في تطور صادم يهز القطاع التعليمي، تواجه آلاف الطلاب في منطقة حائل مصيراً مجهولاً لاختباراتهم خلال الـ 24 ساعة القادمة، بينما يتحول مديرو المدارس إلى "حراس ليليين" يجوبون المباني بالكشافات تحت وقع الأمطار الغزيرة. الإدارة العامة للتعليم تفعّل صلاحيات الطوارئ للمرة الأولى هذا العام، في قرار قد يُغير وجه العملية التعليمية بالمنطقة إلى الأبد.
استنفار تعليمي شامل يسيطر على منطقة حائل منذ مساء أمس، حيث باشر عشرات المديرين والمديرات التواجد في مدارسهم تحت المطر لفحص التسربات وتقييم الأضرار. "سلامة طلابنا أهم من أي اختبار"، هكذا عبّرت نورا السلمي، مديرة إحدى المدارس التي قضت ليلتها كاملة تتفقد المبنى بالكشاف. الأرقام صادمة: مئات المدارس تحت المراقبة المباشرة، وآلاف الطلاب في حالة ترقب، ومراقبة مستمرة على مدار الساعة.
هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها المملكة تحديات مطرية تهدد العملية التعليمية، لكن توقيت الأزمة مع فترة الاختبارات النهائية يضعها في خانة الطوارئ الاستثنائية. الصلاحيات الممنوحة مسبقاً من وزارة التعليم كانت بانتظار هذه اللحظة الحرجة، حيث تتيح للإدارات المحلية اتخاذ قرارات سريعة دون انتظار موافقات عليا. د. سالم الحربي، خبير إدارة الأزمات التعليمية، يؤكد: "نحن أمام اختبار حقيقي لمرونة نظامنا التعليمي، والطبيعة لا تنتظر جداولنا الدراسية."
في منازل حائل، تعيش الأسر حالة ترقب غير مسبوقة، حيث تتابع فاطمة العنزي مجموعات واتساب المدرسية كل دقيقة خوفاً على مستقبل ابنتها الأكاديمي. القلق يسيطر على الطلاب أيضاً، فأحمد المطيري، طالب ثانوي، يصف حالته قائلاً: "كل ما أعددت له لأشهر قد يتأجل بسبب المطر، لا أعرف إن كان هذا حلم أم كابوس." التأثير يمتد لتغيير الروتين اليومي لآلاف الأسر، مع خطط طوارئ تتبدل كل ساعة حسب تطورات الطقس.
بينما تستمر الأمطار في الهطول، يبقى السؤال الأكبر معلقاً في أجواء حائل: هل ستنجح الإدارة التعليمية في تحقيق التوازن المثالي بين سلامة الطلاب واستمرارية التعليم؟ الساعات القادمة ستحمل الإجابة، وقد تصبح هذه التجربة نموذجاً يُحتذى به في إدارة أزمات التعليم مستقبلاً. على العائلات البقاء في حالة تأهب ومتابعة القنوات الرسمية، فالقرار النهائي قد يأتي في أي لحظة ويُغير مسار العام الدراسي بأكمله.