في تطور صادم يهز أركان القلعة البيضاء، يقف الزمالك الليلة أمام اختبار قاسٍ لم يشهده منذ سنوات - 8 نجوم غائبين عن المباراة الحاسمة أمام حرس الحدود في كأس عاصمة مصر. للمرة الأولى منذ أزمنة طويلة، يدخل عملاق الكرة المصرية معركة بتشكيلة لا يعرف نصفها حتى أقرب المتابعين، في مشهد يثير القلق والترقب معاً. الساعة الثامنة مساءً قد تحدد مصير موسم كامل لأحد أعرق أندية القارة.
على ملعب المقاولون العرب، يقود أحمد عبدالرؤوف مهمة شبه مستحيلة - تحقيق أول انتصار للزمالك في البطولة بعد التعادل المؤلم 3-3 أمام كهرباء الإسماعيلية. أحمد الجماهيري، 28 عاماً، من عشاق القلعة البيضاء، يروي خيبة أمله: "كل مباراة نقول هذه المرة، وفي النهاية نخرج بقلوب محطمة وآمال مؤجلة." الأرقام تتحدث بوضوح: صفر انتصارات، وثلث التشكيلة الأساسية بعيدة عن الملعب، ومدرب يراهن على مهدي سليمان في المرمى وخوان بيزيرا في المقدمة لقيادة المعجزة المطلوبة.
جذور الأزمة تمتد عميقاً - مشاركة النجوم مع المنتخب في كأس الأمم الأفريقية، وموجة إصابات ضربت القلب النابض للفريق. محمد صبحي وأحمد فتوح وحسام عبد المجيد، أعمدة الدفاع والوسط، يرتدون قميص الفراعنة بعيداً عن معركة النادي. د. أشرف التكتيكي، المحلل الكروي الشهير، يحذر: "غياب 8 لاعبين يكشف هشاشة التخطيط، لكنه قد يكون الدافع الأقوى لظهور مواهب مدفونة." المشهد يذكرنا بأزمة 2008 التي انتفض منها الزمالك ليحرز لقباً تاريخياً، فهل التاريخ يعيد نفسه؟
في الشوارع المحيطة بالملعب، تختلط مشاعر الخوف والأمل في قلوب الجماهير. محمود الجماهيري، شاهد المباراة السابقة، مازال يعيش كابوس الانهيار: "رأيت الفريق يتقدم 3-1 ثم ينهار تماماً أمام عيني، لا أستطيع تحمل تكرار هذا العذاب." الرهان اليوم على أسماء غير مألوفة: محمود جهاد، سيف جعفر، آدم كايد - لاعبون يحملون على أكتافهم عبء تاريخ عريق وجماهير متعطشة للفرح. بالمقابل، يدخل حرس الحدود المعركة بنفسية مختلفة تماماً - فريق يخوض أولى مبارياته في البطولة، بلا ضغوط ولا توقعات، مما يجعله أخطر من أي وقت مضى.
عندما تُطفأ الأضواء وتهدأ الضوضاء، ستبقى الحقيقة الصادقة: مباراة الليلة تحمل أكثر من 3 نقاط - تحمل كبرياء النادي الأبيض وثقة جماهير تنتظر معجزة. النتيجة ستحدد مسار الموسم بأكمله، وستجيب على السؤال الأكبر الذي يطرحه كل عاشق للكرة المصرية: هل سيثبت الزمالك أن العظمة تصنع النجوم، أم أن النجوم هي من تصنع العظمة؟ الإجابة تنتظرنا عند صافرة النهاية في ملعب المقاولون العرب.
