلال بيوتهم المبنية من الطين والعشش، لم تكترث السلطات المحلية ولا المركزية ولا منظمات المجتمع المدني وربما لا احد يريد ان يأخذ بيدهم قليلا علهم يرون النور.

 

احمد علي البالغ من العمر 50 عاما تحدث عن البداية قائلا:  "بداية هذه الحالة كانت في منتصف القرن الماضي دون ان يذكر ما هي الاسباب التي ادت لحدوث مثل هكذا مرض.

 

ويضيف الحاج احمد: هذا قضاء وقدر، ونحن امنا بذلك؛ لكن الحال تغير حيث تزداد حرقتنا الما على اطفالنا وفلذات اكبادنا.

 

يصمت برهة ثم يواصل: يولد الطفل سليما معافى ينمو بشكل طبيعي الى ان يصل الى سن الخامسة، وبعضهم السابعة من العمر فتبدأ تظهر عليه بدايات المرض وبشكل تدريجي الى ان تحتجب الرؤية لديه.

 

وعندما نادى الحاج احمد ابنه ماجد (7 أعوام) لم يستجب وفر هاربا وسط استغرابنا ، كيف اعمى ويهرب بهذه السرعة؟

 

وضح لنا والده ان ماجد من الحالات التي تبصر في النهار وتحتجب عنها الرؤية في الليل، يضيف احمد: ذات مرة غربت على ابني ماجد الشمس وهو في المعمال (مزرعة قريبة من البيت) بقي في مكانه حتى اشرقت شمس اليوم الثاني.

 

أما مهدي البالغ من العمر 30 عاما اعزب، فقال انه يمكن علاج الاطفال من وباء العمى لكن الظروف المادية والصحية الصعبة التي يعيشها سكان القرية لا تسمح بعلاج الاطفال.

 

وتابع مهدي بان هم سكان القرية في السنوات الاخيرة على عوزهم انصب على كيف يمكنهم حماية اطفالهم من هذه الظاهرة التي قال انها بدأت تفرض عليهم نوعا من الحصار الاجتماعي ويضيف كونه عازبا: فكرة ايجاد اسرة اصبح مستحيلا فالآخرون لا يقبلون بالتعايش معنا وهذا يؤرقنا اكثر ويحزننا.

 

قال مهدي بغصة: لا احد يزوجنا من خارج القرية ولا احد يقبل بالزواج منا باعتباره يسبب مشاكل وراثية.

 

مهدي في ختام حديثه ناشد منظمات المجتمع المدني والدولي والجمعيات الخيرية والحكومية والحقوقية سرعة العمل لإنقاذهم من هذا الوباء واعادة الحياة اليهم وقال ان الحياة لن تعود اليهم الا باسترداد ابصار الاطفال الذين يمكن علاجهم وعمل حد لإيقاف انتشار الوباء.

 

احد الشباب العميان ويدعى "طيب" (30 عاما) اعزب قال ان بداية تجربته مع العمى مثل ابن عمه ماجد في النهار يبصر وفي الليل لا يرى شيئا لكن ما ان تجاوز مرحلة البلوغ حتى اصيب بالعمى.

 

واضاف بانه كان يحب الرسم قبل ان يفقد بصره ليرى رسوماته الاولى من جديد.

 

لايزال الشاب طيب يمارس وبقدرة فائقة الكتابة بشكل جيد وبصورة صحيحة.

عاد الحاج احمد ليقول معلومة مفادها انه منذ ثلاثة اعوام زار القرية شخص يقال انه من الامارات، وقرر ان يعطي رواتب شهرية لـ13 شخصا حالتهم المادية صعبة للغاية، وقدر الراتب بـ13000ريال يمني.

 

واضاف انهم كانوا يتسلمون هذا المبلغ شهريا من شخص يمني ، لكن في اخر شهرين توقف والان نحاول نتصل بالشخص لكنه لا يرد.

 

صحيفة الشارع وموقع يمنات الاخباري يضعا موضوع هذه القرية برمته امام رئيس الجمهورية ورئيس حكومة الوفاق للعمل الجاد من اجل التخفيف من مأساة هؤلاء الناس العزل الا من عذاباتهم.

 

كما نناشد محافظ حجة اللواء علي بن علي القيسي والشيخ فهد مفتاح دهشوش وكيل اول المحافظة والشخصيات الاجتماعية المعروفة في المحافظة بوضع بنود في موازنة المجلس المحلي تساهم في علاجهم واعادة النور اليهم.

 

وفي الاخير نعتقد ان من العيب ان يكون سكان هذه القرية على هامش اهتمامات صندوق الرعاية الاجتماعية فعلى قلة ما يعطيه الصندوق فهناك اكثر من عشرين حالة محرومة من الضمان الاجتماعي.

 

*المصدر: صحيفة الشارع

شارك الخبر