في ثوانٍ معدودة، تحولت رحلة عادية بين الأصدقاء إلى مأساة هزت مجتمع صناع المحتوى السعودي بأكمله، عندما أودى حادث اصطدام مركبتين في حائل بحياة الشاب السعودي المحبوب "أبو مرداع"، بينما يحارب صديقه المؤثر "دخيّل" من أجل حياته في مستشفى الرياض بعد نقله عبر طائرة إخلاء طبي عاجلة.
انقلبت حياة ثلاثة شبان في لحظة واحدة على طريق حائل، حيث لقي صانع المحتوى الشهير "أبو مرداع" مصرعه فوراً، فيما أصيب صديقاه "دخيّل" و"أبو حصة" إصابات خطيرة تطلبت نقل الأول عبر طائرة الإخلاء الطبي في رحلة مضنية امتدت 400 كيلومتر من حائل للرياض. "الحالة حرجة ولكن مستقرة" هكذا وصف المصدر الطبي حالة دخيّل، بينما شهد أبو حصة لحظات مرعبة وهو يشاهد صديقه المقرب يفارق الحياة أمام عينيه.
لم تكن هذه الرحلة مختلفة عن مئات الرحلات التي يقوم بها الشباب السعودي بين المدن، لكن القدر حوّلها إلى مأساة تذكرنا بحوادث مشابهة هزت المنطقة العربية. أبو مرداع، الشاب العشريني الذي بدأ رحلته في صناعة المحتوى من حائل، كان يحلم بالوصول لملايين المتابعين وتوسيع نشاطه، لكن حلمه انتهى على أسفلت بارد في ليلة حالكة. خبراء السلامة المرورية يؤكدون أن طبيعة الطرق الطويلة بين المدن الشمالية تتطلب مزيداً من الحذر وتطوير أنظمة الإنذار المبكر.
الآن، بينما تترقب عائلة دخيّل نتائج العلاج المكثف في الرياض، تتدفق رسائل الدعم والتعاطف من آلاف المتابعين عبر منصات التواصل الاجتماعي. الحادث أثار موجة من التساؤلات حول ضرورة تحسين خدمات الطوارئ الطبية وتطوير أنظمة السلامة على الطرق، خاصة تلك التي تربط بين المدن الشمالية. مريم، متابعة من الرياض، كتبت: "كل مرة أسافر الآن أتذكر قصة أبو مرداع وأشد حزام الأمان بقوة أكبر" - تعبير يلخص تأثير المأساة على سلوك الشباب السعودي.
في النهاية، رحل أبو مرداع تاركاً وراءه إرثاً رقمياً يشهد على أحلامه وطموحاته، بينما يواصل دخيّل معركة الشفاء في صمت مستشفيات الرياض. القصة تطرح سؤالاً مؤلماً: متى سنتعلم أن الحياة أثمن من أن نخاطر بها على الطرق، وأن كل رحلة قد تكون الأخيرة إذا لم نأخذ السلامة بجدية كاملة؟