"لا تختبروا صبر المملكة ولا تراهنوا على وعود وهمية؛ فمفاتيح ملف اليمن بيدها وحدها" - بهذه الكلمات الحاسمة اخترق السياسي السعودي البارز عبدالهادي الشهري جدار الصمت الدبلوماسي، موجهاً إنذاراً مدوياً لكافة الأطراف المتصارعة في الملف اليمني.
تصريحات الشهري الحادة تأتي بينما تشهد محافظتا حضرموت والمهرة الاستراتيجيتان صراع نفوذ محتدماً وتحركات عسكرية متبادلة، مما دفع المراقبين لتفسير الموقف كـ"فيتو سعودي" واضح ضد أي محاولة لتغيير خارطة النفوذ بمعزل عن الرؤية السعودية.
الرسالة التحذيرية أكدت امتلاك المملكة للأوراق السياسية والعسكرية القادرة على حماية أمنها القومي ومنع أي تجاوزات حدودية، مشددة على أن الحكمة تستدعي من كافة القوى الإنصات جيداً لمواقف الرياض وتجنب وضعها في موضع الإحراج عربياً ودولياً.
رفض قاطع انبثق من كلمات الشهري لأي محاولة فرض "أمر واقع" ميداني أو سياسي في المناطق الحدودية دون تنسيق مسبق، محذراً من تحول أي تحرك أحادي مستقبلاً إلى بؤرة توتر تهدد أمن اليمن والمنطقة واستقرار المملكة.
واختتم المسؤول السعودي تصريحاته بالتأكيد على أن استقرار اليمن يشكل جزءاً لا يتجزأ من أمن المملكة، وأن أي محاولة لتجاوز دور الرياض ستواجه بحزم لضمان عدم تحول المناطق الحدودية إلى بيئة خصبة للتهديدات المستقبلية، رغم اتسام السياسة السعودية بالتروي وعدم الانجراف خلف الانفعالات اللحظية.