2.36 تريليون دولار - هذا هو الحجم المتوقع لسوق السياحة الفاخرة العالمية بحلول 2030، والذي دخلته السعودية رسمياً بكشفها النقاب عن أول عربة من قطارها الأسطوري "حلم الصحراء"، في خطوة تاريخية تهدف لتحويل امتداد صحرائي بطول 1,300 كيلومتر إلى وجهة سياحية فاخرة تنافس أرقى المقاصد العالمية.
وفجّر الإعلان، الذي جاء خلال مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض، توقعات خبراء السياحة الفاخرة، خاصة مع الكشف عن نمو هائل بنسبة 30% في إيرادات شركة "ريل بوكرز" المتخصصة في رحلات القطارات الفاخرة خلال 2024، ما يؤكد الجوع العالمي المتزايد لهذا النوع من التجارب الاستثنائية.
ثورة في مفهوم السفر الصحراوي
صممت المهندسة المعمارية ألين أسمر دامان العربة الأولى بفلسفة تمزج بين الحرفية الإيطالية الراقية والهوية الثقافية السعودية، مبتعدة عن الزخارف التقليدية لصالح لغة معاصرة تركز على جودة المواد والتعامل المدروس مع الإضاءة الطبيعية.
وتحتوي المنظومة المتكاملة على أجنحة خاصة مزودة بنوافذ بانورامية، وصالة مجلس تعيد تفسير مفهوم التجمع الاجتماعي التراثي، إضافة لعربتي مطاعم تقدمان تجربة طعام تحكي قصة ثقافية متكاملة عبر المأكولات المحلية والعالمية.
سوق بمليارات الدولارات في نمو متسارع
تشير البيانات الحديثة إلى أن حجم سوق السياحة الفاخرة وصل لـ 1.48 تريليون دولار في 2024، ومن المتوقع أن ينمو بمعدل سنوي مركب يتجاوز 8% ليبلغ 2.36 تريليون دولار بحلول 2030، وهو ما يضع "حلم الصحراء" في قلب واحد من أسرع القطاعات نمواً عالمياً.
ويحتذي المشروع السعودي بنماذج ناجحة عالمياً مثل قطار "روكي ماونتينير" الكندي و"ماهاراجاز إكسبريس" الهندي، اللذان أثبتا الجدوى الاقتصادية للقطارات الفاخرة كمنتج سياحي عالي القيمة.
رؤية 2030 تأخذ منحى جديداً
يمثل إطلاق "حلم الصحراء" محوراً استراتيجياً في خطة تنويع الاقتصاد السعودي، حيث يستهدف جذب المسافرين ذوي الإنفاق العالي الباحثين عن تجارب فريدة تمزج بين الرفاهية والاستكشاف الثقافي.
وتتماشى رؤية المشروع مع اتجاهات السفر الفاخر لعام 2025، التي تركز على التجارب المعنوية والتفاعل الثقافي الأصيل، بدلاً من الاستهلاك السطحي، ما يضع السعودية في موقع تنافسي قوي لاستقطاب شريحة نخبوية من السياح العالميين.