في تطور مصيري يحدد مصير آلاف الأسر السعودية، تبقت 30 يوماً فقط أمام المستفيدين الذين ظهرت لهم حالة "غير مؤهل" في الضمان الاجتماعي المطور 1447 لتقديم اعتراضهم الأخير. هذه المهلة النهائية التي حددتها وزارة الموارد البشرية تمثل الفرصة الذهبية الوحيدة لتصحيح الأوضاع والحصول على الدعم المالي الحيوي، وبعدها لن تُقبل أي طلبات اعتراض مهما كانت الأسباب.

أم محمد، الأرملة البالغة من العمر 45 عاماً والأم لثلاثة أطفال، تروي صدمتها: "فوجئت برفض طلبي رغم أنني أستوفي جميع الشروط ظاهرياً. الآن أسابق الزمن لتحديث بياناتي وتقديم الاعتراض قبل انتهاء المهلة." هذا المشهد يتكرر عبر المملكة حيث تشهد المنصة الإلكترونية ازدحاماً غير مسبوق من المتقدمين الذين يكافحون ضد الوقت لإنقاذ فرصتهم الأخيرة في الحصول على الدعم.

السبب وراء هذا السباق المحموم يعود إلى معايير الاستحقاق الدقيقة التي وضعتها الوزارة، والتي تشمل عدم تجاوز الدخل الشهري للحد المانع، وعدم الإقامة خارج المملكة لأكثر من 90 يوماً متواصلة، بالإضافة إلى ضرورة دقة البيانات المالية والشخصية. "النظام أصبح أكثر ذكاءً في كشف التضارب بين البيانات المقدمة والمعلومات الرسمية" تؤكد د. سارة المطيري، خبيرة الحماية الاجتماعية، مشيرة إلى أن معظم حالات الرفض تعود لأخطاء في البيانات يمكن تصحيحها.

النجاح في الحصول على قبول الاعتراض يمكن أن يغير حياة الأسر تماماً، فالدعم الشهري الذي يوفره البرنامج يصل إلى مئات الريالات شهرياً، مما يعني الفرق بين الاستقرار المالي والمعاناة المستمرة. خالد العتيبي، 38 عاماً، يشارك تجربته الناجحة: "نجحت في قبول اعتراضي بعد تحديث بياناتي المالية وإرفاق المستندات المطلوبة. الفرق كبير جداً في الوضع المالي للعائلة." لكن الخطر الأكبر يكمن في تجاهل هذه المهلة الحرجة أو التأخير في اتخاذ الإجراءات اللازمة.

مع اقتراب نهاية المهلة المحددة، يواجه آلاف المستفيدين لحظة حاسمة قد تحدد مستقبلهم المالي للشهور القادمة. الفرصة متاحة الآن عبر منصة الدعم والحماية الاجتماعية، والخطوات واضحة ومحددة، لكن الساعة تدق بلا هوادة. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل ستكون من الذين اغتنموا فرصتهم الأخيرة، أم ستتركها تفلت من بين يديك إلى الأبد؟