في تطور مفاجئ هز أركان عالم كرة القدم خلال 48 ساعة فقط، فجر أوريليو دي لورينتيس مالك نادي نابولي الإيطالي العريق قنبلة حقيقية من قلب العاصمة الرياض، معلناً حبه الجارف للمملكة العربية السعودية وكاشفاً عن اهتمامه الجدي بالاستثمار في الدوري السعودي. "أحب السعودية وأستطيع العيش والعمل هنا، فكل شيء رائع" - كلمات بسيطة أشعلت خيال الملايين وفتحت الباب أمام احتمالات لا محدودة.
وسط أجواء بطولة السوبر الإيطالي في الرياض، كشف دي لورينتيس في تصريحات حصرية لصحيفة "الشرق الأوسط" عن انبهاره الكامل بالتطور المذهل الذي تشهده المملكة، مؤكداً أن هذه زيارته الثانية وأن انطباعه يزداد إيجابية مع كل لحظة يقضيها على الأراضي السعودية. "أنا مفتون تمامًا بالسعودية... تحيا السعودية، وتحيا إيطاليا" قال بحماس واضح، قبل أن يسقط القنبلة الأكبر: النادي الذي قد يستثمر فيه هو النصر، النادي الذي "لعب فيه رونالدو".
هذا الاهتمام المفاجئ لم يأت من فراغ، بل جاء كنتيجة طبيعية لنجاح رؤية السعودية 2030 في تحويل المملكة إلى وجهة عالمية للاستثمار الرياضي. تأثير صفقة كريستيانو رونالدو التاريخية مع النصر كان بمثابة البرق الذي أضاء السماء المظلمة، حيث زادت قيمة الأندية السعودية بنسبة تفوق الـ500% منذ وصول الأسطورة البرتغالية. دي لورينتيس، الذي يملك خبرة عقود في إدارة ناديي نابولي وباري، لا يخفي إعجابه: "رونالدو هو الأفضل، إنه أفضل لاعب في التاريخ".
ولكن التأثير الحقيقي لهذه التصريحات يتجاوز مجرد الكلمات المجاملة. خالد النصراوي، المشجع الذي يحلم منذ سنوات برؤية ناديه يحقق القمة الأوروبية، لا يخفي حماسه: "لو جاء دي لورينتيس للنصر، فسنحصل على خبرة إيطالية عريقة تضاهي أكبر الأندية الأوروبية". الاستثمارات المتوقعة في القطاع الرياضي السعودي تقدر بـ78 مليار ريال بحلول 2030، وهو رقم يعادل ميزانية 50 نادياً أوروبياً مجتمعة. هذا الواقع الجديد يفتح أبواباً لا محدودة أمام فرص العمل وتطوير السياحة الرياضية وإنشاء أكاديميات تدريب متطورة.
في مشهد طريف يختصر حالة الحماس التي تجتاح الشارع السعودي، مازح حفيد دي لورينتيس البالغ من العمر 12 عاماً جده بتوقع فوز النصر بالدوري هذا الموسم، ليرد المالك الإيطالي مبتسماً: "سأفكر كما يفكر حفيدي... وأرشح النصر". هذه اللحظة الإنسانية البسيطة تحمل دلالات عميقة: فحتى الجيل الجديد أصبح يرى في الكرة السعودية مستقبلاً مشرقاً يستحق الاستثمار. السؤال الذي يحير الجميع الآن: هل ستتحول هذه التصريحات إلى واقع ملموس، أم أنها مجرد بداية لموجة استثمارية أوروبية ستغير وجه الرياضة في المملكة إلى الأبد؟