تتصاعد حرب الأعصاب بين الرياض وأبوظبي إلى مستويات خطيرة، مع دخول الأزمة يومها الـ20 دون بوادر حل، حيث يواصل المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً تحديه الصارخ للنفوذ السعودي في وادي حضرموت والمهرة، رافضاً كل الضغوط لسحب قواته وتسليم المناطق الاستراتيجية لقوات "درع الوطن" الموالية للرياض.
في تصعيد عسكري جديد، ظهر القيادي العسكري مختار النوبي من داخل معسكر اللواء 37 في الخشعة بحضرموت، متحدياً الرياض مباشرة بكلمات قاطعة: "قواتنا ثابتة في مواقعها ولن تتراجع مهما بلغت الضغوط"، مؤكداً رفض تسليم المعسكر للقوات التابعة للسعودية.
تزامنت هذه التصريحات الاستفزازية مع طلعات جوية سعودية فوق حضرموت، شملت إطلاق قنابل دخانية وُصفت بـ"الرسائل التحذيرية" للانتقالي، في مشهد يكشف عمق الأزمة بين الحليفين السابقين.
على الجبهة الإعلامية، حذر الصحفي المقرب من الانتقالي صالح أبو عوذل السعودية عبر منصة "إكس" قائلاً: "التهديد باستخدام الطيران، وحتى اللجوء إلى القصف بالقنابل الحقيقية، لن يدفع الجنوبيين إلى التراجع عن أرضهم شبراً واحداً"، محذراً من "بركان غضب عارم" قد ينفجر في حال التصعيد العسكري.
سياسياً، تتوالى إعلانات الدعم من وزراء حكومة بن بريك ومسؤولين محليين لإجراءات الانتقالي الهادفة لاستعادة ما يسمونه "دولة الجنوب العربي"، في خطوة تهدف لتصفية النفوذ السعودي وترسيخ الهيمنة الإماراتية على البنية الإدارية في جنوب اليمن.
أمام هذا الواقع المعقد، تبدو السعودية في حالة ارتباك استراتيجي واضح، مع تقييد خياراتها العسكرية بسبب تجربتها المريرة في الحرب اليمنية، مما يضعها أمام اختبار حقيقي لنفوذها في منطقة تعتبرها حيوية لأمنها القومي.
يرى مراقبون أن التوتر الحالي في المحافظات الشرقية اليمنية يمثل نقطة مفصلية ليس فقط للنفوذ السعودي في جنوب اليمن، بل للتوازنات الإقليمية برمتها أمام الصعود الإماراتي المتنامي في ملفات متعددة.